دخل كلاهما و قال محمد دراز " خد راحتك انا
مش متجوز و الشغالة بتمشى الساعة 2 الضهر " فقال محمود " عايز افهم
حضرتك عرفتنى منين " فقال محمد دراز " زى ما أنت ليك ناس عرفت منهم
عنوانى انا ليه معارف أعرف منهم انت نايم فى بيتكوا دلوقتى لوحدك و الا معاك حد
" فقال محمود بنبرة أستخفاف " للدرجة ديه " فقال محمد دراز "
و أكتر " فقال محمود " طيب حضرتك بعتلى ليه " فقال محمد دراز
" خلينا ندخل فى الموضوع انا لقيت عندى ورق قديم بيتكلم عن كتاب غريب و شوية
تخاريف ما تحبش تسمعها و عرفت ان جدى اللى كان كاتبه سألت و سعيت ورا الموضوع لقيت
الكتاب كان مع والدك و أكيد أنت أخدته و قريته الكتاب دا انا عايزة و يا ريت أشوفه
فى أقرب وقت " فقال محمود " و أيه حكاية مشى الفجر ديه " فقال محمد
دراز " خليها ضمن التخاريف اللى ما تحبش تسمعها " فقال محمود بنبرة تحدى
" شكلك شايف نفسك بص زى ما انت مسنود انا مسنود و زى ما انت وارث انا وارث
لما تعرف تتكلم مع بشر ابقى كلمنى أكيد هاتجيب رقمى زى ما جيبت عنوان شركتى يا عم
الواصل " و فتح باب الفيلا فقال محمد دراز من خلفه " خد بالك من نفسك
أنت لسه شاب " فخرج محمود غاضبا و هو يقول فى سره " يحرق أبو غرور اللى
جابك فى الارض يا جدع " و عندما وصل الى بيته جلس و وضع الكتاب امامه ثم قلب
صفحاته فوجدها فارغه تماما فقال محمود " انا محمود الدياش و عايز أعرف بقية
الحكاية " فلم يحدث شىء فجلس محمود ينظر الى الكتاب و يسرح بتفكيره فى حادثه
رؤيته بعد الفجر فى الوقت الذى كان نائما هنا فى مكانه على كرسى المكتب ثم فجأة رن
هاتفه الخاص ليجد النقيب منير يتصل فقال " و دا عايز أيه ده " فرد قائلا
" أيوة يا منير " فقال منير من الجانب الاخر " أهلا يا محمود انت
روحت لمحمد دراز بيته " فقال محمود " أه و مشيت على الساعة 6 كده "
فقال منير " 6 بالظبط " فقال محمود " أه الساعة 7 الا ربع كنت فى
البيت عندى " فقال منير " طيب خلاص انا اسف انى صحيتك " فقال محمود
" انت بتسأل ليه هو فى حاجة " فقال منير " لا اصلك سألتنى النهاردة
عليه و بعدين دلوقتى لقينا جثته " فانتفض محمود من على الكرسى و قال "
جثته جثته أزاى مات " فقال منير " أه أنتحر البواب دخل عليه لقاه شانق
نفسه فى الصاله " فقال محمود " طيب سلام يا منير انا هاجيلك الصبح أن
شاء الله " و أغلق الخط و عاد ليجلس خلف المكتب فلفت نظرة تغير وضع الكتاب
فقام بجذبه ناحيته ليجد عبارة ظهرت على الورقة الفارغة تقول "" الطريق
ملىء بالعواقب فلا تدع أحدها تعطلك فالموت فى بعض الاحيان يكون مجرد درجة ليرتقى
عليها من يستحق الحياة " و هنا أمسك محمود برأسه و جلس بلا حراك على الكرسى
مغمضا لعينيه و بعد مرور حوالى خمس دقائق قام بسحب قلم حبر قديم و وضعهعلى الصفحة
الفارغة و كتب "22/3/2012 توفى محمد عبد الحكم دراز فى شقته بعد ما قابلته
على طول يعنى تقريبا انا أخر واحد شوفته " فقامت بعض الصفحات بالانقلاب سريعا
حتى وقف على صفحة رسمت فيها صورة باليد لمحمد دراز فى سن المراهقة و كتب تحتها
" محمد عبد الحكم دراز ابن عبد الحكم دراز انا كنت أعرف أبوه عبد الحكم كان
بييجى يشترى لوازم العطارة من عندى و شوفت الولا محمد كذا مرة مع أبوه الواد ده
نبته وسخ و عيل فاسد ماشى حياته كلها فى الغلط من و هو فى الثانوى و هو بيبيع
بلاوى سودا و حتى لما أتخرج مع الواد أبنى فضل فاسد بصراحة عمرى ما حبيته " و
بعدما انهى محمود القراءة أستشعر نبرة والده و أسلوبه فى كتابة الحديث ثم قال "
ابويا بيكتب و عم حسن بيقرا و دراز سعى ورا الكتاب و كلهم ماتوا كده لازم اوجد حد
اسأله أيه اللى بيحصل "
صباح اليوم التالى .. 9 الا ربع الصبح :-
" صباح الفل يا حبيبى عامل أيه بقالنا قد أيه يا راجل ما اتقابلناش "
قالها منير سعيد لمحمود الدياش الذى قال " من 6 شهور من ايام فرح سامح على
انت عامل أيه يا منير " فقال منير " الحمد لله تمام ماشى الحال انت أيه
أخبارك أتجوزت و الا لسه " فقال محمود " لا لسه بس فى الطريق عندك عروسة
" فضحك منير و وضع سلاحه و موبايله على المكتب ثم جلس و قال " خلينا نخش
فى الجد محمد دراز تعرف عنه أيه " فقال محمود " ساكن فى العنوان اللى
اديتهولى عرفت شوية معلومات من البواب مش أكتر " فقال منير " انت أيه
اللى وصلك ليه أصلا " فقال محمود " و الا أى حاجة لقيته باعت جواب ليه
على المركز بتاع الترجمة بتاعى و شوية كلام اهبل قعد يقولهولى و هددنى و قالى خلى
بالك من نفسك انت لسه شاب " فقال منير " الواد دا شمال الله يكحمه كان
شغال فى بلاوى سودا و من نوعية الناس التقال أوى انت عارف بعد الثورة كله غير جلده
و لبس عبايه التحرير بس دا ما يمسحش تاريخه الوسخ طبعا الداخلية مقلوبة مستنيين
تقرير الطب الشرعى لو كانت جريمة قتل هاتبقى مدعكه لشهرين قدام " فقال محمود
" طيب انا اتصل بمحامى و الا أى حاجة " فقال منير " لا محامى و الا
حاجة انت اصلا اسمك مش متجاب خالص حتى البواب ما قالش حاجة انا اللى اتصلت بيك و
سألتك ودي يعنى مش حاجة " فقال محمود " طيب هو ...." و لكن قطع
حديثه صوت طرقات على باب مكتب منير و دخل العسكرى خابطا بكعبيه فى الارض و قال و
هو يمد يده بورقة لمنير سعيد " اتفضل يا باشا أشارة من المعمل الجنائى "
ففتحها منير على الفور و نظر نظرة سريعة ثم قال " زى ما توقعت ما فيش غير
بصماته هوا و البواب الباب ما اتكسرش او اتفتح بمفتاح منسوخ ما فيش اى علامات
لاقتحام الشقة حادثة انتحار عادية خالص يلا خليها تنضف " فقال محمود "
هو اتشنق ازاى ؟ " فقال منير ضاحكا " لقيناه محروق فى الصاله اتشنق يا
محمود علق حبل فى النجفة و شنق نفسه " فقال محمود " طيب تعوز منى حاجة
انا " فقال منير و هو يمد يده ليسلم " خلينا نشوفك مش لازم استدعيك يعنى
" فقال محمود و هو يخرج من المكتب " أن شاء الله سلام عليكم "
ظهر نفس اليوم ... الساعة 2 ظهرا :-
" مستر محمود فى واحده عايزة تقابل حضرتك برا " قالتها السكرتيرة
الحسناء ذات القوام المنبعج من بعض المناطق ليجبر الناظر الى الالتفات و تحية هذة
التضاريس التى تشبة كهوف تاسيلى فنظر محمود اليها و هو ينفث دخان سجائره "
انا مش قولتلك مش عايز حد يدخل على و الا تدخليلى حد " فقالت و هى تهم
بالخروج " أنا أسفه " فقال محمود " عدى على الحسابات صفى حسابك انا
مش عايز سكرتيرات " فالتفتت الى الخارج بغضبة أنثوية " تحت أمرك
" و بمجرد أن أغلقت الباب وضع محمود
رجليه أعلى المكتب و أشعل سيجارة أخرى من السيجارة المنتهية حتى سمع صوت طرقات على
الباب فقام مسرعا عازما على لطم السكرتيرة الغبية و هو يقول " يلعن ميت.....
" ففوجىء بسيده غريبة تفتح الباب فقال
على الفور " أفندم حضرتك " فقالت السيدة " ممكن أخد من وقت حضرتك
دقيقة " فقال على الفور " اتفضلى " فذهبت السيدة لتجلس على الكرسى
و أغلق محمود باب المكتب ناظرا اليها
" تحت أمر حضرتك خير " قالها محمود متفحصا الجمال الذابل الذى يجلس
أمامه فقد كانت السيدة فى أوائل الخمسينات يدل وجهها الابيض و عيونها الزرقاء على
انها كانت فى يوم من الايام بتمشى توقف الشارع على رجل و عشقها الكثيرون فى خيالهم
فقالت على الفور " داليا الشامى " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " أهلا
وسهلا داليا هانم أى خدمة " فقالت على الفور " داليا الشامى نسبة لجوزى
صلاح عبد المقصود الشامى ملحق مصر فى سفارة (.....) انا أسمى الحقيقى داليا هلا أعبد العظيم الدياش انا عمتك يا
محمود " و هنا أطفىء محمود سيجارته و هو يقول " عمتى انا ليه عمه و ما
أعرفش حضرتك جاية تسألى ليه عنى بعد كل المدة
ديه " فقالت بلهجة أستغراب " نعم مش أنت اللى بعتلى جواب قولتلى انك
عايزنى علشان ميراث والدك " و هنا أحس محمود بأنه لا يستطيع النطق و جحظت
عيناه و أستسلم للبلاهة بجميع حواسه
يتبع
محمد محسن