الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

انتظروا الجلاد

الجلاد فى مرحلة الدراسة بس لازم نعمل شوية تحريات عن الموضوع علشان نطلع حاجة نضيفة شغل فنادق تعجبكوا

أن شاء الله تكون عند حسن ظنكوا و تستمتعوا بيها زى اللى قبلها

محمد محسن 

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

الدرب المسكون ( الاخيرة )


نظر محمود الى الكتاب ليجد الصفحة عبارة عن رسم رمزى يمثل جسدا تخرج منه الروح على هيئة غراب أسود كبير و كتب تحتها " التطهر من الشرور اولى خطوات الصواب " فقام محمود بقراءة ما كتب فى الاسفل " تطهر من أثامك و أعترف بما قمت به من أخطاء " فقام محمود بكتابة جميع ما يتذكره من شرور قام بأرتكابها و عندما انتهى فوجىء بالكتابة قد أختفت و ظهرت صورة رمزية أخرى تمثل رجلا يتشبث بكتاب سميك و مكتوب تحتها " تمسك بالايمان بالحقيقة حتى لا تضيع فى أغوار عقلك " فقام محمود بقراءة ما كتب أسفل العبارة " تذكر سعيك و ما جئت من أجله و لا تجعله يغيب عن عقلك " فقام محمود بكتابة ورقة و وضعها فى جيب قميصه ثم قام بكتابة العبارة فى داخل الكتاب لتختفى الكتابة و يغلق الكتاب بعنف من تلقاء نفسه و فجأة أنقطع التيار الكهربى و أحس محمود بمن يجبره على النهوض من على الكرسى فقام محمود بالنهوض و السير ناحية الصاله و هو يحس بأنه مرغم على فعل ذلك و هنا وجد المكتب يضىء بنور خفيف و رأى والده يجلس على المكتب و يقول " تفتكر سهل انك تعمل اللى كلنا ما قدرناش نعمله " فقال محمود " اللى هو أيه " فقال والده " بص يبنى الموضوع مش هاينتهى و لو انتهى هايبدأ من جديد و لو ما بدأش تانى هانبقى فقدنا أخر خيط بيننا و بينهم " فقال محمود " انت اللى قتلت سميرة أبو الحسن " فقال والده " زى ما انت قتلت التلاتة اللى قال عنهم الظابط بالظبط " فقال محمود " انت بتقول أيه يا حاج انا ما قتلتش حد " فقال والده " أياك تكون فاكر ان لواء فى المخابرات العامة هايتصل ينجدك من نفسه لولا اننا اتدخلنا و خليناه يعمل كده كان زمانك تحت رجل احمد ابو العزم لحد دلوقتى ما تستقواش يبنى كلنا ضعفاء و زى القش ممكن نفضل فوق المياة بس مش ممكن نقدف و نروح مطرح ما نعوز " فقال محمود " ازاى الانسان حر و بعدين تعالى هنا انا قتلت ازاى و انا ما اتحركتش من البيت " فقال والده " أفتكر كده صاحبك فى الشغل لما قالك انه شافك ماشى فى الشارع و نداك و انت ما رديتش و الا البواب اللى قالك انه شافك و انت طالع الفجر و برده نادالك و ما رديتش عليه اتحكم فيك و خلاك تقتل و ترجع و ما تحسش بنفسك و الا حد يحس بيك نبهوه لما قالولك انهم شافوك " فقال محمود " نبهوا مين و قتل أيه " فقال والده " بص يبنى اخر حاجة هاقولهالك ما تعملش اكتر من طاقتك انا عارف انى سايبلك ميراث تقيل فى الفلوس و تقيل فى الحياة بس كل اللى اقدر اقولهولك خد بالك من نفسك و حاول ما تناقشوش " فقال محمود " اناقش مين " و هنا قام والده بأدارة ظهره و سار ناحية الغرفة حتى اختفى و هنا سمع محمود صوتا باردا عميقا أجش يأتى من خلفه يقول " وصلت لوحدك من غير ما أدلك " فالتفت محمود بسرعة ليجد نفسه يحدق فى رجل يناهز الخمسين من عمره متشحا بالسواد و يقول له " غريب انت يا أخى حياتك ماشية و طلباتك كلها أوامر عايز ايه تانى ليه عايز تحط نفسك فى اللى مالكش فيه " فقال محمود " انت مين " فقال الرجل " تقدرتسمينى روح او قاتل او عالم او عازف او كاتب او مثقف او صالح عبد الحى دراز " فقال محمود " انت ميت ازاى قاعد قدامى " فقال صالح " و انت حى ازاى قاعد على الكرسى و انت واقف " فهرع محمود الى باب المكتب و نظر الى الكرسى ليجد نفسه جالسا فى وضع نائم فرجع مسرعا و قال " انا فين " فقال صالح عبد الحى " انت تقدر تقول انك فى الفاصل بين عالمين عالم الاحياء اللى انت فيه بجسمك و روحك بدليل انك بتتنفس و عالم الاموات اللى انت فيه بعقلك بدليل انك بتكلمنى انت دلوقتى كيان نص مادى يعنى بين البينين " فقال محمود " انت ازاى خليتنى اقتل " فقال صالح عبد الحى " برافو عرفتها لوحدك برده و الا أى حاجة زى ما طلعتك من القسم و زى ما وصلتلك عمتك عمتك اللى انت ما سألش عليها و الا حضرت دفنتها يا محمود شفت بقى انك قليل الاصل و واطى " فقال محمود " دفنتها ؟ هى ماتت " فقال صالح عبد الحى " كانت مجرد أداه علشان اجس بيها انت وصلت لايه ما كنتش عايز اظهر فى الصورة دليتها عليك و جاتلك و لما مهمتها خلصت ساعتها عيت عيا شديد أوى و كنت مديلك فرصة أخيرة انك تروح تشوفها و تسأل عنها لكن انت أخ منك و الا سألت فيها قولت وجودها من عدمه مش مهم اريحك منها خالص " فقال محمود " و الباقى قتلتهم ازاى ؟ " فقال صالح عبد الحى " لالالالا انا ما قتلتش حد انت اللى قتلتهم حفيدى و انت اللى روحت و رشيت اسبراى فى وشه و شنقته فى الفيلا بتاعته طبعا كان لى دور بس انت كمان زعقتله و كنت مدايق منه و علشان تعرف انا بحبك ازاى بديتك على حفيدى و قتلتهولك الدكتور نفس الكلام بعبعت معاه بكلام كتير انت يا محمود و لقيت سيرتى جت ما قدرتش امسك نفسى و دمى فار روحت مخلص عليه بأيدك برده و سيبت تليفونك علشان ادلك ان فى حاجة بتحصل غلط بس انت سقطت للمرة التانية و كذبت على صاحبك منير و الظابط اللى بيحقق معاك و طلعت منها بالكذب ساعتها اتأكدت انك أفضل واحد ممكن يساعدنى فى مهمتى اما بقى التالته اللى كانت الاولى بس انا فضلت اسيبها للاخر فكان حسن الله يكحمه مطرح ما راح بصراحة دايقنى يا محمود و ما كانش بينزلى من زور من ساعة ما أبوك كان بيكتب فى الكتاب و حسن يقوله بلاش و بتاع و تصور ابن الكلب كان عايز يحرق الكتاب مرتين لولا ان ابوك لحقه تخيل ابن ستين كلب عايز يحرق شقا عمرى كان لازم يموت بس برده علشان بحبك موته فى أعز مكان على قلبه دكان حارة اليهود أى خدمه يا عم و برده انت فشلت و ما سألتش القضية راحت فين و الا جت منين و رميت الدكان و الا كأنه كان أغلى على ابوك من عمره اللى ضاع فيه شوفت بقى انت قد أيه وسخ و نتن و ما تتقلعش من الرجل يا محمود ؟ " فقال محمود و هو يبكى " انت اللى كنت بتحركنى " فقال صالح بلهجة مرعبه " انت كنت عايزها من جواك انا ما ضربتكش على ايدك يا ابن الناس انت فكرت فيها و روحت و جيت و انت اللى كنت بتدور على الشر مع انك كان ممكن تدور على الخير و تتمسك بيه " فقال محمود " الكتاب لو اتورث و الا اترمى انا كنت هاموت " فقال صالح " شفت بقى انك أوسخ من الوساخة كنت انت لوحدك تموت و الا تموت 4 لحد دلوقتى " فقال محمود " مين الرابع " فقال صالح عبد الحى " انا ما قولتلكش مش أحمد أبو العزم و هو قاعد لوحده بعد قرار العزل و التحقيق ضرب نفسه بالنار و انتحر فى المكتب دا قسم مدينة نصر مقلوب يا راجل " فقال محمود " اهو ده بالذات انا ما قتلتلوش و يستاهل دا ابن كلب فاسد " فقال صالح عبد الحى " لتالت مرة بتثبت انك وسخ يا حودة هو انت بقيت مكان اللى بيحاسب الناس انت حيالله حتة بشر بقيت بتقرر مين يموت و مين ما يموتش " فقال محمود " طب و الناس الاموات اللى انا بشوفها ديه " فقال صالح " دى مجرد رسايل ببعتهالك علشان اقولك تعمل أيه مش أكتر و على العموم الرسايل ديه هاتنتهى خلاص أحنا جلسنا جلسه تعارف و انتهينا يا حبيبى القرار قرارك يا حودة على فكرة فى ورقة فى جيب قميصك علشان تفكرك ان انت جاى تسيب الكتاب هنا و تمشى و ان دا هدفك على العموم انت لو حطيت الكتاب على الارض و رجعت على المكتب و قعدت عالكرسى هاتصحى و كأن شيئا لم يكن و هاتنسى كل حاجة مع الزمن دا لو قدرت تعيش بعقدة الذنب على فكرة ولاء بتخبط على الباب البت بتحبك و شارياك مصيرك قصادك أختار " و هنا وقف محمود و هو يمسك بالكتاب و قال بصوت شعيف " أبويا قتل سميرة أبو الحسن " فقال صالح " المرة الزبالة كانت عرفت سرى انا و ابوك و كانت هاتفضحنا راحلها يقتلها كان خايف أحسن ما يورثكش الكتاب و الا يضيع وسط اللى ضاعوا ابوك كان عايز يكمل معايا و يفضل فاتح وصال بين العالمين تقدر تقول كان حارس البوابة الله يرحمه على العموم هو كل يوم معايا قصره هاتحط الكتاب و تعدى هاتتحرر عايز تكمل المشوار انا معاك و كتفى فى كتفك أختار " و هنا ظهر والد محمود و قال " الحق روحك يبنى و اختار الشمس بتطلع و لو ما لحقتش هاتفضل معلق فى اللى انت فيه ده أختار يبنى " فوقف محمود و العالم يدور من حوله ثم قال بلهجة بارده " أحنا مجرد قش بنعوم على وش الميا بس ما ينفعش نقدف و نوصل للى عايزينه فى موج قوى بيجرفنا اهم حاجة اننا نسعى بس فى الاخر احنا قش " و ذهب ناحيه المكتب و هو يحمل فى يده الكتاب و قال " صالح يا عبد الحى انا غير ابويا عاهدنى ما فيش قتل تانى " فقال صالح " و نقتل ليه تانى مش عايزين قتل خلاص من دلوقتى انا تحت أمرك و خدامك انت اللى هاتمشى الدفه و انا هابقى مجرد تابع " و هنا جلس محمود و قام بأخراج الورقة من جيب قميصه و مزقها و هو يقول " ما ينفعش انكر نفسى و اعيش برىء و انا قاتل كلنا مجرد قش "

التاسع من أكتوبر : 2015 : الساعة العاشرة مساءا :-

يا محمود سكت خالد انا مش قادرة عليه "  قالتها ولاء و هى تنادى على محمود من بهو الفيلا لكى يصل صوتها الى غرفة المكتب فقال محمود و هو ينهى كتابة شىء ما فى كتاب اسود سميك " هو أبنى و الا ابنك استنى انا نازله الواد ده " و فى خارج الفيلا وقف كل من خالد الدياش و صالح عبد الحى يراقبان خالد محمود خالد الدياش و هو يعدو و يعدو وراءه والده و قاما بالنظر الى الافتة المكتوبة على باب الفيلا التى كانت تقول " فيلا ورثة المرحوم خالد الدياش و صالح عبد الحى .........
تمت بحول الله تعالى و قوته فى 17/10/2012
شكر خاص الى كل من :-
عمرو محمد خميس
محمد مدحت أحمد
محمد حمدى الدسوقى
مصطفى حلمى
أحمد محمد نادر
أدهم
الشخصيات و الاحداث محض خيالى البحت و لا توجد لها علاقة بالواقع .
بعض الاماكن المذكورة واقعية..
تمت الرواية بفضل الله مع لقاء يتجدد مع احداث الرواية القادمة (الجلاد)
انتظرونى فى أقرب الاوقات
رجاءا من كل من انتهى من الرواية ترك تعليق عن رأيه فى الرواية ككل و الانضمام الي على موقع فيسبوك
mohamed mohsen
و شكرا و الى اللقاء
محمد محسن صالح
17/10/2012

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

متأسف جدا يا جماعة

متأسف جدا جدا على التأخير فى نزول الحلقة يا جماعة بس و الله ربنا يعلم الظروف و طبيعة الشغل بس أن شاء الله بكرة بأمر الله الاخيرة تكون عالمدونة

و متشكر جدا جدا على المتابعة الدائمة لاعمالى و أرجو انها تستمر فى الرواية الجديدة أن شاء الله

محمد محسن 

الخميس، 11 أكتوبر 2012

الدرب المسكون 16


وازرة الداخلية
قطاع رقم 4 أ
قسم شرطة مدينة نصر

أنتفض العسكرى امام مرور أحمد أبو العزم رائد القسم الذى قال بمجرد رؤيته " ابعتلى حسن بيه منجى يبنى بسرعة " و بمجرد دخوله مكتبه انتفض النقيب محمد راغب و قال بمجرد رؤية أحمد ابو العزم " تمام سعادتك يا باشا الواد محطوط تحت المراقبة من ساعة ما حضرتك أمرت و فعلا تصرفاته مريبة يا باشا " فقال أحمد ابو العزم و هو يشعل سيجارته " لما منجى ييجى و يقولى المراقبة جابت ايه " و هنا فتح الباب و تقدم نقيب حسن منجى الذى قال " تمام يا أحمد بيه المراقبة قالت انه سافر اسكندرية و راح عند بيت القتيلة يا باشا و الشهود أكدوا انه دخل الفيلا و خرج سعادتك حط ورق ملفوف فى بلاستيك فى جيبه و خرج مع البت اللى اسمها ولاء ديه يا باشا جارته مرتين و هى راحتله البيت مرة يا باشا " فقال أحمد ابو العزم " و انا هالاقيها من ابوه و الا من الولا الصغير كمل يا منجى " فأكمل منجى قائلا " حضرتك دى كل المعلومات طبعا لو فتحنا القضيتين القدام بتوع خالد الدياش تقريبا نفس الملابسات و نفس الحوادث يا باشا " فانتفض أحمد أبو العزم و أدخل سلاحه داخل الجراب و قال " هو فى البيت دلوقتى " فقال منجى " أيوة سعادتك بس ما معاناش أذن نيابة " فقال أحمد ابو العزم و هو يحرك أنفه مصدرا صوتا بذيئا " ملعون أبو أم النيابة و أنا من أمتى بستنى نيابات يلا بينا يا رجالة "

الثانية و النصف ظهرا : شقة محمود :-

صرخ محمود و هو يعدو ناحية الباب " طيب طيب مين الحيوان اللى بيخبط كده " و بمجرد ان فتح الباب فوجىء بمن يدفعه و هو يقول " الحيوان ده يبقى اللى جابك ارقد يالا " و قام صاحب الصوت بأرغام محمود على النوم على الارض و قام بأحكام قبضته على يديه فلم يستطع محمود الفرار و قال صاحب الصوت " يلا يا رجاله فتشولنا البيت ده حته حته يلا " فقال محمود " يفتشوا مين أنت مين " فقال صاحب الصوت " انا الرائد أحمد أبو العزم يا روح أمك " فقال محمود " ما تجيبش سيرة أمى على لسانك انت فاهم " فقال أحمد ابو العزم " و ماله حقك علينا أنت و أمك تعالى بقى نتفاهم عندى " فقال أحد الرجال " تمام سعادتك يا باشا لقينا الكتاب ده و السلاح ده حضرتك " فقال أحمد أبو العزم " سلاح أيه ده " فقال العسكرى " سكينه عليها حاجة حمرا يا باشا " فقال أحمد ابو العزم و هو فى قمة غضبه " حمرا أيه يا عسكرى نمرة شم ميتينها " فقال العسكرى بعدما قم بشمها " فراوله يا باشا " فقال أحمد أبو العزم و هو ينهض محمود " دور نفسك مكتب يا روح أمك و أبقى قول للمأمور فراولة " وقال موجها كلامه لمحمود " يلا بينا يا حيلتها "

الرابعة عصرا : مكتب أحمد أبو العزم :-

أشعل أحمد أبو العزم السيجارة رقم 8 و هو يقول " مش هاقول تانى كنت فى اسكندرية بتعمل أيه " فقال محمود " انا قولت اللى عندى كنت بزور الدكتور " فقال أحمد أبو العزم " انت هاتصيع على يالا انت عمرك ما شوفته قبل كده هاتزوره أزاى ولا و رحمة أمك لو ما جيت دغرى لاطلع عين أمك " فقال محمود و هو ينظر اليه " امى زى أمك يا باشا و الا انت مولود من مرة مالهاش زى " و هنا انتفض أحمد أبو العزم و قام بأمساك محمود من ياقته و دفعه ناحية الحائط حتى أرتطم بها بعنف و قال " المرة اللى انت بتقول عليها خلفت دكر يا روح أمك تحب نشوف مين فينا الدكر ؟ " فقال محمود و هو ينفض يد أحمد أبو العزم " ما انت اللى كل كلمة أمى أمى ما تحترم أمى علشان أحترم أمك " فأنزل أحمد أبو العزم يده و قال " يبنى انت عارف انت هنا ليه انت متهم بقتل 3 بظروف مختلفة انت فاهم حسن و الموته كانت بفعل فاعل و دا اللى عرفناه لما عاينا المحل اللى سعادتك ما بتسألش عليه و التانى محمد عبد الحكم دراز شنقته و التالت الدكتور سامح عبد المقصود و موبايلك كان فى أيده لولا الظابط الطرى اللى حقق سابك تمشى اقول تانى و الا كفاية " و هنا سقط محمود على الكرسى و هو يقول " و انا هاقتلهم ازاى ؟ " فقال أحمد أبو العزم و هو يعطى محمود سيجارة " أتفضل انت شاب جامعى و عندك سنتر 5 أدوار بتاع ترجمة و واد عيشتك مرتاحة يعنى ايه اللى خلاك تقتل " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " اقتل ايه انا لو شفت دم يغم على هاقتل ازاى ؟ " فقال أحمد ابو العزم " حط نفسك مكانى و على فكرة ابوك كان متهم بقتل سميرة أبو الحسن و طلع منها بضمان محل الاقامة يعنى فى تسلسل أجرامى فى العيلة ما شاء الله " فقال محمود " أبويا مين انا عمرى ما عرفت ان ابويا دخل قسم " فقال أحمد أبو العزم و هو يشعل السيجارة التاسعه " دخل يا روح الروح و طلع منها بضمان محل الاقامة " فقال محمود " طب ازاى انا ما أعرفش اللى انت بتتكلم عنه ده قتل أيه و محل اقامة أيه انا مش فاهم حاجة " فقال أحمد أبو العزم " و أيه الكتاب الوسخ ده " فقال محمود " دى حكاية طويلة " فقال أحمد أبو العزم " ما تتكلم يالا انا هاشحت منك الكلام " فقال محمود " مش هاتصدقنى و هاتودينى مستشفى المجانين أيه لازمتها طيب " فقال أحمد أبو العزم " اتكلم يالا بدل ما أنطقك " فقال محمود و هو يصرخ " مش هاتصدقنى مش هاتصدقنى اقولك ازاى انا فى نظرك قاتل هاتصدقنى ازاى " فقال أحمد ابو العزم و هو يلكم محمود " لو صوتك على تانى هاخليك تصوت زى المرة الحامل فاهمنى " فقام محمود بمسح الدماء من جانب فمه و هو يقول " اللى انت بتعمله ده مش قانونى و انا ممكن أوديك فى ستين داهية " فقال أحمد ابو العزم و هو يلكمه للمرة الثانية " تودينى انا فى داهية قوم يا روح امك هاعرفك انا تودى مين فى داهية " و قام بركل محمود بقدمه و هبط على فكه بلكمه مدوية انفجر صداها داخل عقل محمود ليفقده التوازن و هو بضرب اللكمة الثانية لولا ان سمع طرقا على الباب فقال " ما حدش يدخل " و هنا ركل أحدهم باب المكتب بقدمه ليكسره و يسقط طبله الباب بجانب راس أحمد أبو العزم الذى قال " انت مين و ازاى تكسر الباب " و نظر الى الاعلى ليرى القادم و بمجرد أن لمح البدله السوداء حتى انتفض و قال " مين حضرتك " فقال الشخص القادم بلهجة باردة تسربت برودتها عبر أطراف محمود لتنهضه من ثباته " مقدم حسن السعيد الامن الوطنى " فقال أحمد ابو العزم و هو ينهض محمود " اتفضل يا باش المكتب نور " فقال حسن السعيد " فين أذن النيابة بالقبض يا حضرة الظابط " فقال أحمد أبو العزم محاولا تبرير موقفه " يا افندم كانت حالة ضرورة قصوى و ما كانش ينفع أستنى أذن النيابة " فقال حسن السعيد " و حياة أمك ؟ " طيب أيه سبب ضبط و أحضار الاستاذ " فقال أحمد أبو العزم " يا أفندم جرايم القتل الثلاثة اللى قالبه الوزارة هو ضلع أساسى فيها " فقال حسن السعيد بلهجة مرعبة " ضلع أيه يا حضرة الرائد انت بتهرج انت عارف مين اللى اتكلم و عرفنى ان الاستاذ هنا و الا ما تحبش تعرف " فقال أحمد أبو العزم بلهجة لا مبالاة " هايكون مين يعنى يا افندم دا حته عيل لا راح و الا جه " فقال حسن السعيد " لواء من جهة أمنية عليا يا روح أمك " فهربت الدماء من وجه أحمد أبو العزم و قال " جهة أمنية عليا مين يعنى " فقال حسن السعيد " جهة شعارها عين و نسر و أفعى يا روح أمك " و هنا سقط أحمد أبو العزم على الكرسى و قال " يا نهار أسود هو مسنود للدرجة ديه " فقال حسن السعيد " لا و لسه لما تعرف صدر قرار بوقفك عن العمل و أحالتك للتحقيق المباشر أمام محكمة سرية و ايقاف المرتب و الترقيات لحين الانتهاء من التحقيق و تجريدك من سلاحك الشخصى و البدلة الميرى لحين البت فى أمرك " و قال موجها كلامه لمحمود " اتفضل يا استاذ تقدر تروح احنا متأسفين هاتلاقى برا عربية من القسم هنا مستنياك توصلك لباب البيت اتفضل أحنا متأسفين على الازعاج " .....

الثانية عشرة منتصف الليل : غرفة نوم محمود :-
أنتفض محمود بعدما حلم بجده و هو يخبره بما حدث حتى يخرجه من مأزقه و هو الذى لم يتذكر محمود تفاصيله الدقيقة و كانت أخر الكلمات التى قالها الجد " كمل طريقك أحنا معاك " و هنا جلس محمود خلف مكتبة منتظرا اللحظة المنتظرة بعدما استطاع حل اللغز الذى كتبه فى ورقة و وضعها أمامه على المكتب التى كانت تقول "
الكل تحت السماء يتساوى بين ليل مؤقت و نهار مؤقت لحظة ميلادك و عودتك هى لحظة انسلاخ النهار من الليل " و هنا أيقن محمود انه لابد عليه ان ينهى ما يحدث و ان عليه ان يدحر الكتاب الى غير رجعه و ايقن بالفعل ان هذا العمل من الممكن أن يكون من أهم الاعمال التى فعلها و سيفعلها طيلة عمره و فى لحظة بداية ظهور أول خيط للضوء فى قلب السماء السوداء فتح محمود الكتاب ليجد أمامه ما لم يكن يتوقعه على الاطلاق و الذى جعله يتأكد من أنهي سير على الدرب الصحيح للوصول الى الدرب المسكون
يتبع
محمد محسن

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

ايه يا جماعة :)

الحلقة بكرة و ما شوفتش اى حلول هو صعب للدرجة ديه ؟؟؟؟؟؟؟

على العموم الحلقة ان شاء الله هاتنزل بكره و يا رب النهاية تعجبكوا و الرواية ككل تكون عند حسن ظنكوا
و متشكر جدا على المتابعة

محمد محسن

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

الدرب المسكون 15

التاسعة مساءا : غرفة المكتب شقة محمود :-

نكس محمود رأسه بعدما قرأ الورقة للمرة الثانية فقالت ولاء اللتى تقف بجانبه " فى أيه يا محمود " فناولها الورقة فى صمت ففتحتها لتجد الورقة تقول .....

"" أنا الدكتورة سميرة ابو الحسن اكتب رسالتى و التى ستكون بالطبع الاخيرة فهناك من يدق الان على باب الغرفة لكى يقتلنى ليمنعنى من نشر الحقيقة اسطورة الكتاب تقول انه ملعون بخدام من الجن و الشياطين و انه عندما يسلم لمالك جديد يقتل المالك القديم و يصبح الجديد هو سيد الكتاب و لكنى اكتشفت الحقيقة الكاملة أنه درب مسكون و الكتاب هو بوابة المرور اليه درب ملىء بالارواح المعذبة و المطرودة ليوم الحساب و بعض العوالم المحجوبة عنا منذ هبوط أدم الى الارض الكتاب هو بوابة مرور و عندما يسلم لمالك قديم يقتل القديم خشية أن يكون قد تمكن من معرفة السر الاعظم للكتاب التخلص من الكتاب مستحيل لان الكتاب يعتبر من أهم أدوات الوصل بين العالمين المادى و المحجوب و لهذا يعتبر الكتاب من أهم الاشياء التى من الممكن ان تكون بعض الكائنات الاخرى تحرسها لذلك هناك طريقتين للتخلص من الكتاب أما ان يضهب مالكه الى عالم الاموات و يعود مرة أخرى و هو بالطبع شىء مستحيل اما أن يصبح المالك هو السيد و يسعى ليكون حلقة الوصل بين العوالم و لكن حتى هذا الاخيار مستحيل لانه سيتوجب عليك ان تورث الكتاب للنسل الباقى من بعدك و انت بهذا تحكم على ذريتك بنفس المصير حتى قيام الساعة اما ان تختار الموت المحقق و سيورث الكتاب رغما عنك انها الحرب الابدية بين القلب و العقل و النفس و المادة و العلم و الروحانيات انه الاختيار ... او الانسيار
                                               سميرة أبو الحسن ""

و عندما فرغت ولاء من قراءة الورقة قامت بقلب الورقة لتجد عبارة ملوثة بنية تقول "" الكل ت.. السم.. يت...ى بين ل.. مؤ.. و نه.. مؤ.. لحظة مي...ك و ع...ك هى لح.. ا.... ال..ر من ال... "" فقالت ولاء " دا فى لغز ورا " فقال محمود و هو ينفث دخان سيجارته " مش لغز كانت مفهومة بس اللى دبح الدكتورة سميرة حوله للغز علشان ما حدش يفهمه " فقالت ولاء و نظرة الخوف ترتسم على وجهها " و هاتعمل أيه دلوقتى " فقال محمود و هو ينظر اليها " انتى اللى هاتعملى ايه اديكى عرفتى كل حاجة انتى اللى هاتعملى ايه بقى " فقالت ولاء " يعنى ايه " فقال محمود " زى ما قريتى انا دلوقتى بقيت قدام مصيرين اسود من بعض و قال ايه فى أختيار طب أقول أيه يعنى " فقالت ولاء و هى تنظر فى عينيه " يعنى هاتستسلم لشوية خرافات و تخليهم يتحكموا فى حياتك " فقال محمود " انتى مش فاهمه حاجة دى مش خرافات دى حاجات بتحصل مش كل حاجة بتحصل لازملها تفسير علمى فى حاجات برا حدود العقل البشرى و فى النهاية دا قدر ما حدش يقدر يغيرة " فقالت ولاء " لا دا مش قدر لو قدر ما كانش اتبعتلنا حاجات نقدر نتخلص بيها من الكتاب و ما كانش حد عرف سره يا محمود " فقال محمود و هو يلقى بسيجارته فى غضب " اه فعلا حاجات مهمة جدا اروح عالم الاموات و ارجع تنانى سهله هاركب عبود مؤسسه و و انا راجع أنزل شبرا الخيمة و اركب المترو لرمسيس ما فيهاش حاجة او اخلف ولد و لما يتخرج و يحلم انه يحب و يتجوز أقوله سورى يا حبيبى لازم تبقى حلقة الوصل بين العالمين " فقالت ولاء و هى تضع يدها على خده " لازم تواجه يا محمود لازم " فقال محمود و هو يشيح بوجهه بعيدا " اواجه ليه و علشان ايه ما خلاص كل حاجة وضحت " فقالت ولاء من خلفه " تواجه علشانى علشان بحبك من تلات سنين و كل يوم استنى اشوفك و انت رايح الشغل او و انت نازل تواجه علشان لحد دلوقتى ما كلمتش شاب و شايله نفسى ليك تواجه علشان بحبك يا محمود " فالتفت محمود اليها قائلا " اخر حاجة محتاجلها دلوقتى هى شفقة من حد ارجوكى الكلام انتهى اتفضلى " فقالت ولاء و عيونها تدمع " و الله دى الحقيقة انا بحبك يا محمود بحبك و ما اقدرش اشوفك كده او اتحرم منك " فقال محمود و هو يتناول الكتاب " انا ماشى بعد أذنك " فقالت ولاء و دموعها تنهمر " بحبك يا حمار بحببببك " ثم ركضت لتدفن نفسها بين ذراعيه فوجد نفسه بصورة أليه يحتضنها مفرغا فجأة جميع مشاعر الحب و العشق الذى كان يحتفظ بها طوال سنين عمره و هنا تيقن بأنها هى الانسانة الوحيدة التى حركت و أخرجت هذة المشاعر فأيقن انها بالفعل تحبه فقال و هو يمسح دموعها " خلاص خلاص انا مش ناقص نكد هانعمل ايه دلوقتى " فقالت ولاء و هى تضربه بيدها " يعنى لازم انا اللى اقول الاول " فقال محمود و هو يستشيط غضبا " احنا فى أيه و الا فى أيه يا ماما اطلعى انتى دلوقتى علشان ما تتأخريش " فقالت له " هاكلمك فى الفون هو رقمك لسه زى ما هوا و الا غيرته " فالتفت محمود قائلا " و انتى عرفتى رقمى منين ؟ "
فقالت " كنت أخداه من عمو خالد الله يرحمه كنت قايلاله انى زميلتك فى الكليه " فقال محمود و شبح ابتسامه يظهر " زى ما هوا أطلعى يا اختى أطلعى " و بعدما أغلق الباب و دخل الى الحمام أستعدادا للاستحمام وقف تحت المياة الساخنه و أغمض عيناه و شعر ان الايام الماضية تمرق امام عينيه بصورة سريعه و تذكر بعض الذكريات البعيدة للغاية فجاءته ذكرى و هو صغير و يلعب مع أمه و عندما دخل والده عليه أعطاه حلواه المفضلة و اعطاه كتاب كتب عليه " سحر الكلمات للصغار قائلا " لو خلصت الكتاب دا كله فى اسبوع و حليته صح هاوديك جنينة الحيوانات طول النهار " و تذكر ايضا ذكرى نجاحه فى الثانوية العامة عندما دخل عليه والده و هو يحمل الكومبيوتر اول كومبيوتر حصل عليه محمود و معه كتاب " سحر الكلمات المستوى المتوسط " و قال " لو حليت الكتاب دا كله فى 3 أيام هاسفرك مع صحابك الاقصر و أسوان أسبوع " و هنا فتح محمود عينيه و تنفس فجأة فدخلت بعض المياة فى داخل حلقه مما دفعه الى السعال المتواصل و خرج من الحمام قصد المكتبه الجدارية العملاقة و قام بالبحث حتى عثر على كتاب " سحر الكلمات المستوى المتوسط " و قام بفتح الصفحات الاولى حتى وصل الى شرح طريقة اللعب التى كانت تقول " تفهم العبارات من سياق الكلام حتى لو كانت مكتوبة بحروف خاطئة سحر الكلمات لعبة تعتمد على حدس الشخص فى فهم الكلمات لهذا فطريقة اللعب ببساطة هى أنك تقوم بخلق سياق للكلام الناقص و تحاول أكماله لكى تحصل على الحل النهائى " فوقف محمود للحظة ثم ذهب و أخرج الورقة و نقل اللغز على ورقة بيضاء و بدأ بالحل حتى سمع أذان الفجر ليدرك أنه يجلس على الكرسى منذ حوالى 5 ساعات متواصله و قد أحتسى ما يقرب من 30 سيجارة فى اثناء الحل و فى النهاية لم يحصل على شىء فقام و توضأ و ذهب الى الجامع ليصلى الفجر و بعد الانتهاء من الصلاة ذهب الى منزله و فى أثناء سيره فى الشارع وجد رجلا عجوزا يجلس على كرسى خشبى و يقوم بالتلويح الى محمود فذهب اليه فقال الرجل العجوز " لا مؤاخذة يبنى وصلنى بس لحد العمارة اللى هناك ديه " فنظر محمود الى عمارته و قال " اتفضل يا حاج انا ساكن هناك انت رايح لمين " فقال الرجل " رايح أزور واحد حبيبى هناك " و فى أثناء سيرهم قال الرجل العجوز " الله الله على شويه الهوا دول يا روايح الصبح الجديد " فقال محمود و هو يبتسم " اه فعلا الهوا حلو أوى " فقال الرجل العجوز " الهوا حلو علشان لسه ما اتوسخش بدخان و بكذب و بشتيمة طول النهار لسه هوا بكر ما اتلمسش " فقال محمود و هو معجب بالعبارة بصورة شديدة " فعلا فعلا عندك حق يا حاج " و هنا كانوا قد وصلوا لباب العمارة فتلفت الرجل العجوز يمينا و يسارا قائلا " ياه نسينا الكرسى بتاعى " فقال محمود و هو يركض الى المكان الذى كان يجلس به الرجل " هاجيبهولك يا حج ثوانى " و عندما ذهب الى هناك لم يجد الكرسى فرجع ليجد الرجل العجوز قد أختفى فقال " و ماله جت عليك "

الواحده ظهرا : غرفة نوم محمود :-

استيقظ محمود على رنين هاتفه المحمول ليجد رقما غريبا يتصل به فقام بالرد ليجدها ولاء تطلب منه الاستيقاظ و مقابلتها و بالفعل عندما تقابلا فى نفس الكافيه قال " هاتى موبايلك علشان موبايلى فصل " فقالت مداعبه " من أولها بقا بدأنا الطلبات " فتناول محمود الهاتف فقالت " عرفت تحل حاجة " فهز محمود رأسه نفيا فقالت " و ماله  أن شاء الله هاتعرف " فقام محمود بطلب رقم هانى ليجده غير متاح فقام بفصل الاتصال ليجد صورة الخلفية هى صورة الرجل العجوز الذى قام محمود بتوصيله اليله الماضية ثم أختفى فقال محاولا الا يبدى شيئا " مين الراجل العجوز دا يا ولاء " فقالت " دا جدو الله يرحمه تعرف انى قعدت شهرين ابص لصورته و اعيط " و هنا لمعت الحقيقة أمام أعين م أدرك أن كل شىء متصل بخيط رفيع للغاية و أنه بالفعل لابد له من التخلص من الكتاب و العودة ليمارس حياته مرة أخرى كسائر البشر
يتبع
محمد محسن 

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الدرب المسكون 14


الواحدة و النصف ظهرا : منزل محمود الدياش :-

جلس محمود خلف مكتبه يستريح من عناء المسافة التى قطعها منذ قليل قادما بسرعة من الاسكندرية بعدما حصل على ما يزيد الامور غموضا فقد كانت زيارته لحامد ابو اليزيد تحمل فى طياتها رسائل ضمنية كثيرة أهمها ان أحدهم يريد ان يخبره بأنه ليس وحيدا فى طريقه و ان الطرف الاخر على استعداد لكى يتدخل للمساعدة أذا أظلمت أمام أعين محمود فقال محمود بينه و بين نفسه " شكلها كده بتنتهى " و قام بفض الورقة الاولى التى كانت محفوظة بطريقة أحترافية فى داخل أحدى الشرائح البلاستيكية و قام بقراءة كلماتها التى كانت تقول

" فى العهد القديم قام بعض الملوك بحفظ أسرارهم عن طريق كتمانها عن أقرب من حولهم و البوح بها فقط لرجال الدين القديم و استمر الحال هكذا حتى بعد التطور فى اساليب الحياة من العصور القديمة الى العصور الوسطى و نجد أن هناك بعض الاشخاص قد حاولوا سبر أغوار عوالم أخرى غير عالمنا المادى الذى نحيا بداخله مما دفعهم الى أختراق نظام طبيعى موضوع من قديم الزمان منذ نزول أدم و خواء الى الارض و هو الستار الذى يمنعنا من رؤية العوالم الاخرى و فى سبيل ذلك نجد بعض العلامات التى تظهر من حين لاخر لتجبرنا على التفكير فى هذة العوالم و كيفية التعرف عليها و التواصل معها و من بعض المحاولات الخاطئة نتجت الكوارث المحققة التى تتمثل فى بعض الاماكن و الكتب و التعزيمات و طرق غريبة و سوداء لاستحضار الجن و الشياطين مما دفع البشر الى الاعتقاد فى تدخل العوالم الاخرى بمجرد حدوث شىء يستحيل تفسيره و تعد أسطورة كتاب مداويش فى حضور الدراويش هى خير دليل على قصر العقل البشرى فى تفسير هذة العوالم و ما ينتج عن طرق الاتصال الخاطىء بها فهذا الكتاب قد اكتسب شهرته من بعض الامور الغريبة التى تحدث لمن ينقل ملكيته مثل القتل أو الموت الطبيعى او الخسارة الفادحة أو الانتحار و تعد نقطة القوة التى يمتلكها الكتاب هى طريقة القراءة و التواصل بين المالك و الكتاب التى تظهر فى بعض الحالات عن طريق الكلام أو الكتابة و يعد الكتاب حتى الان من الامور عديمة التفسير فكلما حاول أحدهم سبر أغوار الكتاب فأنه يفقد حياته فى سبيل كشف هذة الحقيقة و حتى الان لم يستطيع أى ممن حاولوا فهم طبيعة الكتاب فى سبر أغواره و معرفة حقيقته   ......................................
                                              سميرة ابو الحسن  ""

فرغ محمود من قراءة هذا المقال و قام بألقاءة قائلا " نورتى المحكمة يا أختى " فقد كانت معظم المعلومات المكتوبة يعرفها محمود مسبقا فقام محمود بالنهوض و قام بالذهاب الى الاستحمام و عندما فرغ من أرتداء ملابسه قام بفتح باب بقته و هم بالنزول لولا أن رأى ولاء جلال تقف أمام باب الشقة فارتد محمود عند رؤيتها قائلا " أيه ده انتى كنتى هاترنى الجرس و الا أيه ؟ " فقالت ولاء " بصراحة ايوة ممكن نتكلم مع بعض شوية " فقال محمود و هو يغلق باب شقته " اتفضلى تحبى تروحى فين " فقالت ولاء " أى مكان المهم نتكلم "

الرابعه و النصف مساءا : كافيه فى وسط البلد :-

" قهوة سادة و نسكافية للانسة شكرا " فرغ محمود من طلب المشاريب و التفت الى ولاء قائلا " طبعا انا عرفت اننا ساكنين فوق بعض بقالنا حوالى 10 سنين انا أسف لو كنت مش واخد بالى بس انا كنت طول الوقت فى الكلية أو فى الشغل بعد ما أتخرجت " فقالت ولاء و هى تبتسم " لا و الا يهمك بص يا محمود انا كنت عايز أسألك على حاجة و يا ريت تجاوبنى بصراحة " فقال محمود بلهجة استغراب " بصراحة ؟؟ و انا هاكذب ليه مع أحترامى ليكى يعنى " فقالت ولاء بعدما أجفلت و شعرت بالاحراج " انا أسفة مش قصدى كده و الله " فقال محمود محاولا معالجة الموقف " لا و الا يهمك انا كنت بستوضح بس اتفضلى اسألى " فقالت ولاء و عيناها تمتلىء بالدموع " فاكر يوم ما اتقابلنا فى الكافيه ؟ " فقال محمود و هو يشعر بالاحراج عندما تذكر مقابلته للدكتور علاء الذى أتضح فى نهاية الامر أنه متوفى " أه فاكر فاكر اليوم ده ما يتنسيش انا كنت مرهق جدا لدرجة انى كنت بكلم نفسى " فقالت ولاء و هى توجه بصرها ناحية الارض " انت متأكد أنك كنت قاعد لوحدك ؟ " فقال محمود " تقصدى أيه يعنى مش أنتى اللى قولتيلى انى كنت قاعد لوحدى " فقالت ولاء و هى تزرف الدموع " مش عارفة بقى ايه اللى بيحصل " فقام محمود بأخراج منديل و أعطاه لها قائلا " ممكن تهدى و تفهمينى ايه اللى حصل " فقالت ولاء و هى تسيطر على انفعالها " أمبارح كنت فى الكافيه انا و صاحبتى بنذاكر و لقيت واحد كده شكله غريب جاى و سألنى عنك قولتله انك جارى قالى ابقى اديلة الورقة ديه و سابنى و مشى صاحبتى قالتلى انه كان قاعد ورانا بقالة ساعتين و عمال يبصلى و انا لما بصيت على المكان اللى كان قاعد فيه ما شوفتش حاجة و اتريقت على صاحبتى بعد ما عمل كده قومت جرى و لمست الكرسى اللى كان قاعد عليه لقيته بارد يعنى ما حدش كان قاعد عليه و كملت تريقة على صاحبتى و انا سايقه كنت بقلب أغنية فى الكاسيت بتاع العربية و ببص لقيته فى وشى ما لحقتش افرمل دوسته بالعربية وقفت بعديها بشوية و نزلت جرى أشوفه ما لقيتش حاجة و لما رجعت العربية لقيت......." فقال محمود و هو مهتم بسماع نهاية الحديث " هاه لقيتى أيه " فقالت و هى تمسح دموعها " تعالى معايا " و أخذت يده و ذهبت ناحية سيارتها و قالت " لقيت الورقة ديه " فقام محمود بتناول الورقة التى كانت تثبت بالدليل القاطع على أن كاتبها هو نفس كاتب عنوان حامد ابو اليزيد فقد كان نفس الخط المنمق يقول فى الورقة التى وجدتها ولاء فى سيارتها " الورقة الاولى ما فيهاش الحل و غلط انك ما قريتش التانية لحد دلوقتى ما تنقلقش هى مجرد أداة علشان توصلك الرسالة مش أكتر ما تخافش عليها أهم حاجة تقرا الورقة التانية و على فكرة لو قولتلها على الموضوع ممكن تساعدك و ممكن تبلغ عنك سرايا العباسية و ممكن تسيبك و تمشى و ممكن تفديك بروحها دى أخر رسالة هاتجيلك منى و بعد كده انت هاتبقى فى أخر مرحلة مرحلة تقرير مصيرك انت اللى هاتبقى المسئول و انت بردة اللى هاتبقى الملام الوحيد ما تنساش تقفل الدرج كويس بتاع المكتب .... علاء عبد الحى "

فنظر محمود الى ولاء التى كانت متسعة العينين فقال لها محمود " تعالى معايا " و ركبا معا فى سيارته و فى الطريق قص عليها جميع الاحداث و كانت أولى الكلمات التى تنطق بها " انا مصدقاك بس مش عارفة اقولك أيه " فقال محمود و هو يقف بالسيارة " القرار قرارك " فقالت ولاء " طيب تعالى نطلع على البيت و نشوف الورقة التانية " و بمجرد وصولهم الى منزل محمود قام محمود بفض الورقة الاخرى و قام بقرائتها ليدرك انه بالفعل اصبح المسئول الوحيد عن كل شىء و أدرك انه لا طريق للتراجع بعد هذة اللحظة "

يتبع
محمد محسن
ركض محمود و هو يفكر بكل ما أوتى من قوة عقلية ليجد تفسيرا لما كتب فى الورقة فقد كان ما قرأه يفوق جميع توقعاته بل و يتعدى حدود العقل البشرى فى تلك اللحظة شعر بأنه لابد عليه و ان يتجرد من حسه البشرى ليجارى الموقف الذى أجبر على التعايش بداخله
هنا فقط وجد محمود نفسه فجأة موضوعا مرغما مجبرا لا حول له و الا قوة يستعد و ينظر الى النهاية المظلمة و لا يعلم موعد او طريقة العودة

مقدمة نهاية الدرب المسكون
محمد محسن