الاثنين، 24 سبتمبر 2012

الحلقات القادمة تم الانتهاء من كتابتها و فى انتظار النشر يوم السبت أن شاء الله هانبتدى ننتهى من الرواية مع بعض و ان شاء الله تكون نهاية مرضية للعقول اللى بقدرها و بحترمها جدا اللى متابعه لاعمالى

يوم السبت أن شاء الله اكون شديت حيلى و ربنا شفانى و نبتدى فى نشر حلقات النهاية
و متشكر جدا على المتابعة يا جماعة

محمد محسن

الخميس، 20 سبتمبر 2012

الحلقات القادمة و عددها 5 حلقات هاتكون الاخيرة طبعا انا فكرت فى شىء كل الناس اللى قرت الرواية بستأذنها لو حابين يبعتولنا ارائهم عن كيفية أنتهاء الخمس حلقات و ازاى الرواية هاتنتهى يا ريت يسيبولى ارائهم علشان يبقى فيه نوع من المشاركة الجماعية بيننا

الأحد، 16 سبتمبر 2012

الدرب المسكون 13


الثانية بعد منتصف الليل : كافيه هادىء للغاية :-

جلس محمود يراجع ما حدث منذ بدء اللعبة حتى كاد رأسه ان ينفجر فقام بمناداة النادل و قام بدفع حسابه و هم بالرحيل فقام النادل بأعطاءه ورقة قائلا " الورقة ديه وقعت من حضرتك " فقال محمود " ورقة أيه انا مافيش معايا ورق " فقال النادل " و الله وقعت من حضرتك حالا و انت بتطلع الفلوس انا مش هاكذب على حضرتك " فقام محمود بتناول الورقة و فتحها ليقرأ ما كتب بداخلها و هنا اتسعت عيناه و التفت الى النادل قائلا " متأكد انها وقعت من جيبى و الا كانت واقعة هنا من الاول " فقال النادل " يا باشا لسه واقعه و الله انا هالبسك ورقة يعنى " فقال محمود و هو يسرع فى أتجاه الباب " شكرا متشكر جدا " و عندما خرج قام بتشغيل محرك سيارته و قادها مجدا حتى وصل الى منزله و انقض على الكتاب و قام برميه فى السيارة و قاد مسرعا نحو بوابة القاهرة و دفع مقدار (الكارته ) و قاد السيارة بسرعة جنونية على الطريق الصحراوى فى أثناء طريقه المؤدى الى الاسكندرية و فى هذة الاثناء استرجع عقله ما قد قرأه منذ قليل فى الورقة الذى كان يقول "" شارع أبراهيم راجى عقار رقم .... – رشدى – الاسكندرية "" بالطبع لم يدرك محمود المقصد مما كتب و لكنه كان على يقين بأنه كان خاليا من أية أوراق فى جيبه الايمن و لهذا تيقن من تدخل غير بشرى ليضعها فى جيبه و عندما وصل الى الاسكندرية كانت الساعة قد تجاوزت الخامسه و النصف صباحا ليجد نفسه جالسا على أحدى المقاهى فى الاسكندرية فجاء القهوجى قائلا " تأمر بحاجة يا بيه " فقال محمود " كراميل بنانى بسرعة " فقال القهوجى " عينيا يا بيه حاجة تانية " فقال محمود " لا شكرا الا قولى هو شارع ابراهيم راجى هو اللى قصادنا ده " فقال القهوجى " اه يا بيه هوا اللى قصادنا " فقال محمود "  عمارة رقم ..... فين بقى ؟ " فقال القهوجى و هو يشير الى فيلا قديمة للغاية تشبه منازل النبلاء فى العصور الوسطى " هى ديه يا بيه رقم ... دى فيلا مش عمارة " فقال محمود " فيلا مين ديه " فقال القهوجى " الدكتور حامد " فاعتدل محمود فى جلسته قائلا " انت قولت مين " فقال القهوجى و هو يرميه بنظره شك " هو حضرتك بتسأل ليه كل الاسئلة ديه " فقال محمود ناسجا كذبة فى لحظة " انا سعيد الدميرى المحامى و كنت عايز أعرف شوية معلومات عن قضية تخص الدكتور " فقال القهوجى على الفور " هى قضية المدام لسه ما اتقفلتش صحيح هو الاستاذ خالد راح فين " فقال محمود " خالد سافر برا و ساب المكتب و انا اللى ماسكها دلوقتى " فقال القهوجى " الفيلا ديه بتاعة الدكتور حامد ابو اليزيد و مراته الله يرحمها  و يحسن اليها بقاله هنا أكتر من 30 سنه و زيادة لحد السنة اللى فاتت لما مراته اتقتلت فى البيت و هو كان مسافر تبع الشغل عنده الله يرحمها لما رجع رفض يسيب البيت و كل يوم يقعد على الكرسى ده و عينيه تدمع و هو بيشرب قهوته و سيجارته " فقال محمود " و ما تعرفوش مراته ماتت أزاى " فقال القهوجى " احنا ما دريناش الا بعديها بيوم لما لقينا الاسعاف طالعة بالجثة و البواب بتاع العمارة اللى جمبيهم بيقول انهم لقيوها مدبوحة فى سريرها و العياذ بالله " فقال محمود و هو ينظر فى ساعته ليجدها السادسه الا خمس دقائق " طيب هو الدكتور موجود دلوقتى " فقال القهوجى " اكيد هو ما بيطلعش من البيت هى الساعة معاك كام " فقال محمود " 6 الا خمسة " فقال القهوجى " 5 دقايق بالظبط و هاييجى ياخد قهوته هنا أهه جه أهه أزبط ساعتك بقى " فنظر محمود الى القادم ليجده رجلا طويلا ممتلئا تشع بشرته البيضاء نورا يكاد يغشى الابصار و شعره الاشيب و لحيته الخفيفة أعطته وقارا و قوة نفسية مدمرة فقال القهوجى بمجرد دخوله " يا دكتور الاستاذ بيسأل عليك تقريبا المحامى الجديد " فذهب الدكتور حامد الى محمود قائلا " محامى جديد مين ايه اللى بيقوله حسن ده " فقال محمود و هو يقف " انا أسف اضطريت أكذب علشان أعرف شوية حاجات " فقال الدكتور حامد " تبقى أكيد محتاجنى " فقال محمود " فوق ما تتخيل حضرتك " فقال الدكتور حامد بنظرة شك " اتفضل استريح حضرتك مين " فقال محمود " انا محمود خالد عبد العظيم الدياش من القاهرة " فقال الدكتور حامد و هو يرمقه بنظرة أرتياب " دى كدبة برده و الا حقيقة " فقال محمود " و عهد الله و المصحف الشريف حقيقة هى و كل اللى هاحكيهولك " فقال الدكتور و هو ينظر بنظرة أقل حده " اتفضل كمل " فقص محمود جميع الاحداث بصورة تفصيلية و فى أثناء حديثه لم يتفوه الدكتور حامد و لو بكلمة واحدة و عندما أنتهى محمود قال الدكتور حامد " و ايه الدليل اللى يخلينى أصدق الفيلم الاجنبى اللى بتحكيهولى ده " فقال محمود " انا عمرى ما جيت هنا و الورقة ديه زى ما حكيتلك هى اللى دلتنى عليك " فقال الدكتور حامد " الكلام مش هاينفع هنا اتفضل معايا فى البيت " فقال محمود " بس الوقت بدرى جدا و ...." فقاطعه الدكتور حامد قائلا " لا ما تقلقش ما فيش غيرى و سعد البواب و هاتلاقيه نايم اتفضل يا أبنى تعالى "

السابعة و الربع صباحا : فيلا حامد ابو اليزيد

جلس محمود متأملا المتحف الذى يجلس بداخله فلابد ان الدكتور حامد قد افنى معظم مدخراته فى شراء هذة التحف فبالفعل كان يمتلك حوالى نصف مقتنيات أكبر المتاحف فى العالم و يضع جميع هذة المقتنيات فى واجهات عرض زجاجية ليتسنى للجالس رؤيتهم بحرية و أبداء أعجابه بهذة المقتنيات النادرة و بمجرد دخول الدكتور دافعا بعربة الشاى " تقريبا نص ثروة والدى راحت على الحاجات ديه الله يرحمه كان بيحب الانتيكات جدا هو و المدام الله يرحمهم جميعا  " فقال محمود " الله يرحمهم و يحسن اليهم  المهم هانعمل أيه دلوقتى يا دكتور " فقال الدكتور حامد " مش عارف اقولك أيه حتى لو اللى انت قولته صح و انا مصدقك و مش عارف السبب انا مجرد دكتور أسنان تفتكر هاقدر أعمل أيه " فقال محمود و اليأس يعتصره " حضرتك عندك حق انا أسف على الازعاج " فقال الدكتور حامد " طيب بص يا ابنى تعالى نفكر بهدوء لا يكلف الله نفسا الا وسعها انت مش هاتقدر تعمل حاجة خالص ارمى الكتاب و سافر روح أى مكان انت ما شاء الله ماديا مرتاح جدا و مش مستاهل التعب و وجع القلب ده تعرف ان مراتى كانت مهووسة بالحاجات ديه برده الله يرحمها كانت بتقعد تكتب بالساعات فى المواضيع ديه و تألف كتب و الكتب تخسر و كانت برده مصره انها تألف الله يرحمها " و بدأت عيناه فى ذرف الدموع فقال محمود بلهجة أستئذان " استأذن انا يا دكتور و أسف على الازعاج مرة تانية " فنهض الدكتور حامد ليوصله الى الباب و يقوم بتوديعه و فجأه لمح محمود ظلا يتحرك بجانب النافذة المفتوحة التى تقع خلف الدكتور حامد و المواجهة لاحدى الواجهات الزجاجية و ما هى الا لحظة حتى أخترق حجر الحجرة و اندفع بقوة الى الواجهة الزجاجية ليحطم اياها و يسقط أحدى التماثيل الذهبية ليصطدم بالارض بعنف كاشفا عن قاعدته المثقوبة فقال الدكتور بلهجة أستغراب " أيه ده الولاد بتوع الشارع زادوا جدا عن حدهم و بعدين أيه ده كمان التمثال ده نحاس مصمت ازاى قاعدته مفتوحة " فقال محمود بالذهاب الى التمثال و تناوله ليجد ورقه قديمة للغاية ملفوفة بعنايه فى داخل أحدى الشرائح البلاستيكية الشفافة لتمنعها من التلف  و التمزيق فقام بأخراج اللفافة و فضها ليقرا ما بداخلها ثم أندفع الى الدكتور حامد قائلا " فين أوضة مكتب المدام " فقال الدكتور حامد " تعالى ورايا " ثم قاده الى غرفة مكتب زوجته فجال محمود ببصره حتى وجد تمثال شبيه بالتمثال المجوف فقام بالذهاب ناحيته و رفعه من مكانه ليستخرج لفافة أخرى من نفس المكان بالتحديد فقال الدكتور حامد " مش هاتمشى غير لما تفهمنى مفهوم " اما محمود فلم يكن ينصت فقد كان عقله يعمل الان بقوة الرعد ليضعه على بداية طريق النهاية ......

يتبع
محمد محسن

الأحد، 9 سبتمبر 2012

الدرب المسكون 12

جلس محمود وحيدا فى شرفة منزله يتأمل السماء الحالكة السواد و ينفث دخان سيجارته فى بطىء متأملا تصاعد الدخان الى الاعلى و عقله يغرق فى حلقات الدخان ليرحل الى عوالم غير مرئية من الذكريات المليئة بالاشياء المتداخلة بلون الابيض و الاسود ففى لحظة يرى أمه و هى تدللة و لحظة أخرى يتجسد أباه و هو ينكب على مكتبه فى محل العطارة يكتب فى دفتر أسود و تاره و هو يلعب فى حارة اليهود عندما كان فى عمر الرابعة و تاره و هو يرقد فى المشفى عندما كسرت قدمه فى عمر التاسعة ثم خرجت هذة الذكرى من العدم عندما كان اباه يتحدث مع الحاج حسن سرا بصوت خفيض فى المخزن و يقول له " الحاج حامد هو الحل أكيد يعرف عنى و عنك و عن عيلة دراز كلها " فرد عليه الحاج حسن " خلاص يبقى نحجز بكره القطر و ننزله البلد " فانتفض محمود على صوت هاتفه المحمول ليجد رقما غريبا يحاول الاتصال به فقام بالرد فقال الطرف الاخر " سلام عليكم محمود خالد معايا " فقال محمود " أيوة مين معايا " فقال صاحب الصوت " لو حضرتك عايز تفهم اللى بيحصل يا ريت تقابلنى فى المقطم بعد ساعة انا مش نصاب و الا دجال انا دكتور فى علم صعب تفهمه حضرتك موافق على المقابله و الا لا ؟ " فقال محمود بلهجة استغراب " لو حضرتك مكانى هاتقول أيه " فقال صاحب الصوت الاخر " تمام يعنى موافق قابلنى فى المقطم بعد ساعة مستنيك سلام " فقام محمود بالنظر مستغربا الى الهاتف و قام بأرتداء ملابسه و بينما كان يخرج من باب العمارة لمح البواب جالسا يدخن شيشته التى يحتضنها بجميع جوارحه فقال محمود " كفاياك شد صدرك اتخرم يا أخى " فقال البواب " هانعملوا ايه يا بيه ما أهو أتخرم من الهم و الدنيا خلى الواحد يخرمه بمزاجه عاد " فقال محمود بلهجة أستخفاف " فيلسوف انت و الله " فقال البواب " الا قولى يا بيه هو حضرتك مش ناوى تتجوز " فنظر محمود نظرة عدوانيه و قال " و انت مالك انت شريكى " فقال البواب " لا اصلى بصراحة صعبان على حالك كده يا بيه انا عندى ليك عروسة " فقال محمود " ألله انت اشتغلت خاطبه يا جدع انت " فقال البواب " طب أسمع هى مين الانسة ولاء بنت الاستاذ جلال اللى فى التاسع فى تالتة كلية و حلوة و أهلها ناس طيبين و لاحظت يعنى انها مهتمه بيك شويتين " فقال محمود و هو يلقى بسيجارته و يسحقها بقدمه " شاكرين افضال معاليك " و ركب عربيته و ذهب قاصدا الموعد الغريب الذى ينتظره فى جبل المقطم ......

منتصف الليل "جبل المقطم "

القى محمود سيجارته الرابعة بعدما فرغ منها و هو ينتظر رجله الغامض ليأتى حسب الميعاد و قال و هو يلقى السيجارة " و الله انى حمار صحيح " فقال صوت من خلفه " على فكرة الحمار مش غبى الحمار من اذكى الحيوانات كفاية انه بيحفظ طريقه " فالتفت محمود فجأة الى صاحب الصوت ليجد شابا نحيفا يقترب ناحيته فقال محمود " حضرتك مين " فقال الشاب " علاء عبد الحى ماجيستير فى الطب النفسى و باحث فى الماورائيات " فقال محمود " و حضرتك عرفتنى منين " فقال الشاب " انا كنت تلميذ الدكتور سامح عبد المقصود و كان حكالى على حالتك يوم الوفاة ربنا يرحمه و رقمك جبته من العيادة " فقال محمود و هو ينظر نظرة ذات معنى الى علاء " تفسير مقبول خير أقدر اخدمك فى أيه " فقال علاء " فى كافيه هنا تعالى نقعد عليه أحسن " و بمجرد جلوسهم على الطاولة فى أحدى الكافيهات الهادئة قال علاء عبد الحى " طبعا الدكتور سامح الله يرحمه كلمك عن تفسير حالتك و فى الغالب حضرتك ما أقتنعتش " فقال محمود " هو فى حد يقتنع بالهبل ده برده يا دكتور " فقال علاء " عندك حق الموضوع مش زى ما وصلك من الدكتور سامح بص يا أستاذ محمود حضرتك تعرف أيه عن الماورائيات او الميتافيزيقا بالمجمل " فقال محمود " زى معرفتى بحضرتك كده بالظبط " فضحك علاء و قال " فى أسطورة بتقول ان فى أبواب بين عالمنا و عالم الارواح و الجن طبعا الكلام ده حقيقى و مثبت علميا بتجارب كتيرة فى كتب طلعت عليها سمعه سيئة زى كتاب شمس المعارف و كتاب سحر الكهان فى حضور الجان و حاجات تانية كتير طبعا الكلام ده برده مثبت و الاشاعات أغلبها حقيقة طبعا فى جزء من الخيال البشرى و فى جزء من التحوير بالبلدى كده القصة كلها بدأت لما الحاج صالح دراز قدر يوصل لبوابه بيننا و بين عالم الارواح و العوالم التانية المخفية فى الكون و حط كل الخبرات ديه فى كتاب بصورة تانية غير الكتابة عن طريق طريقة انا شخصيا ما اقدرش أقولك أيه هى الكتاب ده طبعا سافر و تقريبا لف العالم و كل مالك للكتاب لما يتخلص منه بيموت فى ظروف غامضة زى حادثة سير موت عادى جدا بس بصورة مدبرة من مين برده ما اقدرش أجزملك بكده الكتاب ده وصل لجدك عن طريق تاجر عطاه لصديق جدك اللى كان أسمه السمادونى انا وصلت للقصة بعد 3 سنين من البحث جدك أحتفظ بالكتاب و بدأ يكتب فيه كل اللى بيدايقه العوالم اللى الكتاب بيفتحها ابتدت تسمع الرسايل ديه و تنفذله اللى يرضي عقله الباطن أيا كان زى قتل الناس و حرق المبانى اى حاجة تقف فى طريقه بعد كده جدك لما مات سلمه لابوك بعد ما قاله الطريقة ابوك مات و الكتاب وصلك طبعا جدك و السمادونى و والدك و الناس اللى كان معاها الكتاب حست بالنقطة ديه فبتحاول تقضى على الموضوع ده من خلالك علشان كده انت بتشوف و بتسمع حاجات مش موجودة فى العالم المادى اللى انت فيه " فقال محمود ردا على كلام علاء " انت عرفت الحاجات ديه منين " فقال علاء " انا بقول لحضرتك انا بقالى 3 سنين ببحث فى الموضوع ده " فقال محمود " طيب و الحل المفروض ايه اللى يحصل " فقال علاء " بصراحة ما اقدرش افيدك بس أكيد لازم انت اللى تنهى الموضوع ده لان الكتاب ده بوابة للجحيم تخيل اى حاجة بتفكر فيها بعقلك الباطن بتتحقق او اى واحد بيدلك على طريقة يساعدك بيها بيموت تخيل الكارثة " فقال محمود " طيب و انت مش خايف انك تموت دلوقتى " فضحك علاء ضحكة خفيفة و قال " بص يا محمود فكر فى كلامى و واجه خوفك و انتصر عليه و يا ريت ما تحاولش تقف قصاد التيار و ما تقلقش أنا أخر واحد تهمه الحياة " فهم محمود بالكلام فقاطعه أحدى الاشخاص و هو يربت على كتفه و يتكلم بصوت أنثوى " حضرتك بتكلم مين " فقال محمود بعدما التفت ليجد شابه فى أوائل العشرينات تقف خائفة بجانبه فقال " حضرتك عايزة ايه يعنى " فقالت الفتاة " حضرتك عمال تتكلم من الصبح لوحدك " فنظر محمود الى علاء الذى وجده يبتسم ابتسامته الخفيفة فقال محمود " هو حضرتك مش شايفة اللى قاعد قصادى " فقالت الفتاة بصوت مرتجف " ما حدش قاعد قصادك " فنظر محمود الى علاء فوجده يقول " انا أخر واحد تهمه الحياة لانى ميت أصلا يا محمود لازم تدور على حامد ابو اليزيد سامعنى حامد ابو اليزيد  " فقال محمود و الكافيتيريا تدور من حوله " انا متأسف يا أنسة انا مرهق من الشغل بس " فقالت الفتاة " انا شوفت حضرتك قبل كده حضرتك ساكن فى شارع (...) " فقال محمود " أيوة انتى تعرفينى " فقالت الفتاة " أنا ولاء جلال جارتك فى التاسع انت محمود ابن عمو خالد مش كده " و هنا تذكر محمود حواره مع البواب " الانسة ولاء بنت الاستاذ جلال اللى فى التاسع فى تالتة كلية و حلوة و أهلها ناس طيبين و لاحظت يعنى انها مهتمه بيك شويتين " فنظر محمود الى الفتاة فوجدها تبتسم فقال محمود " اهلا وسهلا " و أدرك فى هذة اللحظة أن عليه التفكير فى جميع الاشياء التى ظن فى وقت من الاوقات أنه يملك تفسيرها ....
يتبع
محمد محسن

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الدرب المسكون 11




ساعات الصباح الاولى : غرفة التحقيقات :-

قال الظابط الجالس فوق المكتب و هو يشعل سيجارتة العشرون بعد المائة موجها كلامه لمحمود " أحنا سألنا السوبر ماركت و فعلا عرفنا انك كنت هناك اصل صاحب السوبر ماركت لسه مركب كاميرات مراقبة جديدة و اتطلعنا على الريكورد اللى مسجلاه بس يا ريت تفسرلنا يا أستاذ محمود سبب وجود موبايلك فى أيد القتيل "  فقال محمود و هو يحاول فتح عينيه بصعوبه بسبب عدم النوم لاربع و عشرين ساعة كامله " يا أفندم أنا قولت لحضرتك انا نسيت موبايلى فى العيادة و لما كلمت الرقم الدكتور رد على ساعتها اطمنت و قولتله حضرتك فى أى وقت ابقى عديه على و اقعد معايا شوية فى البيت بس مش أكتر " فقال الضابط و هو يرمى محمود بنظرة عدوانية " طيب كان أيه سبب معرفتك بالدكتور " فقال محمود بنفاذ صبر " للمرة الالف بقول لحضرتك كنت مريضه مريضه هو اللى كان بيعالجنى أقول تانى " فقال الضابط " طيب اتفضل أمضى على أقوالك " فقم محمود بالتوقيع على الاوراق فقال الضابط " تقدر تتفضل و دا الكارت بتاعى يا ريت تكلمنى لو أفتكرت أى حاجة مهما كانت صغيرة " فتناول محمود الكارت و قال و هو يدسه فى جيبه " أكيد أكيد سلام عليكم " و فى أثناء ركوبه للتاكسى كان محمود مدركا لبراعته فى حياكة هذة الكذبه و ضائعا لا بعرف كيف وصل هاتفه الى هناك ولا يستطيع أدراك واقعه من حلمه فلقد تحول فجأة الى أسفنجة مبللة متشبعة بالنوم الى ان وصل الى مدخل العمارة و طلب الاسانسير فباغته البواب بسؤال " الا قولى يا بيه حضرتك امبارح كنت فى النيابة بتعمل أيه عاد " فقال محمود " صدقنى مش فايق لما أفوق انزل اقولك " فقال البواب " اصلى شوفت أمبارح نور المكتب منور بعد ما انت نزلت و كان زى ما يكون واحد واقف ورا الشباك كده ظله كان بيتحرك انت فى حد معاك فوق " فانتبه محمود و قال و هو يشعل سيجارته " كنت شارب أيه أمبارح " فقال البواب " و على الطلاق بالتلاتة ما كنت شارب غير شاى بس و اللى بجولهولك حصل بالحرف الواحد " فقال محمود و هو يركض الى خارج العمارة و يقف فى الشارع و يقول " شوفت اللى انت شوفته منين أمبارح تعالى قولى " فذهب البواب الى أن وصل الى مكان بئر المجارى فى الارض و قال " كنت واقف على البير بالظبط يا بيه " فقال محمود " حد شاف غيرك حاجة " فقال البواب " الفكهانى كان معدى و شاف معايا يا بيه " فركض محمود الى الفكهانى الذى يقع بجانب العمارة و قال " صباح الخير يا عم لطفى انت شوفت أيه أمبارح مع البواب " فقال الفكهانى " سيبك منه يبنى هو قالى أزاى يبقى فى حد فوق و أستاذ محمود مش فوق قولتله يا أخى سيب الناس فى حالها يمكن رجع من برا " فقال محمود " يعنى كان فى حد فعلا فوق و شوفتوا ضله من ورا الستاير " فقال عم لطفى " أه يبنى شوفناه و فكرته انت الا هو فى حد ساكن معاك فى شقتك ؟ " فقال محمود " برده السؤال ده منك يا عم لطفى " فقال عم لطفى " انا كنت بقولك بس ان دى ملكك يعنى تسكن تطلع تنزل تعمل اللى يريحك تلاقى البواب مدايق علشان ما رضيتهوش بقالك فترة " فقال محمود و هو يذهب ناحية العمارة " عندك حق انا مقصر شويتين " فقال عم لطفى " ربنا يوسعها علينا و عليك يبنى "


9.30 مساءا : غرفة المكتب :-

انكب محمود منذ أن استيقظ على اللاب توب محاولا سبر أغوار عوالم الكتب الخفية فى سبيل البحث عن كتاب مداويش فى حضور الدراويش فلم يفلح بحثه فقام بتغيير موقع البحث و بعد حوالى ساعة من البحث المتواصل و ما تيسر من أعواد النيكوتين وصل الى نفس النتيجة السابقة فجلس يتأمل الكتاب الى ان قام بأنتشاله من على المكتب و قام بوضعه فى الطابعة و ححاول سحب صورة له بالاسكانر و قام بوضع الصورة فى الكثير من مواقع و منتديات الكتب  مع رجاء بأبلاغه بالمعلومات اذا كان أحد يمتلكها بالفعل و قام بأغلاق اللاب توب و ذهب قاصدا المقهى و بمجرد وصوله لمح هانى أسحاق يجلس على كرسيه المعتاد مدخنا شيشته المعتادة و شاربا كوب شايه المعتاد أيضا فقال محمود و هو يسحب كرسى و يجلس بجانبه " أيه يا كبير عامل أيه " فقال هانى و هو يسلم على محمود و يقبله " و الله نشكر الرب على كل شىء " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " مالك فيك أيه " فقال هانى " و الله الشغل ماعدش زى الاول و عمال أحلم بحلم كده بقالى كتير أوى " فقال محمود " يا ابن الهبله حلم يقل مزاجك كده امال انا اعمل ايه كان حلى انتحرت من زمان بقى " فقال هانى " لو حكيتلك عليه هاتعمل أكتر من كده " فقال محمود " ليه يعنى احكى يا سيدى " فقال هانى " بحلم أنى لابس عبايه دهب و فوق كتفى غراب و ابويا بيحضر الاكل و بقعد معاه و ناكل سوا و فى الاخر بكتشف انى و ابويا قاعدين فى وسط حجاره و طوب متكسر و الغراب ساعتها بينقرنى و الدم بينزل أسود " فقال محمود و هو يسحب نفسا عميقا من سيجارته " يخربيت أحلامك يا شيخ دا انت كافر " فقال هانى " يا عم و الا كافر و الا مؤمن خلاص انا غلطانلك " فقال محمود " يا سيدى ما تزعلش أوى بس الحلم أسود أوى بصراحة " فقال هانى " يا سيدى سيبك المهم انت عامل أيه " فقال محمود و هو يضحك " بلاش السؤال ده أحسن المهم انت هاتروح لحد يفسرلك الحلم الاسود ده و الا لا " فقال هانى " هاروح بكره الكنيسة الصبح و اسأل حد هناك " فقال محمود و هو ينادى على النادل " واحد زبادى عسل يا عصام " فقال النادل " زبادى عسل وصاية عند أستاذ محمود " فقال هانى " انا هاقوم اروح علشان هانام عايز حاجة " فقال محمود " طب أقعد نخلص الزبادى و نقوم سوا " فقال هانى و هو يقف " لا مش قادر مرة تانية يا حودة يلا سلام " فقال محمود فى نفسه " شكلك معبى و مش قادر ربنا يفرجها علينا كلنا " فقال النادل مقاطعا مناجاته " اتفضل يا محمود بيه " فقال محمود و هو يتذوق المشروب " لا تسلم يا عصام الا قولى صحيح الواد بتاع الشيش الرفيع ده راح فين " فقال عصام " عيل برشامجى ابن حرام سرق تليفون زبون و خلع و مش عارف اعتر فيه " فقال محمود " هههه غفلك يا برنس الروقان " فقال عصام " يموت المعلم و لسه بيتعلم يا أستاذ محمود " فقال محمود و هو يحاسبه " طب خد علشان هاخلص و امشى على طول مسائك زى الفل " فقال عصام " مسا أيه دا انا لسه مستلم أصطباحتك زى العسل يا أستاذ محمود " ففرغ محمود من المشروب سريعا و هم بالانصراف لولا أن رأى أمامه فجأة رجلا يتجاوز الستين يرتدى عباءة سوداء يرقد تحتها جلباب ابيض و يعتمر عمامه بيضاء " مساء الخير يا محمود يا ابنى " فقال محمود " مساء النور يا حاج انت تعرفنى " فقال العجوز " طبعا أعرفك بشوفك من 4 سنين " فقال محمود و هو يتذكر الملامح " حضرتك اللى بتقعد فى الشباك اللى قدامنا بتشرب معسل حتى عصام بيجيبلك فى شيشة واحدة و لى واحد كل مرة " فقال العجوز " الشيشة و اللى بتوعى انا شاريهم و سايبهم هنا " فقال محمود " ما أتشرفتش بحضرتك " فقال العجوز " انا عمك صدقى السمادونى ابن السمادونى صاحب جدك " فقال محمود و هو يسلم عليه " يا أهلا يا حاج اتفضل " فقال العجوز " شكلك مش عاجبنى من أخر مرة كنت فيها هنا مالك يا ابنى انا بسأل علشان انت مهم عندى و ربنا يعلم دا انت من ريحة الغالى " فقال محمود " عكوسات فى الدنيا يا حاج صدقى عكوسات " فقال صدقى و هو يربت على كتف محمود " مشوارك طويل يبنى أوعى تنخ و الا تتعب ما تقلقش ان شاء الله ربنا هايزيل كل العكوسات من طريقك ربنا معانا كلنا صلى يا أبنى و قرب من ربنا " فقال محمود و هو يحس براحة مفاجأة " أن شاء الله يا حاج ربنا يباركلى فيك " فقال الحاج صدقى و هو ينصرف " فرصة سعيدة يا محمود يا ابنى و افتكر كلامى كويس فى حاجات ما بتتكررش تانى و عدم حفظها يضرك ما يفيدش " فقال محمود يعدما عبس من الحكم الاخيرة " فى سلامة الله يا حاج صدقى " و قام محمود بالالتفاف ناحية المنضدة لاخذ علبة سجائره عندما سمع صوت أنهيار و تحطم تلاه صرخة طويلة ثم سكون بصحبة أتربة كثيفة و سمع فى وسط هذة الفوضى صوت عصام النادل و هو يقول " لا حول الله حاج صدقى حاج صدقى أنا لله و انا اليه راجعون البلكونة وقعت على عم صدقى الحقونا يا رجاله "

و هنا احس محمود فى وسط الاتربة بوجه شيطانى يبتسم فى خبث مذكرا محمود بعدد من قتلوا حتى هذة اللحظة و مذكرا أياه ايضا بأخر كلمات الحاج صدقى و فى هذة اللحظة أدرك محمود انه منذ هذة اللحظة قد وقع فى عالم لا ينتمى من قريب او بعيد لطموحاته و مصالحه و مجال دراسته و لكنه ينتمى الى الماضى ... الماضى فقط و لا شىء غيره

يتبع:

محمد محسن  أأ

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الدرب المسكون 10



منتصف النهار : أحدى العيادات النفسية :

أستاذ محمود اتفضل الدكتور فى انتظارك " قالتها الممرضة المبتسمة دائما لينهض محمودو يطفىء سيجارته و يتجه ناحية غرفة الكشف .
تذكر محمود ما رأه فى اللحظة التى سبقت فقدان وعيه فلقد شاهد لاول مرة على الحقيقة من يراه دوما بالصور فقد كان عبد العظيم الدياش يقف مستندا على عارضة الباب بملابسه التى يرتديها فى صورته التى تحتل معظم أركان المنزل فلقد نسخ والده من نفس الصورة حوالى الخمس نسخ و كان دوما يقول " الصورة بتنطق هيبه " و عندما أفاق محمود من أغمائته قرر الذهاب فورا الى أحدى الاطباء النفسيين و عندما أصبح مواجها للدكتور قال الدكتور بحبور " أستاذ محمود أهلا وسهلا كلمنى شوية عن نفسك " فأحس محمود بالسخافة من السؤال و لكنه قال فى برود " محمود الدياش صاحب سنتر ترجمة فى (.....) وحيد مش متزوج و الا مرتبط بس " فقال الدكتور " خير يا أستاذ محمود بتشتكى من ايه " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " فى حاجات غريبة بتحصلى " فقال الدكتور " زى أيه يعنى " فقال محمود " فى كتاب غريب ورثته عن والدى الكتاب ده فى حاجة غريبة انا مش فاهمها و فى ناس بيقولولى انى بمشى فى أوقات غريبة و بيشوفونى مع أنى بكون متأكد انى فى الاوقات ديه مش برا و موجود فى البيت دا غير انى تقريبا كل ما أزور واحد او اقرب من حد بيموت " فارتدى الطبيب نظارته و رفعها على عينه بأهتمام شديد و قال " حضرتك شكلك مش بتهزر " فقال محمود بنبرة عصبية " و انا هاجى عيادة مجانين علشان أهزر " فقال الدكتور " بس براحة جدا حالتك ديه ليها تفسير واحد مش هايقبله عقلك أحكيلى أكتر عن الكتاب اللى انت بتقول عليه ده " فقال محمود " كتاب أسود قديم مغبر و ساعات يكون مكتوب و فى كتابة و ساعات لا و تقريبا كل ما أحاول اوصل لحاجة بيتقطع الطريق و انا فى نصه مش عارف فى أيه " فقال الطبيب " انت أسمك الثلاثى أيه " فقال محمود " محمود خالد عبد العظيم الدياش " فقال الطبيب " طيب تعرف حد من عيله دراز ؟" فقال محمود بنبرة أهتمام " محمد دراز و أعرف عيلة دراز بس ليه السؤال " فقال الدكتور " هى أسطورة كده كنا بنحكيها لبعض و احنا طلبة عن كتاب كان مألفة صالح عبد الحى دراز أسمه مداويش فى حضور الدراويش كان كتاب كده زى شمس المعارف و خدام الجان و الحاجات اللى ما بتتصدقش ديه بس الكتاب ده كان ليه علاقة بالنفس البشرية لانه بينفذ كلام صاحبه بس مش الكلام اللى بيقوله بينفذ رغباته الدفينه اللى ممكن هو شخصيا ما يكونش يعرف عنها حاجة الكتاب ده طبعا كان مجرد أسطورة زى ما قولتلك بس بصراحة مش عارف أيه اللى جابه على دماغى دلوقتى " فقال محمود " بس لما واحد مات عندى انا أستحاله أكون غضبان منه أو أى حاجة " فقال الدكتور " ممكن ما تكونش غضبان و لو سيبتنى أكمل كنت هاقولك اننا لحد دلوقتى مش عارفين هل الكتاب هو اللى بيقتل و الا الشخص اللى مالك الكتاب هو اللى بيقتل بتحريض خفى او تنويم مغناطيسى او او او ما حدش يعرف حاجة يا استاذ محمود " فقال محمود بنبرة سؤال " و انت أيه اللى جاب الحكاية ديه على دماغك دلوقتى " فقال الطبيب " اصل عيلهخ دراز و عيله الدياش ليهم تاريخ طويل مع بعض فى الصراع النفسى تقريبا عيلة الدياش ما حدش فيها ما راحش لدكاترة نفسيين طبعا انا بقولك كده لانى رئيس قسم الطب النفسى و مدير مستشفى (....) للطب النفسى فتقريبا الداتا ديه كلها عندى المهم حاولت تتخلص من الكتاب قبل كده " فقال محمود " اتخلص منه ازاى يعنى " فقال الطبيب " ترميه تحرقة تغرقة تبوشه تعمل فيه أى حاجة " فقال محمود " لا بصراحة ما فكرتش فى ده قبل كده "
فقال الطبيب " على العموم ممكن القصة اللى انا حكيتهالك ديه كلها تبقى مالهاش أى علاقة بالموضوع بتاعك على العموم انا هاكتبلك على منوم استحالة تصحى و انت تحت تأثيره و هانشوف ايه اللى هايحصل على فكرة مدام داليا كانت بتتعالج عندى هنا يا ريت تسلملنا عليها و تقولها اننا عايزين نشوفها " فقال محمود و هو يأخذ روشته الدواء و يهم بالانصراف " متشكر يا دكتور على وقتك " فقال الدكتور بحبور مصطنع " لا شكر على واجب دا واجبى تشرفنا فى أى وقت " ....

منتصف الليل : شقة محمود :-

جلس محمود بنظر الى الولاعة و يفتح و يغلق بابها بعض الوقت قبل ان يتناول سيجارة و يدسها بين شفتيه و يقوم بأشعالها و هو يتأمل الكتاب و بعد مرور بعض الوقت أمسك القلم و خط على اولى الاوراق الفارغة " عبد العظيم الدياش "

انقطع التيار الكهربى فجأة تاركا محمود يرقد فى ظلام دامس و عندما هم بالذهاب الى المطبخ لاحضار شمعه أحس بيد بارده تمسك معصمه مجبرة أياه على الجلوس على كرسى المكتب فارتجف من فرط الرعب و حاول النهوض و ابعادها عنه ففوجىء باليد الاخرى تمسك بمعصمه مقيده أياه فى الكرسى و فجأه سطع شعاع باهر من الضوء جعله يجفل و عندما فتح عينيه وجد نفسه واقفا فى أرض فضاء واسعه مليئة بشواهد القبور المحطمة و المنازل المهدمه فمضى يمشى الى ان وصل الى رجل يجلس على أحدى هذة الصخور المحطمة فقام بالربت على كتفه فاستدار العجوز ببطىء شديد الى ان واجه محمود الذى ارتد الى الوراء فور رؤيته للرجل الذى كان هو بنفسه عبد العظيم الدياش الذى قال بمجرد ان رأى محمود يرتعد و يرجع الى الوراء " مالك يا ابن أبنى خايف ليه " فقال محمود " انا حى و انت ميت و واقفين بيننا مترين و بتكلمنى المفروض ما أخافش " فقال الدياش " لا تخاف عمرك من ميت لانه مش هايأذيك كل اللى هايقدر يعمله انه يدلك على الطريق و غير كده مش هايعمل حاجة الخوف من الحى الحى يا محمود " فقال محمود " و انت عرفت أسمى منين " فقال الدياش " انا عارفك و شوفتك بتكبر يوم عن يوم فى حضن ابوك و لما أمك ماتت أبوك رفض الجواز علشان يربيك أحسن تربيه و لما الكتاب وصلك حاولنا بكل الطرق ما يوصلكش لكن هانقول أيه المكتوب مكتوب كل اللى هانقدر نعمله اننا نساعدك و ناخد بأيديك غير كده انت اللى هاتعمل كل حاجة " فقال محمود " انا مش فاهم حاجة " فقال والده الذى ظهر من الفراغ " هاتفهم فى الوقت المناسب ارجع دلوقتى علشان تعرف تتصرف لو حد سألك كنت فين قوله كنت عند البقال ما تقلقش احنا عاملين حسابنا " فقال محمود " فى ايه انا مش فاه...." و لكن فى تلك اللحظة أضاء النور مرة أخرى ليفتح محمود عينيه ببطىء وسط بركة من العرق و الفوضى من حوله ليسمع طرقا عنيفا على الباب مما جعله يستجمع قواه و يقطع الصاله ذاهبا لفتح الباب مارا بساعة الحائط التى تشير الى نومه لمده 5 ساعات كامله و عندما فتح الباب وجد ضابط و حوله يلتف 4 عساكر فقال محمود " افندم " فقال الظابط " أتفضل معانا فى معانا أمر استدعاء يخصك " فقال محمود " بخصوص أيه " فقال الضابط " الدكتور سامح عبد المقصود حضرتك تعرفه " فقال محمود " اه انا كنت عنده النهارده " فقال الظابط بنبرة مقتضبه " الدكتور تعيش أنت  أتقتل فى العيادة اتفضل معانا نكمل كلامنا فى القسم " فقال محمود " طيب حتى لو اتقتل حضرتك جايلى هنا ليه " فقال الظابط و هو يظهر هاتف محمود الخلوى و يقول " مش دا تليفون حضرتك " فقال محمود " أيوه " فقال الضابط " القتيل كان ماسكه فى أيده "

يتبع
محمد محسن


 

السبت، 1 سبتمبر 2012

الدرب المسكون 9


ظهر نفس اليوم ... الساعة 2 ظهرا :-
غروب الشمس : شرفة شقة محمود :-

اتفضلى الشاى يا عمتى ... انا ما بعتش لحضرتك حاجة نهائى انا اول مرة أعرف ان حضرتك كنتى هناك فى الدولة ديه اصلا و ما أعرفش عنوان ليكى يبقى اكيد مش هاعرف ابعت حاجة " فقالت مدام دالياو هى تضع فنجان الشاى بطريقة تدل على جلوسها مع جحافل من متقنى الايتيكيت " حاجة غريبة فعلا يا محمود يا ابنى بس دا انا حتى جايبة الجواب معايا فى الشنط و هاوريهولك المهم كويس انى شوفتك يا حبيبى كبرت خالص يا محمود انا سيبتك و انت عندك سنه واحدة بس " فقال محمود " نورتى يا عمتى أهلا بيكى هو حضرتك عندك أولاد " قالها محمود مع تغير التعبير على وجه السيدة الى تعبير حزن سرمدى و قالت " انا ما بخلفش بس انا و جوزى اتعودنا على الموضوع ده خلاص " فقال محمود محاولا تصحيح ما خربه " لا ازاى تقولى كده انا ابنك أهه دا لو توافقى يعنى " فضحكت السيدة و ربتت على كتف محمود و قالت " الا قولى انت كنت متنرفز ليه و انت فى المكتب كده " فسكت محمود يزن الامور فى عقله قبل ان يقول بصورة سريعة " شغل ... مشاكل فى الشغل انتى عارفة بقى الشغل الحر قرفه كتير " فقالت مدام داليا " ربنامعاك بس انت ما قولتليش أخبار محل جدك أيه " فقال محمود بصورة اليه " والدى خلاه 3 محلات و كنا بنفتح فى الرابع بس طبعا بعد ما توفى بعت الباقى و احتفظت بمحل جدى اللى فى حارة اليهود بس الباقى بصراحة ما عرفتش أديرهم لوحدى بعد ما عم حسن برده توفى الا صحيح يا عمتى انتى ما جيتيش العزا بتاع بابا ليه ؟ " قالها محمود بصورة مراوغة ليبين مدى حنقه على عمته التى قالت بصورة حاولت ان تجعلها مقبوله " و الهى .. انت عارف .. الشغل برا و الدبلوماسيين و موقفهم ... حساس و كده " فقال محمود و هو يشعل سيجارة " طبعا طبعا امال " فقالت السيدة محاولة تغيير دفه الموضوع " الا قولى صحيح أبوك لسه لحد دلوقتى بيكتب فى الكتاب الاسود ده ؟ " أحتبس الدخان فى حلق محمود مما جعله يسعل بصورة هستيرية و بعدما انتهى من نوبة السعال التفت الى عمته و قال " و انتى عرفتى منينالكتاب الاسود " فقالت عمته " كنا صغيرين ساعتها انت عارف انى انا و أبوك أخوات من الاب مش من نفس الام لما جدك مات باباك جه و عاش معانا هو و أمه فى الشقة و أمى و أمه تقريبا كانوا أخوات مش ضراير خالد لما تم 16 سنه أستلم الدكان و بعديها بسنتين كان بيبقى ملازمة كتاب أسود بيكتب فيه كل حاجة بس لما انا بقيت عندى 24 سنه كان أبوك عندة 23 سنه لانى كنت أكبر منه بسنه و كام شهر و هو كان متجوز من حوالى سنتين و كان انت عندك سنه وقتها ساعتها جه صلاح و اتجوزنا و سافرت معاه و من ساعتها ما أعرفش حاجة خاااااالص عن مصر " فقال محمود محاولا أستنطاق عمته بقدر الامكان " طيب ما تعرفيش الكتاب الاسود ده كان أيه " فقالت عمته و هى تطرق ببصرها ناحية الشمس الغاربة و ضيقت حدقة عينيها محاولا نبش جزء بعيد من ذاكرتها حتى التفتت بسرعة و قالت " أه انا فاكره مرة لما سألت أبوك أيه الكتاب ده قالى كل حاجة فى الكون بتخدم بعضها و ربنا بيوكل ناس علشان تحفظ حاجة ناس تانية كل واحد مخلوق لنصيب يا داليا و سكت و تقريبا كانت ديه المرة الوحيدة اللى سألته عن الكتاب و بس " فقال محمود و هو يضيق ما بين عينيه " كل حاجة بتخدم بعضها فعلا كله بيخدم على كله " فقالت مدام داليا " بتقول أيه يا حبيبى " فقال محمود بصورة سريعة " لا أبدا و الا حاجة يا عمتى " فقالت عمته و هى تهم بالوقوف " طيب يا حبيبى انا قاعدة فى مصر أسبوع فى فندق (......) ابقى تعالالى على طول لو أحتجت أى حاجة " فقال محمود " بدل الاوتيل بيتك لسه معزز مكرم فى حارة اليهود و جددناه و بقى قصر مش بيت بس بقى قصر عيلة الدياش " فقالت عمته بصورة اليه " و ما روحتش قعدت فيه ليه طالما انت حابب العيلة كده " فقال محمود بنبرة تحدى " كنت قاعد فى الدكان الدور و الباقى على اللى حتى ما وقفتش على عتبة الحارة "
فقامت عمته بطبع قبله على خده و قالت و هى تربت على خده " بص يا حبيبى لسه بدرى أوى على ما تحاول تضرب فى اللى أكبر منك حاجة مالكش فيها بلاش تدخل نفسك فيها بالعافية أوكيه يا حبيبى باى باى " و قامت بالانصراف ...

7.30 مساءا : غرفة البواب :-

قال محمود و هو يقف مستندا على حافة باب غرفة البواب مشعلا سيجارته " و انت مش فاكر انا كنت جاى فاضى و الا شايل حاجة مش فاكر شكلى حتى " فقال البواب و هو يمسك بالجوزة فى يده " و الله يا بيه ما فاكر كنت فاضى و الا ايدك شايلة حاجة كل اللى انى فاكره يا بيه انك كان شكلك أعوذ بالله زى الشيطان الرجيم و عينيك كانت عاتطق شرار و لما نديتك بصيتلى و عينيك يا بيه كانت زى ما تجول عايزة تنفض من وشك و تجيلى تاكلنى و سيبتنى و طلعت عالسلم قولتلك الاسانسير يا بيه كملت طلوع و ما رديتش على " فقال محمود و هو ينفث دخان سيجارته فى وجه البواب " و انت بصراحة ساعتها كنت فايق و الا لا " فقال البواب " تقصد ايه يا بيه " فقال محمود بصوت هادر " انت هاتستعبط كنت متكيف و الا لا ؟ " فقال البواب بصورة اليه " يعنى يا بيه بس على خفيف خالص دا انا كنت لسه هاسخن الحجر التانى " فقال محمود و هو يدور و يمضى فى طريق خروجة  " طيب ماشى ابقى سخنه كويس " فقال البواب بعد خروج محمود " ماله ده على الحرام كان شكله زى ما يكون جن و العياذ بالله الله يجل مزاجك طيرتلى الدماغ يا شيخ جبر يلمك راجل عفش " و جلس مكملا رص الولعة على قطع المادة البنية عطرة الرائحة و يسحب انفاسا تؤدى بدورها الى غيابه عن عالم الوعى .....

8.20 مساءا.. غرفة مكتب محمود :-

جلس محمود على كرسى المكتب و استمر فى غرز سلاح فتح الجوابات فى خشب المكتب و خلعه مرة أخرى و هو يضع أمامه الكتاب و استمر على هذا النحو نحو نصف الساعة قبل ان بنتفض من على كرسيه و يتناول موبايله و يعبث فى أزراره ثم وضعه على أذنه و قال بمجرد فتح الطرف الثانى " منير كنت عايز أسألك سؤال هى عيلة دراز اصلها فين " فقال منير من الجانب الاخر " عيلة دراز مين " فقال محمود " عيلة محمد دراز يا منير " فقال منير " اه اه من حارة اليهود تقريبا " فقال محمود " لا الاصل الاصل الجذور يا منير " فقال منير " و انت عايز أيه من المعلومات ديه " فقال محمود ناسجا كذبة فى أقل من الثانية " صحفى زميلى عايز يعمل ريبورتاج و قاصدنى علشان طبعا عارف لو كلم الداخلية هاتعمل معاه أيه " فقال منير " شكله صحفى بشورت علشان لو كان معلم كان جابها من أرشيف القسم بجوز عشرينات للموظف المهم استنى انا الملف قصادى يا سيدى ثوانى اطلعلك الاصل ... صحيح جاسر هايخطب هو قالك " فقال محمود مستعجلا أياه " بسرعة شوية بس يا منير الفون هايفصل شحن " فقال منير " أهه يا سيدى الاصل كان صالح دراز من الصعيد من حته جمب وادى الملوك و الاماكن ديه " فقال محمود بصورة اليه " شكرا يا باشا دايما فى التمام انت و الله انا اتشرف ان ليه صاحب بالذكاء ده " فقال منير محاولا اخفاء تفاخره بدون جدوى " ما تقولش كده عيب اى حاجة عايزها انا تحت أمرك خلينا نشوفك " فقال محمود " أن شاء الله سلام يا منير بيه " و جلس على المكتب و فتح اللاب توب و دخل على موقع الحجز حاجزا تذكرة ذهاب الى الاقصر و بعدما اتم الحجز و طبع التذكرة هم بالقيام و عندما أستدار ناحية الباب جحظت عيناه و فقد وعيه ......
يتبع
محمد محسن