الخميس، 30 أغسطس 2012

انا عارف انها طولت بس و الله العظيم لظروف خارجة فعلا بس أن شاء الله فى خلال يوم أن شاء الله حلقتان متتاليتان هاينزلوا أن شاء الله
متأسف جدا جدا جدا على التأخير بس انتوا عارفين بقى
ظروف خارجة فعلا :)

محمد محسن 

الاثنين، 27 أغسطس 2012

متأسف على التأخير فى نزول الحلقة يا جماعة و الله بس ظروف طارئة و ان شاء الله وعد الحلقة هاتبقى بكره على المدونة بأذن الله

متأسف تانى مرة على التأخير و متشكر جدا للمتابعة و للناس اللى بتقرا الروايات و أن شاء الله تكون الروايات عند حسن ظنهم و متشكر للمتابعة مرة تانية

محمد محسن 

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

الدرب المسكون 8


دخل كلاهما و قال محمد دراز " خد راحتك انا مش متجوز و الشغالة بتمشى الساعة 2 الضهر " فقال محمود " عايز افهم حضرتك عرفتنى منين " فقال محمد دراز " زى ما أنت ليك ناس عرفت منهم عنوانى انا ليه معارف أعرف منهم انت نايم فى بيتكوا دلوقتى لوحدك و الا معاك حد " فقال محمود بنبرة أستخفاف " للدرجة ديه " فقال محمد دراز " و أكتر " فقال محمود " طيب حضرتك بعتلى ليه " فقال محمد دراز " خلينا ندخل فى الموضوع انا لقيت عندى ورق قديم بيتكلم عن كتاب غريب و شوية تخاريف ما تحبش تسمعها و عرفت ان جدى اللى كان كاتبه سألت و سعيت ورا الموضوع لقيت الكتاب كان مع والدك و أكيد أنت أخدته و قريته الكتاب دا انا عايزة و يا ريت أشوفه فى أقرب وقت " فقال محمود " و أيه حكاية مشى الفجر ديه " فقال محمد دراز " خليها ضمن التخاريف اللى ما تحبش تسمعها " فقال محمود بنبرة تحدى " شكلك شايف نفسك بص زى ما انت مسنود انا مسنود و زى ما انت وارث انا وارث لما تعرف تتكلم مع بشر ابقى كلمنى أكيد هاتجيب رقمى زى ما جيبت عنوان شركتى يا عم الواصل " و فتح باب الفيلا فقال محمد دراز من خلفه " خد بالك من نفسك أنت لسه شاب " فخرج محمود غاضبا و هو يقول فى سره " يحرق أبو غرور اللى جابك فى الارض يا جدع " و عندما وصل الى بيته جلس و وضع الكتاب امامه ثم قلب صفحاته فوجدها فارغه تماما فقال محمود " انا محمود الدياش و عايز أعرف بقية الحكاية " فلم يحدث شىء فجلس محمود ينظر الى الكتاب و يسرح بتفكيره فى حادثه رؤيته بعد الفجر فى الوقت الذى كان نائما هنا فى مكانه على كرسى المكتب ثم فجأة رن هاتفه الخاص ليجد النقيب منير يتصل فقال " و دا عايز أيه ده " فرد قائلا " أيوة يا منير " فقال منير من الجانب الاخر " أهلا يا محمود انت روحت لمحمد دراز بيته " فقال محمود " أه و مشيت على الساعة 6 كده " فقال منير " 6 بالظبط " فقال محمود " أه الساعة 7 الا ربع كنت فى البيت عندى " فقال منير " طيب خلاص انا اسف انى صحيتك " فقال محمود " انت بتسأل ليه هو فى حاجة " فقال منير " لا اصلك سألتنى النهاردة عليه و بعدين دلوقتى لقينا جثته " فانتفض محمود من على الكرسى و قال " جثته جثته أزاى مات " فقال منير " أه أنتحر البواب دخل عليه لقاه شانق نفسه فى الصاله " فقال محمود " طيب سلام يا منير انا هاجيلك الصبح أن شاء الله " و أغلق الخط و عاد ليجلس خلف المكتب فلفت نظرة تغير وضع الكتاب فقام بجذبه ناحيته ليجد عبارة ظهرت على الورقة الفارغة تقول "" الطريق ملىء بالعواقب فلا تدع أحدها تعطلك فالموت فى بعض الاحيان يكون مجرد درجة ليرتقى عليها من يستحق الحياة " و هنا أمسك محمود برأسه و جلس بلا حراك على الكرسى مغمضا لعينيه و بعد مرور حوالى خمس دقائق قام بسحب قلم حبر قديم و وضعهعلى الصفحة الفارغة و كتب "22/3/2012 توفى محمد عبد الحكم دراز فى شقته بعد ما قابلته على طول يعنى تقريبا انا أخر واحد شوفته " فقامت بعض الصفحات بالانقلاب سريعا حتى وقف على صفحة رسمت فيها صورة باليد لمحمد دراز فى سن المراهقة و كتب تحتها " محمد عبد الحكم دراز ابن عبد الحكم دراز انا كنت أعرف أبوه عبد الحكم كان بييجى يشترى لوازم العطارة من عندى و شوفت الولا محمد كذا مرة مع أبوه الواد ده نبته وسخ و عيل فاسد ماشى حياته كلها فى الغلط من و هو فى الثانوى و هو بيبيع بلاوى سودا و حتى لما أتخرج مع الواد أبنى فضل فاسد بصراحة عمرى ما حبيته " و بعدما انهى محمود القراءة أستشعر نبرة والده و أسلوبه فى كتابة الحديث ثم قال " ابويا بيكتب و عم حسن بيقرا و دراز سعى ورا الكتاب و كلهم ماتوا كده لازم اوجد حد اسأله أيه اللى بيحصل "

صباح اليوم التالى .. 9 الا ربع الصبح :-
" صباح الفل يا حبيبى عامل أيه بقالنا قد أيه يا راجل ما اتقابلناش " قالها منير سعيد لمحمود الدياش الذى قال " من 6 شهور من ايام فرح سامح على انت عامل أيه يا منير " فقال منير " الحمد لله تمام ماشى الحال انت أيه أخبارك أتجوزت و الا لسه " فقال محمود " لا لسه بس فى الطريق عندك عروسة " فضحك منير و وضع سلاحه و موبايله على المكتب ثم جلس و قال " خلينا نخش فى الجد محمد دراز تعرف عنه أيه " فقال محمود " ساكن فى العنوان اللى اديتهولى عرفت شوية معلومات من البواب مش أكتر " فقال منير " انت أيه اللى وصلك ليه أصلا " فقال محمود " و الا أى حاجة لقيته باعت جواب ليه على المركز بتاع الترجمة بتاعى و شوية كلام اهبل قعد يقولهولى و هددنى و قالى خلى بالك من نفسك انت لسه شاب " فقال منير " الواد دا شمال الله يكحمه كان شغال فى بلاوى سودا و من نوعية الناس التقال أوى انت عارف بعد الثورة كله غير جلده و لبس عبايه التحرير بس دا ما يمسحش تاريخه الوسخ طبعا الداخلية مقلوبة مستنيين تقرير الطب الشرعى لو كانت جريمة قتل هاتبقى مدعكه لشهرين قدام " فقال محمود " طيب انا اتصل بمحامى و الا أى حاجة " فقال منير " لا محامى و الا حاجة انت اصلا اسمك مش متجاب خالص حتى البواب ما قالش حاجة انا اللى اتصلت بيك و سألتك ودي يعنى مش حاجة " فقال محمود " طيب هو ...." و لكن قطع حديثه صوت طرقات على باب مكتب منير و دخل العسكرى خابطا بكعبيه فى الارض و قال و هو يمد يده بورقة لمنير سعيد " اتفضل يا باشا أشارة من المعمل الجنائى " ففتحها منير على الفور و نظر نظرة سريعة ثم قال " زى ما توقعت ما فيش غير بصماته هوا و البواب الباب ما اتكسرش او اتفتح بمفتاح منسوخ ما فيش اى علامات لاقتحام الشقة حادثة انتحار عادية خالص يلا خليها تنضف " فقال محمود " هو اتشنق ازاى ؟ " فقال منير ضاحكا " لقيناه محروق فى الصاله اتشنق يا محمود علق حبل فى النجفة و شنق نفسه " فقال محمود " طيب تعوز منى حاجة انا " فقال منير و هو يمد يده ليسلم " خلينا نشوفك مش لازم استدعيك يعنى " فقال محمود و هو يخرج من المكتب " أن شاء الله سلام عليكم "

ظهر نفس اليوم ... الساعة 2 ظهرا :-

" مستر محمود فى واحده عايزة تقابل حضرتك برا " قالتها السكرتيرة الحسناء ذات القوام المنبعج من بعض المناطق ليجبر الناظر الى الالتفات و تحية هذة التضاريس التى تشبة كهوف تاسيلى فنظر محمود اليها و هو ينفث دخان سجائره " انا مش قولتلك مش عايز حد يدخل على و الا تدخليلى حد " فقالت و هى تهم بالخروج " أنا أسفه " فقال محمود " عدى على الحسابات صفى حسابك انا مش عايز سكرتيرات " فالتفتت الى الخارج بغضبة أنثوية " تحت أمرك "  و بمجرد أن أغلقت الباب وضع محمود رجليه أعلى المكتب و أشعل سيجارة أخرى من السيجارة المنتهية حتى سمع صوت طرقات على الباب فقام مسرعا عازما على لطم السكرتيرة الغبية و هو يقول " يلعن ميت..... " ففوجىء بسيده غريبة تفتح الباب  فقال على الفور " أفندم حضرتك " فقالت السيدة " ممكن أخد من وقت حضرتك دقيقة " فقال على الفور " اتفضلى " فذهبت السيدة لتجلس على الكرسى و أغلق محمود باب المكتب ناظرا اليها
" تحت أمر حضرتك خير " قالها محمود متفحصا الجمال الذابل الذى يجلس أمامه فقد كانت السيدة فى أوائل الخمسينات يدل وجهها الابيض و عيونها الزرقاء على انها كانت فى يوم من الايام بتمشى توقف الشارع على رجل و عشقها الكثيرون فى خيالهم فقالت على الفور " داليا الشامى " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " أهلا وسهلا داليا هانم أى خدمة " فقالت على الفور " داليا الشامى نسبة لجوزى صلاح عبد المقصود الشامى ملحق مصر فى سفارة (.....) انا أسمى الحقيقى داليا هلا أعبد العظيم الدياش انا عمتك يا محمود " و هنا أطفىء محمود سيجارته و هو يقول " عمتى انا ليه عمه و ما أعرفش  حضرتك جاية تسألى ليه عنى بعد كل المدة ديه " فقالت بلهجة أستغراب " نعم مش أنت اللى بعتلى جواب قولتلى انك عايزنى علشان ميراث والدك " و هنا أحس محمود بأنه لا يستطيع النطق و جحظت عيناه و أستسلم للبلاهة بجميع حواسه
 
يتبع
محمد محسن


الاثنين، 20 أغسطس 2012

الدرب المسكون 7





أستيقظ محمود بعدما قال ظهره كلمته الاخيرة و هدد بالانقسام الى قسمين من أثر النوم على كرسى المكتب فقام محمود برفع رأسه من على المكتب و قال و هو ينظر فى ساعته " نهار اسود الساعة 11و ربع و انا لسه نايم دا أيه دا كله " ثم وقع نظره على الكتاب فوجده فارغا الا من صفحة العنوان فقال " سبحان الله البتاع ده فاضى و الا مليان و الله انت حلك تترمى فى المكتبة و ما حدش يسأل عليك " ثم نهض و قام بأرتداء ملابسه و خرج فى طريقه الى العمل فقابله البواب الذى قال " فى جواب ليك يا أستاذ محمود " فقال محمود " مين اللى جابه يا حامد " فقال البواب " ما نعرفش يا بيه انا لجيته النهاردة فى علبة الجوابات " فقال محمود و هو يكمل سيره " ماشى يا حامد " فقال حامد بلهجة سريعة " يا محمود بيه فى كمان واحد جه سأل عليك " فقال محمود " مين دا كمان " فقال البواب " ما نعرفوش بعد ما حضرتك رجعت أمبارح على بعد الفجر جه و سأل عليك و عرف رقم الشقة و مشى " فقال محمود " أمبارح بعد الفجر انا ما نزلتش " فقال البواب " ازاى يا بيه انى شوفتك و انت طالع حتى كان شكلك زى ما يكون ماتلك ميت بعيد الشر و ندهتلك بصيتلى و ما رديتش على و طلعت فى الاسانسير على طول " فقال محمود " يا حامد و الله العظيم الترامادول و الفراولة أخرتهم وحشة و هاتلسع بطل تبرشم يا حامد " فقال حامد " حد الله يا بيه و على الحرام من بيتى اللى بقولهولك حصل أمبارح " فقال محمود منهيا النقاش " و ماله يا حامد بعد كده ابقى امسك أيدى ماشى " فقال حامد مستغربا " العفو يا بيه ......

تجاوزت الساعة الواحدة ظهرا حين فرغ محمود من المرور على مركز الترجمة و انهاء بعض المعاملات الورقية و فى ذلك الوقت أخرج الظرف الكبير الذى كان قد أخذه من حامد و فتحه ليجد ورقه صغيرة و جواب بخط منمق يشبه الخط المنمق فى الكتاب الاسود فانتفض محمود و اشعل سيجارة و جلس يقرأ الخطاب بلهفة و مع كل كلمة تضيق عيناه أسفل النظارة فقد كان الخطاب يقول
" لو مش عارف تعمل أيه او زهقت من كتر التفكير يا ريت تتصل بيه انا كمان عايز حد يفكر معايا محمد عبد الحكم دراز."
ثم فتح الورقة الاخرى ليجد صورة قديمة للغاية تمثل أحمد دراز صاحب الكتاب و هو يجلس بجانب رجلا أخر يشع من عينيه نظره ثاقبة و كتب على ظهر الصورة " الحياة تفتح طريقا لمن يستحقه و تغلق جميع الابواب فى وجه من لا يستحقها " فنظر محمود الى الورقة الصغيرة التى كتب عليها رقم موبايل يبدأ ب 011 و كتب تحت الرقم " محمد عبد الحكم دراز " فقال محمود " أيه اللى بيحصل " و قام بأستدعاء أحد السعاة و قال له " بقولك أيه يا عم أمام انت من حارة اليهود صح كنت ساكن جمب بيت جدى القديم مش كده " فقال عم أمام " طول عمرى ساكن هناك خير فى حاجة " فقال محمود " أقعد يا عم أمام انت بردة زى والدى و عايز أخد رأيك فى حاجة كده انا نويت أكمل نص دينى و العروسة من عيلة دراز تعرف عيله كانت ساكنه هناك اسمها عيلة دراز ؟ " فقال عم أمام " دراز لا يبنى ما فيش عيلة بالاسم ده ساكنه هناك خالص و الا عمر كان حد ساكن بالاسم ده " فقال محمود و هو يشعل سيجارة " طيب جدى أو أبويا كان يعرف حد أسمة أحمد دراز " فقال أمام " لا يبنى أبوك ما يعرفش حد بالاسم ده خالص انا كنت شغال معاه فى محل العطارة تلاتين سنه و عمرى ما عرفت انه مصاحب حد بالاسم ده " فقال محمود " طيب ابويا ما كانش بيجيبلك سيرة كتاب او انه بيكتب حاجة مهمة فى كتاب أو أى حاجة " فقال أمام " أه كان دايما يقولى ان ورث عن جدك مال الدكان و حكمة الكتاب و حب الناس ليه " فانتبه محمود و قال " كتاب أيه بقى اللى كان بيتكلم عنه " فقال أمام " و الله يبنى أبوك ما كانش بيقولى كل حاجة بس انا شفته كام مرة كده قاعد نازل كتابة فى كتاب أسود كده و كان دايما هو و الحاج حسن يقعدوا بالساعات فاتحينه قصادهم و عمالين يقروا مرة قبل كده رميت عينى لقيته فاضى يوميها بصراحة قعدت أضحك لغاية ما شرقت و كنت هاموت اصلى اياميها كنت بشرب معسل بقى ايام ما كان المعسل معسل و كمان ...." فقال محمود منهيا حديث الذكريات " الف شكر يا عم أمام اتفضل يا باشا الف شكر " و بمجرد خروج أمام من الغرفة حتى تناول هاتفه و قام بالاتصال بأحد رفقاءه من ضباط الشرطة و قال له " أزيك يا منير عامل أيه بقولك كنت عايزك فى خدمة عايز أعرف معلومات عن واحد صاحب رقم تليفون ...لالالا ما عمليش حاجة بس فى رقم غريب بيرن على و عايز أعرفه أحسن مزاولنى.... يا باشا شايلينك للتقيلة هاترد على أمته... طيب خمس دقايق و هاتصل بيك سلام "
قطع محمود المسافة الفاصلة بين الشباك و الحائط المقابل فى داخل غرفة مكتبة للمرة الخامسة حتى رن هاتفه فقام بالرد " أيوه يا منير عملت أيه ... طيب استنى أجيب ورقة و قلم... محمد عبد الحكم دراز شارع عباس العقاد مدينة نصر شكرا يا بيه " و بمجرد أغلاق هاتفه خرج من المكتب مسرعا فاصطدم بأحد العاملين فى قسم المبيعات الذى قال " حاسب يا مستر محمود صحيح انا شوفتك أمبارح فى الشارع الساعة 4 الفجر كنت جاى قدامى من أخر الشارع حتى نديت عليك ما رديتش على كان شكلك مدايق خير أن شاء الله " فقال محمود بصوت خفيض " شوفتنى امبارح الفجر انت عرفت منين عنوان بيتى " فقال الموظف " انا عماد الغريانى ساكن فى عمارة حضرتك الدور الاول حضرتك نسيتنى مالك يا مستر محمود " فقام محمود بالركض حتى وصل الى عربته ثم قادها بسرعة جنونية الى العنوان المنشود و عندما وصل الى العمارة توقف و ترجل من سيارته و قال و هو يعطى سيجارة للبواب " الا قولى يا بلدينا هو الاستاذ محمد دراز ساكن فين " فقال البواب " ساكن هنا بس لسه ما جاش بييجى على الساعة 5 كده اتفضل أشرب شاى عقبال ما ييجى " فقام محمود بخلع جاكت البدله التى يرتديها و وضعه فى العربة و جلس على يمين البواب على الدكة الخشبية الموضوعة أمام باب الفيلا ثم قال محمود محدثا البواب " الا قولى يا بلدينا هو الاستاذ محمد ساكن هنا من زمان " فقال البواب " الاستاذ محمد يبقى ابن المرحوم الحاج عبد الحكم ابن المرحوم الحاج أحمد دراز حته الارض بتاعه الفيلا ديه والعمارات اللى وراها و اللى جمبها كانت القصر بتاعهم زمان و المربع ده كله بتاعهم ورثه محمد بيه دراز و هو عايش فى الفيلا ديه لوحده و باع باقى الاراضى بتاعة العماير اللى جارنا ديه " فقال محمود " دى العيلة من هنا بقى اساسا " فقال البواب " لا يا بيه العيلة اصلا من حارة اليهود و كانوا مناسبين عيلة السمادونى و كان الحاج أحمد أخوه واخد أخت الحاج السيد السمادونى كان أيام الستينات الكلام ده ساعتها كنت ولد صغير ابن سبع سنين كده " فقال محمود " اه طب ما تعرفش يا بلدينا الحاج عبد الحكم كان شغال أيه " فقال البواب " الحاج عبد الحكم كان شغال فى أسكندرية كان عنده مكتب نقل فى الجمرك و الميناء و كان بييجى كل خميس و جمعه الست و الاستاذ محمد كانوا هما اللى هنا " فقال محمود و هو ينظر الى ساعته " الساعة بقت 5و نص هو بيتأخر " فقال البواب مشيرا الى العربة القادمة " أهو جه أهه "
كانت العربة من طراز أوبل أسترا سوداء اللون توقفت بمحاذاة عربة محمود من نوع الفيات بونتو و ترجل منها شاب فى أواخر العشرينات قال بمجرد ان لمح محمود جالسا مع البواب " مين الاستاذ يا رزق " فقال البواب " الاستاذ مستنيك من ساعة " فقال محمود " محمود الدياش " فابتسم محمد دراز و قال " يبقى أكيد مشيت لوحدك بعد الفجر " فقال محمود بنبرة أستغراب " أيه الحكاية " فقال محمد دراز و هو يتأبط ذراع محمود " تفتكر هانتكلم قصاد البواب "

يتبع
محمد محسن

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

الدرب المسكون 6



الحلقة 6 :-

انتهى محمود الدياش من انهاء جميع المعاملات الورقية و المالية من توقيع العقود و قبض ثمن بيع المحلات التى ورثها وحيدا عن أباه ما عدا محل حارة اليهود بالطبع الذى يعد تراثا للاسرة فبعد موت الحاج حسن اصبح محمود لا يستطيع الاشراف على المحلات و بالتالى قام ببيعها و تفرغ للعمل فى مركز الترجمة الذى انتهى من بناءه واضعا ثروته فى البنك و محتفظا بمحل حارة اليهود و بالكتاب المجهول أيضا .
و فى أحدى الليالى بينما كان جالسا على المقهى مع هانى أسحاق قال له هانى " الشغل ماشى ازاى يا محمود " فرد محمود و هو ينفث دخان سيجارته " تمام الحمد لله زى الفل و بيزيد يوم عن يوم الحمد لله و المحل عامل أيه بتطل عليه و الا أيه " فقال هانى " اه شغال بس طبعا مش زى الاول الحاج حسن الله يرحمه خسارة كبيرة " فقال محمود " ربنا يرحم الجميع انا كده لوحدى فى الدنيا ديه ما عدش ليه غيرك أمسك فيها يالا بأيدك و سنانك مش طالبه حاجة تانية لا قدر الله " فقال هانى و هو يضحك " بعد الشر يخربيت أمك الملافظ سعد يا أخى " فقال محمود " يا عم قولت بعد الشر عايزنى اقول ايه تانى " فقال هانى " طيب و الخميرة اللى فى البنك هاتعمل فيها أيه " فقال محمود " مش عارف الفلوس ديه كتيرة أوى على مش عارف اعمل أيه تصدق يالا انا اكتشفت انى لسه صغير أوى " فقال هانى " بص حال البلد دلوقتى ما يشجعش على أى حاجة اديك شايف العسكر ماسكنا و البلد ما فيهاش أمن و العملية بايظة انا بقول تهدا لحد ما نشوفلها رئيس و بعد كده نفكر " فقال محمود " عندك حق المهم خطيبتك عاملة أيه " فقال هانى " و المسيح الحى انا ربنا بيحبنى علشان بعتلى ماريان تصدق انا بجد حسيت بالحنان بعد أمى لما خطبتها " فقال محمود " اللى على على يابا سيبنا أحنا بطولنا كده " فقال هانى " ما تعمل زيى طيب " فقال محمود " ربك يسهلها و يفرجها حد عارف هايموت أمته " فقال هانى " يا أخى سيبك بقى هاياخدوا أكتر من عمرهم يعنى يلا شوف حياتك خليك تعرف تستمر " فقال محمود " ربنا يسهل الحال انا هاروح انام علشان اصحى الصبح اروح السنتر " فقال هانى " الا هو بقا كام دور دلوقتى " فقال محمود " بسم الله الله أكبر يعنى 5 أدوار كل دور لغة و دور للادارة " فقال هانى " زى الفل هاتزوده بس أنت أسعى " فقال محمود و هو يمضى فى طريقه " قول يا رب " .....

فى تلك الليلة جلس محمود فى الصاله المتوسطة فى منزله يطالع صور عائلته التى أصبحت الصور اخر ذكرى لهم فقال محدثا أبيه " بص بقى انا بعت الدكانين التانيين و سيبت دكان حارة اليهود علشان أسم جدى و علشان عارف انه عزيز عليك انا معايا فوق ال 2 مليون جنية دلوقتى اعمل أيه " ثم أشعل سيجارة و ذهب الى غرفة المكتب القديمة ذات الطابع المصفر فى كل شىء فالورق مصفر و الحائط مصفر و حتى المكتب القيم المطعم بالنحاس و الاباجورة الحديدية التى تمثل صقرا يضم جناحيه على المصباح المصفر أيضا مصفرا جلس خلف المكتب و اتكأ على الكرسى و أخرج الكتاب القابع فى أول درج من أدراج المكتب الكتاب الاسود الثقيل الذى كان أخر ما لمسته يد حسن قبل الصفائح التى أودت بحياته و فتح أولى صفحاته ......

كان الخط المنمق يشير الى كتابة الكتاب يدويا بحبر أسود متفحم و كتب على أولى صفحاته "" الخطيئة لابد من تكفيرها و الدماء لابد أن ترد بالدماء و من أخذ شيئا لا يستحقه وجب عليه دفع الثمن و أرجاعه لقد رأيت و سمعت و فعلت ما أملاه على ضميرى و لست نادما و لكن كان لابد من التوثيق حتى يتسنى لى الرجوع  هذا هو العدل أنظر الى نور و الظلام و الملائكة و الشياطين و الحلو و المر و الابيض و الاسود لولا التضاد ما قامت الحياة ""
 أستغرب محمود من هذة الحكمة الرائعة و قال " شكله حاجة عالية و قديمة " و قلب الصفحة ليجد رسما يدويا يمثل رجلا متشحا بالسواد و يجلس على مقعد مرتفع الظهر و كتب تحت الصورة بخط صغير " لست وحدى و لكن هناك من أراهم و يرونى و نعمل معا فى سبيلنا " "" أحمد دراز المتوفى عام 1945"" قرأ محمود العبارات بشغف شديد و قال محدثا نفسه " دا أيه الجمدان ده دا انا معايا كنز و انا ما أعرفش " و ارتدى نظارته الطبيه و قلب أولى صفحات الكتاب ليجدها فارغه فقلب الصفحة التالية ليجدها فارغة ايضا ففر الكتاب فى صورة سريعة ليجده فارغا من محتواه فقال " أيه الاشتغالة ديه هى ناقصة هبل على أخر الليل " و أغلق الكتاب بصورة عنيفة و قال " أيه النفخ ده بعد ما أتشديت و كنت عايز أعرف فى ايه جواه يطلع فاضى صباح الخرة عالمسا " و أشعل سيجارته و جلس ينفث دخانها فى غضب و قام بالخروج من المكتب و الذهاب الى البلكونة محدثا نفسه ليقول " انزل بكرة الفجالة أشترى أحسن منه و اقعد اقراه " و هنا سمع صوتا يأتى من صالة المنزل فرمى سيجارته و قال " هى الليلة بانت مش كنت قاعد مع هانى ملعون أبو الخرة اللى الواحد عايشه " و ذهب ناحيه الصاله فى ترقب ليجد ان طفاية السجائر قد سقطت و تحطمت بجانب الطاولة فقال و هو ينظر اليها " و رحمة أبويا ما انا شايلك الا الصبح لو اتنططتى " فرد عليه صوتا قادما من غرفة المكتب " و ليه طيب افرض جرحتك و الا جرحت حد و هو معدى " و هنا هربت الدماء من عروق محمود و قال بصوت عالى " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم انا اتجننت و الا أيه " فقال نفس الصوت " انا مش جن علشان تستعيذ بالله من الشيطان و الا ناوى أاذيك لف خلينى أشوفك و تشوفنى " فقام محمود بالالتفات بصورة بطيئة حتى وصل الى باب غرفة المكتب .
خلع نظارته و أرتداها و فرك عينيه و قام بعض يده ليتأكد من أنه مستيقظ .. نظر فلم يجد أحدا ..ركض نحو الغرفة و دخلها فوجد كل شىء طبيعيا و فى مكانه الصحيح فقال بصورة سريعة " لا انا لازم اتجوز قلة الحريم و القعدة لوحدى هاتجيبلى جنان هى واحدة تحضنى و احضنها و ندفى بعض فى البيت و ناخد بحس بعض مالهاش حل تانى " و ذهب ناحية المكتب و قام بألتقاط الكتاب و قال له " و انت و دينى لاولع فيك بكره الصبح " و فتح درج المكتب و قام بوضع الكتاب بصورة عنيفة فانفتح الكتاب ليثب محمود مترا الى الوراء و يتعثر ساقطا على كرى الصالون الموضوع فى غرفة المكتب .. لم يهتم للسقوط و نهض و ذهب ناحية الدرج و نظر و هنا كان قاب قوسين أو أدنى من ان يفقد وعيه فقام بأخراج الكتاب و جلس يتأمل صفحاته التى سودتها الكتابة بنفس الخط المنمق مع عبارة فى أعلى اولى الصفحات تقول " طالما ظهرت الكتابة تبقى انت صرحت انك عايز تعرف باقى الحكاية و أخترت طريق صعب بس فى النهاية هاتعرف ان أختيارك كان صح و ان انت قدرت تختار طريق هاتخرج منه غير ما دخلت خالص طريق هاتفهم فيه اللى مش هاتفهمه و الا تعرفه لو عيشت الف سنه "
فقام محمود بقلب أولى الصفحات ليجد العنوان الذى قام بلطم عينيه و جعلهما غير قادرين على أغلاق جفونهم فقد كان العنوان يقول
"" الفصل الاول : الاستعداد للرحيل للمجهول  ""
و هنا سقط محمود مغشيا عليه على سطح المكتب المطعم بالنحاس .......
؟
يتبع
محمد محسن 

الأحد، 12 أغسطس 2012

الدرب المسكون 5



أختلف الامر بعد مرور شهرين على الوفاة فبعد التحقيقات و حفظ الحادث ضد مجهول مع وعد من الشرطة بأنه " هانجيب أمه لو فى بطن الحوت " كان لابد من أن يستأنف محمود الدياش حياته بعد وفاة والده و بالفعل بعد مرور شهرين من العزلة قرر محمود الذهاب اليوم الى محل حارة اليهود لكى يباشر أعمال والده بالرغم من افتقاره لاسماء الاصناف و خبرة العمل و لكنه فى تلك الايام كان يعتمد بشكل كامل على الحاج حسن الذى أصبح بمثابة الاب الروحى لمحمود و عندما وصل محمود الى المحل استقبله الحاج حسن استقبالا حافلا و قال له " خش اقعد على المكتب و أملا مكان ابوك و ما تشيلش أى هم انا معاك لحد ما تبقى أشطر منى " فقال محمود " العفو يا عمى حسن المهم أيه أخبار الشغل " فقال حسن " و الله الناس كلها متشوقه الحاج الله يرحمه لكن الحمد لله الشغل ماشى زى الفل ببركه ربنا الحمد لله رب العالمين فضل و نعمة " فقال محمود " حد من أخوات أبويا جه " فقال حسن و هو يحاول تغيير الموضوع " بص بقى اول حاجة تاخد بالك منها دفتر اليومية و...." فقاطعه محمود " حد من أخوات أبويا جه ما تتوهش يا عم حسن " فقال الحاج حسن " لا يبنى ما حدش جه " فقال محمود و هو يشعل سيجارة " انشلا عنهم ما جم عالم بنت ستين كلب واطيه " فقال حسن " عيب يا محمود ما تقولش كده " فقال محمود بعيون دامعه " و مش عيب انى انا افضل لوحدى شهرين ما أحسش ان ليا أهل و عزوة ما أحسش ان ليا ضهر انا كنت بخاف لما الشقة تسكت و ابقى لوحدى من غير نفس الحاج " فقال حسن و هو يربت على كتفه " اللى راح راح يا أبنى تعالى اعرفك على الشغل " ......
بعد مرور أسبوعين من روتين العمل الجديد أعتاد محمود على التنقل بين الثلاث محلات و الذهاب الى مركز الترجمة تحت الانشاء الذى يشيده بعدما أستلم الميراث و فى هذا اليوم جلس محمود فى محل حارة اليهود يتابع الاشخاص الذين يدورون كخلية نحل ملبيين طلبات الزبائن و لفت نظره بعض الطلبات الغريبة التى تتلى على أحدى العاملين فى المحل فأرهف السمع و استمع الى المقادير بأستغراب فقد كانت السيدة تقول ( عايزة دم غزال و جوزة الطيب و حجر أسود و دستة شمع و بخور مغربى و دستة فحم الشعلة ) فقام محمود بالمناداه على الحاج حسن و قال " حاج حسن الست ديه هاتعمل أيه بالحاجات ديه " فقال الحاج حسن " الله أعلم تقريبا زار او حضرة مشبوهة حاجات كده بتاعه الناس القديمة " فقال محمود " طيب الا قولى هى الحاجات ديه بجد بتضر و بتأذى و كده " فقال حسن " الله أعلم يا أبنى بس هى حرام و بتغضب ربنا ربنا يهدى الناس و يهدينا أمين يا رب " فذهب محمود ليستبين هيئة السيده فوجدها سيدة تقارب الخمسين تلفح جسدها بعباءة سوداء أظهرتها كملكة فى العوالم المظلمه وعصبة سوداء و كحل كثيف حتى ظن محمود انه ينقصها عصا العراف و تقوم بأثارة العواصف و الزعابيب فقال لها محمود " يا رب بضاعتنا تعجبك يا حجا " فنظرت له نظرة صامته و قالت " البقية فى حياتك عامل أيه دلوقت " فقال محمود " الحمد لله ربنا يرحم الجميع انتى كنتى تعرفى الحاج " فقالت " طبعا انا زبونته من 35 سنه من و انا عندى 10 سنين و انا باجى أشترى من هنا " فقال محمود " الدكان نور يا أهلا وسهلا اتفضلى ارتاحى طيب لحد ما الولا يجهزلك طلبك فى حاجات هايروح يجيبها من المخزن اتفضلى " فقالت " لا خلاص هاروح انا و ابقا ابعتلك بنتى تاخد الحاجة أن شاءالله ماشى يا أستاذ " فقال محمود " تحت أمرك أن شاء الله تيجى تلاقى الحاجة جاهزة " فقال محمود الى الحاج حسن بعدما ذهبت السيدة " تعالى هنا بقى انت ليه ما قولتليش انها زبونه من 35 سنة هنا " فقال حسن " بص يبنى الست ديه بصراحة ما برتحلهاش و الا برتاح لبنتها و بصراحة ما كنتش عايز ابيعلها حاجة من الاصل و ياما اتعاركت انا و المرحوم علشان الموضوع ده فقال محمود " على أيه كل ده يا عم حسن زبونة تيجى تشترى و خلاص " فانفجر حسن بلهجة عصبية " مره بنت كلب سحاره و بتاعه أعمال و كلام أستغفر الله العظيم و بنتها فرحانة بنفسها و ماشية تتهز طول النهار فى الشارع و عيون الشباب ياكلوها حاجة زى الخرة مش عارف أقول أيه " فقال محمود " كل ده و مش عارف تقول أيه حرام عليك انت عايز تقول أيه تانى " فقال حسن " ربنا يهدى الجميع هى خدت طلبها و الا لسه " فقال محمود بنبرة استفزاز " هاتبعتلى بنتها علشان تاخده " فقال حسن " بنتها الهى تتبنى فى حيطة هى هاتلف عليك انت كمان و الا أيه " فقال محمود " انا كمان و هى لفت على حد قبلى " فقال الحاج حسن " أمها لفت على أبوك سنين بس الله يرحمه كان ابن سوق و الدنيا دعكاه كان ملاعبها عالشناكل و ما كانتش عارفة تاخد فيه حق و الا باطل انما انت هاتندب زى الجردل لما تشوف المحروسة بنتها و شهرين و هاتلاقيك ملفوف و متجوز و نايم جمبها زى الباشا ما انا عارفك أهبل و ينضحك عليك " فقال محمود " و النبى و الا الف زيها انت عارف ماليش فى الكلام ده هى السيجارة و كوباية الشاى و اتعشت الله يخربيوتكوا علمتونى كلام ما كنتش عمرى بقوله انا كنت بتكلم لغات يا عالم يا لمامة " فضحك الحاج حسن و قال " ربنا يخلينا ليك و نعلمك حاجات تانية خليك تنشف بدل الطريان اللى انت فيه ده " فقال محمود " انا طرى طب تعالى فى المخزن و نشوف مين الطرى " فضحك الحاج حسن و لكزه فى صدره " يلا يا ابن الدياش يا اللى شبه جدك " فقال محمود " المهم هاتاخد الصناديق اللى جوا و تروح بيها لهانى أسحاق فى القهوة الصرفية بتاعة كل أسبوع و قوله محمود بيقولك تعالى عالقهوة النهاردة بلاش تفلق زى أمبارح "
كان هانى أسحاق هو الولد الوحيد ليوسف أسحاق الولد الوحيد أيضا لاسحاق الدخاخنى صديق عبد العظيم الدياش و كان محمود الدياش و هانى أسحاق رفقاء طوال سنين الدراسة و بعد التخرج عمل هانى فى توسيع مجال والده وجده فافتتح كافيه فى شارع عباس العقاد بالاضافة الى مجموعة المقاهى البلدى فى حارة اليهود و الجمالية و الحسين و السيدة زينب و بمجرد ذهاب الحاج حسن الى هانى ليسلمه صرفية الاسبوع من الشاى و السكر و البن و الكاكاو و مختلف أنواع المعسل حتى رأى محمود فتاة تتبختر قادمة فى أتجاه الدكان جعلته بصورة أليه يردد أغنية سمعها ليلة البارحه قالها محمود عبد العزيز فى فيلم الكيف المشهور " تعالى تانى فى الدور التحتانى ناكل لحمة ضانى و نحلى بسودانى "
كانت مثال للفتاة البلدى أوى العباءة السوداء و الشبشب الاحمر الكعب ال10 سم و الطرحة الملفوفة فى منتصف الرأس يصارع للخروج من تحتها شعرا ناعما كان من الواضح ان (الماشيت ) لسه معمول طازة و عيون سوداء واسعه يحدهما الكحل اللاسود القاتم  و شفتان بلون الكريز المثلج وبداخل الفم تلاك اللبانة المتعاده و قالت بمجرد رؤيتها لمحمود " انت الاستاذ محمود " فقال محمود " و لو مش انا نجيبه من بيتهم اامرى " فقالت " ماما قالتلى أنزل أجيب الطلب اللى هيا كانت قايلاه " فقال محمود " الطلب و الدكان و صاحب الدكان تحت أمرك بس انتى أأمرى " فضحكت و هى تدارى الضحكة لتبرز صفين من اللولى الابيض المرصوص بعناية و قالت " شكرا يا أستاذ فين الطلب " فقال محمود " طيب انا هاديلك الطلب و انتى أدينى طلبى " فقالت بنبرة أستغراب " طلب ايه " فقال محمود و هو يقترب و يتكىء على البنك الموضوع أمامه " أسم القمر أيه " فضحكت الفتاة و قالت " عايزة الطلب خلصنى عايزة أمشى " فأعطاها محمود الطلب فقالت " الحساب كام " فقال محمود مداعبا " زى كل مرة " فقالت الفتاة و هى تبتسم " اللى هو كان كام كل مرة " فقال محمود " روحى اسألى الحجه و تعالى ادفعى " فقالت " و ليه المشوره ما تقولى كام " فقال محمود " يعنى احنا عايزين نشوفك تانى حرام يعنى ؟ " فقالت الفتاة " انتوا مين ؟ " فقال محمود " انا و عيونى " فضحكت الفتاة و أعطته الحساب و قالت " أسمى منال " و أدارت ظهرها و مشت فى أتجاه منزلها و كلما تتمايل فى مشيها يقول محمود " و الله الحياة سهله خالص أهيه امال انا كنت قافل على نفسى ليه " و هنا رن هاتفه المحمول مشيرا الى ان هانى أسحاق يتصل فرفع محمود سماعة الهاتف و قال " اما يالا يا هانى كان عندى واحدة دلوقتى انما أيه ماشية بمبدأ انا مزة و زى الفل انا حلوة و غايظة الكل " فقال هانى " طيب سيبك من البحلقة فى جسم النسوان و شوف شغلك عدل باعتلى كتاب أسود مع المعسل و المعسل الليمون ناقص باكوين و السكر ناقص نص باله اشتغل بقى بروح أمك عدل و بطل النسوان هنا هاتهبلك انت كان أخرك ماهيتاب بتاعة 3 أداب " فقال محمود " كتاب و معسل و سكر ناقصين طيب انا كده هالبس نضارة سودا علشان اشوف شغلى طب اقفل هاشوف انا الحكايه ديه و ابقى قابلنى النهارده عالقهوة " و اغلق محمود الخط و هو يقول " كتاب أيه ده " و فى تلك اللحظة كان الحاج حسن يدلف الى المحل و قال لمحمود " انا داخل المخزن اجيب الحاجات الناقصة لهانى كان فيه الكتاب الاسود ده فى الصندوق هاحطهولك على المكتب جوا " و دلف الحاج حسن الى المخزن و جلس محمود يطالع الكتاب الذى اصبح يعرفه جيدا من رؤيته فى أحلامه حتى سمع صوت تحطم و صرخة طويله أعقبها صمت مطبق سقط على اثرها الحاج حسن على ارضيه المخزن و رأسه تنزف أنهار من الدماء بعدما تلقى صفائح العسل واحده تلو الاخرى حتى اودته صريعا على أرضيه المخزن وسط المزيج من الدماء و العسل الاسود " ........
يتبع
محمد محسن   

الجمعة، 10 أغسطس 2012

الدرب المسكون 4



القاهرة 2012 :-

أستيقظ محمود الدياش على صوت أبيه و هو يقول " أصحى بقى يا أبنى انت أيه ما بتزهقش نوم " فصاح محمود من داخل غرفته " صحيت خلاص صحيت " و تذكر أحداث كابوسة الذى أصبح يتكرر فى كل ليلة تقريبا فمنذ زيارته الاخيرة لصرح العطارة الذى ورثه أبوه عن جده عبد العظيم الدياش و هو يحلم يوميا نفس الحلم الذى يبدأ عادة بكتاب أسود سميك و يدخل محمود ليرى جده يجلس بصحبة ثلاثة من الغرباء و ينهض الجميع لتحية محمود و يسلمه أبيه الكتاب و عندما يهم بالجلوس معهم على نفس الطاوله يداهمه الصوت المحشرج الغريب " ما تقعدش انت لسه ما روحتش هناك " فيستيقظ فزعا غارقا فى العرق و عادة ما يتزامن أستيقاظة مع صوت أبيه و هو يصيح كالعادة فبعد موت الام أصبح أبيه هو من يقوم بمهام الام المعتاده و هى " يصحيه من النوم ، يحضر الفطار ، ينزل على دكاكين العطارة التلاتة و طبعا يستقر فى دكان حارة اليهود "  و ينزل محمود قاصدا سنتر الترجمة الذى يعمل به منذ تخرجه من كلية الاداب قسم اللغة الانجليزية يقضى نهارا مفعما بالترجمة الى ان تأتى الساعة السادسة مساءا بالطبع فى ذلك الوقت كان خالد الدياش والده يجلس على المقهى القديم فى حارة اليهود مقرقرا للشيشة و لاعبا للضومانه و مطلقا الكثير من السبات و الاصوات البذيئة من فمه او يجلس مثرثرا مع أحدى اصدقاءه عن أيام الطفوله و كيف انه أستلم دكان والده منذ 24 عاما و كيف بذل الجهد و العرق لكى يجعل منه سلسلة صغيرة نسبيا من المحلات قدرت بثلاث محلات فى المهندسين و مدينة نصر و بالطبع فاتحة الخير دكان حارة اليهود اما محمود فيذهب بعد السادسة الى المنزل لتغيير ملابسه ثم يذهب قاصدا الكافيتيريا حيث يلتقى بأصدقاء الدراسة ليثرثران معا فى شتى الامور او ليقوموا بلعب الاوراق قليلا ثم يذهب الى المنزل حيث النوم ثم النوم ثم النوم و هكذا صار الروتين رتيبا أعتاد عليه محمود منذ وفاة أمه و مكوثه وحيدا مع والده و لكن فى ذلك اليوم بدأ محمود كلامه على الافطار بعبارة " الا قولى يا حاج هو جدى كان ليه صحاب " فرد والده " امال كان مقطوع من شجرة جدك كان شيخ العطارين فى الحسين و الجماليه " فقال محمود " لا ما أقصدش كان ليه صحاب قريبين يعنى كان مثلا ليه صاحب زيك انت و عم عبد الباسط " فقال والده " اااااااااااااه فهمتك كان ليه 3 صحاب عمى أسحاق الله يرحمه كان صاحبه أوى هو و عمك السمادونى بس دا ما أوعاش عليه و عمك شمعون اليهودى بس دا مشى من الحته بعد النكسة كان ساعتها عندى 5 سنين و عمك أسحاق كان بيعيط ساعتها ربنا يرحم الجميع و يوصلنا ليهم و احنا واقفين على رجلينا و يرحمنا من ذلة الكسرة و غلب المستشفيات " فقال محمود " بعد الشر عليك يا حاج خالد دا انت الخير و البركة " فقال خالد " بس انت بتسأل ليه الاسئلة ديه كلها " فقص محمود على والده كابوسه المتكرر فقال والده " الكتاب الاسود ده انا فاكر ان عمك أسحاق أداهولى ابقى عدى على فى المحل شوفه و لو كده تصليلك ركعتين فى الحسين بدل ما انت ما بتركعهاش و وشك بقى شبه الكفار جتك داهية " فضحك محمود و قال " الملافظ سعد يا حاج " فرد والده " يلا يا ابن الكلب هاتعلم أبوك الكلام " و ضحك الاثنان و انهى محمود أفطاره و نزل قاصدا العمل و بمجرد وصوله الى سنتر الترجمة حتى وجد الكثير من الجلبة و مياة تصنع مجسما مائيا فى الشارع لنهر النيل و مدير السنتر يجلس واضعا راسه بين قدميه فقال محمود بلهجة غاضبة " أيه اللى حصل يا أستاذ سعيد " فقال سعيد مدير السنتر " ماس كهربا و السنتر ولع حسبى الله و نعم الوكيل العوض على اللى منه العوض قدر الله و ما شاء فعل " فقال محمود و هو يربت على كتفه " اللى حصل حصل ربنا هايعوضنا أن شاء الله " فقال سعيد " أتكل على الله مالكش لازمة هنا روح و انا هابقى اتصل بيك " فقال محمود " طب بجد مش عايز أى خدمة او اى حاجة اقدر اقدمها " فقال سعيد " شايلك لكبيرة أتكل على الله " فذهب خالد حزينا الى محل والده ليجد الحاج حسن الذى كان بمثابة علامة من علامات الدكان فقد كان حسن هو الصبى الخاص بالحاج عبد العظيم الدياش و بمجرد رؤيته الى محمود حتى ضاقت حدقتيه محاولا استبيان القادم فقال محمود " البس النضارة يا عم حسن بقى بدل ما انت مقضيها بربشه و خايلتنا معاك " فقال حسن بنبرة ضاحكة " لسانك سم زى جدك بالظبط أزيك يا ... ما بتجيش ليه " فقال محمود و هو يقبل رأسه " مشاغل بقى يا عم حسن الواحد عايز يتجوز " فقال حسن " و انتوا اللى زيكوا يعرف يتجوز دا انتوا يادوب تمسكوا أيد و تناموا جمب مراتاتكوا جيل خرع ابن صرمه " فقال محمود " لا خلى بالك ما تجمعش انا حفيد الدياش حاسب بقى و خد بالك " فقال حسن " المهم انت واد غلباوى و انا مش هاخد فى اهلك حق و الا باطل أبوك سايبلك كتاب جوا خش شوفه " فذهب محمود ناحية المكتب العتيق المطعم بالنحاس ليجد كتابا أسود ثقيل موضوعا على سطحه عرف بمجرد رؤيته انه الكتاب الذى يراه يوميا فى كابوسه و بمجرد ان حمله بين يديه حتى أحس بحرارة خفيفة تلم بجسده و سرح حالما بلعض الوقت فى بعض الاشياء المشوهة حتى أيقظه صوت فرمله فجائية لعربة و بعض الهياج خارج المحل فركض ليرى ما يحدث فسمع فى طريقه الى الخارج صوت صريرا عنيفا لسيارة تحاول الفرار و عندما وصل الى خارج المحل كان أباه الحاج خالد الدياش يرقد على الارض و تنساب الدماء من جسده ككيس مثقوب فتسمر محمود فى مكانه للحظة ثم أنهار فاقدا لوعيه .....

يتبع
محمد محسن  

الأحد، 5 أغسطس 2012

الدرب المسكون 3

" اتفضل الشيشة يا معلمى " قالها حسن صبى الدكان و هو يضع الشيشة أسفل قدم عبد العظيم الدياش و يمد له الخرطوم و لكن عبد العظيم لم يلتفت لاخذ الخرطوم بل لم يحرك ساكنا مما جعل حسن يقول بصوت مرتفع " الشيشة يا معلمى " فانتفض عبد العظيم و قال له " و بتعلى صوتك ليه يا جحش براحة جاك داهية فى شكلك هات جتك نيلة " و خطف خرطوم الشيشة و جلس يفكر فمنذ وفاة السمادونى منذ حوالى 6 أشهر لم تسير الاحوال على ما يرام فلقد توفى السمادونى بعد عدة أيام قليلة من سهرتهم سويا بالتحديد فى يوم أعطى أسحاق الكتاب المشئوم و منذ ذلك الحين تمتلىء الجلسات بين الثلاثة بالحديث عن ذكريات السمادونى و فى أخر مرة قال شمعون التاجر " كان راجل طيب يلا ما فيش حاجة دايمة " فقال اسحاق " الا قولى يا عبد العظيم تفتكر أيه سبب الموته اللى على سهوة ديه " فقال عبد العظيم و هو ينفث دخان كثيف " على سهوة ايه يا عايب هو حد عارف هايموت أمته دا قدر و مكتوب ربنا يرحمه بطل تشطح يا اسحاق " فقال اسحاق " و المسيح الحى ما أقصد حاجة عفشة بس بصراحة دا كان معايا و زى الفل قبل ما يموت بساعة " فقال عبد العظيم " أستغفر الله العظيم يا حمار حصاوى افهم حرام اللى انت بتقوله ده " فقال شمعون فى محاوله لتغيير مجرى الحديث " الا قولى يا عبد العظيم أخبار العروسة الجديدة أيه " فقال عبد العظيم " كويسة أهم كلهم حاجة واحدة هم و غم و نكد و أخر النهار شوال نايم جمبك عالسرير " فقال أسحاق " ما فيش حاجة جاية و الا ايه و الله شكل باب العطار مخلع " فقال عبد العظيم " لا اتبط حامل يا أخويا نقطنا بسكاتك بقى " فقال أسحاق " يا سلام الدنيا غريبة و الله السمادونى يموت ابنك يتولد دايرة عالكل ربنا يخليهولك " فقال عبد العظيم " مش لما ييجى و نعرف واد و الا بت " فقال أسحاق " و المسيح الحى حاسس أنه ولد ولد و هاتشوف " فقال عبد العظيم " يسمع من بقك ربنا "
12 نوفمبر 1961:-
" يا معلم عبد العظيم ولد ولد يا معلم عبد العظيم " قالها حسن الصبى و هو يركض ليبشر عبد العظيم بالولد فى أثناء وقوف عبد العظيم على رأس العمال و هو يقوم بعمل عمرة للدكان الذى قال عندما سمع حسن " أحمدك يا رب خالد خالد عبد العظيم الدياش " و بعد الانتهاء من السبوع و من تجديد المحل وقف عبد العظيم أمام المحل الذى أصبح أوسع من ذى قبل و علقت اليفطة بطول باب المحل كتب عليها " عطارة عبد العظيم الدياش و وولده خالد " و خرج حسن من داخل المحل و قال لعبد العظيم " مبروك يا معلمى الكتاب ده انا لقيته جوا فى الدرج و انا بنضف المكتب أعمل فيه أيه " فتذكر عبد العظيم وجه السمادونى الضاحك و قال لحسن " روح وديه عند عمك أسحاق فى القهوة " و بمجرد ذهاب حسن التفت عبد العظيم الدياش ليرى ثمرة جهده فلقد أصبح المحل بمثابة قصر للعطارة و سرح بخياله و تخيل رؤية ولده خالد و هو يقف فى منتصفه بالعباءة و الجلابية و يده تداعب السبحة الغليظة و الخاتم الكبير يقبع على خنصره فقال " يا رب أدينى الصحة و خلينى أحضر اليوم ده " و هنا سمع صوتا غريبا يأتى من داخل المحل خيل له للحظة من اللحظات انه صوت المرحوم السمادونى فقال " مين اللى جوا " فلم يجبه أحد فقام بالدخول الى داخل المحل فلم يجد شيئا غير البضاعة الجديدة المرصوصة بعناية و عندما التفت الى الوراء وجد السمادونى يبتسم و يقول له " الف مبروك يا عبد العظيم "

..............................................................................................

و عندما رجع حسن من العطفة المجاورة التى تقع فيها قهوة أسحاق الدخاخنى وجد الكثير من الناس يلتفون حول باب المحل فركض و اخترق الصفوف حتى وجد جسد عبد العظيم الدياش يرقد على الارض و تعلو وجهه نظرة فزع تدل على انها كانت ميتة سريعة لم تترك له الوقت ليستوعب هول مفاجأتها و هنا صرخ حسن بصوت جهورى لا يعلم من أين خرج بالضبط فهل خرج من الاحبال الصوتية ام من القلب مباشرة و هكذا قدر لخالد العيش مع أمه و أخوته من الاب و عندما أتم السادسة عشرة سلمه أسحاق مفاتيح محل والده فحسب وصية عبد العظيم الدياش كان أسحاق يتولى ادارة العمل فى المحل حتى يبلغ خالد سن السادسة عشرة و من هنا أصبح أسم المحل " عطارة المرحوم عبد العظيم الدياش و ولده خالد و من هنا أيضا بدأ الدرب المسكون فى الظهور شيئا فشيئا كالبخار الخفيف و من هنا رسم الطريق و وضعت القوانين و بدأت الرحلة ...
يتبع
محمد محسن

الجمعة، 3 أغسطس 2012

الدرب المسكون 2

أستيقظ عبد العظيم الدياش صباح الجمعة قائلا لزوجته " الفطار جاهز يا أم حسين " فرد صوتا ناعما يشوبه بعض الهدوء " بيجهز أهه يا سى عبده " فقال عبد العظيم " حتى الكلمة طالعة منك مصدية بس هانت بكرة يحصل المراد " و بعد الانتهاء من الصلاة قابل عبد العظيم فى طريق رجوعة شمعون التاجر الذى قال لعبد العظيم " يا عطار الغبرة حقك على ما جيتش سهرت أمبارح البيت كان فيه شوية حاجات " فقال عبد العظيم بعدما عانقه " يا تاجر الغبرة يا بياع النخاس على الطلاق كنت ناوى اقاطعك تصدق بقى " فضحك شمعون و قال " و حياتك عندى مشاغل المهم سمعت من السمادونى انك عايز تتجوز سنية بنت عبد الحميد الفران صحيح الكلام ده " فقال عبد العظيم بعدما انكمش وجهه " هو ابن الهرمه ده ما بتتبلش فى بقه فوله " فقال شمعون " ما اهو بياع قماش يعنى دلاله " فضحك عبد العظيم و قال " و الله عندك حق يا شمعون المهم احنا هانسهر النهاردة ابن الكلب أسحاق جاله معسل من حته غريبة كده و هانقعدوا نجربوه أوعى ما تجيش بقى " فقال شمعون " النهاردة بعد العشاء هاتلاقينى قاعد على حجرك يا عطار الغبرة " فضحك الاثنان و أنصرف كل منهم فى طريقه "
و عندما وصل عبد العظيم الدياش الى باب الدكان وجد سعد الحلاق ينتظره و بمجرد رؤيته تكلم سعد الحلاق قائلا " أيه يا حاج عبد العظيم بتصلى التراويح الجمعة خالصة من نص ساعة " فقال عبد العظيم الدياش و هو يشعل سيجارة " و انت مالك انت اما حلاق بارد صحيح و انت شريكى عايز أيه و بعدين ما الواد الصبى عندك اهه ولا يا حسن ما تشوف طلب عمك سعد " فقال سعد مسرعا " لالالالالا ما ينفعش حسن انا عايزك انت اللى تحضرهولى " و مال على أذن عبد العظيم و تحدث قليلا و عندما انتهى قال عبد العظيم " يا حلاق يا معفن بطل بقى المشى ورا الحريم دا انت بقيت شبة الخزرانة عايز خلطة تانى يا عايب كفاية بقى بطل بقى اللى انت فيه " فقال سعد الحلاق " هانعيشها كام مرة يا حاج يلا خلينا نتمتع بيها قبل ما نروح تحت التراب " فقال عبد العظيم " هاتبقى ترابه وسخه شبهك أن شاء الله استنى احضرلك الطلب "
مساء الجمعة ....
هاتسمعنا أيه يا دلال القماش " قالها عبد العظيم موجها كلامه للسمادونى الذى قال " اللى هاحطه أسمعه و أسكت أقرع و نزهى و الا أيه " فقال عبد العظيم " صحيح على رأى المثل العايب يلهيك و اللى فيه يجيبه فيك " فقال أسحاق " لسانك المبرد ده ما فيش فايدة فيه يا راجل أحترم سنك عيب الكلام ده أنت راجل كبير " فقال عبد العظيم " كبير فى عينك يا دخاخنى يا بتاع الدخان دا انا أصبى من أبنك " و بعد شرب ما تيسر من أنفاس الشيشة و الاستماع الى صوت أم كلثوم قام كل منهم و قصد بيته و قال عبد العظيم الدياش " انا هاكلم عبد الحميد الفران بكره " فقال شمعون " ايوه يا عم هايجيلك العيش عالطاولة كل يوم ما أنت أبو نسب " فقال عبد العظيم " بطل بقى شغل اليهود ده يا أبن داود كفاية قر على كل حاجة جبتنا ورا " فضحك الجميع و أنصرف كل منهم قاصدا وجهته.
و فى صباح السبت قابل شمعون عبد العظيم و هو يحث السير قاصدا فرن العيش ليتحدث مع عبد الحميد فقال شمعون " أيوة أيوة بتسابق الريح أنت " فقال عبد العظيم " أيه اللى مصحيك بدرى كده ؟ " فقال شمعون " كنت بصلى مش النهاردة السبت " فقال عبد العظيم " طيب يا أخويا صلاة مقبوله أوعى بقى من سكتى خليها تعمر " و عندما وصل عبد العظيم و تحدث مع عبد الحميد الفران الذى وافق على الزواج و اتفق ان يكون فى مساء الخميس ذهب قاصدا أسحاق الدخاخنى الذى كان يشرف على أتمام العمل على المقهى الجديد فقال عبد العظيم " هى المنطقة ناقصة دخان لما تفتح قهوة روح يا شيخ الهى عضمك يولع زى الولعة بتاعة الجوزة " فقال أسحاق " انا و انت على منقد واحد قولى عملت أيه مع حماك " فقال عبد العظيم " و هو يقدر يقول حاجة وافق و بارك و هانتجوز يوم الخميس أن شاء الله " فقال اسحاق " طب و أم العيال " فقال عبد العظيم " تولع بجاز انا ماشى حسب شرع ربنا نفسى فى واد اربيه على أيدى و يمسك المحل ماسكه صح و يكبره و المحل يبقى اتنين و تلاتة و أربعة " فقال أسحاق " حيلك حيلك ربنا يحقق مرادك طبعا 9 شهور و نلاقى الواد بيأوأ و الا باب العطار مخلع " فقال عبد العظيم " المخلع ده يبقى اللى جابك دا انا ما فيش منى أتنين يا دخاخنى الغبرة " فقال أسحاق " على فكرة السمادونى جاله كتاب مع تاجر القماش اللى بيجيله و قالى أديهولك " فقال عبد العظيم " كتاب أيه ده " فقال أسحاق " لما أروح الكتاب و أعرف أقرا هابقى اقولك استنى اجيبهولك " و ذهب اسحاق الى المحل المقابل للقهوة تحت الانشاء و رجع بكتاب ثقيل ذو غلاف سميك للغاية و بمجرد ان قام عبد العظيم بقراءه عنوان الكتاب حتى أعترته رعشة غريبة لم يستطع تفسيرها و كان أول ما نطق به أسحاق بعد قراءة العنوان " أيه ده و انا كنت سايبه عندى ماشى يا دلال القماش اما وريتك "

يتبع
محمد محسن

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

الدرب المسكون



أهداء : الى عمرو محمد خميس صديق الطفولة الذى لولاه لما كنت أكتب الان فلولاه لما كنت عرفت المعنى الحقيقى للحياة .

الى كل من ساعدنى فى اكمال هذا العمل و ما يتبعه من أعمال أذاعية و مرئية .

أى تشابه بين شخصيات القصة و شخصيات من الواقع غير مقصود و هو من خيال المؤلف البحت و الا تمت  للواقع بأى صورة
الاماكن المذكورة فى القصة حقيقية بالمناطق و الصور المرفقة .




الحسين : 1961

و أقولك عاللى سهرنى ... و اقولك عاللى بكانى ... و أصورلك ضنا روحى ... و عزة نفسى منعانى و عزة نفسى منعانى ..........

 " الله يا ست الله أكبر" نطقها عبد العظيم الدياش بصحبة الحاج سيد السمادونى و أسحاق يوسف فى داخل محل العطارة الذى كان ملكا للدياش و قال معقبا على كلامه " و يمين الله قايم متعفرت من صباحة ربنا و ما عدل مزاجى غير صوت الست الله يكرمها " فابتسم سيد السمادونى و قال " و أيه اللى معكر مزاجك من الصبح يا عطار الغبرة " فضحك أسحاق و قال " تلاقى أم العيال صبحته بشبشبين و الا حاجة " فقال عبد العظيم و هو يبرم شاربه " علشان كانت تبات فى حضن أمها مطلقة " و هنا تذكر عبد العظيم الدياش صباحه فقد أستيقظ على صوت العربجى و هو يلسع جواده بالسوط ليحثه على السير و هنا نهض عبد العظيم الدياش من فراشه و هو يبسمل و يستغفر الله و نزل قاصدا محل العطارة الذى يمتلكه فى نفس الشارع فمنذ الصباح و هو يفكر فى الحلم الغريب الذى راوده ليلة البارحه فقد رأى نفسه يعتلى صهوه جواد أسود حالك السواد و يركض به الى النار بالرغم من خوف الخيول الشديد من النيران و استيقظ بمجرد ان لمسته النار فقال لصديقيه " و الله حلمت حلم امبارح مالهوش تفسير " و بعد أن قص الحلم ضحك السيد السمادونى و قال " يمكن الدكان هايولع و الا حاجة " فقال الدياش " اعوذ بالله من لسانك الزفت " فضحك أسحاق و قال " مبروك شكلك هاتتجوز حرمه مولعه و هاتعششلك فى القفص يا عطار " فضحك الدياش و برم شاربه و قال " و ماله دا يبقى من سعدها و هناها "
 " و بين شوقى و حرمانى و حيرتى ويا كتمانى بدى اشكيلك من نار حبى بدى احكيلك عاللى فى قلبى و اقولك عاللى سهرنى و اقولك عاللى بكانى و اصورلك ضنا روحى و عزة نفسى منعانى و عزة نفسى منعانى "

شوفت صحيح بيقولك دى اول أغنية تغنيها ام كلثوم و ملحنها السنباطى بعد العركة اللى كانت بينهم عام الاول " قالها أسحاق فقال عبد العظيم " و الله كان هايبقى هو الخسران حد يختلف مع الست دى تقول يمين يمين شمال شمال دى الست يا أخوالنا الست " فقال السمادونى " الا قولى صحيح بنتك عاملة أيه هى و الواد " فقال عبد العظيم " و الله الواد ده حيرنى فى أمره مش عارف اعمله أيه طالع فيها و مش عاجبه شغله أبوه و قال أيه عايز يطلع أفندى بيدرس فى المدارس " فقال أسحاق " و انت كاره يعنى تشوفه أحسن منك " فناول عبد العظيم الشيشة الى السيد السمادونى و قال " و الدكان يتقفل لو مت يعنى يا أسحاق " فقال أسحاق " انا هاشتريه منك و مش هانزل اليفطة لحد ما أن شاء الله ربنا يرزقك بالولد الصالح اللى يرعى مصالحك و يشوف الدكان انت لسه شباب و من حقك تتجوز تانى يا دياش انت مستعيب الموضوع ليه مش عارف " فنظر عبد العظيم ناحية الشارع و قال " خايف يقولوا خاب على أخر أيامه و اتجوز واحدة من دور عياله " فقال السيد السمادونى و هو يناوله الشيشة " ملعون أبو الناس ولاد هرمه كلهم اعمل اللى انت شايفه انت لسه ابن امبارح علشان تاخد رأى حد؟" فنظر الدياش ناحية المنزل المقابل و قال " يعنى انتوا شايفين كده " فقال الاثنان فى نفس واحد " طبعا امال أيه هانضلك يعنى " فقال الدياش " طالما كده يبقى ربنا يقدم ما فيه الخير "
قالها و صوت ام كلثوم يعلو ليبلغ الذروة " و عزة نفسى منعانى و عزة نفسى منعانى "
يتبع
محمد محسن