الأربعاء، 23 مايو 2012

الرؤيا الجزء الاخير

أسبح فى محيط مظلم ... لا أستطيع تحديد الزمان و لا أستطيع رؤية كف يدى ... لابد أننى خرجت من اللعبة و لكن أين أنا الان ... حسنا فلنصمد فالان هى النهاية لابد لاحدنا أن ينتصر .

الليل و الخوف و القلق جميعها أحاسيس تجتمع فى داخلى .. انا الان اقف على بعد امتار من غرفة المكتب .. هناك أضاءة خافته تخرج من الغرفة . هيا نذهب الان و نرى ماذا يحدث .

من هذة المرأة ؟ لم أرها من قبل طوال فترة بقائى فى هذا القصر الملعون ، كما ترى فتاة فى أوائل العشرينات تجلس على احدى المقعدين أمام المكتب ، انتظر ها هو سيدى يأتى من الغرفة المجاورة . هذا هو سيدى الشاب و لا شك فلنستمع الى الحوار الذى سيدور بينهم .....
الفتاة " انت متأكد من اللى انت عايز تعمله ده " الشاب " قولتلك ما تخافيش انا حكيتلك كل حاجة لازم اعرف فى أيه اللى بيحصل و النهاردة دلوقتى حالا لازم أعرف لو خايفة اتفضلى أمشى انا مش ماسكك " الفتاة " مش هامشى طبعا انا هافضل معاك لغاية ما نشوف أيه اللى هايحصل " فأشعل الشاب سيجارة و قال " جاهزة" فترددت الفتاة و قالت أخيرا بصوت مرتجف " يلا بينا " ......
تبا أين ذهبوا ؟؟ انتظر هيا نذهب و نرى ما الذى كانوا يقرأونة أو يفعلونه على المكتب .. انتظر هيا نذهب و نضع أيدينا على الكرسى الخاص بالفتاة .. كما توقعت الكرسى بارد أى أنه لم يكن هناك من يجلس عليه .. اذا فالامر بأكمله خيال و...............

لا ليس بالخيال فأنا فعلا ذهبت و فتحت هذا الباب أو ببساطة تستطيع القول بأنى تبعت قدرى حتى وصلت الى بداية الطريق .. بالطبع الفتاة خيال اصطحبته معى طوال سنين عمرى فى رحلتى الغامضة .. الان لا مزيد من الآلاعيب فقط هناك الحقيقة الكاملة ..
" انا سيدك الملعون أيها الخادم العجوز الذى لا أعرف أسمه ، تبدأ قصتى هنا منذ 35 عاما حين زاد الامر عن حدته ، عندما بلغت السادسة عشرة أصبحت لدى قدرة على رؤية الاموات و التحدث اليهم وجها لوجه ، بالطبع لم أصدق الامر و شارفت على الجنون و لكنى وجدت الحقيقة فى أحدى الليالى حينما تحدثت مع شخص على علم بهذة الامور ، أخبرنى حقيقة أننا من الممكن أن نحتوى بعض القدرات و لا تظهر الا فى الوقت المقدر لها ، بمرور الوقت اصبحت أستطيع أخراج الاسرار من هولاء الاموات حتى أنهم كانوا يبوحون لى بجميع أسرارهم بل و أن بعضهم قام بأرشادى الى أماكن أدخار نقوده أو مكان أشياء قام بأخفائها أثناء حياته ، بمرور الوقت أصبحت لا أستطيع المواجهة بمفردى و بالطبع لم يكن أحدا ليصدق هذة القصة فقررت أيجاد واحدا مهما تكلف الامر ، بالطبع لم تكت علاقاتى الاجتماعية ناجحة و لكن يمكننا القول بأنها لم تكن فاشلة أيضا ، فى النهاية قمت بأيجاد هذة الفتاة ، قمت بتصميمها فى خيالى و قمت بكتابة حوارها على صفحات من الورق ، امضيت ما يقرب من عام حتى أنتهيت من تصميمها و فى النهاية خرجت لترافقنى فى جميع أمور حياتى ، كانت المستشار و القاضى و السجان و حبل المشنقة أن ألزم ، و لكن بعد أن قمت بتصميمها وجدتها أمامى حية تتحرك ، بالفعل فلقد أستطاعت ان تستحوذ على لاوعيى حتى صرت ألمسها و اكلمها و أحيانا أغضب منها ، عندما وصلت الى سن الثلاثين أدركت أننى أصبحت سجينا لهذة الفتاة و كان لابد من التخلص منها و لكن كيف و هى من تمتلكنى الان ، امضيت الكثير من الوقت فى محاربتها فى داخل عقلى حتى تلاشت تماما ، فى هذة الاثناء كانت الامور تأخذ شكلا جديدا فلقد أصبحت سيدا بالمعنى الحرفى للكلمة و كان على الانعزال عن العالم حتى لا يظنون بى الجنون و تكون نهايتى أحدى المصحات العقلية فقمت بشراء القصر و قمت أنت بخدمتى دون أن أشركك فى الامر فلقد خشيت من وجود فتاة أخرى و لكنها حقيقية هذة المرة و تستطيع الحركة و القتل أن أمكن ، لهذا قمت بأبعادك و منعك من دخول الغرفة ، لم اشا أن تتورط فى هذة الامور و لكنك أثبت غبائك و قمت بالدخول و فتح الكتاب الملعون ، الكتاب الذى يحتوى على جميع الخبرات السوداء و العوالم المخيفة ، الصندوق الذى قمت بفتحه شبية بصندوق بندورا عندما قام اله الحرب بفتحه و عمت اللعنات على أهل الارض جميعهم كما فى الاسطورة الرومانية ، لقد كان هذا قدرى و قمت بتطوير سبل لمجابهة الانتقال الى عالمهم و لكنك قمت بتتفيه الامر حتى صار حقيبة ذكريات تتفاخر بسردها على بعض أصدقائك ، لقد أردت أن أعلمك بالحقيقة قبل فوات الاوان و أرجو منك المغفرة و الثقة و ان تخبر أصدقائك بالالتفاف حولى فأنا من سيستطيع أخراجهم من هنا قبل فوات الاوان ، لم تعد خادما و لم أعد سيدك و لم تعد هناك المزيد من الالعاب الان ستواجه مصيرك المحتوم و الذى قمت بأقحام نفسك بداخله عندما فتحت أولى صفحات هذا الكتاب ، أتمنى مقابلتك فى عالمى و لكن عليك بالصمود حتى تنتقل أليه ، سافتح لك الباب الان فكما ترى الغرفة مغلقة و سأفتح بابا أخر لكى أعبر بأصدقائك من خلاله الى بر الامان ، سأترككم الان حتى تستطيعوا تبادل أخر الاحاديث ."

" حسنا يا صديقى القارىء لابد أننا أستمتعنا معا بهذة المغامرة التى سرنا بداخلها على مدى الكثير من الوقت ، بالطبع لا أعرف ما الذى ينتظرنى و لكن هناك شيئا ما فى حديث سيدى اشعرنى بالاطمئنان ، حسنا سوف نتقابل مرة أخرى فلابد أنها مرحلة سأنتقل أليها و سوف أعود لكى نستكمل أحداث الكتب الاخرى ، أراك بخير يا صديقى الى اللقاء القريب "

حسنا أيها العجوز لقد أنتهيت من أعداد بوابتك و أصدقائك أحرار فى أن يذهبوا من هنا وقتما شاءوا ، بداتها بمفردى و لكن من الواضح أننى سأنهيها بصحبتك فهيا الان لقد أحببت الكتاب و انا لن أحرمك من هذا الحب و أظن أنها ستكون مكافأة عادله على خدمتك ايها العجوز هاه هاه هاه هاه هاه ....

20 مارس 2013:-

جلس المالك الجديد للقصر و فى يده كتابا أسودا مغلف بغلاف جلدى ثقيل و سميك و جلس فى غرفة المكتب التى تحتوى على تماثيل بحجم الانسان الطبيعى من طراز نحت برينينى و مايكل أنجلو ، بجانبه يقبع صندوقا أسود اللون ملىء بالاشياء القديمة المغبرة ... قام بفتح الكتاب على أخر الصفحات فوجد صورة كهل عجوز يجلس على مكتب و يبدو من الصورة المرسومة أنه يروى شيئا ما ... و قرأ العنوان بصوت عالى " الخادم العجوز ( خادم الملعون )

تمت بحول الله تعالى و قوته فى 17/5/2012
محمد محسن

خادم الملعون ( الجزء الثانى )

هل تقف بجانبى .. جيد جدا .. اليوم قد يكون أخر أيام لقائنا و قد يكون القبل الاخير هذا يعتمد على أنتهاء المعركة ..  من أختار البقاء بجانبى فليستعد لان اليوم لن يكون بوسعى التدخل لانقاذك .. اليوم هو يوم النهاية فليعتمد كل شخص على نفسه و خبراته و شجاعته الداخلية .. حسنا الان سننهض و نقف فى مواجهة السادة و ننتظر بداية النهاية .. الان سأقول لك الودا...........

حسنا أيها الخادم .. الان نقترب من النهاية .. الان ستحبس و يحررك أصدقائك و أن كنت أشك فى ذلك  .. بالطبع هناك الاعيب مسموحة للطرفين و لكنى أولا أريدك أن تقسم على أن دخول الرحلة سيكون على مسئولية كل شخص المستقلة و ليست أرغاما من أحد منا على ذلك . حسنا بما أننى السيد سأبدأ أولا و أنا شبه متأكد أننى سأنتهى منك سريعا .. تغيرت قواعد اللعبة قليلا فاليوم عندما أقوم بأحتجازك ستكون بعض الاماكن من داخل ذكرياتى و بعضها من خارجها .. لا تقلق فأنا أعشق الانصاف و لن يكون هناك ظلم لاحدنا .. حسنا الان لا تنهض فلسوف تتمنى فى وقت من الاوقات الجلوس و لو لثانية واحدة و ربما تتمنى النوم الابدى أيضا .. حسنا الان أتلو صلاتك الاخيرة و قم بتوديع أصدقائك أيها الخادم .

حسنا اليوم قد نفترق و لكنى أعتمد عليك أشد الاعتماد .. رجاء لا تخذلنى و قم بتحريرى ففى الاول و الاخر ما زلت كهلا و انت ما زلت شابا .. أبذل قصارى جهدك و .....

حسنا الوداع أنتهى و الان أيها الخادم نبدأ أولى المراحل التعذيب .. الان تبدأ النهاية .. ستحتجز و تكلم أصدقائك من الداخل و لكنك لن تسمعهم .. عندما يخبرونى بمفتاح الخروج سأخرجك و كما قلت لك أنا فى غاية الانصاف الان نبدأ و أقول لك أذهب الى أول زنزانة .

حسنا أدعو الله أن يكون صوتى يصل اليكم .. أنا أسير فى محيط مظلم .. صوت خطواتى تدق فى الفراغ .. لابد أننى فى مكان فسيح لا يوجد به الكثير من الاثاث .. صوت الصراخ يتعالى مع كل خطوة أتقدمها نحو الظلام .. أسمع صوتا يخبرنى بأن على أن أحرره من الاركان الاربعة لسجنه .. لا أستطيع تمييز الصوت و لكن هذا الصوت لشاب على ما أعتقد .. ما زلت أسير و ........ أنتظر فلقد علمت  أنا الان فى ...............

أةةةةةة ما هذة الصدمه القوية ... كان الارتطام عنيفا جدا .. حسنا لابد أنها قواعد اللعبة فلا أستطيع نطق الاجابة  ... انا الان أسير فى هذا الشارع الطويل و أمامى هذة البناية الفارهة .. حسنا أنها شقة بمثابة الفيلا .. انا الان أقف فى محيط واسع و بجانبى يقبع تليفون محطم .. لابد أن من كان يتحدث من خلاله قد ترك السماعه لترتطم بالارض فى قوة فحطمتها ... أرى من بعيد اللهيب المتراقص لشموع يبدو أنها من نوع خاص .... لحظة أنا الان فى ..........

يا الهى سيتحطم جسدى قبل الخروج من هذة المعركة .. ثانى الاصطدامات على التوالى و جسدى الكهل لا يتحمل كل هذا .. حسنا لن أنطق بالاجابة مهما حدث .. الان أنا أقف فى شقة أيضا و لكن يبدو أنها مهجورة .. هناك شخصا جالسا يقرأ فى هدوء و يتأمل قداحة ذهبية فى يده ... حسنا الجو يظلم ثم بعد ذلك أرى جسدا ممددا على الارض و بعض الاشخاص جالسين فى غرفة الصالون ... حسنا لقد عرفت و

لالالالالالا هذا يكفى .. الارتطامات ستحطمنى بالفعل ..  حسنا حتى لا نضيع الوقت أنا أقف فى مقبرة واسعة تطل على مجموعة من اتلبنايات الشاهقة .. ألمح شبحا لرجلا يقف فى أحدى الادوار المرتفعة و يراقب شبحا يجرى ما بين القبور فى صمت .. حسنا الشاب من الواضح أنه يضع مسجلا على حافة الشرفة فلابد و أنه كان يستمتع بسماع بعض الاغانى ... حسنا أنا الان اقف على سلم بناية ما و أمامى شاب و فتاة يتحدثان و يبدو عليهم أنها أول مرة للقائهم ببعضهم  حسنا لن أقول أى كلمه فلابد أنك تعرف الاجابة .....

حسنا لابد أن هذة المرة كان الارتطام ناعما و غير شاق .. أنا الان مستلقى على سريرى فى غرفتى فى حديقة القصر الملعون .. حسنا لابد ان هذة المرة ستكون المغامرة من خارج الذكريات و لكن فى النهاية أنا مستلقى و لا أشعر بأى نوع من أنواع التعب ... حسنا فى العادة كنت أغفو و انا أضىء المصباح الصغير فى سقف الغرفة و لكنى الان أقبع فى ظلام دامس و تلتفنى برودة غريبة .. حسنا مفتاح الاضاءة على وضعية التشغيل اى أنه لابد أن يكون المصباح مضىء الان و لكن .........

اللعنة على هذا السيد المجنون .. أنا لا أستطيع الا........ هااااااااة هاااااااااااة هاااااااااااااااة لا أستطيع التنفس ...... جسدى يرفض الاكسجين و كأن شخصا ما جالسا على صدرى ...... الان فهمت اللعبة لن نستطيع الاستعانة بالذكريات فى جميع الاحوال و لكننا لابد أن نبحث أكثر و أكثر فى الامور الغامضة و الماورائيات ... لا أعلم ما الذى يحدث و لكنى أعلم جيدا أنى أذا لم أخرج من هذة الزنزانة العقلية سأموت بداخلها و لربما كان هذا ما يقصده سيدى الملعون فى كلماته بأنى سأتمنى النوم الابدى فى مرحلة من المراحل ... أرجوك يا صديقى أخبر هذا المجنون بالاجابات قبل فوات الاوان ... هااااااااااااااة لا استطي.................
لا تنظر الى بهذة النظرة ففى نهاية الامر نحن نقوم بمغامرة فى لا وعى الخادم ... حسنا مصيرة يقبع بين يديك ... أخبرنى بالاجابات و أبحث عنها و أسبر أغوار الماورائيات حتى يتسنى أخراجه من زنزانته الاخيرة .. حسنا لا تقلق سأبقى على حياته حتى تخبرنى بمفاتيح خروجة من كل زنزانة ... أخبرنى بالاجابة و حل اللغز و سنكمل الرحلة ... فكما قلت .. أنا فى غاية الانصاف ههههه ههههههههههه ههههههههههههه

يتبع
محمد محسن

الاثنين، 21 مايو 2012

خادم الملعون ( الرؤيا 1)

أحترس .. لا تسقط شيئا من فرط الخوف .. هو لا يرانا و لكننا نراه .. حسنا أنه بالفعل يشبه سيدى و لكنى لست متأكدا أنه هو .. أنتظر لحظة الى أين يذهب ؟ ... يا ألهى أنه قادم نحونا .. لا بالطبع أرفض الركض لاننا بالتأكيد سنحدث صخبا فى أثناء ركضنا .. و أضف أيضا لملاحظاتك أنه لم يعد هناك باب فبمجرد دخولنا للغرفة تحول الباب الى جدار صلد بدون منافذ .. حسنا السبيل الوحيد لخروجنا هو معرفة سر الغرفة أو سر صاحبها الذى يريد منا معرفته .. أصمت و راقب ماذا يحدث فى صمت .. أنه يتجه الى سريره و لكنه يجلس عليه فقط هذا غريب حسبته سينام .. و لكن أنتظر لحظة لماذا يمسك بجزء من أنفه القريب من عينه ؟ .. الان فهمت قف صامتا فهو الان فى أحدى أحلام اليقظة ربما كانت رؤيا أو شيئا من هذا القبيل ... حسنا أنه ينهض و يبدو عليه الشحوب الشديد حسنا أنا غير متأكد و لكنى أكاد أقول أنه الان يبدو خائفا .. يشعل سيجارة صامته و يبدو من طريقة أحتراقها أنها أيضا تشعر بنفس شعور صاحبها .. يتجه نحو المكتب كما ترى معى هلم الان نذهب اليه و لكن ................

"" حسنا لقد أصابنى الصداع من كثرة الثرثرة .. أنى أراكم أيها الزوار فلا داعى للتظاهر الاحمق بأنكم غير مرئيون بالنسبة الى .. هيا الان تعالوا و أجلسوا أمامى فهناك سر أود البوح به اليكم الان .. حسنا أصغوا الى جيدا .. طوال فترة حياتى القصيرة لم أحيا كباقى البشر فى فئتى العمرية و لكنى توصلت لشىء هام الا و هو " كل شىء يحدث لسبب و لغاية و تتحقق منه نتيجتان فلو تجاهلته كانت العواقب وخيمة و سوف تصبح مثالا متجسدا لعدم الفهم .. و لكن أذا صدقته و سعيت وراءه فلربما تجد أجوبة للكثير من الاشياء و ربما أيضا لن تستطيع العودة لممارسة حياتك بصورة طبيعية .. حسنا لابد أنك السيد أيها الكهل العجوز و لابد أنك أيها الشاب مستمع و لكنى أحذرك قبل البدء .. بالطبع لن أخبرك بالتحذير المفصل و لكنى فقط سأضرب على وتر الخوف فى داخلك .. دعنا من الثرثرة و هيا أيها الكهل العجوز قم بأخذ الاوراق التى أمامى و أبدأ فى السرد الان "

يتبع
خادم الملعون

خادم الملعون ( غرفة الجلوس )

لاحظت أننا لم نتجول قبل ذلك فى ردهات هذا القصر و نكتفى معا بالجلوس فى غرفة المكتب و بسبب أختفاء الانفصام من الوجود ككل فأنا اليوم أقترح عليك المكوث معى طيلة الليل فى غرفة الصالون أو بالاحرى غرفة الزائرون فلقد نسجت حول هذة الغرفة أسطورة ما و أريد أن اتأكد من صحة رؤياى فهيا الان نأخذ الشمعدان الرباعى الخاص بسيدى و نشعل شموعه و ندخل معا الى هذة الغرفة لنتحقق معا من صحة ما رأيته أحضر معك جميع مقتنياتك فلو كنت من المدخنين أمثالى فأحضر معك سجائرك لا داعى للولاعة فسوف نشعل السجائر من نيران الشموع مباشرة حسنا هل أنت مستعد ..... هيا الان نفتح الباب و ندخل الى الغرفة .

حسنا كما لاحظت فلقد أنغلق الباب من تلقاء نفسه بمجرد دخولنا الى الغرفة .. حسنا هذا مؤشر طيب لما سوف تلقاه فى هذة الليلة . حسنا كما يخبرنا الوقت الان كما تلاحظ يفصلنا عن منتصف الليل حوالى عشرة دقائق هيا نجلس و نقوم بأشعال أول لفافة تبغ هذة الليلة و ننتظر ما سيحدث عند حلول منتصف الليل .
فلتخبرنى الان عن أحوالك و كيف تسير حياتك بعيدا عن غرفة مكتبنا . حسنا لابد أنك منهمك فى الدراسة فكما أعلم فالامتحانات توشك على البدء و " تن تن تن تن تن تن تن تن تن تن تن تن " حسنا أنتصف ليلنا الان كما أخبرنا صوت الساعة الموضوعة أمامنا ... هل تسمع معى .... هناك وقع أقدام فى خارج الغرفة ... أستمع انها تقترب ناحية الباب ... هل هذا صوت طرق على الباب ... لماذا ترتجف ياصديقى هيا الان نذهب و نرى أولى زائرينا .

الدكتور زكريا مسعود يروى :-

أنتظر لحظة لكى أرحب بضيفنا .. مرحبا بك يا سيدى حسنا كما تعرف القواعد لديك الحرية فى الوقت و قول ما تشاء من الكلمات و نحن سنصمت مستمعين و لن ننبس ببنت شفه حسنا يمكنك البدء الان لو أردت .

أنا الدكتور زكريا عبد البارى مسعود دكتور أمراض نفسية و عصبية فى جامعة (......) بدأت القصة عندما تعرفت على تلك المريضة مها سعيد الجندى ففى بداية الامر أعتقدت أنى أواجة حالة من حالات الهلوسة المعتادة فلقد أدعت مها أنها شاهدت زوجها المتوفى يخاطبها و يخبرها بمكان أحدى الاشياء التى كان يخبئها فى مكان ما فى البيت و عندما رأت مها هذة الرؤى دخلت فى حالة من الانهيار العصبى و التوجس مما أجبر أهلها على وضعها فى المصحة التى كنت مشرفا عليها فى هذا الوقت . بالطبع لم أعير أنتباهى لرواية مها فشأنها شان كل المرضى تختلق القصص لكى تهرب من واقع أليم و لكن فى ذلك اليوم حدث شيئا غريبا فقد أصبحت مها شديدة السكون و التعقل حتى وجدت نفسى مجبرا على التوقيع على وثيقة خروجها من المصحة و لكن فى تلك اللحظة رأيت هذة النظرة من طراز " سأثبت لك يا دكتور زكريا أنى صادقة " و عندما أستلم أهل مها التصريح نظرت مها نحوى و قالت " الساعة 7 يا جماعة يلا بينا نروح المقطم عايزة أشم شوية هوا " لم أدرك لماذا فسرت هذة المقولة على أنها رسالة مشفرة قصدت مها أخبارى أنها ستقابلنى الساعة السابعة فى المقطم لكى تؤكد شيئا لم أكن أصدقه و بالفعل فى هذا اليوم ذهبت الساعة السابعة الى المقطم و لكن فى هذا اليوم لم يتم اللقاء و عدت الى البيت و رأسى مفعما بالالغاز و الحيرة و فى مساء اليوم التالى و فى نفس الموعد رأيتها تأتى من تلك الجهة البعيدة و تحمل فى يدها شيئا ملفوفا و ما أن وصلت الى المكان الذى أقف فيه حتى قالت " دكتور زكريا أنا كنت متأكدة أنك هاتفهم رسالتى الدليل على أنى مش بهلوس أهه جوزى ما انتحرش جوزى أتقتل بالمسدس ده و قبل ما يتقتل القاتل كركب أوضة المكتب علشان يوهم البوليس بجريمة سرقة كان عايز يطهر سمعته حتى بعد ما يقتل و المسدس أنا لقيته فعلا فى المكان اللى هوا قالى عليه بالظبط أنا حبيت أبلغك علشان تعرف أن فى مرضى كتير ما بيبقوش مرضى و لكن ساعات الدكتور ما بيبقاش رحيم بالمريض أنا هاروح للبوليس دلوقتى و أقولهم أنى لقيت المسدس ده عندى فى البيت و أكيد هما هايثبتوا أنه هوا اللى جوزى أتقتل بيه نسيت أقولك أنى أول ما لقيت المسدس جوزى ظهر و قالى أنه كده مرتاح و أنى تميت المهمة اللى هوا عايزها " و أبتعدت بعد ذلك تاركه وراءها جسدى أما عقلى و وعيى الكامل فذهبوا وراءها لكى يتمكنوا من فهم الموضوع مرة أخرى فلقد رفض عقلى التصديق بمثل هذة الامور و لكنها فى حقيقة الامر و هو الشىء الذى لا يمكننا أنكاره فقد حدثت .
حسنا يا دكتور زكريا من المؤكد أنك عانيت معاناه شديده حتى تصدق هذا الامر و ... حسنا هل ستذهب يا سيدى بالطبع فلديك كامل الحرية فى الذهاب وقتما تشاء حسنا فلتصحبك السلامة يا دكتور زكريا .

حسنا قصة عادية و لكنها ذات مغزى و للاسف فجميع الزائرون لهم الحق فى قول ما يشائون فهذة من قواعد هذة الغرفة على ما يبدو حسنا هناك طرق على الباب لنرى من هو الزائر القادم .

محمود سامى يروى :-

حسنا يا صديقى فلديك كامل الحرية فى الحديث و أعدك بعدم المقاطعة تفضل يمكنك البدء الان .

أنا محمود سامى 22سنه كل حاجة بدأت لما أستلمت شغلى فى القرية الملعونة ديه من أول يوم و أنا حاسس أن كل الناس بتعاملنى على أنى غبى و ما أعرفش أعمل حاجة بنفسى حتى الغفير اللى كان معايا فى الاستراحة كان دايما يقولى " الغريب أعمى و لو كان بصير يا أستاذ محمود " فى الليلة ديه حلمت أنى ماشى فى طريق طويل و الناس كلها واقفة على الجمبين ساكتين و على وشهم نظرة جامدة ما فيهاش أى روح لما صحيت تانى يوم لقيت الغفير بيقولى " كان مالك ليلة أمبارح يا أستاذ محمود رايح جاى كده ليه فى الاستراحة ؟ " ساعتها زعقت فيه و قولتله " أنا طول الليل نايم على سريرى يا بنيئادم أنت بتقول أيه أنت شارب حاجة " فقال الغفير " طيب أهدى بالله يا أستاذ محمود مش كده و الله أنك طول الليل رايح جاى و ما نمتش لحد دلوقتى و أنا يعنى هاكدب عليك ليه بس ؟ " فقال محمود " طيب أثبت أنى ما كنتش نايم " فقال الغفير " أنا لسه داخل المطبخ دلوقتى خش شوف المطبخ و أنت هاتعرف يا أستاذ انى مش كداب أنى " ساعتها جريت و دخلت المطبخ لقيت بقايا أكل و فنجانين قهوة و 4 مجات شاى على الرخامة و أنا متأكد أنى كنت قافل على الباب بتاع الاستراحة و الغفير ما ينفعش يخض و فى الليلة ديه صممت أنى أفضل صاحى علشان أعرف أيه الحكاية و لكن كان فيه حاجة غريبة بتشدنى للنوم نمت و أنا قاعد عالكنبة فى الصالة و لما صحيت الصبح قالى الغفير " طيب يا بشمهندس طالما مش جايلك نوم بالليل أطلع أسهر معايا أنا مش بنام غير وش الفجر و أدينا نتسلى " ساعتها حسيت أنى مشلول و مش قادر أتحرك و قولتله " أنت بردة مصمم أنى بتحرك طول الليل " فقال الغفير " الميه تكدب الغطاس أسال الحاج محفوظ لما تقابله و قوله و أنت قاعد أمبارح مع الحاج هاشم شوفت أيه " طبعا ما سألتش حد علشان ما أبقاش مجنون فى نظر الناس و لكن فى الليلة ديه سهرت مع هاشم برا الاستراحة و حوالى الساعة 1.30 بليل سمعنا دربكة و دوشة جايين من ناحية الاستراحة فبصيت لهاشم لقيته بصلى و قالى " بسم الله الرحمن الرحيم فى أيه يا أستاذ محمود مين فوق " فرديت عليه و قولتله " ما أنا قصادك أهه هاكون فوق أزاى " فقال هاشم " يعنى تقصد أيه بسم الله الرحمن الرحيم يعنى و الا أيه " قولتله " تعالى نطلع و نشوف " و لما طلعنا و فتحنا الباب لقيناه واقف فى نص الصاله شخص غريب أول مرة أشوفة و فوجئت بهاشم بيقول " أستر يا رب أستاذ سامح أزاى طيب دا أنا حاضر الدفنه بنفسى " ساعتها فهمت أيه اللى بيحصل و لكن الاوان كان فات الباب أتقفل من ورانا و النار مسكت فى كل حاجة حوالينا و طبعا ما حدش عرف حاجة غيرى أنا و هاشم طبعا أحنا قاعدين فى الاستراحة بس الغريبة أن ما حدش بييجى يزورنا مع أننا كل يوم بنفتح الشبابيك و بنسهر كل ليله على الباب و لكن الغريب أن حتى الناس لما بتعدى علينا و أحنا قاعدين ما بترميش علينا السلام لو حبيتوا تيجوا أبقول تعالوا هاتستريحوا أوى وسط الخضرة .

حسنا يا سيدى أعدك أننا سنأتى عندما يحين الوقت أن شاء الله ... هل ستذهب الان حسنا فى حفظ الله سا أستاذ محمود .

قصة جديدة و لكنها مرعبه لذوى الخيال الواسع فكر معى لماذا لا يلقى الناس التحية على الاستاذ محمود و هاشم عندما يكونوا جالسين على المصطبة فى الليل ؟
حسنا صوت طرقات على الباب هيا أذهب و أفتح الباب .... كيف ؟ لا أحد يطرق الباب ها أنت متأكد ... لحظة الساعة الان السادسة صباحا لابد أن الامسية أنتهت حسنا فصوت الطرقات كان عبارة عن خطوات تصعد على السلم هيا نرى من يجلس الان فى غرفة مكتبنا .

ما هذا ؟ هل ترى معى لقد تغير منظر و ديكور الغرفة حسنا كما ترى معى نحن نقف الان كما ترى فى غرفة مربعة تبلغ أبعادها حوالى 5*6 أمتار .. توجد مكتبة جدارية تحتل الحائط المقابل للفراش الوحيد فى الغرفة .. يوجد مكتب متوسط الحجم بنى اللون يجلس عليه شاب فى العشرين من عمره .. لا تبدو ملامحه من شدة أستقامته على المقعد الخاص بالمكتب .. النور الوحيد المنبعث من الغرفة يأتى من أباجورة مثبته على سطح المكتب على شكل رأس أفعى و يخرج سلك الكهرباء من مكان اللسان الخاص بالافعى .. منهمك فى الكتابة بصورة شديدة كما ترى معى يدخن و ينفث دخان سيجارته بصورة تبعث على الارتجاف يذكرك بدوق من القرون الوسطى و هو يستعد لخوض طقس خاص بأستحضار الشيطان .. يبدو أنه يمتلك لحيه محددة بعناية ليست بشرية فلا يمكن لبشر أن يرسم لحية أحدهم كما ترسم هذة اللحية التى تكاد تكون خلقت على هذة الهيئة يرتدى معطفا خاص بالبيت متشحا بالسواد و يظهر من أسفل الرداء منامته السوداء التى تذكرك كما قلنا بساحر أو مشعوذ يستعد لاستحضار الشيطان نفسة .. ما زال منهمكا فى الكتابة . فهيا معا نلقى نظرة على ما يكتب

و لكن هذة حلقة أخرى
حسنا أعدك أنها ستكون الحلقة الاخيرة و عنوانها ( الرؤيا )و ستكون على ثلاثة أجزاء أيضا و سنكتشف معا كيف ستكون نهاية هذة  المغامرة معا

يتبع
محمد محسن

خادم الملعون ( طقوس الصولجان )

مرة أخرى اتى متاخرا عن الموعد المحدد و لكن تضعنا الحياة فى ظروف تشبة مرور سيدة عجوز أمام سيارتك و تكون متاخرا على احدى المواعيد الهامة . بالطبع يصرخ صوتا فى داخل رأسى و يقول " اضربها و امشى خلينا نلحق ميعادنا " و لكن اللعنة على الضمير المستيقظ فى هذا الوقت الذى يقول " أعتبرها امك و الا اختك يا اخى خلاص الوزارة هاتطير " على العموم هيا الان نذهب لكى نرى طقوس الصولجان . اذكرك بالقاعدة أطفىء النور .

هل تقف معى ... جيد جدا الان نحن فى أحدى القرى النائية من قرى الصعيد هنا بالضبط حدثت أحداث قصتنا . محمود الجبالى شاب فى الثلاثين من العمر . يعتبر الابن الاخير لسلسال ينحدر من القرن ال 18 و أحدى أكبر العائلات فى هذة المنطقة و التى تشتهر برواية أحداث أسطورة عصا كبير الجبالية الحاج عبد الحميد الجبالى التى يزعمون أنها تحتوى على قوة هائله من قوى العالم السفلى هيا الان نقوم بسرد قصتنا .

بعد وفاة والد محمود الحاج سليم الجبالى صار محمود بحكم العرف كبير الجبالية و كبير القرية أيضا مما وضع على أكتافه مسئولية حماية الاراضى و الارث و أيضا ألت اليه العصا المزعومة صاحبة الاسطورة و فى أحدى الليالى بعد مرور 40 يوما على الوفاة بدأ محمود فى مباشرة مهامه ككبير للعائله مرت الايام كئيبة و روتينيه كالعاده و لكن فى تلك الليلة بالذات بعد عودة محمود من يوم روتينى ممل كالعادة دخل الى غرفته و أرتدى جلبابا خاصا بالنوم و فى تلك الليلة بالذات حلم محمود بهذا الحلم الغريب الذى كان يصورة كملكا متوجا و هناك بعض الاشخاص غير المرئية يقومون بالركوع له .هو لا يراهم و لكن يحس بما يفعلونه بدليل نزعة الامتلاك التى أحس بها بمجرد ركوعهم له . فى صباح اليوم التالى أستيقظ محمود و هو يحس بأنه فى أمس الحاجة الى الامساك بالعصا المزعومة و بالفعل عند خروجه من باب الدوار أمسك بالعصا و فور الامساك بها أحس بالفعل بقوة الملكية تجرى فى عروقه و فى هذا اليوم أيضا و بينما كان محمود يباشر العمل فى الارض جاءه أحدى الفلاحين و قال " يا كبير مكسر المية فى دبشه سداه و مش عارفين نكسرها " فقال محمود " كيف يعنى ما عرفينش تكسروها فين ديه " و بالفعل وصل الى مكان الصخرة التى تحول بين مرور المياة الى قنوات الرى فوجدها صخرة عظيمة بالفعل فقال فى نبرة أستغراب " أيه اللى جابها هنيه ديه و مين اللى جابها " فقال أحد الفلاحين " طيب نكلم الجرار ييجى يقطرها " فرد محمود بلهجة أستهزاء " الله ينور عليك يا محمد خليه يجرفلنا المحصول تحتيها " و قال أحدى الفلاحين " العمل أيه يا محمود بيه " فقام محمود بنغز الصخرة بواسطه عصاه و بمجرد أن لمست العصا الصخرة تحولت الصخرة الى فتات صغير و كوم من الحجارة فقد هشمت تماما حتى لم يعد بها أى من صفات الصخرة فقال أحدى الفلاحين " عصاية الجباليه عاد لازم تعمل أكده " و فى هذا المساء أحتلت الحيرة عقل محمود بصورة كلية مما دفعه الى الذهاب الى الحاج سليمان الجبالى أكبر أعضاء الجباليه و الاحق بمنصب الكبير و لكن لظروف صحية لا يستطيع مباشرة أعمال الاسرة و حمل المسئولية و بالفعل فى المساء قام محمود بالذهاب الى منزل الحاج سليمان الذى أستقبله بحفاوة بالغه و جلس قرابة الساعتين يتحدث بالنصائح و الارشادات لمحمود و بعد شرب سادس كوب من الشاى قال محمود " الا قولى يا عمى أيه حكاية العصاية اللى أهل البلد خاوتينا بيها ديه " فقال الحاج سليمان " دى حكاية قديمه يا ولدى جدك عبد الحميد الجبالى الله يرحمه كان عايش فترة عند ناس فى بلد بعيدة فى بطن الجبل الناس ديه عاد كانوا أصحاب خطوة و مخاويين و شغلتهم الوحيدة السحر و الاعمال جدك الله يرحمه عاشر الناس ديه أكتر من 10 سنين و لما جه هنا و كون العيلة بتاعتنا بعتوله العصاية هديه جدك الله يرحمه كان راجل صح ما يختلفش عليه أتنين و علشان أكده الناس من كتر قوته طلعوا القصة ديه و كمان هاتلاقيهم يجولولك علشان العصاية أنت شديد ما تصدجهومش الشده و القوة فى دمنا من غير عصيان و بعدين ما أهى جدامك أهيه شوفتها بتطير يعنى دا كله كلام ماسخ ما يدخلش النفوخ " و بعد السلام و الوعد بالزيارة الدائمة كان محمود فى طريقه الى المنزل و فى هذا اليوم أختار محمود طريق الترعة القديمه و بالفعل بينما كان يسير على أحدى ضفافها قام أحد المارين بالقاء السلام عليه فرد محمود السلام فقال الشخص " يا ولدى وصلنى الله يكرمك لبيت المعاون " فقال محمود " تأمرنى يا حاج أتفضل " و فى الطريق قال الرجل " عصاية جدك بتضوى فى نور البدر " فقام محمود بالنظر اليها رغما عنه فوجد أحد الثعابين الملتفين حول العصا و عيناه المرصعتان بالفضة يلمعان فى ضوء القمر فقال " الله يرحمه دى الميراث اللى مش ممكن نفرط فيه " فقال الشيخ " حلمت بالملك و الا لسه يا محمود " فقال محمود " كيف يعنى يا حاج مش فاهمك " فقال الشيخ " ركعولك و نصبوك ملكهم و الا لسه يا ولدى " فتذكر محمود الحلم فجأة فتوقف و قال " و أنت عرفت منين يا حاج " فقال الشيخ " بص يا ولدى الكلام اللى هاجولولك ده أسمعه و أوعاه صح العصايه ديه شديده و لازم زى ما هاتخدمك تخدمها و زى ما هاتلبيك لما تطلبها لازم تلبيها لما تطلبك أخر ليله فى الشهر لما القمر يكون فى العتمه تجيب العصايه و تبيتها فى الدم الصابح و أول يوم فى الشهر تروح بيها لقبر جديد و تبيتها عليه لحد ما يصبح صبحها كل شهر تعمل أكده و ألا بدل ما تكون ملكها هاتمتلكك زى ما ملكت غيرك " و عندما هم محمود بالرد على الكلام هبت رياحا ترابيه جعلت محمود يترك يد الشيخ و يغمض عيناه لفترة قصيرة جدا و عندما هدأت الرياح لم يجد محمود الشيخ أمامه و هنا قام بالعودة مسرعا الى المنزل و جلس فى غرفته يفكر فيما سمعه و قال بينه و بين نفسه " بكرة أخر يوم فى الشهر و القمر هايعتم لما نشوف هايحصل أيه " و بالفعل فى عشية اليوم التالى و فى أثناء عودة محمود من أحدى جلسات الصلح مر من الطريق القديم على ضفة الترعة و عندما أصبح فى منطقة مكشوفه و لم يجد القمر لينير السماء بنوره أحس بوخز غريب فى باطن يدة ثم ما لبث الوخز أن تحول الى ألم مبرح فقام محمود بترك العصا و لكن الغريب أن العصا هى التى لم تتركه و بعد مضى حوالى دقيقة سقطت العصا على الارض و نظر محمود الى باطن يده فوجد جرحا عميقا و من الواضح أن أحدهم قام بمص الدماء من جسده عن طريق هذا الجرح و هنا قرر محمود أن عليه ترك هذة العصا فورا أو القيام بتدميرها فسواء أن كان ما حدث قد حدث فعلا او أن محمود تعرض لحاله متقدمه من الهلوسه البصريه فهذة العصا أكتسبت هاله نفسية سوداء و بالفعل فى صباح اليوم التالى قام بالذهاب الى الحاج سليمان فوجد أحد الاغراب جالسا معه و من الواضح أن الجلسه كانت تنم عن أحدى الاسرار العميقة و عند دخول محمود الى الغرفة قام الحاج سليمان بالسلام عليه و الترحيب البالغ بمحمود و قال " الاستاذ يبقى صاحبى الروح بالروح بس هو عايش فى البندر مش أهنه خير يا محمود عايزنى فى حاجة يا ولدى " فقال محمود " لا أبدا أنا ناس معارفى جابولى عصاية فضة هدية و كنت جاى أديك العصايه ديه ما عادتش تلزمنى عاد " فقال الحاج سليمان " أهى كلها عصى و خلاص سيبها يا ولدى و أنا هاشيلها و الا هاديها هدية لاى حد " و هنا تكلم الغريب بنبرة عميقة تنم عن الهدوء و قال " تسمحلى أخدها يا حاج سليمان دا بعد أذن الاستاذ محمود طبعا " فقال الحاج سليمان " واه يوم ما أهاديك أهاديك بخشبة " فقال الغريب " الخشب من عندك يبقى دهب يا حاج " فقال الحاج سليمان بنبره طروب " الله يكرمك الله يكرم أصلك طيب على الطلاق ما أهى راجعه " و هنا تمسك الغريب بالعصا و كأنه يحمل كنزا ثمينا و لمعت عيناه بتلك اللمعه التى توحى بأنه ظفر بشىء ما كان يريده .

عند هنا أنتهت كتابه سيدى و لكن لدى مفاجأه صغيرة لك يا صديقى القارىء هيا بنا الى غرفة المكتب
هل أنت بجانبى . جيد أريدك أن تذهب الى هذا الدولاب الخشبى هناك و تفتحه .. حسنا هل فتحته .. أنظر الان الى الرف الاول .. هل رأيتها .. بالفعل هذة هى عصا الجباليه فى أخر يوم من كل شهر عربى كان سيدى يحضر زجاجتين من سائل أحمر لم أكن أعرف كنهه و لكنى اليوم أعتقد أنى عرفت سر هذا السائل الاحمر الغريب .. قبل النهاية أريد أن أقول بضع الكلمات الصغيرة . معظم الناس يعيشون حياة طبيعية جدا فالشاب يقضى شبابه و الفتاة تتابع مسلسلاتها و الجميع يكونون صداقات و علاقات أجتماعية كثيرة و لكن هناك بعض الاشخاص مصيرهم مختلف عن جميع البشر فتجدهم يريدون النفور من العالم و البشر و لا يريدون تكوين علاقات أجتماعية و يقضون أوقاتهم فى القراءة أو الجلوس بمفردهم و هناك فئة ثالثه و هم أناس طبيعيون و لكن فى سبيل بحثهم عن المجهول أصبحوا هم أنفسهم من المجهولين أصبح كل فرد منهم لا يستطيع تذكر جميع احداث حياته بل أن العبض منهم قد يطرأ عليهم تغيرات جذرية لا يعودون بعدها الى طبيعتهم العاديه . بعض الناس ستصدق هؤلاء الافراد و بعض الناس سيعتبرونهم مجانين و الاسوأ سيعتبرونهم كاذبين و الطامه الكبرى لو أعتبروا خائنين أو غير مسئولين و النهاية لهؤلاء الافراد لو أعتبروا مغرورين .
لماذا تفوهت بهذة الكلمات .. صدقنى لا أعلم و لكن هناك جزء فى ذاتى هو من تفوه بها مثلها كمثل معظم الكلمات التى نتفوه بها فى الحياة اليومية .. بعضها يصدر عنا نحن و نحن متأكدين أننا من نتفوه بهذة الكلمات .. و بعض الكلمات الاخرى التى لا ندرى من تفوه بها بأستخدام لساننا .

لن أطيل عليك فالوقت متأخر و أنا أصبحت احس بالتعب كثيرا هذة الايام .. اللعنة لابد أنها النهاية أو الميلاد الجديد .. لا تسألنى عن معنى الكلام فهلم الان نقرأ العنوان القادم و القبل الاخير من هذا الكتاب . هل يمكن أن تقرأه أنت بصوت عالى فأنا بالفعل أحس بالتعب الشديد ها هو العنوان قم بالقراءة أنت بصوت عالى "" غرفة الجلوس ""

خادم الملعون ( بعد الواحدة )

صديقى العزيز مرة أخرى . أعتذر على عدم لقائنا فى الايام الماضية و لكن لظروف خارجة عن أرادتى و لكن أعدك بتجدد اللقاء يوميا أن شاء الله . رعب اليوم هو رعب سرمدى لن ينتهى الا بأنتهاء حياة الانسان و هو رعب " كانت أمامى طوال الوقت فكيف لم أعرف " هيا الان تكتشف معا هذة الرواية . و أن كنت قد نسيت اقول لك " أطفىء نور الغرفة "
محمود كمال هو شاب فى ال 27 من عمره يعيش وحيدا فى شقته الخاصة التى تقع فى 18 شارع (.... ) بمحافظة (.....) فى هذا اليوم بالذات أستيقظ محمود على حلم غريب فقد كان يتفرج على بعض المشاهد لاناس غريبة كأن هذة المشاهد تعرض على شاشة سينما و لكنه فى أخر الحلم أكتشف أنه هو الشاشة و أنه يشاهد هذة الاحداث من خلال نفسه . بالطبع فزع محمود لكونه شاشة و قال " طب أبقى عربية على الاقل أترحم من المواصلات " و بعد الانتهاء من الافطار و أرتداء ملابسه قام محمود بالذهاب الى العمل و وقف فى نفس المكان الذى يقف فيه يوميا لكى يقوم بأستوقاف أحدى عربات التاكسى و قال فى نفسه " موال كل يوم هايبتدى " و عندما قام بالتلويح لاحدى العربات قامت بالتوقف أمامه وة عندما أدلى محمود العنوان التفت السائق و قال " أركب يا أستاذ " .
قام محمود بالتراجع للوراء فى رعب فقد كان ينظر الى شخص او بالاحرى بقايا شخص فقد كان رأس السائق منفصل تماما عن جسده و تلوثت ملابسه بالدماء فقام السائق بالنظر فى دهشة غريبة الى محمود و قال " أتفضل يا أستاذ " فقام محمود بالنظر مرة أخرى الى السائق فوجده قطعة واحدة و ملابسه نظيفة و لا أثر للدماء التى كانت موجودة فيما سبق فقام محمود بالركوب و انطلقت العربة و عندما وصل الى العمل وجد عم محروس الحارس الابدى للشركة جالسا فى نفس المكان الذى يجلس فيه منذ بدء الخليقة و يشرب نفس كوب الشاى الذى أعده له أحدى الفلاسفة الصينيين فى عهد الامبراطور كين موحد الممالك فقام محمود بألقاء التحية و قال " صباح الفل يا عم محروس " فقام محروس بالرد عليه " صباح الخير يا أستاذ محمود " و عندما نظر محمود الى عم محروس قام بالتدحرج على السلالم الامامية و كاد أن يسقط فكيف كان يجلس عم محروس و هذا السيخ الحديد يخترق رأسه و عندما تدارك محمود نفسه وجد أنه ينظر لعم محروس الطبيعى الذى أعتاد رؤيته منذ 3 سنوات فى نفس الموضع و قام محمود بالقاء تحية سريعة و ذهب الى مكتبه .
و عندما أنفرد بنفسه فى داخل المكتب جلس يفكر طويلا فيما رأه حتى سمع أحدهم ينقر على الباب فقال " أتفضل " فسمع صوت الانسة سمر تقول " المدير عايز حضرتك يا أستاذ محمود " .و عندما سمع محمود قال فى نفسه " هى كانت ناقصة المدير " و عندما ذهب الى المكتب و أصبح فى مواجهة الباب قام بالنقر على الباب الخشبى الثقيل فسمع صوت ثقيل أيضا يأتى من الداخل قائلا " أدخل " فقام محمود بالدخول و النظر الى المدير الذى وجده و لاول مره خائفا لدرجة ان ترتسم على وجهه هذة الصورة المرعبة الخالية من الحياة و عندما تكلم المدير وجد محمود نفسه ينظر الى المدير القاسى السادى الطبيعى و هنا أدرك محمود أنه و لاول مره عليه بالذهاب الى طبيب نفسى.
و فى الليل جلس محمود مع صديقه مسطفى و أخذ يروى له ما حدث بالتفصيل فقال مصطفى " غريبة انا فى حياتى ما سمعتش حاجة زى كده طب أيه سبب أنك بتشوفهم للحظة بالصور المرعبة ديه ؟ " فقال محمود " و الاغرب انى بصيت لسمر السكرتيرة و ما حصلش كدة و قاعد معاك بقالى ساعة و ما حصلش كده برده " فرد مصطفى " سواق التاكسى و راسه مقطوعة و بعدين عم محروس و سيخ حديد فى راسه و بعدين مديرك و هو مرعوب و زى ما يكون حد خنقه أنت مش ملاحظ أنك بتكلمنى على ظروف موت و أشكال ناس ميته فى حوادث ؟ " فقال محمود " طب أشمعنه بيحصلى أنا كده ما انا طول عمرى ما بشوفش الحاجات ديه أية اللى حصل النهاردة " فقال مصطفى " طيب مثلا أنت ما لاحظتش تغير غريب ظهر عليك من فترة على جسمك على شكلك أى حاجة أتغيرت فيك يعنى ؟ " فصمت محمود و لم يتكلم فهو لم يكن من هواه النظر الى أنفسهم فى المرأه كان يفهم أنه لابد من جلد حتى لا نكون هياكل عظمية متحركة و لكن بعد أن عاد الى داره وقف يتأمل نفسه فى المرأه . حسنا أنه طويل ذو جسد رياضى رشيق و عيون واسعه و ..... لحظة منذ متى و عيون محمود سوداء بالكامل أين الجزء الابيض فى عيونه ؟ و بينما كان يفكر فى تلك الظاهرة الغريبة أحس بوخز مؤلم فى ذراعه الايسر فقام بأزاحة ملابسه لكى يرى عن كثب فوجد ذلك الرسم الغريب على كتفه الايسر و عندما نظر مره أخرى الى المرأه وجد عيونه طبيعية و لا يوجد أثر لذلك الوشم على كتفه الايسر فقال " أيه ده أنا بشوف تهيئات و الا أيه ايه اللى بيحصلى ده ؟ " و فى الصباح و فى أثناء طريقه الى العمل كانت هناك عربة نقل تفرغ حمولتها من ألواح الصاج عندما قام محمود بالتلويح لسائق تاكسى و لكنه لم يقف و لكن كان محمود متأكدا من أنه لمح وجه السائق فقد كان هو نفسه سائق البارحة ذو الرأس المقطوعة و لكن عندما لوح محمود له لم يتوقف و أستمر فى طريقة و أخذ يقترب بسرعة من عربة النقل و تعجب محمود من عدم أبطاء السائق و فى هذة اللحظة سمع محمود هذة الاصوات المتداخله " حاسب حاسب " و لكن كان الوقت متأخر جدا فقد أرتطم السائق بمؤخرة العربة و سقطت ألواح الصاج على أثر الارتطام لكى تكسر زجاج التاكسى و تنزلق بفعل الجاذبية متحوله من مجرد ألواح صاج الى شفرات حادة قطعت رأس السائق و فصلتها عن بقيه أجزاء جسده .
فى تلك اللحظة توقف تفكير محمود عند رؤيته للسائق فى البارحة و هو مقطوع الرأس و بدأ يدرك ما هو عليه من رؤية اسباب موت البشر فقال " أيه التهريج ده يعنى أنا مكشوف عنى الحجاب مثلا " و عندما وصل الى الشركه وجد العاملين بالشركة جميعهم يتكدسون فى غرفة الاستقبال الخاصة بالعملاء فقال " فى أيه يا جماعة مالكوا قاعدين كدا ليه " فقال أحد الزملاء " عم محروس تعيش أنت " و هنا أنهار محمود على اقرب الكراسى و قال " مات أزاى " فقال أحد الزملاء " و هو جاى النهاردة وقع على دماغة سيخ حديد من الدور ال 12 من العمارة اللى بتتبنى جديد جمبنا " و هنا فقط اصبح محمود لا يدرى أهو يعيش فى أحدى الاحلام أم أنه الواقع الاليم .....
و فى الليل و بينما كان محمود يجلس على نفس المقهى وجد صديقه مصطفى يأتى مسرعا و عندما رأه قال " أنا بدور عليك من الصبح بص يا سيدى الحالة اللى بتحصلك ديه لقيت واحد من الدكاتره النفسيين متكلمين عليها بص بقى اللى أنت فيه ده أسمه بالبلدى كده الانسلال من الواقع بمعنى أنك ممكن تسافر بعقلك لمدة لحظات قصيرة جدا و تشوف حاجة معينه طبعا ديه ما بتبقاش بمزاجك و لكنها بتتم فى أكتر اللحظات اللى بيكون عقلك مضطرب فيها زى وقت العصبية و وقت الخوف و وقت التفكير و كدا يعنى بس بصراحة انا شخصيا بقول أنك تروح على أقرب دكتور نفسى يقولك أيه اللى بيحصل " فنظر محمود ناحيته و قال " سواق التاكسى النهاردة عمل حادثة و راسه أتقطعت عن جسمه و عم محروس وقع على دماغه سيخ حديد و مات " فنظر مصطفى نظرة دهشة و قال " قصدك تقول أنك ..... طب المدير حصله حاجة ؟ " فقال محمود " لا ما حصلوش حاجة و دا اللى مخلينى لسه ما أتجننتش لحد دلوقتى " فقال مصطفى " بص بص هى ممكن تكون عادى يعنى صدفه و بعدين المدير لسه بخير الحمد لله ما تقلقش نفسك و تخاف على الفاضى يعنى " و فى صباح اليوم التالى و عندما وصل محمود الى الشركة محمر العينين من عدم النوم وجد رجال الشرطة يحيطون بالمكان و وجد رجال المباحث يستجوبون كل من بالمكتب فسأل محمود أحدى العاملين و قال له " هو فى أيه يا أسماعيل " فقال أسماعيل " سيادة المدير أمبارح دخل عليه حرامى البيت سرق الفلوس و خنقه و هرب " و هنا تذكر محمود نظرة الرعب المرتسمة على وجه المدير فقد كانت توحى بخوفه من شىء ما فما بال الخوف من الموت نفسه " و بعد أن أنتهى التحقيق رجع محمود الى المنزل و وقف أمام المرأه و قال " لازم أعرف فى ايه و أية اللى بيحصل " و أخذ يصرخ فى مواجهة المرأه حتى جف حلقه ثم وجد صورته فى المرأة تبتسم و تقول " الرسائل كانت قصادك طول الوقت و مع ذلك ما أتحركتش علشان تمنع حاجة كان معاك عيون كتيرة عين للحاضر و عين للمستقبل و أنت ما أستخدمتهومش صح يبقى الاتنين مالهومش لازمة عندك ." و قام محمود بهز رأسه بعنف و قال " أكيد أنا أتخيلت اللى حصل ده انا لازم اروح لمصطفى و نروح لدكتور نفسى " و أرتدى ملابسه بسرعة بعد أن قام بالآتصال بصديقه مصطفى و أخبره أن يقابله بعد نصف ساعة على المقهى المفضل لديهم و عندما أستدعى محمود المصعد لم يتحرك المصعد فقام محمود بأستخدام السلالم و بينما كان يركض على السلم وجد فى نهاية الدرج نفسه و قد أسودت عيناه تماما فتعثر و سقط من أعلى الدرج و هنا غاب عن الوعى و دخل فى عالم مظلم بالكامل .
هل ما زلت معى . جيد جدا . يعيش محمود الان فى أحدى دور رعاية المكفوفين الخاصة و قد أصيب بالعمى و أصيب أيضا بصدمة عصبية أستغرقت ثلاث سنوات حتى تعافى منها بالكامل و ها هو يقضى معظم أوقاته فى الذهاب الى أطباء العيون الكبار الذين أجمعوا على أنه لا أمل فى الرؤيا مرة أخرى لسبب غير مفهوم و هو غياب الجزء الابيض فى داخل العين .
حسنا ها قد عدنا الى الغرفة المحببة . حلقة الغد لن تكون رعب بقدر ما ستكون مريبة ... أنه النوع الغريب الذى يجعل الرجل ينام و هو يغطى جسده بالكامل بالاغطيه و يتنفس بصورة سريعة و مزعجة من فرط الخوف . حسنا قد تكون كذلك للبعض و قد تكون مجرد حلقة من مسلسل أطفال للبعض الاخر . على كل حال العنوان القادم هو "" بعد الواحده ""
يتبع
محمد محسن

خادم الملعون ( الرسائل )

صديقى العزيز مرة أخرى . أعتذر على عدم لقائنا فى الايام الماضية و لكن لظروف خارجة عن أرادتى و لكن أعدك بتجدد اللقاء يوميا أن شاء الله . رعب اليوم هو رعب سرمدى لن ينتهى الا بأنتهاء حياة الانسان و هو رعب " كانت أمامى طوال الوقت فكيف لم أعرف " هيا الان تكتشف معا هذة الرواية . و أن كنت قد نسيت اقول لك " أطفىء نور الغرفة "
محمود كمال هو شاب فى ال 27 من عمره يعيش وحيدا فى شقته الخاصة التى تقع فى 18 شارع (.... ) بمحافظة (.....) فى هذا اليوم بالذات أستيقظ محمود على حلم غريب فقد كان يتفرج على بعض المشاهد لاناس غريبة كأن هذة المشاهد تعرض على شاشة سينما و لكنه فى أخر الحلم أكتشف أنه هو الشاشة و أنه يشاهد هذة الاحداث من خلال نفسه . بالطبع فزع محمود لكونه شاشة و قال " طب أبقى عربية على الاقل أترحم من المواصلات " و بعد الانتهاء من الافطار و أرتداء ملابسه قام محمود بالذهاب الى العمل و وقف فى نفس المكان الذى يقف فيه يوميا لكى يقوم بأستوقاف أحدى عربات التاكسى و قال فى نفسه " موال كل يوم هايبتدى " و عندما قام بالتلويح لاحدى العربات قامت بالتوقف أمامه وة عندما أدلى محمود العنوان التفت السائق و قال " أركب يا أستاذ " .
قام محمود بالتراجع للوراء فى رعب فقد كان ينظر الى شخص او بالاحرى بقايا شخص فقد كان رأس السائق منفصل تماما عن جسده و تلوثت ملابسه بالدماء فقام السائق بالنظر فى دهشة غريبة الى محمود و قال " أتفضل يا أستاذ " فقام محمود بالنظر مرة أخرى الى السائق فوجده قطعة واحدة و ملابسه نظيفة و لا أثر للدماء التى كانت موجودة فيما سبق فقام محمود بالركوب و انطلقت العربة و عندما وصل الى العمل وجد عم محروس الحارس الابدى للشركة جالسا فى نفس المكان الذى يجلس فيه منذ بدء الخليقة و يشرب نفس كوب الشاى الذى أعده له أحدى الفلاسفة الصينيين فى عهد الامبراطور كين موحد الممالك فقام محمود بألقاء التحية و قال " صباح الفل يا عم محروس " فقام محروس بالرد عليه " صباح الخير يا أستاذ محمود " و عندما نظر محمود الى عم محروس قام بالتدحرج على السلالم الامامية و كاد أن يسقط فكيف كان يجلس عم محروس و هذا السيخ الحديد يخترق رأسه و عندما تدارك محمود نفسه وجد أنه ينظر لعم محروس الطبيعى الذى أعتاد رؤيته منذ 3 سنوات فى نفس الموضع و قام محمود بالقاء تحية سريعة و ذهب الى مكتبه .
و عندما أنفرد بنفسه فى داخل المكتب جلس يفكر طويلا فيما رأه حتى سمع أحدهم ينقر على الباب فقال " أتفضل " فسمع صوت الانسة سمر تقول " المدير عايز حضرتك يا أستاذ محمود " .و عندما سمع محمود قال فى نفسه " هى كانت ناقصة المدير " و عندما ذهب الى المكتب و أصبح فى مواجهة الباب قام بالنقر على الباب الخشبى الثقيل فسمع صوت ثقيل أيضا يأتى من الداخل قائلا " أدخل " فقام محمود بالدخول و النظر الى المدير الذى وجده و لاول مره خائفا لدرجة ان ترتسم على وجهه هذة الصورة المرعبة الخالية من الحياة و عندما تكلم المدير وجد محمود نفسه ينظر الى المدير القاسى السادى الطبيعى و هنا أدرك محمود أنه و لاول مره عليه بالذهاب الى طبيب نفسى.
و فى الليل جلس محمود مع صديقه مسطفى و أخذ يروى له ما حدث بالتفصيل فقال مصطفى " غريبة انا فى حياتى ما سمعتش حاجة زى كده طب أيه سبب أنك بتشوفهم للحظة بالصور المرعبة ديه ؟ " فقال محمود " و الاغرب انى بصيت لسمر السكرتيرة و ما حصلش كدة و قاعد معاك بقالى ساعة و ما حصلش كده برده " فرد مصطفى " سواق التاكسى و راسه مقطوعة و بعدين عم محروس و سيخ حديد فى راسه و بعدين مديرك و هو مرعوب و زى ما يكون حد خنقه أنت مش ملاحظ أنك بتكلمنى على ظروف موت و أشكال ناس ميته فى حوادث ؟ " فقال محمود " طب أشمعنه بيحصلى أنا كده ما انا طول عمرى ما بشوفش الحاجات ديه أية اللى حصل النهاردة " فقال مصطفى " طيب مثلا أنت ما لاحظتش تغير غريب ظهر عليك من فترة على جسمك على شكلك أى حاجة أتغيرت فيك يعنى ؟ " فصمت محمود و لم يتكلم فهو لم يكن من هواه النظر الى أنفسهم فى المرأه كان يفهم أنه لابد من جلد حتى لا نكون هياكل عظمية متحركة و لكن بعد أن عاد الى داره وقف يتأمل نفسه فى المرأه . حسنا أنه طويل ذو جسد رياضى رشيق و عيون واسعه و ..... لحظة منذ متى و عيون محمود سوداء بالكامل أين الجزء الابيض فى عيونه ؟ و بينما كان يفكر فى تلك الظاهرة الغريبة أحس بوخز مؤلم فى ذراعه الايسر فقام بأزاحة ملابسه لكى يرى عن كثب فوجد ذلك الرسم الغريب على كتفه الايسر و عندما نظر مره أخرى الى المرأه وجد عيونه طبيعية و لا يوجد أثر لذلك الوشم على كتفه الايسر فقال " أيه ده أنا بشوف تهيئات و الا أيه ايه اللى بيحصلى ده ؟ " و فى الصباح و فى أثناء طريقه الى العمل كانت هناك عربة نقل تفرغ حمولتها من ألواح الصاج عندما قام محمود بالتلويح لسائق تاكسى و لكنه لم يقف و لكن كان محمود متأكدا من أنه لمح وجه السائق فقد كان هو نفسه سائق البارحة ذو الرأس المقطوعة و لكن عندما لوح محمود له لم يتوقف و أستمر فى طريقة و أخذ يقترب بسرعة من عربة النقل و تعجب محمود من عدم أبطاء السائق و فى هذة اللحظة سمع محمود هذة الاصوات المتداخله " حاسب حاسب " و لكن كان الوقت متأخر جدا فقد أرتطم السائق بمؤخرة العربة و سقطت ألواح الصاج على أثر الارتطام لكى تكسر زجاج التاكسى و تنزلق بفعل الجاذبية متحوله من مجرد ألواح صاج الى شفرات حادة قطعت رأس السائق و فصلتها عن بقيه أجزاء جسده .
فى تلك اللحظة توقف تفكير محمود عند رؤيته للسائق فى البارحة و هو مقطوع الرأس و بدأ يدرك ما هو عليه من رؤية اسباب موت البشر فقال " أيه التهريج ده يعنى أنا مكشوف عنى الحجاب مثلا " و عندما وصل الى الشركه وجد العاملين بالشركة جميعهم يتكدسون فى غرفة الاستقبال الخاصة بالعملاء فقال " فى أيه يا جماعة مالكوا قاعدين كدا ليه " فقال أحد الزملاء " عم محروس تعيش أنت " و هنا أنهار محمود على اقرب الكراسى و قال " مات أزاى " فقال أحد الزملاء " و هو جاى النهاردة وقع على دماغة سيخ حديد من الدور ال 12 من العمارة اللى بتتبنى جديد جمبنا " و هنا فقط اصبح محمود لا يدرى أهو يعيش فى أحدى الاحلام أم أنه الواقع الاليم .....
و فى الليل و بينما كان محمود يجلس على نفس المقهى وجد صديقه مصطفى يأتى مسرعا و عندما رأه قال " أنا بدور عليك من الصبح بص يا سيدى الحالة اللى بتحصلك ديه لقيت واحد من الدكاتره النفسيين متكلمين عليها بص بقى اللى أنت فيه ده أسمه بالبلدى كده الانسلال من الواقع بمعنى أنك ممكن تسافر بعقلك لمدة لحظات قصيرة جدا و تشوف حاجة معينه طبعا ديه ما بتبقاش بمزاجك و لكنها بتتم فى أكتر اللحظات اللى بيكون عقلك مضطرب فيها زى وقت العصبية و وقت الخوف و وقت التفكير و كدا يعنى بس بصراحة انا شخصيا بقول أنك تروح على أقرب دكتور نفسى يقولك أيه اللى بيحصل " فنظر محمود ناحيته و قال " سواق التاكسى النهاردة عمل حادثة و راسه أتقطعت عن جسمه و عم محروس وقع على دماغه سيخ حديد و مات " فنظر مصطفى نظرة دهشة و قال " قصدك تقول أنك ..... طب المدير حصله حاجة ؟ " فقال محمود " لا ما حصلوش حاجة و دا اللى مخلينى لسه ما أتجننتش لحد دلوقتى " فقال مصطفى " بص بص هى ممكن تكون عادى يعنى صدفه و بعدين المدير لسه بخير الحمد لله ما تقلقش نفسك و تخاف على الفاضى يعنى " و فى صباح اليوم التالى و عندما وصل محمود الى الشركة محمر العينين من عدم النوم وجد رجال الشرطة يحيطون بالمكان و وجد رجال المباحث يستجوبون كل من بالمكتب فسأل محمود أحدى العاملين و قال له " هو فى أيه يا أسماعيل " فقال أسماعيل " سيادة المدير أمبارح دخل عليه حرامى البيت سرق الفلوس و خنقه و هرب " و هنا تذكر محمود نظرة الرعب المرتسمة على وجه المدير فقد كانت توحى بخوفه من شىء ما فما بال الخوف من الموت نفسه " و بعد أن أنتهى التحقيق رجع محمود الى المنزل و وقف أمام المرأه و قال " لازم أعرف فى ايه و أية اللى بيحصل " و أخذ يصرخ فى مواجهة المرأه حتى جف حلقه ثم وجد صورته فى المرأة تبتسم و تقول " الرسائل كانت قصادك طول الوقت و مع ذلك ما أتحركتش علشان تمنع حاجة كان معاك عيون كتيرة عين للحاضر و عين للمستقبل و أنت ما أستخدمتهومش صح يبقى الاتنين مالهومش لازمة عندك ." و قام محمود بهز رأسه بعنف و قال " أكيد أنا أتخيلت اللى حصل ده انا لازم اروح لمصطفى و نروح لدكتور نفسى " و أرتدى ملابسه بسرعة بعد أن قام بالآتصال بصديقه مصطفى و أخبره أن يقابله بعد نصف ساعة على المقهى المفضل لديهم و عندما أستدعى محمود المصعد لم يتحرك المصعد فقام محمود بأستخدام السلالم و بينما كان يركض على السلم وجد فى نهاية الدرج نفسه و قد أسودت عيناه تماما فتعثر و سقط من أعلى الدرج و هنا غاب عن الوعى و دخل فى عالم مظلم بالكامل .
هل ما زلت معى . جيد جدا . يعيش محمود الان فى أحدى دور رعاية المكفوفين الخاصة و قد أصيب بالعمى و أصيب أيضا بصدمة عصبية أستغرقت ثلاث سنوات حتى تعافى منها بالكامل و ها هو يقضى معظم أوقاته فى الذهاب الى أطباء العيون الكبار الذين أجمعوا على أنه لا أمل فى الرؤيا مرة أخرى لسبب غير مفهوم و هو غياب الجزء الابيض فى داخل العين .
حسنا ها قد عدنا الى الغرفة المحببة . حلقة الغد لن تكون رعب بقدر ما ستكون مريبة ... أنه النوع الغريب الذى يجعل الرجل ينام و هو يغطى جسده بالكامل بالاغطيه و يتنفس بصورة سريعة و مزعجة من فرط الخوف . حسنا قد تكون كذلك للبعض و قد تكون مجرد حلقة من مسلسل أطفال للبعض الاخر . على كل حال العنوان القادم هو "" بعد الواحده ""
يتبع
محمد محسن

خادم الملعون ( صفحات الخطايا )

مرحبا بك مرة أخرى يا صديقى القارىء . أعتذز منك فالامس كنت مريضا جدا بدنيا و نقسيا فقد كنت متوترا لسبب لا أفهمه حتى الان . دعك من كل هذا فخبرة اليوم من العيار الثقيل هيا بنا معا نقوم بأكتشافها " لا تنسى ضوء الغرفة "
تبدأ أحداث قصتنا اليوم فى هذا المحل الصغير للغاية هناك . هل تراه . حسنا هذا هو للعلم فالمحل مهجور من حوالى 100 عام و كان فى السابق عبارة عن مكتبه لبيع الكتب و الروايات. منذ 5 أعوام قبل الان حدثت هذة القصة و عرف سيدها بحدوثها و نحن الان سنعرف ما حدث .
تعود محمود عرفان على شراء الكتب النادرة و جميع الكتب منذ أن كان فى الثانية عشرة من عمره بدءا من روايات الجيب حتى الكتب الشبابيه حتى سلسلة البداية و النهاية لابن كثير . و نتيجة لذلك فقد كون مكتبة عظيمة من الكتب و التراث الثقافى النادر و هو لم يتجاوز الثلاثين من عمره . و فى أحدى الايام و فى طريق عودته الى منزله بعد يوم شاق فى العمل أكتشف هذا المحل الصغير جدا الذى لم يلاحظه من قبل مفتوحا و أكتشف أنه يباع بداخله الكتب القديمة و المستعمله . فذهب ناحيته فى مزيج من التأهب و الاستغراب . فقد كان على يقين تام بأن هذا المحل لم يكن مفتوحا قبل الان و عندما وصل اليه وجد البائع و هو رجل عجوز للغاية ذو فم خالى من الاسنان يبتسم له فى طيبة و مودة و يقول " أتفضل يبنى تحت أمرك " فقال محمود " الامر لله يا حاج تسلم  بس أنا أول مرة أشوف المحل مفتوح " فقال الرجل العجوز " الصحة يبنى ما عادتش زى زمان لما ربنا بيقدرنى بنزل أفتح المحل " فقال محمود " ربنا يديك الصحة يا حاج يا رب بعد أذنك أبص على الكتب " فقال الحاج " مكانك طبعا يبنى أتفضل " و قام محمود بأستكشاف الكتب و وجد أنها تعتبر من أندر الكتب فى عالم النشر مرورا بكتاب " مروج الذهب و معادن الجوهر " وصولا لكتاب " دهاة العرب " بلاضافة الى بعض الورق الجلدى المنقوش عليه بخطوط عربية أصيلة بعض الخطب النادرة لحكماء و بلغاء العرب و أصبح محمود محتارا أى الكتب يأخذ و لكن كان قد لفت نظره الكتاب الموضوع وحيدا على الرف العلوى للكتب فتناوله محمود و قرا العنوان " صفحات الاعتراف " فقام محمود بالذهاب الى صاحب المحل و قال له " انا هاشترى ده يا حاج " فنظر الرجل العجوز الى الكتاب و قال لمحمود " الكتاب ده بالذات مش للبيع ممكن تاخده تقراه و ترجعهولى تانى " فقال محمود " أزاى يعنى لا انا هاشتريه " فقال العجوز " بس توعدنى يبنى ما تفرطش فيه و الا تقطعه و الا تضيعه " فقال محمود " بكام يا حاج " فقال الرجل " أوعدنى الاول كلمتك هى السعر " فقال محمود على سبيل الاستعجال " أوعدك يا حاج بكام " فقال العجوز " اللى تجيبة يبنى " فدفع محمود بضع الجنيهات و قام بلانصراف .
و عندما حل الليل جلس محمود فى غرفته و وضع الكتاب على المنضدة المجاوره لسريره و قا بتناول الكتاب و عندما بدأ بفتح الغلاف سقطت من الكتاب ورقة مصفره و يبدو عليها القدم و عندما فتحها محمود وجد أنها رساله مكونه من سطرين و كانت تقول " ما زال بأمكانك الرجوع أذا كنت من مريدى الراحة فقم بغلق الكتاب و عدم فتحة مره أخرى اما أن كنت من مريدى المغامرة و محبى المعرفة فقم بالبدء فى القراءة الان " فتذكر محمود مثل هذة الدعابات من أصحاب الكتب الاصليين فقام بقلب الصفحات حتى وصل الى عنوان الفصل الاول و كان بعنوان "" الظلم "" فقام بالقراءة فى الفصل الذى كان يحكى عن أحد الازواج الغيورين الذين يريدون وضع زوجاتهم فى قفص زجاجى حتى يضمنوا أستمرار زواجهم بالطبع الفتاة كانت لا تحب الزوج و لا تطيق العيش معه بالطبع الاهل قاموا بهذة اللعبة الدنيئة و قاموا بأرغامها على الزواج منه و لكنها فى الحقيقة كانت مغرمة بأحد أصدقائها و هو شاب فى نفس عمرها . بعد فترة من الوقت و مع كثرة الغيرة أصيب الزوج بمرض الشك و قام بمراقبة زوجته و تحول الشك الى يقين حين رأها تجلس فى أحدى المطاعم بصحبة هذا الشاب و عندما عادت الزوجة الى المنزل كان الزوج فى أشد حالات الهياج العصبى و قام بقتل الزوجة .و عندما فرغ محمود من قراءة الفصل قام بغلق الكتاب و وضعه على المنضدة المجاورة له و خلد الى النوم و حلم فى هذة الليله أنه كان يقف فى وسط شقة فارهة مكونة من طابقين و هناك رجل يزرع الحجرة جيئا و ذهابا كالاسد المحبوس فى القفص الحديدى و كان من الواضح أن الرجل فى أشد حالات الهياج العصبى و فى هذة اللحظة ظهرت أمرأة على قدر عالى من الجمال و الرقة . و بمجرد رؤيتها قال الرجل " لسه بتقابليه و بتحبية يا مدام يا محترمه " فقالت الزوجة " هاتفضل طول عمرك غبى و حيوان و غيور هى حصلت تراقبنى يا حيوان " فقال الرجل " امال عايزانى افضل نايم على ودانى و أنتى مدوراها مع حبيب القلب من ورايا " فقالت الزوجة " أخرس يا حمار انا ما أسمحلكش " فقال الرجل " انا اللى ما كانش المفروض أسمع لنفسى أنى أتجوز واحدة واطية و حقيرة زيك يا سافله  و مش هاسمحلك توسخى أسمى و شرفى و شرف عيلتى كلها يا سافله " و رأه محمود يخرج سكين من جنبه و يتجه به ناحية المرأة التى لم تتحرك و بقيت ساكنه و هنا ركض محمود فى محاولة لمساعدتها و عندما وصل الى هناك قام الزوج بضربه فى كتفه بالسكين فقام محمود بالصراخ من الالم و استيقظ من نومه فزعا و هو يحس بألم متزايد فى كتفه و عندما نظر اليها اررتسمت على وجهة علامات الرعب فقد كان كتفه ينزف دماءا غزيرة من مكان الضربه و ذهب الى الحمام و فتح صيدلية المنزل و قام بتضميد الجرح الذى كان سطحيا و لكنه مؤلم و بعد أن أنتهى من تضميده قال " أيه اللى حصل منين الجرح ده هو الحلم بيتحقق و الا أيه " و انتهى تفكيره على نسيان الموضوع و الحمد لله انها جت سليمة  يمكن خبطت نفسى و انا نايم .
و فى مساء اليوم التالى تناول الكتاب و قرأ عنوان الفصل الثانى " الحقد " و يحكى عن أثنين من الاصدقاء المقربين نجح أحدهم و أصبح مديرا و هو لم يتجاوز الثلاثين و الاخر عمل كتابع له و انتهت القصة بقتل أحدهم للاخر فسأم محمود من الكتاب و قال " كنت أشتريت أخبار الحوادث أرحم " و عندما غلبه النعاس وضع الكتاب على المنضدة و خلد الى النوم و حلم أنه يركب بداخل سيارة فارهة و يجلس فى مكان السائق شابا فى أواخر الثلاثينات و كان يتكلم فى المحمول مستخدما مكبر الصوت " ألو ألحقنى يا أمجد العربية ما فيهاش فرامل و الا زيت و انا على سرعة 130 " فرد الطرف الاخر " لازم واحد فينا يموت علشان التانى يعيش من زمان و انت حارمنى من النجاح و بتنسبه لنفسك معلش سامحنى ضحى انت المرة ديه " فرد السائق " يعنى أنت اللى عايز تموتنى للدرجة ديه الحقد انا ما عملتلكش حاجة استاهل أنك تموتنى يا صاحبى " فقال أمجد " نهاية الكلام يا مصطفى نتقابل فى الجنة " و قام بأنهاء المكالمة و فجأة قامت العربة بالانحراف الشديد عن الطريق بالرغم من المجهود الخرافى الذى بذله مصطفى لابقائها ثابته مما أدى الى سقوط العربة فى أحدى المجارى المائية و رأى محمود مصطفى و هو يصارع الموت غرقا و تمكن محمود من فتح باب السياره و قام بالسباحة الى سطح الماء و عندما أخترقت رأسه سطح الماء و ضرب الهواء البارد وجهه استيقظ فزعا من النوم و اكتشف أنه مبلل بالكامل و تفوح منه رائحة الاراضى الزراعيه و مياة الرى .
و فى صباح اليوم التالى تيقن محمود من ضرورة التخلص من هذا الكتاب لانه كان على يقين أنه لم يذهب و يلقى بنفسه فى أحدى المجارى المائية و هو نائم و فى طريق العودة من العمل أبتاع زجاجة كيروسين و عزم على أحراق الكتاب و عندما حل الليل وقف محمود فى المطبخ و فى يده الكتاب و فى اليد الاخرى زجاجة الكيروسين و لكن فى هذة اللحظة أنتابه شعور غامر بالفضول و أراد قراءة أخر فصول هذا الكتاب الملعون فقام بوضع زجاجة الكيروسين على سطح منضدة المطبخ و قام بأخذ الكتاب و فتحه على أخر الفصول  الذى كان عنوانه "  خيانة الوعد " فذهب الى غرفته و جلس يقرأ فى الفصل الاخير الذى كان يحكى على أحد الاشخاص الذى كان قد قطع وعدا بعدم أحراق المزيد من الورق و لكنه فكر فى خيانة الوعد و حرق بعض الاوراق الهامه مما أدى الى ........ نظر محمود فى دهشة فلم تكن هناك تكمله لهذا الفضل و أنتهى الكتاب بعد هذة الصفحة فلم يعرف محمود نهاية الفصل الاخير و عندما خلد الى النوم عزم على أحراق الكتاب فى الصباح الباكر لان الوقت أصبح متأخرا و فى هذة الليلة حلم محمود بأنه يجلس فى غرفته يطالع أحدى الكتب حسن أشتم رائحة أحتراق قوية و عندما فتح باب الغرفة وجد الشقة و قد تحولت الى كتلة من النيران المتراقصة فوثب ناحية الهاتف لطلب الاسعاف و المطافىء و لكنه حين رفع سماعة الهاتف لم يجد الصوت المميز لحرارة التليفون " تبا لقد قطعت النيران سلك التليفون " و عندما وصلت النيران الى ملابسه و بدأت فى أحراقه حيا انتفض من نومه فزعا ليجد غرفته قد تحولت الى كتله من اللهب فوثب ناحية باب الغرفة و قام بفتحة فوجد نفسه فى مواجهة كتل متراقصة من النيران و فى وسط ألسنة اللهب لمح محمود شبحا يسير بأتجاه الباب و لكنه لم يستطع الوصول أليه بسبب ألسنه النيران التى حالت بينه و بين الشبح و لكن فى منتصف الطريق توقف الشبح و التفت ناحية محمود فتبين محمود وجها لرجل عجوز و فم خالى من الاسنان و لم ينظر له هذة المرة بنظرة مودة و طيبة و لكنها تلك النظرة من طراز " لقد خنت العهد و استحقيت العقاب " .
بالفعل توفى محمود نتيجة الاختناق و عندما جاءت الشرطة و قاموا بالتحقيق فى الامر وجدوا أن هناك ماس كهربائى قد شب فى المطبخ مما أدى الى أندلاع النيران و ساعد على اشتعالها زجاجة الكيروسين الموضوعة فى منتصف منضدة المطبخ و قاموا بتأييد القضية و حفظها و توفى محمود عرفان و دفن فى مقابر الاسرة و دفن معه سر من الاسرار العظيمة و هو سر هذا الكتاب المسمى صفحات  الاعتراف و لكن لابد من تغيير هذا الاسم ليصبح " صفحات الخطايا .

ما أحلى العودة الى هذة الغرفة لقد صرت أعشقها بحق فهنا نمضى أمتع الاوقات سويا لقد استمتعت شخصيا بحلقة اليوم و لكن لابد أن أخبرك أن حلقة الغد ستكون صعبة و أعترف أنى أحتاجك لكى تفك معى صلاسم الالغاز و نقرأ سويا ما بين السطور و معرفة الحقيقة وراء هذا الفصل " هيا الان نقوم بقراءة أسمه .... العنوان هو  "" الرسائل ""

خادم الملعون ( جاليرى )

توقيت ممتاز يا صديقى فقد فرغت لتوى من معرفة أحدى الاسرار الغامضة لسيدى . دعك منه الان فذكرى سيدى اليوم تستحق المعرفة أطفىء نور غرفتك و استغرق بكل حواسك معى فى هذة الذكرى
كما ترى نحن الان فى منتصف صالة لعرض المقتنيات الثمينة و اللوحات النادرة و التى اصطلح على تسميتها جاليرى . اليوم أصبحت الصاله فارغة من الزبائن كما ترى فالجالس الوحيد هو صاحب الصاله الاستاذ صبرى عبد القادر و يجلس وحيدا بعدما فقد الامل فى بحثه عمن يساعده فى العمل فى الصاله فهناك اكثر من 5 أشخاص قد أختفوا تماما و لم يعثر عليهم حتى الان بعد مضى شهر واحد على عملهم هنا فى الصاله مما أكسب الصاله هالة من الرعب جعلها جديرة بعدم وجود زيائن او عماله . هل ترى معى هناك أحدهم قادم من أجل الاعلان المكتوب على الباب و الذى يدل على وجود عمل بالداخل هيا بنا ننصت و نستمع فى هدوء .
الشاب " صباح الخير كنت جاى اسال عن الاعلان اللى برا فى الحقيقة انا كنت بدور على شغل يا ترى لسة الشغل موجود والا جبتوا حد ؟
فرد صبرى " لا لسه موجود فى الحقيقة انا صاحب الجاليرى و كنت عايز واحد امين يمسك الصاله لانى مرتبط بشغل تانى برا بس لازم يكون بيحب المجال او على الاقل عندة فكرة عنه ." فرد الشاب " أنا اسمى محمود صلاح الدين بكاليريوس سياحة و ترميم أثار و بحب المجال دا جدا بس كنت عايز استفسر عن وقت العمل و المرتب و الحاجات ديه و أية الورق المطلوب أنى أجيبه لحضرتك " فرد صبرى " مواعيد العمل من 9 صباحا ل 1 صباحا من الساعة 4 لحد الساعة 9 انا هاجى اقعد مكانك و انت حر تروح تتغدى و تريح شوية او تخليك قاعد معايا و نتغدى سوا هنا " و بالفعل واقف محمود على العمل و فى صباح اليوم التالى باشر محمود مهام عمله الجديد و تعرف على كل مقتنيات الصاله و عندما وصل الى باب المخزن وجد قفل حديدى كبير موضوع على الباب من الخارج و عندما بحث فى مفاتيح الصالة لم يجد مفتاحا للقفل و عندما جاى الاستاذ صبرى سلمه محمود الايراد و أخبره بالاشياء التى قام ببيعها و قال محمود موجها كلامه لصبرى " أنا فى الحقيقة ما عرفتش أدخل المخزن علشان القفل اللى برا و لما دورت فى المفاتيح ما لقيتش مفتاحة هو حضرتك حاطط قفل ليه " فقال صبرى بنبرة من يريد انهاء الكلام " فيه حاجات غالية. أنا هاقوم امشى و انت على الساعة 10 كدة لو ما لقيتش زباين ابقى اقفل و روح " و عندما حلت الساعة العاشرة و وجد محمود ان الزبائن لم تعد تأتى الى المكان قام بغلق الصاله و الذهاب الى البيت و فى تلك الليلة حلم محمود بنفسه و هو يتجول فى أحدى الصالات المليئة بالمقتنيات الثمينه من لوحات و تماثيل و لفت نظره لوحة تمثل أحدى الرجال و هو يجلس على كرسى مرتفع الظهر و يبدو كأحدى كراسى العرش و يرتدى بدله سمراء و ربطة عنق سمراء أيضا و لكن الغريب فى اللوحة انها تشع هاله من الاحاسيس تجعل من يشاهدها يشعر بأنه هو من يجلس على هذا الكرسى و ليس صاحب الصورة و عندما أستيقظ محمود تذكر الحلم فقال " سبحان الله الفنان اللى رسمها كأنه واحد من عالم تانى " و عندما وصل الى الجاليرى و بينما كان يقوم بفتح الباب أتاه صوت من جانبه يقول " صباح الخير يا صاحبى " فرد محمود " صباح النور " فقال الشاب " أخوك عبده شغال فى المحل اللى جمبك أنت اللى شغال فى الصاله جديد ؟ " فقال محمود " أيوه انا أسمى محمود " فقال عبده " عاشت الاسامى يا محمود هو الاستاذ صبرى لسه مش عايز يقفل الصاله السودا ديه " فقال محمود " و يقفلها ليه ما الصاله شغالة و بتجيب فلوس الحمد لله " فقال عبده " أصل أنت سادس واحد يشتغل هنا فى أقل من 7 شهور و الخمسة اللى قبلك أختفوا و ما حدش عرف عنهم حاجة كأن الارض انشقت و بلعتهم على العموم انا قاعد فاضى هابقى أجى اقعد معاك شوية فى نص النهار علشان ما تتخنقش من القعدة لوحدك " و عندما دخل محمود الى الصاله قال فى نفسه " 5 أختفوا تلاقيهم ما استحملوش الخنقة ناس مش بتاعة شغل " و لم يعد يفكر فى كلام عبده و فى منتصف النهار قام محمود بالذهاب الى الحمام ليقوم بغسل يديه و عندما مر من أمام باب المخزن وجد القفل يلمع فى ضوء الكشاف الكبير الموضوع فى السقف فقال " أموت و أعرف فى أية جوا " و عندما أنتهى من غسل يده و خرج مر من امام باب المخزن فوجد مكان القفل فارغا و لا توجد أيه أقفال فقال " بسم الله الرحمن الرحيم امال القفل راح فين " و قام بدفع الباب ليستكشف ما يوجد بالداخل و عندما قام بفتح الانوار وجد نفسه فى وسط بهو ملىء بالمقتنيات النادرة و التحف و اللوحات المرسومة بحرفيه عالية و قام بالتجول فى أنحاء هذا البهو الكبير الملىء بالتحف و المقتنيات حتى وصل الى لوحة لرجل يجلس على كرسى بدا و كأنه كرسى للعرش و وجد نفسه يحدق فى صاحب الصورة الذى كان يبتسم ابتسامه خفيفة و تدعو عيناه من ينظر اليه لكى ياتى و يجلس مكانه و ظل يحدق فى الصورة حتى سمع صوت الاستاذ صبرى ينادى بأسمه من الخارج فقام بالخروج من البهو و الذهاب الى الصاله فقال صبرى عندما رأه " كنت فين يا حوده ؟ " فرد محمود " كنت فى الحمام " فقال صبرى " أيه أخبار الشغل " فرد محمود بنبرة مرتبكة " أأ أه تمام الحمد لله " و بادر صبرى قائلا " بقولك أيه يا أستاذ صبرى هما الناس اللى كانوا شغالين قبلى أختفوا أزاى ؟ " فرد صبرى " و الله يا محمود ما عارف اقولك أية كل واحد فيهم كان ييجى يشتغلى يومين تلاتة و بعد كده ما أشوفش وشه تانى ناس مش بتاعة شغل سيبك أنت انا هاقوم أمشى علشان ورايا مشوار يلا سلام " و هكذا مرت الايام و محمود فى كل يوم يحدق فى صورة الرجل لساعات طويله و بعد مضى حوالى 3 اسابيع على عمل محمود فى هذة الصاله قال ذات يوم للاستاذ صبرى " و أنا رايح الحمام ما لقيتش القفل على باب المخزن " فقام صبرى فجأة بالنهوض و الركض نحو باب المخزن و تبعه محمود و عندما وصلوا الى الباب فوجىء محمود بوجود القفل فى موضعه فقال صبرى " أية يا حودة اللى واخد عقلك بلاش طرطشة اللى يباركلك " و بعد مغادرة صبرى فى هذا اليوم ذهب محمود مسرعا الى المخزن فلم يجد أثرا للقفل و سمع أحدهم يقوم بضرب الجرس فى الخارج فذهب مسرعا ليرى من القادم فوجد رجلا فى  حوالى الخمسينات من عمره تظهر عليه علامات الثراء و يرتدى ربطه عنق سوداء و بدله سوداء و قال موجها كلامه لمحمود " انا كنت عايز حاجة كلاسيك أحطها فى أوضة المكتب عندى " فقال محمود " انا عندى فى المخزن ثوانى و هاجى لحضرتك " و عندما ذهب الى المخزن وجد القفل مثبت على الباب و عندما دفع الباب لم يستطع فتحه بسبب القفل فرجع الى الرجل و قال له " فى الحقيقة أنا أسف بس المخزن مقفول حضرتك ممكن تعدى على بكرة" فقال الرجل " و هو كذلك هاعدى عليك بكرة " و أنصرف الرجل فهرع محمود الى المخزن فوجد القفل قد أختفى فقال " انا مش داخل المخزن دا تانى هو أيه الحكاية " و عندما جلس فى الخارج يعيد المشاهد فى عقله لاحظ الشبه الشديد بين الرجل الذى فى الصورة و الرجل الذى كان هنا منذ قليل فقال " سبحان الله يخلق من الشبه أربعين " و هنا راوده الشك فيما رأه فرجع الى المخزن مرة أخرى و دقق فى الصورة فوجد أنه يشبه الرجل و يكاد يكون نفس الرجل و عندما نظر الى باقى الصور وجد أن اسم أحدى أصحاب الصور قد كتب فى ركن الصورة بخط صغير جدا فقرأ محمود بصوت عالى " مراد بك نجل الوجيه نشأت باشا " و عندما خرج من المخزن و جلس على المكتب راودته فكرة فالتفت الى اللاب توب الموضوع أمامه و كتب على أحدى مواقع البحث " مراد بك نجل الوجيه نشأت باشا " فظهر له المقال الاتى :-
مرد بك هو الابن الوحيد للوجيه نشأت باشا سليل أعرق عائلات الاستانه يحكى عن أفراد هذة الاسرة ولعهم الشديد بالفن و الرسم حتى أنهم طلبوا من أحدى الفنانين رسم صور لجميع أفراد العائلة بما فى ذلك الخدم و حتى الحفيد الوحيد لنشأت باشا نجل مراد بك البرنس كاظم و تقول أحدى الروابات أن البرنس كاظم قد توفى فى سن الشباب و كطان نشأت باشا قد عزم على التنازل لحفيده  و تسليمه حكم الاسرة و عند وفاة البرنس كاظم قام مراد بك والده بلانتحار و لكن نشأت باشا رفض التسليم بحقيقة موت حفيدة و مصير هذة الاسرة و باقى هذة الروايه غير معلوم و لكن يحكى أن نشأت باشا قد طلب من أحدى موظفينه بيع جميع لوحات الاسرة فى المزادات العلنية بعد وفاته و لا نعرف سبب هذا حتى الان ...
و عندما فرغ محمود من القراءة قام بغلق الصاله ة الذهاب الى البيت و فى تلك الليله حلم بنفسه و هو يسير فى وسط أشخاص يبدو عليهم الثراء و يرتدون ملابس تعود للعائلات المالكة القديمه و عندما وصل الى أخر البهو جلس على كرسى مرتفع الظهر يشبه كرسى العرش و عندما أستيقظ من النوم عزم على عرض اللوحات و التخلص منها فى أسرع وقت و عرضها فى الصاله و عندما وصل الى الصاله و ذهب الى المخزن و قام بفتحه وجد نفسه محاطا بأشخاص يبدو عليهم الثراء و يبدو عليهم جميعا الترقب و أنتظار حدث مهم و عندما فتح الباب أصطفوا على جانبى الباب و عبر محمود فى وسطهم حتى وصل الى كرسى مرتفع الظهر و بمجرد أن جلس عليه قام الجميع بالتصفيق الحاد و قاموا بلاختفاء تدريجيا و عندما سيطر محمود على عقله مره أخرى أراد الخروج من المخزن و لكنه أحس بشلل يدب فى جميع أجزاء جسده و لم يعد قادرا على تغيير وضع جلوسه أو حتى تحريك عيناه كل ما رأه هو صورة صاحب اللوحه و هو يشير اليه بالابتسام و عندما ابتسم محمود ابتسامه خفيفة غاب عن الوعى تماما و لم يعد يسمع أو يرى أو يدرك شيئا على الاطلاق .
هل تريد الذهاب معى الى مخزن الصاله لكى نلقى نظرة على اللوحة . هيا بنا .
كما ترى يا صديقى فالجالس هو محمود صلاح الدين و يرتدى بذله أنيقة و ربطة عنق سوداء و هذا هو مصير من سبقوه جميعهم أصبحوا أحفاد نشأت باشا و جميعهم جلسوا على كرسى حاكم العائلة و أيضا جميعهم أصبحوا لوحة فى " جاليرى ".......

عدنا الان الى غرفة المكتب يا صديقى . كما شاهدث معى فهذة اللوحة لابد و أنها تحمل لعنه ما أو شبحا مخضرما يرفض حقيقة موت أحدى أقاربه . حسنا قبل أن تذهب سأقول لك أن صندوق ذكريات سيدى أتضح أنه منفذ الى غرفة داخليه و قد أكتشفت هذا اليوم و هو السر الغامض الذى أكتشفته عند حضورك فى أول الليل . حسنا سنكتشف جميع الاشياء معا و لكن قبل أن تذهب هيا معى نقرأ عنوان الفصل القادم .. حسنا هيا الان بصوت عالى ... العنوان هو
" صفحات الخطايا"
يتبع "
محمد محسن

خادم الملعون ( سيناريو الموت حدث من قبل )

مرحبا بك صديقى القارىء .أجلس هناك سأفرغ من هذا بعد دقائق و لكن أنتظر بما أنك حضرت بالفعل فهيا نكتشف معا سيناريو الموت . تعرف القواعد فلا داعى لتذكيرك بها مرة اخرى هيا الان الى الجنازة لكى لا تفوتنا .

هل تقف بجانبى . جيد جدا أصبحت متمرس أيها الذكى . هل ترى الذى يقف هناك . أنه هو بالفعل من يعطينا ظهره محمود الدميرى .لآ أعلم ما سبب تسمية جميع أبطال حلقات الذكريات لسيدى بهذا الاسم أذا أردت أشباع فضولك فهيا بنا نسأله . حسنا لا عليك لم أتضايق و لكن لا داعى للذكاء المصرى .فقد محمود والده فى حادثة سير و بالطبع لم يجدوا الجانى حتى الان و فى أثناء الجنازة تذكر محمود أخر حوار دار بينه و بين والده فى صباح يوم الحادث فقد كان النقاش عن الامور السياسية التى تدور فى البلاد و كان محمود من مؤيدى فكرة ضرورة التغيير أما والده فقد كان من الفئة التى تعشق الانقياد وراء البطل المتوج و التى تؤمن بقضاء الله و قدره و انه سبحانه أذا أراد أن يغير الامور فأنه لا يحتاج الى رأى أحد من خلقه و نسوا الحديث الشهير للرسول صلى الله علية و سلم " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " و عندما أنتهى محمود من تقبل العزاء فى هذة الليله دخل أخيرا الى غرفته و تذكر مراحل حياته التى عاشها مع والده الذى كان يتخذه صديقة و رفيقو و ولده فى وقت واحد و جلس يتذكر هذة المواقف حتى غلبه النعاس و نام و فى صباح اليوم التالى و بينما كان يتناول أفطاره سمع صوتا عاليا يأتى من الشقة المقابله . بالطبع الاستاذ شفيق يتشاجر مع ولده حسن حول أمور تافهة و كان موضوع اليوم هو الحياة السياسية فى البلاد فقد كان حسن يحاول جاهدا أقناع والده بضرورة حدوث تغيير فى البلاد و كان والده يرد بمزيج من الالفاظ النابيه و الاصوات الغريبة الصادرة منه عن أبقوا ورونى يا ........ أزاى هاتدوروها من غير كبار قال شباب قال . يا ابنى المثل بيقولك ادى العيش لخبازه و لو أكل نصه افهموا بقى يا بهايم الله يحرقكوا بجاز وسخ . و عندما ذهب محمود الى العمل و مر اليوم كأى يوم عمل رتيب و فى أثناء العودة الى منزله لفت نظره العمال الذين يقومون بنصب أحدى الشوادر بطول الشارع و سمع صوت القرأن الكريم يأتى من شقهة الاستاذ شفيق و عندما قام بالصعود الى هناك قال حسن بمزيج من الدموع و الحزن " بابا تعيش أنت يا محمود " و بعد الانتهاء من تقبل العزاء سأل محمود حسن عن كيفية الوفاة فقال " هو المرحوم مات أزاى " فرد حسن " عمل حادثة و مات يا محمود زى المرحوم والدك الله يرحمه و الغريبة أنها فى نفس المكان سبحان الله " و بعد توديع حسن مع أعطائة نصائح مثل " شد حيلك " و " أنت راجل البيت دلوقتى " عاد محمود الى غرفته و قام بالتفكير فى الامر و قال " حادثتين فى يومين ورا بعض و بنفس الشكل غريبة ديه " و لكنه قال " سبحان الله ربنا عايز كده .
و فى صباح اليوم التالى و عندما وصل محمود الى مكتبه فى العمل لاحظ عدم وجود رفيقه أحمد الوكيل فقام بمناداة الساعى و قال له " صباح الفل يا سعد امال فين الاستاذ أحمد " فقال سعد بنبرة حزن مصطنعة " الاستاذ أحمد والده تعيش أنت يا أستاذ محمود البقاء لله " و بعد الانتهاء من العمل ذهب محمود مباشرة الى منزل أحمد الوكيل الذى وجده يتقبل العزاء على باب الشادر المنصوب فى نفس الشارع و بعد أنتهاء العزاء قال محمود " 3 وفيات فى 3 أيام ورا بعض سبحان الله دنيا فانية البقية فى حياتك يا وكيل " فقال أحمد الوكيل " انا هاتجنن دا اصلا مش طريقة أية اللى وداه هناك و خلاه يعدى الشارع " فقال محمود " يودى مين و شارع أيه أنت بتقول أيه يا أحمد هدى نفسك يا أخى مش كده " فقال أحمد " باب مات فى حادثة عربية النهاردة الصبح و كويس انى عرفت أدفنه قبل العصر أكرام الميت دفنه دا النهاردة الصبح كان بيقولى أه لو أمسك رئيس جمهوريه كنت عملت و عملت الله يرحمه " فأحس محمود بشعور بارد يكتنف عقله و قال " كلمك النهاردة فى حال البلد " فقال أحمد " الله يرحمه و يحسن أليه الله يرحمك ياأبويا " و عندما وصل محمود الى غرفته قال لنفسه " 3 حالات وفاة فى 3 أيام ورا بعض و فى نفس المكان و الميعاد تقريبا أستحالة تكون صدفة و هنا لم يعد محمود قادرا على النوم حتى يعرف السبب وراء هذة المصادفة العجيبة و فى صباح اليوم التالى و بينما كان محمود فى طريقة الى العمل حين قابل حسن شفيق و بعد السلام قال محمود موجها كلامه لحسن " الا قولى هو أية اللى ودا عمى شفيق لمكان الحادثة " فقال حسن " هاموت و أعرف دا مش طريقة خالص أية اللى وداه هناك " و هنا تذكر محمود كلام أحمد الوكيل " انا هاتجنن دا أصلا مش طريقة أية اللى وداه هناك و خلاة يعدى الشارع " و عندما وصل محمود الى العمل جلس يفكر طويلا حتى لمعت فى ذهنه فجأة أحد الافكار فقال " الاول بابا الله يرحمه بس ده كان طريقة و ما حدش عرف مين اللى خبطة و التانى عمى شفيق أنتيم أبويا الله يرحمه و برده ما حدش عرف اللى عملها و التالت عمى سامح الوكيل أنتيم الاتنين و برده ما حدش عرف مين الجانى يبقى كدا لو أتبعنا الدور يبقى الدور على أمى " و عندما وصل الى هذة النتيجة قام بهز رأسه بعنف و قال " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أنت أية الهبل اللى انت بتفكر فيه دة يا محمود استغفر الله العظيم " و بعد أنتهاء العمل و فى طريقه الى المنزل قام محمود بأبتياع دواء منوم لكى يتمكن من النوم هذة الليله و فى صباح اليوم التالى و بينما كان يتناول افطاره وجد والدته تشاهد أحدى البرامج الاخباريه فقال لها " من أمته يا ست الكل بتتابعى اخبار " فقالت أمه " يا سيدى ادينا بنعرف أيه اللى حوالينا مع انى و الله مش مع الناس اللى عايزين التغيير ديه يعنى اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش و بعدين لو غيروا هايجيبوا مين يعنى يا سيدى بلا هم " فقال محمود " يا متابعه أنتى انا ماشى عايزة حاجة سلام " و فى أثناء العمل رن الهاتف فقام محمود بالرد فأذا بصوت أمه يقول " أنا هاروح أزور خالتك شوية لما ترجع ابقى سخن الاكل و اتغدى أنت و ما تنساش تطفى البو ............. أههههههههههههههههههههههههههيه صوت أرتطام ... ثم أصوات متادخله " لا حول و الا قوة الا بالله أية اللى حصل ده لا أله الا الله " و قام أحدهم بأمساك التليفون و قال لمحمود " الحق يا استاذ صاحبة التليفون خبطتها عربيه و سايحه فى دمها الحقها أوام " و عندما وصل محمود لمكان الحادث وجد أمه ممدده على الطريق و لا تتحرك فأدرك بذلك أنها توفت و بعد استخراج الجثة و عمل تصاريح الدفن و تقبل العزاء و عندما دخل البيت لاول مرة وحيدا و لم يجد أباه و أمه لم تتحمل أعصابه المزيد من الضغط و سافر الى أقاربه فى محافظة (.......) و قام بنقل عمله الى هناك و قطع أى صله له بالبيت القديم و الحوادث الغريبة التى حدثت .
الان تقف معى فى المنزل حيث كان محمود و عائلته يسكنون " المنزل متوسط يبدو ملكا لاسرة متوسطه الحال كمعظم الاسر المصريه .. تشاهد صورة الاب هناك مع شريط أسود معلق على أحد أطرافها .. كان الرجل وسيما بحق .. الان هيا بنا الى مكان الحوادث .
كما ترى شارع هادىء جدا من الشوارع الراقيه .. لا وجود لاى عربه تسير بداخل الشارع .. الشارع فارغ كما ترى الا من ... ما هذا من هذا المجنون الذى يقود تلك السيارة فليخبره أحدهم انها سيارة و ليست مكوك فضاء . أنتظر لحظة منذ ثوانى لم تكن هذة السيارة على مرمى البصر كما كنت ترى فمن أين أتت ؟ فلنعد الى موضوعنا الشارع لا يوحى بكثرة الحو... اللعنة فليقول أحدكم لهذا الرجل الا يعبر الان .. حمدا لله فقد تنبه للعربة و وقف على الرصيف .. كما كنت أقول لك فهذا هو مكان الحادث و ... من هذا المخبول الذى دفع بالرجل الواقف أعلى الرصيف الى منتصف الشارع أحذر أيها الرجل مهلا الرجل الذى قام بدفع الرجل الواقف على الرصيف وجهه مألوف لدى .. أليس هذا هو وا....... صوت أرتطام ....... جثة ملقاه فى منتصف الشارع .... لا أحد هنا سوانا فهيا بنا الى غرفة المكتب .
ما أجمل العودة للغرفة الغامضة .. بالطبع لم تسمعنى من صوت الفرملة و الارتطام و لكنى متيقن أنك فهمت الان ما سبب هذة الحوادث ..حسنا فليكن موعدنا غدا بمشيئة الله .. جيد أنك ذكرتنى فهذة الحلقة من ذكريات سيدى متعبة للاعصاب .. حسنا العنوان القادم هو .. "" جاليرى""
يتبع
محمد محسن

خادم الملعون ( العراف )

ليس لدينا وقت للمقدمات الطويله .تعرف القواعد . هيا أطفىء نور الغرفة و هيا بنا الى العراف.
تعرف ما عليك عمله .هيا الان قف بجانبى .هل تراهم معى . أنهم هذين الرجلين محمود متولى و كريم صدقى رجلى أعمال فى الثلاثينات من عمرهم جالسين على أحدى الكافيتيريات الراقية التى يجلس بها صفوة المجتمع و لكن هل تعتقد أنه أذا أقتربنا نستطيع سماع الحديث ؟؟؟ هيا بنا نجرب أذا
محمود " بقولك أيه ان شاء الله الصفقة تتم يا أخى بلاش قلق " فقال كريم " أسكت يا أخى دا أنا مش بنام من القلق و الله يا محمود " فقال محمود " و الا قلق و الا حاجة ان شاء الله هاتيجى بس انت اهدى " و هنا وقف النادل و قال " يا جماعة احنا يسعدنا النهاردة اننا يكون معانا الاستاذ كمال الصيرفى الخبير الفلكى و عالم الروحانيات الشهير أى حد عايز يعرف مستقبله او يعرف صفات برجه يتفضل على ترابيزة 8 " فقال محمود بنبرة ضاحكة لكريم " تيجى نروح نتسلى عليه و نحرجه " فقال كريم بصوت هامس " أنت لسه فيك العادة السودا ديه " فقال محمود " يلا يا راجل هانخسر أيه " و بالفعل قام الاثنين بالتوجه الى ترابيزة رقم 8 و هنا وجدوا أن كمال الصيرفى ما هو الا رجل فى عقده السادس و يرتدى بدله أنيقة و يضع ربطة عنق صارخة اللون و قال " اتفضلوا أرتاحوا يا أستاذ كريم و انت كمان يا استاذ محمود اتفضل " فقال محمود و هو يهمس الى كريم " هى لسه حركة الاسماء ديه موجودة انا فكرتها انقرضت " فقال كمال " طبعا الاستاذ كريم عايز يعرف الصفقة هاتتم و الا لا و الا انا غلطان " فقال كريم " سبحان الله و عرفت منين يا مولانا " فقال كمال الصيرفى " بص يا استاذ كريم انا الكلام اللى هاقولهوله دة انا متأكد انك هاتفهمة و أنت حر أنك تصدقة او ما تصدقهوش أتفقنا " فقال كريم " أتفقنا اتفضل يا مولانا " فقال كمال " بحرك غريق و مركبك سارى أرضك خضرا محصولك وافى مركبك ليها ريس و نصه اوعى تخلى ريسها نصين " طبعا فهمت يا أستاذ كريم " فقال كريم " فهمت يا مولانا روح الله يطمنك " فقال محمود " و أنا يا مولانا " فقال كمال بنبرة غاضبه " بص يا أبنى أنا عارف انك قولت تعالى نتسلى عليه و مش عاجباك حيلة الاسماء و فاكرها انقرضت لو انت مش مستعد انك تسمع و رافض الفكرة يبقى الكلام قلته أحسن " فقال محمود بنبرة أعتذار " انا و الله كنت بهزر يا مولانا حقك على اتفضل أتكلم " فقال كمال " مهما مشيت لبعيد بحر الحياة ضيق يومك قصير و موتك يحير ما يعرفش غيرك سره و الا غيرك يعرف خبره سودا الحياة حواليك و ريحك ما تطفى شموع أهلك و أحبابك غارقين فى بحر دموع و أنت اللى نفسك منك غارق فى دم الخوف " فقام محمود بالضحك و قال " الف شكر يا مولانا نستأذن أحنا بقى " فقال كمال " أنت حر أنك ما تصدقش بس هاتبانلك علامات صدق كلامى مع الف سلامة " و عندما خرج الاثنين من المقهى أنفجر محمود ضاحكا و هو يقول " شوفت الراجل (.......) فاكرنى عيل صغير أنت مصدق فى الهبل ده ؟ " فقال كريم " و الله لو الصفقة تمت و جوازتى التانية اتفركشت و رجعت لمراتى يبقى كلامه صح " فقال محمود " يعنى انا هاموت و أهلى هايعيطوا و هاتسود الحياة ... طيب أشوفلى مدفن بقى سلام يا أبو مخ كاوتش أنت رجل أعمال أنت " و بعد مرور نحو أسبوع قام محمود بالرد على كريم الذى صرخ عبر الهاتف " باركلى الصفقة تممممت يا محمود أخيرا " فقال محمود " ألف مبروك يا كريم يلا يا عم العروسة الجديدة وشها حلو أهه " فقال كريم " قصدك مراتى ما أنا رجعتلها و فركشت الجوازة التانية مش طلعت كدابة و كدبت على يلا لما اشوفك أحكيلك سلام " و عندما أغلق محمود الهاتف شعر بقشعريرة باردة تنتابه و لكنه هز رأسه بعنف و قال " أنت هاتصدق الهبل دة و الا أيه أعقل يا محمود " و عندما ذهب الى منزله وجد أن الكهرباء مقطوعة فقام بالدخول الى غرفة الشموع التى كان يستخدمها للتفكير فى هدوء و سكون و قام بالجلوس هناك على ضوء الشموع و عندما عاد التيار قام بالنفخ فى أقرب شمعه و لكنها لم تنطفىء فقام بتذكر كلمه العراف " ريحك ما تطفى شموع " و هنا بدأ الشك يدب فى قلبه و فجأة رن جرس الهاتف فقام بالرد فجاءة صوت أخته من الطرف الاخر و هى تصرخ و تقول " ألحقنا يا محمود بابا مات " فقام باسقاط سماعة الهاتف و هو يتذكر كلمات العراف " أهلك و أحبابك غارقين فى بحر دموع " و تذكر أيضا " سودا الحياة حواليك " و هنا قال محمود " الظاهر الكلام صح و الا أيه " و لكنه هز رأسه فى عنف و قال " أعوذ بالله أنت هاتكفر يا محمود " و لكن فى هذا الوقت كان الشك قد تمكن من قلبه و اصبح فتيل الخوف مشتعل فى داخل عقله و يسيطر عليه و عندما كان يرتدى ملابسه أحس بنفسه غير قادر على التنفس فقام بالنزول الى المطبخ لتناول بعض الماء و عندما دخل الى المطبخ قام بلارتكاز على الرخامة البنية و بعد أن فرغ من شرب الماء أنزلقت يده عن الرخامه و فى أثناء سقوطه حاولت يده التشبث بشىء يمنعه من السقوط فقامت ببعثرة حافظة السكاكين و عندما سقط محمود على ظهره كان أخر ما رأه هو السكين المترنح أعلى رأسه و الذى هوى بفعل الجاذبيه ليستقر فى صدره و يودى بحياته و هو يتذكر كلمات العراف " و أنت اللى نفسك منك غارق فى دم الخوف "
الان تقف معى فى فيلا المرحوم محمود .. هل ترى معى .. انها الشموع و مكتوب على قواعدها " شمع معالج بالكيروسين " أى أنه لا ينطفىء من الهواء.
هل ترى هذا أيضا ... أنه ملف تحاليل فقد كان والده يعانى من ورم فى المخ .
هل ترى ذلك أيضا ... أنه السلك اللعين الشبة مقطوع و الذى يتسبب فى كثرة انقطاع التيار .. لابد أنك فهمت الان ما حدث كما فهمته أنا .
ما اجمل العودة .. هيا الان لكى لا يلاحظ أحدا من عائلتك غيابك .. بالطبع لم أنسى .. عنوان الفصل القادم هو " سيناريو الموت حدث من قبل "

خادم الملعون ( الغرباء )

تسعدنى رؤيتك مرة أخرى عزيزى القارىء و أتمنى ان تكون قد استمتعت بوقتك فى عيد العشاق أما بالنسبة لى فلقد حظيت ببعض الهواء فى حديقة الفيلا الداخلية و لكن الاهم الان هو ان العيد قد ولى فهيا بنا معا نكتشف حقيقة الغرباء .
حسنا ... أراك تقف بعيدا .من فضلك أقترب منى ففكرة فقدانك ترعبنى بحق .اننا الان فى أحدى شوارع مدينة (....) هل تراها معى أنها تلك العمارة هناك .
هذة العمارة تم هجرها منذ سنوات طويلة حسنا لا تستغرب من نظافتها و شدة بريقها فما أقوله لك قد حدث فعلا .منذ عدة سنوات أتى محمود عبد القادر الى هنا لكى يستأجر شقة فى هذة العمارة و لكننى أرى أنه بذلك قد أختار أنهاء حياته بيده و عندما جلس مع السمسار بدأ محمود كلامه بقوله " بص يا معلم انا محمود عبد القادر مدير ميعات فى شركة (......) كنت فى الحقيقة عايز أأجر شقة مفروشة و تكون صغيرة و هادية يعنى بعيد عن الازعاج " فرد السمسار " طلبك عندى يا محمود بيه العمارة ديه فيها شقة فى الدور التالت 3 أوض و صاله ب 600 جنية فى الشهر و مفروشة من مجاميعة يعنى مش هاتحتاج تشترى قشاية أيه رأيك؟" و بعد أتمام الاتفاق و دفع المبلغ المطلوب أنتقل محمود الى سكنه الجديد و لكن مع أول ليله له فى الشقة و بينما كان يقرأ فى غرفته سمع صوتا يأتى من الشقة المجاورة فقال بينه و بين نفسه " بسم الله الرحمن الرحيم هو مش السمسار قال ما حدش ساكن معايا فى الدور ؟" و بعد حوالى نصف ساعة خفتت الاصوات ثم هدأت تماما و فجأة فوجىء محمود بجرس الباب يرن فقام بلانتفاض من على السرير و قال " و دا مين اللى جاى دلوقتى ده ؟ " و عندما قام بفتح الباب فوجىء برجل فى الخمسين من عمره و بدأ الكلام بقوله " أنا اسف يا استاذ بس الحقيقة انا لسة راجع من السفر و لقيت الانبوبه فاضية فلو تسمح يعنى اغلى عندك اللبن بس علشان أتعشى بيه ؟ " فقال محمود " اتفضل حضرتك ما فيش اى ازعاج اتفضل البيت بيتك " و بعد الدخول و وضع أناء اللبن على النار قال محمود " اتفضل يا استاذ نرتاح فى الصالون لحد ما اللبن يخلص اتفضل معايا " و عندما جلسوا فى غرفة الصالون اشعل محمود لفافة تبغ و ناول واحدة للرجل و قال له " انا محمود عبد القادر مدير مبيعات " فرد الرجل " صلاح الدمرداش مدرس رياضيات " فقال محمود " أتشرفت بحضرتك فى الحقيقة السمسار كان قالى ان الدور ما حدش ساكن فيه غيرى بس انا سعيد جدا بجيرة و معرفة حضرتك " و هنا أبتسم صلاح و قال " و انا اسعد يا استاذ محمود عن أذنك اقوم اشوف اللبن " و عندما عاد و فى يده أناء الحليب الساخن قال موجها كلامه لمحمود " أنا متشكر جدا ليك يا أستاذ محمود و أسف على الازعاج تصبح على خير " و بعد ان قام محمود بتوديعه و غلق الباب عاد مره أخرى الى الصالون لاخذ علبة سجائره و لكنه أكتشف ان صلاح قد نسى ولاعته على منضدة الصالون فقال محمود " ولاعة شكلها شيك على العموم هاديهاله الصبح و انا رايح الشغل " و فى الصباح و اثناء ذهاب محمود لعمله خرج محمود من باب شقته و قصد باب الشقة المقابله و قام برن جرس الباب طويلا و لكن لم يجيب أحد ففوجىء محمود بصوت من خلفه يقول " أنت مين و عايز أيه يبنى " فاتلفت محمود الى الخلف فوجد رجلا فى أوائل الستينات من عمره فقال محمود " الاستاذ صلاح كان عندى أمبارح و نسى الولاعة بتاعته فحبيت أديهاله " فقال الرجل " بسم الله الرحمن الرحيم صلاح و مين و ولاعة أيه الاستاذ صلاح مات من 3 سنين يبنى " فقال محمود بنبرة استغراب " صلاح مين اللى مات دا كان لسه عندى أمبارح " فقال الرجل " انا المهندس حسين درويش جارك فى الدور الرابع انا بقولك مات من 3 سنين و انا حاضر الدفنه و العزاء بنفسى اتوكل على الله يبنى روح شغلك و استعيذ بالله من الشيطان ربنا يعافينا و يعافيك " و بعد العودة من العمل جلس محمود فى غرفته يتأمل الولاعة و يفكر طويلا فيما حدث حتى قال بصوت عالى محدثا نفسه " بقولك أيه مالناش دعوة انت بكرة الصبح تدور على شقة تانية و تسيب الشقة ديه و فجأة قام محمود بسماع رنين جرس الباب فانتفض من على الفراش و اتجه الى الباب بخطى مترددة و هو يتلفت فى كل مكان و عندما لمح الصاله وقعت عيناة على صورة معلقة فى أحد الاركان المظلمة من اركان الغرفة فاتجة الى الغرفة و نظر نحو الصورة .
هنا لم يعد محمود قادر على تحريك أطراف جسده كمن أصابه الشلل . فقد كانت الصورة عبارة عن صورة فوتوغرافية معلقة على الحائط بداخل برواز و كانت الصورة للاستاذ صلاح الدمرداش و علق على أحدى اركانها شريطا أسود و هنا سمع محمود صوتا يأتى من خلفه يقول " مساء الخير يا استاذ محمود الظاهر انى نسيت الولاعة عندك أمبارح " و عندما التفت محمود الى الصوت وجد صلاح الدمرداش يقف أمامه و يبدو عليه التعب و الارهاق و لكنه ابتسم ابتسامة خفيفة و قال لمحمود " المشوار من هنا للمقابر متعب جدا تعالى معايا نرتاح فى الصالون " و هنا سقط محمود مغشيا عليه .
و عندما أستيقظ وجد نفسه فى نفس المكان الذى كان قد سقط فيه و عندما حاول المشى تعثرت قدماه فى شىء لين و بارد جدا و هنا سمع أصواتا تأتى من داخل غرفة الصالون و عندما دخل وجد ان الغرفة ممتلئة المقاعد بأشخاص لم يراهم من قبل و لكنه أستطاع تمييز صلاح الدمرداش و حسين درويش و عندما دخل الى الغرفة قال صلاح الدمرداش " حمد الله على السلامة يا استاذ محمود " و قال حسين درويش " ما تقلقش ما فيش أى شبهه جنائية انت مت نتيجة سكتة قلبية من الخوف و على العموم أحنا كلمنا الاسعاف و هى جاية تشيل الجثة دلوقتى اتفضل استريح و ما تشغلش دماغك بأى حاجة " و هنا تذكر محمود الشىء اللين البارد الذى تعثر به فقد كان هذا الشىء هو جثته. و قال جميع الجالسين بصوت واحد " مرحبا بك فى عمارة الغرباء "
هل ما زلت تقف بجانبى . جيد جدا انها الشقة الثالثة أتراها " ما هذا الذى أراه .. أنه السمسار يعرضها على أحدى الزبائن ترى هل سينضم الى الغرباء ام أنه سيكشف السر أتمنى ان يكون سيدى قد أكملها فى أحدى الفصول القادمة و لكن هيا الان الى غرفة المكتب .
ما أجمل العودة الى الغرفة الدافئة المظلمة الغامضة .. قبل أن ترحل أؤكد لك انه لابد أن يكون سيدى قد روى أحداث الساكن الجديد فى عمارة الغرباء و لكنه ليس الفصل القادم .. قف بجانبى حتى نقرا معا عنوان الفصل القادم ... هيا الان بصوت عالى ... العنوان هو ""العراف""

الأحد، 20 مايو 2012

خادم الملعون ( كشاف نور )

من الجميل رؤيتك مجددا يا صديقى القارىء فها أنت قد عدت مجددا الى غرفة المكتب الغامضه و لابد انك تحترق من الفضول لمعرفه سر كشاف النور . أعذرنى ان كانت مقابلاتنا فى هذا الوقت المتأخر فالساعة العتيقة التى علقت فى مواجهتى تشير الى الساعة الثانية صباحا و لكن لاسباب شخصيه فأنا أعشق الكتابة الليليه فالسكون و الهدوء يساعدونى فى الكتابة.فرغت لتوى من قراءة سر كشاف النور و لكن هيا بنا معا الى مكانه على أرض الواقع .
هل تقف بجانبى ؟ جيد جدا حاول ألا تبتعد حتى لا افقدك و أحيا بعقدة الذنب ! كما ترى معى فنحن الان نقف على أحدى الطرق الترابيه فى قرية (...) الهادئة ، تستمع الى نقيق الضفادع فى غيطان الارز و الى صوت حشرات الحقل القادمة من بعيد ، أمامك الترعة الكبيرة و المياة الجاريه و نحن الان نفق على بعد 3 أعمدة من عمود كشاف النور محور حلقتنا الليلة.هيا قم بأطفاء الانوار و أن كنت من المدخنين فاشعل لفافة التبغ خاصتك و دعنا نتوكل على الله و نبدأ :-
تكاثرت الروايات فى القرية حول عمود كشاف النور الذى لا يوجد يداخله لمبة و لكنه برغم ذلك يضىء بنور وهاج فى ليلة أكتمال القمر بالطبع اكتسب هذا العمود هاله من الرعب و الغموض بسبب الاساطير التى حيكت حوله ( تكلم على قلم جاف برعب لمدة أجيال و ستجده موضوع فى متحف اللوفر ضمن المقتنيات الغامضة !) يقول سكان القرية انه اذا جلس شخص أسفل هذا الكشاف فى الليلة الموعودة فأنه يشاهد أسرار غامضة و لكن بالطبع لم يجروء أحدهم على اكتشاف هذة الاسرار حتى مجىء الدكتور محمود من بعثته و فى ليلة قدومه جلس مع والده فى مندرة الدوار فقد كان من عائلة متيسره و تحتل مكانه مرموقة ضمن عائلات القريه و لكن والدته توفت من حوالى 3 سنوات و اثناء جلوسه مع والده قال محمود " الا قولى يابا هى الناس لسه بتخاف تيجى ناحيه العمود أياه " فرد الاب " طبعا يا ابنى الناس خايفه من العمود و الكشاف اللهم احفظنا " فضحك محمود و قال " هى لسه حكايه السر ديه دايرة فى البلد " فرد الاب " يا ساتر يا ابنى ليه السيرة السودا ديه على أخر الليل " فرد محمود " طيب انتوا أزاى خايفين و انتوا ما شوفتوش حاجة " فرد الاب بنبره غاضبه " قيمنا من السيرة ديه و قوم ننام الوقت أتأخر تصبح على خير يا ولدى " فأصر محمود على تجربة الموضوع بنفسه " و فى اثناء الشهر سمع محمود الكثير من الاساطير حول هذا العمود حتى جاءت ليلة أكتمال القمر و فى هذة الليله قرر محمود الذهاب الى كشاف النور المذكور حتى يبين للجميع كذب اساطيرهم و عندما وصل الى هناك قام بالجلوس أسفل العمود و نظر الى ساعته التى كانت تشير الى التاسعة ليلا و بعد قضاء نحو نصف ساعة أنار الكشاف فجأة بنور وهاج و نظر محمود الى يمينه فوجد فتاة تسير وحيده و قد بدا عليها الحزن فهم محمود بالقيام من جلسته و مساعدتها حتى رأى أحد الاشخاص و قد ظهر خلفها فجأة فقرر محمود القيام و الذهاب لمعرفة ما يحدث و عندما هم بالقيام احس بشلل يكتنف جميع اطرافه و لم يقدر على الحركة و قام بسماع الحوار الاتى
الفتاة " أخويا جابر أيه اللى جابك ورايا مش طردتنى من الدار و عملت اللى فى كيفك عايز منى أيه تانى " فرد جابر " جيت اغسل عارى يا فاجرة و ارفع راسى فى البلد تانى " فبدا على الفتاة تعبير الخوف و قالت بصوت مرتعش " حرام عليك هو حرام أننا حبينا بعض و الله ما حصل بيننا حاجة ما تصدقش اللى بيتقال فى البلد " فرد جابر " عريتينا و فضحتينا يا عزة و حطيتى الوحل على روسنا كلنا و دينى لاغسل عارى فيكى يا فاجرة " و قام جابر بسحب سكين عملاق من ثنايا ثيابه و قام بطعن أخته عدة طعنات سقطت على أثرها جثة هامدة فقام بحمل جثتها و القاءها فى الترعة الكبيرة حتى تلوثت المياة بلون الدم و هم محمود بالصراخ و لكن صوته أحتبس فى داخل حلقه و سمع صوت طرقعة خفيض يأتى من أعلاه فقام بالنظر الى مصدر الطرقعة ففوجىء بترنح الكشاف فهم بالركض و لكن كان الوقت قد مضى فقد سقط الكشاف على رأسه و أرداه قتيلا فى مكانه . و فى الصباح فوجىء أهل القرية بجثته و كان يرتسم على وجهه تعبير الخوف مما دفع المحققين الى حفظ القضية ضد مجهول و أقفال القضية ....
بالطبع ما أجمل العودة الى غرفة المكتب الغامضة .أنتظر لا ترحل فلقد أردت ان تعرف عنوان القصة التاليه التى دونها سيدى هيا بنا نقوم بقلب الصفحة حتى نقرأ عنوان القصة التاليه فى هذا الكتاب الغامض .
جيد جدا ... العنوان مثير بحق ... هيا نقوم بالقراءة بصوت عالى ... العنوان هو ""الغرباء""
يتبع
محمد محسن

السبت، 19 مايو 2012

خادم الملعون ( مقدمة )

لم أخرج من الغرفة حتى الان ، يبدو انها ستكون مثواى الاخير او على الاقل سأظل بداخلها حتى يأتينى اليقين او افرغ من مشاهدة جميع محتوياتها ، لا تستغرب عزيزى القارىء فأنا لم أدخل الى هذا القصر او هذة الغرفة طوال 35 عاما فاسمح لى بالعيش فى جميع اركانها ، بداية سأقوم بوصف الغرفة لك فحاول ان تعيش معى بداخلها فى جميع الاوقات أترك جميع مشاكلك فى الخارج و حاول ان تتخيل معى الغرفة و جميع الروايه و الاحداث التى سنعيشها معا ، انا الان أجلس على المكتب الذى اعتاد سيدى الجلوس عليه و قضاء معظم اوقات حياته جالسا على هذا المكتب العتيق الطراز ، الغرفة خاليه من ايه أضاءة الا الضوء الخفيف الذى يصدر من الاباجورة الموضوعه على سطح المكتب الذى اكتب عليه الان و لكن زاوية الضوء وضعت بأحتراف عالى حتى لا تسلط الضوء الا على الشخص الجالس على المكتب و تترك جميع اركان الغرفة مظلمه تماما مما يذكرك بغرفة مكتب واحد من زعماء المافيا المحترمين ، تحيط بالجالس هاله من الظلام و الغموض تكتنف جميع اركان الغرفة ، هناك فى أحدى الجوانب مكتبة جدارية عملاقة مليئة بالكتب الثقيله المكتوبه بلغات ماتت منذ قرون مثل اللغة اللاتينيه العريقة و لغة الزولو الافريقيه و اللغة الانجليزية الشكسبيريه التى كتب بها الاديب العالمى ويليام شكسبير كتبه و رواياته بلاضافة الى بعض اللغات التى لم اتمكن من معرفة مصدرها . لا تستغرب معرفتى بهذة اللغات فلقد حظيت بقدر لا بأس به على الاطلاق من التعليم بالاضافة الى اننى قمت بتثقيف نفسى فوسيلة التسلية الوحيدة التى تمتلكها طوال 35 سنه فى هذا القصر المظلم الذى يصدر منه طوال الوقت الاصوات الغريبه و الصراخ هى القراءة و الاطلاع . اما عن باقى محتويات الغرفة فهى مزيج من اللوحات التى تعود الى المدرسه السيرياليه العتيقة التى تجعلك تدرك تمام الادراك ان الذى رسم هذة اللوحات هو انسان منطوى يملك قدر لا بأس به من الامراض النفسيه و هناك ايضا بعض التماثيل بحجم الانسان الطبيعى من طراز نحت مايكل انجلو و برينينى نحات الطبقة المستنيرة الشهير مما يشعرك بوجود اشخاص حجرية و ملائكة و شياطين من العالم السفلى يحيطون بك اثناء جلوسك فى هذة الغرفة المظلمه ، كل هذا الزصف لا يعنينى من وجهة نظرىة و لكن اهم محتويات الغرفة هو صندوق سيدى الخاص الذى قضيت فترة لا بأس بها فى فهم كيفية فتحه و لكنى قمت بفتحه بعد ساعات قليله من كتابتى للمقدمه . لا تتهمنى بالخيانه يا صديقى القارىء فأنه الفضول البشرى الذى لا يمكن القضاء عليه الا بموت الانسان . محتويات الصندوق هى مزيج من الاشياء القديمه المغبرة الغامصة و كتاب ذو غلاف جلدى اسود ثقيل اكتشفت بمجرد لمسه انه من جلد الثعابين العملاقة المسماه اناكوندا و التى تقطن فى غابات الامازون و ذلك نتيجه لرؤيتى كامل الجلد الذى قام احدهم بسلخة عن هذة الافعى و الذى يتعدى طوله الخمسة امتار ! ، بمجرد رؤيتى للكتاب قمت بفتحه و تبين لى انه كتاب دون فيه سيدى جميع احداث حياته لحظة بلحظة و قمت بقراءة بعض صفحاته و لكن احقاقا للعدل فسوف اعود معك الى اولى صفحاته لكى نبدأ اكتشاف قصص و خبرات سيدى خطوة بخطوة معا ، أولى صفحات هذا الكتاب كانت مزيج من الحكم و المواعظ من ثقافات مختلفة مثل " انه يرقد فى اعماقك فى مكان ما " و " أول الغيث قطره " و اشياء من هذا القبيل اما عن خبرات سيدى فقد فام بسرد كل واحدة فى فصل مستقل و وضع لكل فصل عنوانا و كان عنوان الفصل الاول غريبا لدرجة انك لن تستطيع النوم حتى تشبع فضولك و تكتشف ما بداخله فقد كان العنوان "" كشاف نور ""
يتبع
محمد محسن

قهوة بلدى

كان يجلس وحيدا فى غرفته .. أحتدمت الذكريات فى عقله و وجد نفسه فجأة وحيدا حتى من أعز الاشخاص الى قلبه .. جلس يحتسى الشاى و يفكر فى هدوء هل العالم يعج بالاخطاء أم أننى من يقترف الاخطاء دوما .. قام بأطفاء الانوار و جلس على ضوء الاباجورة الوحيد فى الغرفة و التى تبعث بضوء أصفر شديد الشحوب و جلس يحتسى الشاى فى هدوء و هو ينفث دخان سيجارته فى بطىء و يستمع الى الخالدة أم كلثوم فى رائعتها الفنيه ( عودت عينى ) يا ألهى أن روعة الالحان و الصوت الخالد لام كلثوم يسلبان لبه شيئا فشيئا .. قام بأغماض عينيه و قام بتدخين سيجارته فى صمت و هو يستمع الى تلك الالحان العظيمة .. أحس فجأة بحرارة بسيطة بالرغم من شعورة بالبرودة منذ قليل .. فتح عينيه ليجد نفسه ينظر الى شارع واسع نظيف و هناك بعض الحناطير يعبرون الشارع من أمامه .. حسنا النساء يرتدين ملابس مختلفة عن ملابس هذا الزمان و بالرغم من عدم وضع مساحيق تجميل أو شيئا من هذا القبيل الا أنهم بالفعل يتمتعون بأنوثة و جاذبية صارخة .. قام بفرك عينية و نظر حوله فوجد نفسة يجلس على مقهى شعبى و هناك صورة بالحجم الكبير للزعيم الخالد جمال عبد الناصر .. تبا لكم يحب هذا الزعيم الذى لم تنجبه الامة مرة أخرى .. جاءه القهوجى و قال " قهوتك يا محمد أفندى " أخذ القهوة و قام بأرتشاف بعض الرشفات فوجدها ذات مذاق ساحر لم يتذوق مثل هذة القهوة من قبل .. وضع يده داخل جيبه فوجد علبه سجائر كتب عليها " كليوباترا " صنع فى مصر .. حسنا أن مذاقها مع القهوة يكاد يسلب لبه حقا .. ما هذا الجو الساحر .. أنصت للحظة فوجد نفس الاغنية تتردد فى المذياع العتيق على رف القهوة .. قام و توجه الى المقهى من الداخل وجد ان الرجال الجالسون يبشون فى وجهه بالرغم من عدم معرفتهم له .. حسنا أنه هذا الزمان الساحر الذى تمنى طيلة عمره أن يحيا فيه .. ينظر لنفسه فى المرأه فيرى نفسه يرتدى البدله السوداء و الكرافت الرفيع و يبدو عليه الراحة و السكينة و عدم وجود هموم أو مشاكل .. بالفعل لقد ذابت الهموم و رحلت الاحزان من عقله بمجرد رؤيته لنفسه فى المرأه .. حسنا الرجال المحيطين يصغون لام كلثوم ببشاشه ودودة .. لا وجود للصراعات و الا الفتن و الا الاحقاد و الا الكراهية و الا تلك الاشياء البغيضة التى نحياها فى هذا الزمان .. بمجرد أنتهاء الوصله قبل الاخيرة فى أغنية أم كلثوم جاء القهوجى و قال " الحساب يا محمد أفندى علشان نبتدى نقفل و نروح ننام علشان صلاة الجمعة بكرة أن شاء الله كل جمعة و أنت طيب " أراد للحظة أن يرتمى فى أحضان القهوجى البشوش الطيب المؤمن .. بالفعل يريد أن يحيا هنا طيلة عمره لا يريد هذا العالم المريض بالخارج .. بمجرد أنتهاء أغنية أم كلثوم الساحرة أحس بصداع يكتنف رأسه بشدة ... لا أراديا أغمض عينيه و عندما فتحهم وجد نفسه فى غرفة المكتب و قد أحترقت السيجارة فى الطقطوقة التى يضعها فيها .. أدرك خروجة من هذا العالم الساحر الذى كان يقبع بداخلة لمدة ساعة و نصف كاملة .. بالطبع هو لم يكن يدرك أنها رؤيا أو أنفصام عن الواقع .. لا ليس بالحلم فهو كان متيقظا و لم يكن نائما .. بالفعل كانت هذة المدة كفيلة بطرد جميع الافكار السوداء من عقله .. الان هو مستريح و مستكين حتى و لو لليله واحده .. هو متأكد من أنه سينام اليوم بدون رؤى أو كوابيس أو حتى بعض الاموات المعتادون الذين يزوروه فى الحلم .. هذة الليله أنتهت بأم كلثوم بعد رائعة من روائعها الخالده و مع اناس بشوشين لا يوجد بداخلهم أحقاد أو ضغائن .. اليوم هو عاش لبعض الوقت الى المكان الذى ينتمى أليه بالفعل و لكنه لن يدع هذة التجربة تمر مرور الكرام .. لا بد من توثيقها تحت عنوان قهوة بلدى

محمد محسن