السبت، 30 مارس 2013

نأسف على التأخير

متأسفين جدا يا جماعة محمد بيعتذر على التأخير فى نزول الحلقات لظروف طارئة فى العائلة دا غير انه كان تعبان جدا فى اليومين اللى فاتوا هو فعلا بيعتذر جدا على التأخير و بيشكركم على المتابعة و الانتظار و أن شاء الله الحلقات هاتنتظم فى النزول من أول الاسبوع الجاى

و شكرا يا جماعة لمتابعتكم و تشجيعكم لينا و للفريق بتاعنا

أدهم 

الأحد، 24 مارس 2013

الجلاد 13


صباح اليوم التالى : شقة أحمد الجلاد :-

أستيقظ أحمد الجلاد يصاحبه صداع نصفى أستعر كجمرة نار فى منتصف رأسه الايمن فقام باشعال سيجارته و بدأ فى تذكر الاحداث التى بدأت و قامت بقلب حياته رأسا على عقب فقام بنفض راسه و توجه الى الشرفة ينظر الى الطريق الذى يعج بالسيارات ففكر فى كم المشاكل التى توجد فى عقول جميع من يسيرون فى هذة الساعة المزدحمة ففطن الى حقيقة ( اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته ) فقام بالدخول و اتجه الى المرحاض و قام بغلق الباب وراءه مانعا الأفكار من الدخول الى الداخل و مشاركته وقته الخاص ..

الثانية ظهرا : مصلحة الطب الشرعى :المشرحة :-

جلس محمود الجزار فى مواجهة أشرف البنهاوى الذى ظل يحدق فى مجموعة الاوراق أمامه فى صمت ثم بدأ الكلام بعد لحظات قائلا " بص يا محمود الجرايم كلها فى رابط بينها ما عدا أخر جريمتين لكن اللى بيديلك ايحاء بأنه نفس القاتل هى طريقة القتل و الترتيب و شوية الحاجات اللى أحنا استشفيناها من التشريح بس برده اللى مش قادر افهمه ازاى يبقى فى بشر قادر انه يعمل كل ده بمنتهى الاتقان و بطريقة محترفة زى ديه دا تقريبا كده ما بيغلطش " فقال محمود " و الدكتور امبارح قال انه بمجرد ما شرب القهوة راح فى النوم و ما دريش بأى حاجة من اللى حصلت لحد ما لقيناه فى الدولاب و فوقناه يعنى برده ما شافش القاتل " فقال أشرف البنهاوى " الحل اللى انا شايفه انك تخرج ايدك من القضية ديه و تخلى حد تانى يمسكها " فقال محمود " و أبان قصاد مصطفى عبد الوهاب انى ظابط بشورت و الواد أبن أختى يفضل شايفنى ما حليتهاش و أفضل قصاده حمار بودنين " فنظر أشرف البنهاوى نظرة ساخرة الى محمود و قال " على يا أبو حنفى برده الكلام ده " فقال محمود " تقصد ايه " فقال أشرف البنهاوى " لا هو موضوع مصطفى عبد الوهاب و الا علشان أبن أختك هو علشان القاتل كان فى أيدك و هانك و لامؤاخذة ضربك و انت ما عرفتش تمسكه الموضوع بالنسبالك بقى تار مش أنت أصلك من الصعيد برده " فقال محمود " لا مؤاخذة ضربنى طب أيه رأيك بقى انها تار فعلا و مش هاهدى الا لما أجيبه " فقال أشرف البنهاوى " على العموم الواد اللى كان عامل الدكتور ما عرفناش نستدل عليه و رجالة البحث الجنائى بيدوروا على أصله لسه ، المهم انت هاتعمل أيه دلوقتى " فقال محمود " و الله ما انا عارف اعمل ايه يا اشرف المهم دلوقتى عايزك تديلى تقرير الطب الشرعى عن التلات وفيات الاولانيين بس طبعا فى الخباثة " فقال أشرف البنهاوى " و انت من أمته طلبت منى حاجة مش فى الخباثة " فقال محمود " برده هاتديهوملى فى الخباثة " فقام اشرف البنهاوى و نسخ التقارير الثلاثة و قام بوضعهم فى ملف ورقى و قال " لو اتهرشنا هاروح فى داهية و انا عندى عيال عايز أربيهم " فقام محمود بوضع الملف فى داخل معطفه و قال " على الله علشان لو أترفدنا نترفد مع بعض " و أكمل قائلا  " بقولك ايه أبقى حاول تربط بين التلاتة كده علشان ربنا يكرمنا و نخلص من الخرا ده " فقال أشرف البنهاوى " يا عم انا دكتور مش ظابط سيبنى فى حالى بقى " فقال محمود " طيب خلاص خليك انت قاعد على المكتب فى التكييف و ما تعملش حاجة " فقال أشرف البنهاوى " كل ده و ما بعملش حاجة تعالى انت حط ايدك فى الدم و الأموات و ورينا نفسك يا أخويا " فقال محمود " احنا فى ايه و انت فى ايه أنت بتهزر يا اشرف أحنا كلنا ممكن نروح فى داهية الله يحرقك " فقال أشرف البنهاوى و هو يشعل سيجارته " أنا مروح لمراتى يا عم سلام عليكم " فقال محمود و هو يخرج خلفه من المكتب " روح يا أخويا لمراتك خليها تنفعك " فقال أشرف البنهاوى " لما تتجوز هاتعرف انها هاتنفعنى يا أبو مخ بلاستيك " فقال محمود و هو يتجه الى الاتجاه العكسى " العالم دماغها راحت خلاص كل همها الفرفشة " فرد أحد الواقفين قائلا " و هو فيه أحلى من الفرفشة يا أستاذ " فنظر محمود الى أحد الدكاترة الشباب الذى قال الجملة و مضى دون أن يتفوه بكلمه فنظر الطبيب الشاب الى محمود و قام بهز راسه و أستكمل ما كان يفعله ....

الخامسة و النصف مساءا : مكتب العقيد مصطفى عبد الوهاب :-

دلف محمود الى مكتب العقيد بناءا على مكالمة مقتضبة جائته على الهاتف الداخلى بدعوة الى زيارة الجحيم مع عرض الكلام اللى يسم البدن و شوية زعيق و رحلة الى شياطين العالم السفلى المنتمين الى عقل العقيد فقال محمود بلهجة واثقة " تمام يا باشا حضرتك طلبتنى " فقال العقيد مصطفى عبد الوهاب بلهجة هادئة " اقعد يا محمود " فاستغرب محمود من اللهجة و قال فى نفسه " هو الجحيم اتحول لفردوس و الا ايه " فقال العقيد مصطفى عبد الوهاب " عملت ايه فى القضية " فقال محمود " طبعا دا سؤال أعتبارى يا افندم لأن حضرتك عارف كل حاجة " فقال العقيد و قد تغيرت معالم وجهه " بص يا محمود فى حاجات كتيرة انا واخد بالى منها و مش راضى اتكلم بس عايز اقولك الموضوع وصل لجهة عليا و طالبين تقرير عن الموضوع و عن كل اللى بيشتغلوا فيه بما فيهم انا " فقال محمود و قد تسربت اليه مشاعر القلق " جهة عليا مين يعنى يا باشا " فقال العقيد مصطفى عبد الوهاب " مصلحة الامن الوطنى يا محمود باشا " فتعالت نظرات القلق على وجه محمود فاستدركه العقيد مصطفى قائلا " لو انا مش عايز حد يعرف حاجة مش هاعرف حد حاجة انا قاعد فى المكتب أه بس بدور الدنيا من هنا ما تقلقش انت راجل من رجالتى و انا القائد بتاعك ساعات بشد عليك بس مش هاسمح لواحد من برا ييجى يأذى رجالتى و هاقف اتفرج القسم دا انا رئيسه و مش هاسمح لحد يتدخل فى حاجة انا بقولك علشان حاسس انك نمت حبتين مش أكتر " فقال محمود على الفور " و الله ابدا يا باشا دا انا كنت ممكن أموت فى الفيلا المشكلة ان ما فيش أى حاجة نمشى وراها " فقال العقيد مصطفى عبد الوهاب " بص يا محمود انا كنت زيك فى يوم من الايام ما تخليش الغضب يقفل عينيك انا عايز متهم قبل الاسبوع الجاى قدامك 7 ايام و بعد ما يخلصوا هامضى قرار نقلك من القسم لانى مش هاسمح ان حد يقولى ان رجالتى مش عارفين يحلوا قضية كبيرة زى كده و خلى بالك أحنا مفرملين الصحافة على قد ما نقدر مش عايزين الخبر يوصل للناس و نخلق سفاح أسكندرية جديد طبعا مفهوم كلامى " فقال محمود " مفهوم جدا يا باشا أوعد سعادتك قبل اليوم السابع هايكون المتهم عندك " فقال العقيد مصطفى عبد الوهاب " و يا ريت تراقبلى الواد بتاع قليوب حط عينك عليه " فقال محمود " من غير ما تقول يا باشا " فقام العقيد مصطفى عبد الوهاب بأشعال سيجارة و قام بأدارة كرسية حول محوره ليولى ظهره لمحمود الذى قال بلهجة من يحاول تجميع كرامته التى هدرت " عن أذنك يا باشا " فقام العقيد بالتلويح بيده فى أشارة الى الانصراف فقام محمود بالخروج من المكتب و هو يلعن اليوم الذى أختير فيه لائقا فى أختبارات كلية الشرطة عازما على أعادة ترتيب أفكاره من جديد فى سبيل أستغلال الساعات المائة و ثمان و ستون القادمة تجنبا لجرح جديد فى كرامته التى لم تلتئم بعد منذ حادثة هبة و نقلا قد يودى به الى غياهب البلاد الريفية و ثأر ممن قام بأهانته و ضربه دون أن يترك له فرصة الدفاع عن نفسه .....

الثامنة مساءا : بار مشهور فى المنشية :-

جلس الرجل يحتسى كاسا من الخمر فى أستمتاع  يصل الى حد العشق فكأن كل قطرة من السائل المسكر تحكى الف أسطورة و تعزف الف سيمفونية و قام بالنظر الى الخارج ليجد الشارع الصامت دائما ينصت الى الموسيقى التى تعزف فى عقله و التى تشعره بأنه بالفعل يستحق أن يكون من افضل عشر رجال أنجبتهم البشرية منذ وجودها على الارض و قال بلهجة ثقة محدثا نفسه " درجات قليلة و أصل الى حد الكمال يجب على الشيطان ان يأتى بأوراق العالم و أحباره ليسجل ما سأقوله له حتى ينتفع به فى عمله " و فى هذة اللحظة أرتشف أخر القطرات فى كأسه فقام بوضعه بدون أصدار صوت و القى على المنضدة ورقة من فئة الخمسين جنية و قام بالانصراف فى صمت تغار منه الرياح ..
كان طويل القامة عريض الصدر يرتدى جينز أسود و كنزة صوفيه سوداء مزودة بقلنسوة تغطى الرأس و ذلك الجاكت الجلد القصير الذى قام بغلقه و قام بأرتداء القلنسوة لتصبح معالمه غير واضحة للعيان و قام بالسير فى صمت يضاهى صمت القبور فى سبيل تنفيذ خطوته القادمة

يتبع
محمد محسن مامه

الثلاثاء، 19 مارس 2013

الجلاد 12


وقت غير محدد : عيادة الدكتور عمرو الزوايدى :-

جلس محمود فى مقابلة الدكتور عمرو الزوايدى الذى انهمك فى تدوين بعض الملاحظات و قال عندما انتهى " أستاذ محمود الدكتور أشرف صديق عزيز و هو كلمنى عن حضرتك و ما أترددتش لحظة انى ألغى المواعيد النهاردة علشان حضرتك جاى الدكتور أشرف كان حكالى بصورة مختصرة اللى حصل بس كنت حابب أعرفه من حضرتك مبدئيا أنت مش مريض و الا مجنون ممكن تعتبر نفسك بتفكر بصوت عالى و مش عايز أأكد لحضرتك سرية المعلومات و انها مش هاتخطى حاجز المكتب اللى أحنا قاعدين عليه " فقال محمود و هو يغرق سيجارته فى بعض المياة التى قام بصبها فى المطفأه " الموضوع حصل من حوالى أسبوعين بجريمة قتل لدكتور فى سن كبير القتل حصل بطريقة غريبة و شوية حاجات مش مفهومة و بعد كده حصلت جريمة قتل لدكتورة فى التلاتينات و تقريبا القاتل واحد على الأساس اللى جالنا من الدكاترة فى الطب الشرعى بعد كده أكتشفت أن أبن أختى ليه علاقة بالناس المقتولة و لقينا ان حلقة الوصل الوحيدة هو الشاب اللى قاعد برا ده و مستنى يدخل لحضرتك سافرتله و جيبته و بعد كده واحد من فريق العمل اللى كان بيشتغل مع الدكتور قابله و حكاله عن لوحات بيرسموها و تختفى و شوية حاجات كده زى الغاز بتتكتب و الولد اللى حكى ده مات فى ساعتها عن طريق قلاب تريلا كان محمل حجارة اتقلب عليه بفعل فاعل بعد كده الدكتور عباس اتقتل و أبن أختى كان معاه و القاتل خبطه على راسه بعد فترة عرفنا أن فيلا الدكتور الأولانى موجوده على الطريق الصحراوى روحتها انا و الشاب اللى قاعد برا و فجأة النور اتقطع و طلع القاتل و ضربنى و وضربه و اتكلم معايا و بعد كده كتب على ضهر الشاب بمادة مشتعلة و ولع فيها " فقال الدكتور عمرو الزوايدى و هو ينظر نظرة تركيز " تقدر توصفلى شكل القاتل " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " النور كان مقطوع و الدنيا ضلمه كحل ما شوفتش أى حاجة و بعدين لو كنت شوفته كنت جيبته من تحت الارض دى شغلتى انا ظابط " فقال الدكتور و هو يرتدى نظارته "مش معنى انك ظتبط انك تقدر تعمل أى حاجة و بعدين السؤال اتفهم غلط انا مش قصدى شكل القاتل اللى هو شعره و عينيه و الحاجات ديه انا قصدى الأنطباع اللى كونته عنه من خلال كلامه معاك و طريقة ضربه الحاجات ديه يعنى " فقال محمود و هو ينفث دخان سيجارته " صوته كان بارد اول ما بيتكلم بحس برعشه و برودة و كمان هو اكيد أطول منى لانه لما كان خانقنى كان النفس بتاعه بيخبط فى راسى من فوق و حركة رجله على الارض ما بتعملش صوت كأنه طاير " فقال الدكتور عمرو فى استغراب " بس انت كده بتحكيلى عن شبح يا محمود اسمحلى ارفع التكليف علشان ناخد راحتنا أكتر " فقال محمود " طيب مش مشكلة التكليف يا دكتور عمرو المشكلة انى كل ما اتكلم مع حد او أفكر بينى و بين نفسى أطلع بنفس النتيجة انه قريب للشبح اكتر منه للأنسان "  فقال الدكتور عمرو " أنا لاحظت أنك ما سميتش الاشخاص فى كلامك يعنى أستخدمت الشاب اللى برا و الولد اللى حكى و الدكتور الاولانى يا ترى ليه " فقال محمود " علشان الاسماء و القضية بس مش أكتر ما حدش عارف ايه ممكن يحصل و الحيطان ليها ودان " فقال الدكتور و هو يخلع نظارته " أستاذ محمود انت متأكد انك كنت موجود امبارح فى الفيلا انت و الاستاذ أحمد الجلاد " فقال محمود " انت عرفت اسم اللى قاعد برا منين " فقال الدكتور عمرو و هو يضحك " انا مش عراف السكرتيرة بعتتهولى فى الفايل " فقال محمود " أه صح انا متأسف " فقال الدكتور عمرو " لا ولا يهمك بس برده ما جاوبتش على سؤألى " فقال محمود " طبعا متأكد أمال كنت بحلم " فقال الدكتور عمرو " بص يا محمود انا هاسألك أخر سؤال و عايز أجابة واضحة انت ما كنتش بتعانى من أى أضطرابات نفسية او عصبية فى السنتين اللى فاتوا " فقال محمود " لا أبدا عمرى ما أشتكيت من حاجة " فقال الدكتور عمرو " انا ما قولتش انك أشتكيت انا قولت انك عانيت " فقال محمود " لا خالص انا ما بتهزش من الحاجات البسيطة ديه " فقال الدكتور عمرو " دى مش حاجات بسيطة و مش معنى انك تتهز من ضغط نفسى انك تبقى ضعيف طيب يا أستاذ محمود اتفضل استنانى برا شوية لما أخلص كلام مع الاستاذ أحمد "

بعد مرور ساعة من الوقت الغير محدد :-

أستاذ أحمد حسين الجلاد مزبوط " نطقها الدكتور عمرو بنبرة مرحه فقال أحمد الجلاد " مزبوط بس انا كنت عايز اسأل سؤال انا هنا بعمل ايه " فقال الدكتور عمرو " ابدا الدكتور اشرف البنهاوى صديق عزيز و قالى ادردش معاك انت و استاذ محمود شوية علشان اللى حصل امبارح " فقال أحمد الجلاد " انا كنت غايب عن الوعى و ما فوقتش الا لما محمود فوقنى و بمجرد ما راح يرفع السكينة ضهرى اتحرق و لقيت النار بتشوى جلدى ما اقدرش أقولك ايه اللى حصل امبارح " فقال الدكتور عمرو " طيب حضرتك شايف ان فعلا كان فى شخص موجود هناك " فقال أحمد الجلاد " حضرتك المفروض ينقطع الشك ده من حاجة واحدة بس و هى انى متأكد أن محمود كان جمبى لما قومت و متأكد برده انى شوفته و هو داخل من باب الفيلا بعد ما اتكهربت هى صحيح الرؤيا كانت مشوشة جدا بس انا متأكد انه كان برا لما انا اتهاجمت الا لو فى طريقة ان محمود يظهر فى مكانين فى نفس الوقت " فقال الدكتور عمرو و هو يدون هذة الملاحظة " طيب شوفت انت هنا ليه أديك انت اللى كان عندك التأكيد اهه " فقال احمد الجلاد " بس انا عايز اسأل حضرتك سؤال على دماغى من ساعة ما دخلت ممكن " فقال الدكتور عمرو " اتفضل " فقال أحمد الجلاد " هو انا مستغرب من حاجة بس مش اكتر ازاى حضرتك دكتور نفسى و مافيش أى تيمة من تيمات العيادات النفسية يعنى مش سامع مثلا أوبرا و الا موسيقى هادية و الا أى حاجة دا حتى السكرتيرة اللى برا مش باين خالص انها ممرضة " فقال عمرو الزوايدى " دا انت قديم جدا يا راجل المهم انا هاكلم الدكتور اشرف البنهاوى و ابلغه بكل حاجة اتفضل يا أستاذ أحمد مع السلامة " فقام أحمد الجلاد و اتجه الى الباب فرأى صورة جدارية تحتل الحائط المقابل لرجل أصلع الرأس أسمر البشرة فتوقف فجأة و التفت قائلا " الا قولى يا دكتور انا كنت عايز نوع منوم يبقى مالهوش أثار جانبية علشان ما بقدرش أنام مع كل اللى بيحصل ده " فقال الدكتور عمرو " ااااااا خد أى منوم من الصيدلية مالهوش أعراض جانبية خطيرة المنوم أصلا " فقال أحمد الجلاد " متشكر جدا " و قام بفتح الباب و سار ناحية محمود الذى نهض و هم بالانصراف فقال احمد الجلاد و هو يجذبه من يده " الراجل اللى جوا دا مش دكتور " فقال محمود " أحا انت عبيط " فقال أحمد الجلاد " من غير ما تطول لسانك انا متأكد من اللى بقولهولك دا ما عرفش يكتبلى دوا منوم و قالى خد أى حاجة من الصيدليه " فهم محمود بسب أحمد الجلاد فوجد هاتفه يضىء برقم أشرف البنهاوى فقام بالرد فجاء صوت أشرف البنهاوى قائلا " انا برن على عمرو الزوايدى بيدينى غير متاح هو قابلكوا و الا لسه " فقال محمود " أوصفلى شكله كده " فقال أشرف البنهاوى " أوصفهولك أيه هو بنطلون " فقال محمود الجزار " ما تطولش أخلص " فقال أشرف البنهاوى " طويل و اسمر و أصلع و ألدغ فى حرف السين " فقام محمود بغلق الخط و التفت الى الجلاد قائلا " اللى جوا مش هو الدكتور " و فى هذة اللحظة سمع دوى أطلاق رصاصة كانت تعرف هدفها جيدا أطلقها محترف لتصيب قلب أنسان و تفجره الى أجزاء عضلية صغيرة رأها محمود الجزار و أحمد الجلاد عندما ركضوا الى غرفة الدكتور الوهمى ليجدوا الرصاصة التى اصابت هدفها بدقه متناهية
فلقد قتل الدكتور الوهمى !!!!!!!!

يتبع
محمد محسن 

الاثنين، 18 مارس 2013

الجلاد 11

الثامنة مساءا : شقة أحمد حسين الجلاد :-

استيقظ أحمد الجلاد بعد مراجعة كابوسه مرة أخرى عما حدث ليلة البارحة فى فيلا الدكتور أحمد عبد اللطيف ، كان محمود الجزار قد نجح فى توجيه أعين الجميع الى القضية من منظوره الخاص خاصة بعد العثور على فيلا الدكتور و تحريز اللوحات التى يعتقد انها مفتاح حل القضية ، أشتم مرة أخرى رائحة أحتراق لحمه ليلة البارحة بواسطة الكائن الذى قام بصعق و ضرب محمود الجزار بل و قام بأشعال النيران فى ظهر أحمد الجلاد ثم عم السكون بعد ذلك الى ان دوت أصوات سيارات الشرطة ، تحسس موضع الحرق فلمست أنامله بقايا الطبقات المتبقية بعد أنتهاء عملية الحرق فأن من الألم قبل ان يقول " يا أبن الكلب " ثم ذهب الى الحمام لكى يستطيع العودة الى صورته البشرية بعد ليلة تقدر بألف ليلة ، وقف عاريا أمام المرأة و خلفه مرأة الباب المعدنى للحمام قرب وجهه من المرأة فأستطاع رؤية بعض أجزاء لحمه المحترق ، حاول تغيير وضعية الوقوف فوجد ان مساحات تظهر و أجزاء تختفى فقام بفتح الباب المعدنى و جعله مواربا فرأى الصورة الكاملة للحرق الذى أحتل الموضع ما بين لوحى كتفه بكلمة مكتوبة بالخط القوطى المشبك فقام بقراءتها بصوت عالى " فيدينتيس " و قفز من مكانه مترين فى الهواء على أثر رنين هاتفه المحمول برقم محمود الجزار الذى رد قائلا " انا رايح أشوف تقرير الطب الشرعى و نتيجة رفع البصمات لما نشوف مين اللى عمل فينا كده " فقال أحمد الجلاد " الحرق اللى على ضهرى عبارة عن كلمة بس ما كانتش واضحة علشان الحرق كان لسه ملتهب أمبارح " فقال محمود بلهجة استغراب " حرق و كلمة طيب بتقول ايه " فقال احمد الجلاد " فيدنتيس " فقال محمود الجزار " المهم دلوقتى انا رايح المعمل و هابقى اكلمك اقولك كل حاجة " و قام بأغلاق الخط فقام أحمد الجلاد بأنهاء استحمامه و جلس أمام شاشة الكومبيوتر يبحث فى جميع اللغات عن الكلمة الموسومة خلف ظهره ....

المعمل الجنائى : مكتب الدكتور أشرف البنهاوى :-

يعنى انت عايز تقولى ان الهوا عمل فينا كده " نطقها محمود فى وجه أشرف البنهاوى الذى أخبره بأنه لا توجد أى بصمة موجودة فى مكان الحادث و أن أثار الضرب تتطابق بصورة واضحة مع يد محمود فقال محمود " يعنى ضربت الزفت اللى أسمه أحمد الجلاد بعدين طلعت العربية بعدين طفيت النور و بعدين ضربتنى و خنقتنى و ولعت فى الزفت و صعقت نفسى ؟ " فقال أشرف البنهاوى " أستحالة طبعا انا ما قولتش كده انا بس بعرفك على الموقف اللى بيحصل ما فيش أثار ما فيش بصمات تقريبا بنتعامل مع الهوا " فقال محمود " بص يا اشرف القاتل كان فى أيدى و انا ما قدرتش أمسكه قولى أعمل أيه دا تقريبا كده مش هايسكت الا لما يصفينا كلنا لازم نلاقيه " فقال أشرف البنهاوى " محمود الكلام دا من أخ لاخوه و مالهوش علاقة بالشغل و الا القضية انت لسه بتحلم باللى حصل " فقال محمود الجزار " قصدك الحادثة بتاعه هبة " فقال أشرف البنهاوى " و هو فيه حادثة غيرها " فتذكر محمود الأحداث و انتفض قائلا " و دا أيه علاقته بالموضوع " فقال أشرف البنهاوى " بص يا محمود دى كانت خطيبتك و تقريبا مراتك لما تتقتل و ما تعرفش مين عملها تبقى لازم تتأثر و دا مش عيب العيب و الكارثة انك تخبى " فقال محمود " قصدك علشان كانت بترسم و دول رسامين يعنى " فقال أشرف البنهاوى " محمود انا ليه واحد صاحبى دكتور نفسى روحله انت و أحمد الجلاد و أحكولوا اللى حصل و شوفوا هايقولكوا ايه " فقال محمود " و ايه علاقة الدكتور النفسى بالموضوع " فانفجر أشرف البنهاوى قائلا " بقولك ما فيش بصمة و الا اثر فى الفيلا كلها بصماتك على سكينة الكهرباء و على ضهر أحمد الجلاد و على أزازة الزفت اللى اتحرق بيها الجلاد و الاليكتريك بصماتك عليه و الاثار اللى على رقابتك بتقول انك انت اللى كنت خانق نفسك و ماسك الخيط يا أمه فى حد دارس و فاهم بيعمل أيه هو اللى عمل دا كله و خرج من غير أثر دا يبقى قاتل محترف و دول عمرى ما شوفتهم غير فى الافلام الاجنبى فهمت و الا تحب أوضح " فقال محمود الجزار " قصدك انى انا اكون عملت ده و انا مش حاسس " فقال أشرف البنهاوى " مش شرط تكون انت و ممكن يكون الجلاد و ممكن يكون ما فيش حاجة و فعلا واحد اللى عمل كده احنا بس عايزين نطمن روحلة مش هاتخسر حاجة " فقال محمود الجزار و قد بدت علية نظرات القلق " تفتكر ممكن أكون انا " فقال أشرف البنهاوى و هو يربت على كتفه " أحنا بنطمن يا صاحبى مش أكتر على العموم انا هاسهر النهاردة لحد ما ألاقى حاجة تفتحلنا باب لحد ما نفحص بكره اللوحات الغريبة ديه على العموم انا عملت حسابى و كلمت الدكتور هو مستعد يستقبلكوا فى أى وقت تروحوله فيه قوله بس انا محمود من طرف الدكتور أشرف و هو هايستقبلك على طول " فقام محمود بأشعال سيجارة و نفث الدخان الى أبعد ما يستطيع زفيره الوصول " أن شاء الله " ......

شقة أحمد الجلاد :-

انهمك أحمد الجلاد فى مراجعة قواميس جميع اللغات المعروفة للوصول الى معنى الكلمة الموسومة على ظهره ، بحث الى الان فى السبع لغات الحية فلم يجد شيئا ، وصل اللى اللغة اليونانية القديمة فوجد الترجمة تظهر ببطىء على شاشة الكومبيوتر كالاتى

"العراف : هو الشخص الذى يستطيع عمل الاعمال السحرية و الانتقال من مكان الى اخر بواسطة السحر و ما الى ذلك من اطلاق تعاويذ و ما شابه " فقال فى حيرة " عراف " و قام بالاتصال بمحمود الجزار الذى وجده يقول " قابلنى كمان ساعة فى سيدى جابر علشان رايحين مشوار " و قام بأغلاق الخط ليترك أحمد الجلاد على الطرف الاخر و هو ما زال يبدو على وجهه علامات الاستعداد لكى يحكى لمحمود الجزار عن معنى الكلمة ...

يتبع
محمد محسن 

الأحد، 10 مارس 2013

الجلاد 10


الثامنة مساءا : فيلا الدكتور عبد  اللطيف :-

وقف محمود الجزار بجوار أحمد الجلاد ينظرون الى كم اللوحات المرسومة المسنودة على كل جزء من أثاث الفيلا و كل جدار من جدرانها فقال محمود " دول أترسموا أمته دول " فقال أحمد الجلاد " أحنا كدا بندور على أبره فى كوم قش دى تقريبا حاجة شبه المستحيله " فقال محمود " خلاص أحنا نبلغ القيادة و هما يبعتوا حد من المعمل الجنائى و خبراء يحللوها و يقولولنا النتيجة " فقال أحمد الجلاد " تفتكر هايصدقونا " فقال محمود الجزار " انا الاول كنت شغال من برا برا و من وراهم علشان مافيش معايا دليل لكن الواد اللى اتقتل أخر مرة والفيلا ديه هايخليهم غصب عنهم يتحركوا و بعدين انا بلغنى انهم مشدودين شده صح علشان القضية ديه ثوانى أكلم حد من هناك علشان يبعتولنا حد " و أدخل يده فى جيب معطفه فقبض على الهواء فقال " انا موبايلى فى العربية هاروح أجيبه " و ذهب ناحية باب الخروج ففوجىء بأحمد الجلاد يقول فى استغراب " صورتى " فقال محمود و هو يكمل سيره ناحية السيارة " لسع رسمى " و عندما وصل الى السيارة قام بالتفتيش على الهاتف فلم يجده فرجع الى الفيلا ليجد أحمد الجلاد ملقى على الارض و يحاول النهوض فقام محمود بأخراج سلاحه و قام بسحب الاجزاء و هو يقول " مين اللى عمل فيك كده " فنظر أحمد الجلاد نظره صامته الى محمود و على وجهه علامات الرعب فقال محمود " ايه اللى حصل مين عمل فيك كده انت بتبصلى كدا ليه " فقام أحمد الجلاد بالزحف قليلا حتى لانت فقرات رقبته و سقط رأسه على الارض فأدرك محمود ان عليه أكتشاف ما حدث وحده فقام بالسير بضع خطوات الى أن أصبح فى منتصف الفيلا و فجأة أنقطعت الكهرباء ليغرق فى ظلام دامس جعله يخرج ولاعته بسرعة و يفرك حجريها ببعض حتى اضاءت النار بوهج متراقص على الجدران جعل الرؤيا ضبابية الى حد كبير فسمع محمود أحمد الجلاد يئن فقال " مين اللى موجود معانا أنطق " فاستمر أحمد الجلاد فى الانين فصرخ محمود ليتردد صوته فى أرجاء الفيلا " مين موجود " فلم يسمع غير صدى صوته فكرر الصراخ مرة أخرى ففوجىء بصوت عميق هادىء نشر البرودة فى المكان منذ النبرة ألاولى " ما حدش هايسمعك " فالتفت محمود مسرعا و هو يشهر سلاحه و يضع الولاعه أمامه فلم يرى سوى الفراغ فأعاد السؤال " انت مين" فقال صاحب الصوت بنبرة أكثر برودة " و ايه اللى يجبرنى اقولك " فقال محمود " هاتقول غصب عنك أنطق يالا بدل ما اضرب بالنار " فعم السكون المكان للحظات و أحس محمود للحظات بحفيف بارد ينسل خلف ظهره و فجأة أطبقت يد كالملزمة على فقرات عنق محمود تعتصرها كأفعى مما أجبره على الانحناء الى الاسفل ليقول صاحب الصوت " سيبك من الهبل اللى علموهولك فى الداخلية انت لسه قدامك كتير على ما تبقى راجل انا ممكن أخليك تعيش طول عمرك بتعملها على نفسك انت فاهم فقام محمود بافلات رأسه و قام بالدوران و هوى بالمسدس من أعلى لاسفل بكل قوته ليضرب الهواء بقوة جعلت كتفه يكاد ينخلع من مكانه فقال بنبرة صارخة " انا هاعرفك مين اللى هايعملها على روحه يا روح أمك انا هاعرفك " و فى هذة المرة التف حول رقبة محمود خيطا رفيعا للغاية و قامت يد قوية بجذبه الى الخلف لتجعل محمود غير قادر على الاتيان بأى من الانفعالات البشرية نتيجة لنقص الهواء و أحساسه بأن هذا الخيط الرفيع يذبحه " أخر واحد جاب سيرة أمى بقت عيلته بتحلف برحمته " ثم قام صاحب اليد بتثبيت يده للحظات ثم قام بأفلات الخيط دفعة واحدة مما جعل محمود لا أراديا يسحب الهواء بكل قوته مما جعله يسعل بصورة أحس معها بخروج قلبه من مكانه ليسقط على أرضية الغرفة فقال صاحب الصوت " الفكرة كلها فى النهاية مش لازم تبقى فرعون علشان الناس تسجدلك فرعون نهايته كانت الغرق " فقال محمود و هو يسعل " و القاتل نهايته ايه " فقال صاحب الصوت " القاتل لو قاتل على حق نهايته خير و لو قاتل على شر نهايته شر بردة الفكرة كلها فى النهاية " فقال محمود " قتلت الدكتور عبد اللطيف ليه " و هنا قطع السكون صوت استلال سلاح معدنى من داخل الجراب الخاص به و تلا الصوت بعد ذلك صوت تقطيع ملابس ثم عم السكون بعد ذلك فنهض محمود و هو يحاول البحث عن الشبح الذى تحدث معه فلم يعثر على شىء سوى السكون و الفراغ يحيطون به ليشعروه أنه قد أنتقل الى عالم فارغ من كل شىء الا هو فقال و هو ينادى بصوت خفيض " أحمد فوق يا أحمد قوم " فأن الجلاد بصوت خفيض و قال " فى ايه " فقال محمود و هو يساعده على النهوض الا أن وقف على قدميه " القاتل معانا فى الفيلا قطع النور و كان هايموتنى مرتين " فقال أحمد الجلاد " روح اتأكد من سكينة الكهرباء و انا هاقف هنا " فقال محمود " لا خلينا مع بعض أحسن " فقال الجلاد و هو يهمس لمحمود " و انت ماشى أعمل صوت عالى كأنك مسندنى و رايحين مع بعض لازم واحد يقف فى نص الفيلا علشان لما الكهرباء تيجى نكشف مكانه بسرعة يلا روح " فقال محمود " طيب خلى المسدس معاك اول ما يظهر أضرب عليه نار " فقال الجلاد " ما بعرفش اضرب نار روح ما تقلقش روح بسرعة انا حاسس ان ضهرى متلج مش عارف ليه " فقام محمود بأمساك ظهره ليجده عاريا فقال " أحمد تقريبا قطع قميصك انت مش لابس غير البنطلون " فقال الجلاد " طيب روح بسرعة روح " فقام محمود بالذهاب ناحية سكين الكهرباء الذى سبق أن قام برفعه منذ حوالى ساعة مضت و قام برفعه فلم يحدث أى شىء فقام بأخراج ولاعته البلاستيكية الاحتياطية ليجد فى أسفلها مصباحا صغيرا أضاءه ووجهه ناحية لوحة الكهرباء فعرف على الفور سبب غياب الكهرباء
لقد قطع أحدهم السلك !!!

و فى تلك الاثناء وقف أحمد الجلاد مجردا من ملابسه العلوية ينتظر مجىء الكهرباء لتضىء الفيلا و تعود عيناه لممارسه عملها الطبيعى و فجأة فرك أحدهم حجر ولاعة خلفه فالتفت فقام من اشعلها برفعها فى مواجهة عينيه التى أغشاها الضوء و أصيبت بعمى مؤقت فلم يستطع استكشاف رؤية من يحملها الذى قام على الفور بتقريب اللهب من ظهر محمود ليشتعل السائل الاصفر عديم الرائحة لتنطلق على الفور صرخة ألم أطلقها أحمد الجلاد نتيجة أحتراق الجزء العلوى من ظهره بصورة جنونية فالتفت محمود الجزار و هرع ناحيته بحاول أطفاءه فسمع خلفه صوت أخراج شىء ما من داخل ثياب فقام بالالتفات لتتراقص الشرارة الزرقاء التى وجهت الى رقبته ليسقط على اثر شحنة كهربائية عالية الجهد ليدرك أنه قد خسر هذة الجولة و خرج خالى اليدين من أى شىء قد يفيده فى مسعاه سوى أكتشاف كم هو ضعيف أذا جرده أحد من الهالة التى صنعها حوله و ليدرك أن خصمه هذة المرة ليس شاب طائش او بلطجى او تاجر مخدرات و انما مبعوث من الجحيم ليحصد روحه العفنة التى لا تستحق الحياة

يتبع
محمد محسن 

الثلاثاء، 5 مارس 2013

الجلاد 9


الرابعة عصرا : مكتب محمود الجزار :-

أشعل محمود الجزار السيجارة السادسة عشرة فى أقل من ثلاث ساعات محاولا الاحتفاظ ببعض التيقظ ليحاول فك طلاسم ما سمعه لتوه من أحمد الجلاد الذى سرد الموضوع عن لسان المرحوم عمرو السيد فقال محمود الجزار و هو ينفث دخان سيجارته " انا طلبت احمد ابن أختى و هو جاى هنا دلوقتى بس اللى مش قادر أوصله أيه اللوحات و الاكتشاف و الكوميديا الالهية و الرسم فى أوض بعيد عن بعض دا أيه الاشتغالات ديه " فقال أحمد الجلاد و هو يرتشف قطرات مركزة من الكافيين الموضوع أمامه فى كوب طويل من القهوة " انا كمان مش فاهم انا قولتلك كل حاجة أعرفها و اتقالتلى انا حاسس انى هموت بين لحظة و التانية انا قربت من الانهيار العصبى خلاص أعمل حاجة و وقف اللى بيحصل " ، فقال محمود الجزار " و هو انا كل ما اقابل حد يقولى أعمل حاجة أعمل أيه يعنى ما أحنا بنعمل تحريات و شغالين ما بنونش لحظة نقطع نفسنا يعنى " و فى أثناء ذلك طرق عسكرى الباب و دلف الغرفة خابطا كعبى البيادة فى بعضهم قائلا " تمام يا باشا أحمد سعيد برا " فقال محمود " دخله يبنى بسرعة " فقال أحمد سعيد بمجرد دخوله " فى أيه يا خالى " فقال محمود بعدما أطفأ سيجارته " أقعد يا أحمد أعرفك أحمد الجلاد من أصدقاء المرحوم الدكتور عبد اللطيف " فقال احمد سعيد " أحمد حسين الجلاد ؟ " فقال الجلاد " انت تعرفنى " فقال أحمد سعيد " لأ بس الدكتور عبد اللطيف كان دايما يجيب سيرتك قصادنا كنت عنده حاجة كبيرة جدا " فقال محمود " مش وقت الكلام ده بص يا أحمد انت تعرف ناس أساميها عمرو السيد و اسراء الخولى و هبة عبد السلام " فقال أحمد سعيد بعدما شحب لونه " انت عرفت الناس ديه منين يا خالى " فقال محمود " رد على السؤال يا أحمد تعرفهم منين " فقال أحمد سعيد " كنا مع بعض فى جروب الدكتور أحمد عبد اللطيف و كنا بنروح نرسم مع بعض عند الدكتور عباس فى المرسم بس ليه " فقال محمود " انتوا فعلا كان كل واحد فيكوا بيرسم فى أوضة لوحده " فقال أحمد سعيد و قد بدا على وجهه الاضطراب " الله و انت عرفت منين برده يا خالى فعلا كنا بنرسم بعيد عن بعض " فقال محمود الجزار " كنتوا بترسموا أيه يا أحمد " فقال أحمد سعيد " بص يا خالى واضح ان فيه مشكلة و انا ما بكدبش بصراحة أغلب اللوحات اللى رسمتها كانت مش مفهومة حاجات مالهاش علاقة ببعض و ما ينفعش تكون فى فريم واحد يعنى مثلا ما ينفعش لوحة تجمع محل أنتيكات جمب محكمة او مثلا صحرا جمب قصر و بعدين اللوحات الجدارية ما كانتش على نمط زمنى واحد يعنى مثلا كان بينطلب مننا نرسم من خيالنا حاجات من الحاضر و ساعات كان الدكتور يورينا صور لوحات و يطلب مننا نقلدها لوحات من الفن الايطالى بالذات و كلها تقريبا فى القرن ال 15 دا غير الكوميديا الالهية اللى رسمنالها لوحات جدارية فى كل مراحلها و كان دايما الدكتور بعد ما نخلص اللوحة يحط عليها حرف و ياخدها و ما نرجعش نشوفها تانى " فقال محمود الجزار " و كان بيقبضكوا يا أحمد " فقال أحمد سعيد " كلنا ما كناش محتاجين فلوس كنا كلنا متطوعين كفاية انك تشتغل مع الدكتور عبد اللطيف " فقال أحمد الجلاد " امال انت عرفتنى منين " فقال أحمد سعيد " كان دايما الدكتور يكلمنا عن الفرق بين الايد و الألة و ازاى أن الألة ما بتقدرش تترجم مشاعر و أشارات عقل الانسان و ان الفن الحقيقى هو اللى بيترسم بالايد مش اللى بيتكون عن طريق الألة و كان دايما يجيب سيرتك علشان يدينا مثل على كلامه " فنظر محمود الجزار الى احمد الجلاد متذكرا تكرار الصور بين الكاميرا و المرسوم باليد فى شقته فى قليوب فقال احمد الجلاد " و كان بيجيب سيرتى فى حاجة تانية " فقال أحمد سعيد " اه أفتكرت كان دايما بيقول انك أكتر واحد تقدر تفهم الرموز و الايقونات المخفية أحسن من أى حد تانى و انكوا كذا مرة اتكلمتوا بالرموز علشان مافيش حد يقدر يغلطكوا لو عايزين تنتقدوا حد او تهزقوه من غير ما تبينوا و كان بيقول برده انك أكتر واحد تقدر تفهم الرسالة " فقال محمود الجزار " قولى يا أحمد هو الدكتور كان مجنون او كان بيشطح مثلا " فقال أحمد سعيد " بيشطح !!!! ، لا طبعا أستحالة دا كان دايرة معارف متحركة يا خالى " فقال محمود " طيب يا أحمد خد ماما و روحوا البلد عند جدتك لحد ما اقولكوا هو باباك هايرجع من الكويت أمته؟ " فقال أحمد سعيد " كمان 3 شهور بس نسافر ليه " فقال محمود الجزار " عمرو السيد أتقتل و أحنا شاكين ان فى واحد بيقتل فى كل معارف و أعضاء جماعة الدكتور عبد اللطيف أسمع اللى بقولهولك و سافر " و هنا وجم أحمد سعيد و قال " انتوا اتكلمتوا مع عمرو و هبة و أسراء " فقال أحمد الجلاد " انا أتكلمت مع عمروالسيد بس هبة و اسراء لسه ما اتكلمناش معاهم " فقال أحمد سعيد " من غير ما تتكلموا الدكتور قبل ما يتوفى بساعة بعتلى مسج فيها عنوان انا ما روحتش العنوان خدوه يمكن تلاقوا حاجة هناك " فنهض محمود و قرب وجهه من أحمد سعيد قائلا " و ما قولتليش كل ده ليه لما سألتك عن الدكتور اول مرة " فقال أحمد سعيد " انا عمرى ما أقول حاجة حد مستأمنى عليها و لو على رقابتى " فقال أحمد الجلاد " دى فيلا الدكتور فى الطريق الصحراوى دا قالى انه باعها " فقال أحمد سعيد و هو يشيح ببصره عن وجه محمود الجزار " و قالنا أحنا كمان أنه باعها بس هى ديه المسج اللى وصلتنى " فقال محمود الجزار موجها كلامه لأحمد سعيد " هاتطلع من هنا على البيت على البلد طوالى و انا ليه حساب معاك لما ارجع أتفضل " و بعد خروج أحمد سعيد من غرفة المكتب نظر محمود الجزار الى أحمد الجلاد قائلا " انا مش شغال فى طابونة عيش انا ليه رئيس أعلى منى و دا أصلا شخصية قذرة و مش ناقص مشاكل معاه أنسى موضوع بيت الدكتور دا خالص مش هاينفع " فقال أحمد الجلاد " بس نقدر نروح الفيلا اللى فى الطريق الصحراوى صح؟ " فقال محمود " بتفكر فى ايه يعنى أيه ممكن نلاقيه هناك " فقال الجلاد " انا الوحيد اللى روحت الفيلا ديه مع الدكتور انا فاكر اليوم دا كويس كان فى الشتا اللى فات و نزلنى فى يوم مطر و نوه جامدة جدا و خلانى أروح و لففنى كل حتة فى البيت و قالى أحفظه كويس علشان هاتحتاجه هو بصراحة كان دايما يقول كلام مش مفهوم بس انا كنت بفوت يعنى ممكن نلاقى أجابات هناك " فقال محمود الجزار " المشوار ياخد قد أيه " فقال الجلاد " تقريبا تلات ساعات رايح جاى " فقال محمود الجزار و هو يستدعى العسكرى " لازم أعمل حسابى ، و قال للعسكرى بمجرد دخوله " انا رايح للدكتور لو حد سأل قولهم هاييجى على ميعاد النباتشية " و قال بمجرد خروج العسكرى " يلا بينا لما نشوف أخرتها فى القضية الخرا ديه " ..........

السابعة و النصف مساءا:مدق فيلا الدكتور عبد اللطيف:-

قال محمود بمجرد نزوله من السيارة " أية المكان ابن الجزمة المتطرف ده " فقال أحمد الجلاد " المهم أننا وصلنا " فقال محمود " قدامنا ساعتين و نص علشان أبقى فى القسم النباتشية هاتبتدى الساعة 10 و مصطفى عبد الوهاب بيمر بنفسه مش ناقصين جزا و الا لفت نظر " فقال أحمد الجلاد " دى البوابة مقفوله " فقال محمود الجزار و هو يخرج عتله من شنطة العربية " هانفتح أمها  " و هوى على القفل بكل قوته فانكسر و فتحت البوابة الحديدية فقال أحمد الجلاد " بس ايه العربية ديه انا ولا مرة شوفتك بيها " فقال محمود " ما بحبش أركبها و ما تسألش ليه " و فى تلك الاثناء وصل الاثنان الى باب الفيلا فوجدوه مغلقا بقفل رقمى فقال محمود " يا ... أمى دا مش هايتكسر نهائى " فقال الجلاد " استنى أحاول أفتحه " و ذهب ناحية القفل متذكرا مقوله سابقة للدكتور عبد اللطيف " 19/5/1980 هو أكتر تاريخ عزيز على قلبى عملت يوميها أول لوحة و أتعرضت " فقام أحمد الجلاد بأدارة الاقراص الى أرقام التاريخ نفسه فسمع ال(تك) المميزة لانسحاب اللسان من موضعه و انفتح الباب فقام محمود الجزار بأشهار سلاحه و دخل أولا ثم رفع سكين الكهرباء لينظر الاثنان الى مشهد غير متوقع فسر الكثير من الاسئلة الغامضة و تركهم فى منتصف طريق معتم مظلم أسود لا تضيئه حتى بطاريه جيب صغيرة و ليتأكد كل منهم بأن القدر يملك جرابا واسعا ملىء بالاحداث الغير متوقعة و التى قد تجعل حياة كل منهما تنقلب رأسا على عقب و لا يستطيع أى منهم أيقاف الانقلاب .....
يتبع
محمد محسن 

الأحد، 3 مارس 2013

الجلاد 8


التاسعة صباحا : مكتب وكيل النائب العام :-

جلس أحمد الجلاد بصعوبة و جاهد فى محاولات فتح عينيه المغمضتين من أثر ليلة ساهرة قضاها فى التجول فى محيط مساحته ربع متر من غرفة نومه يحث عقله على الاتيان بأجابات من شأنها تفسير ما يحدث حتى أعلنت أشارات ضبط الوقت تمام السابعة صباحا و لمح فى طريقه المخبر الجالس أسفل العقار بناءا على أوامر ملاكه الحارث الجديد محمود الجزار الذى فاجأه بمكالمة هاتفية صباحية ليتأكد من أستيقاظ أحمد الجلاد و ذهابه للنيابة قائلا " ما فيش عليك حاجة و الا يقدر يوجهلك أتهام خليك دكر و استحمل الكام ساعة تحقيق " و هنا قطع أسترسال افكاره صوت أجش قادم من الجحيم قائلا " أسمك و سنك و عنوانك " كان هذا هو صوت خالد جاويش وكيل النيابة ذو الشعر المسترسل و البدلة الرصاصية و بجانبه يرقد كاتب المحكمة الذى يحرر التحقيق و يكتبه لتحمل النسخة الى الارشيف بعد ذلك و ترسل نسخة لهيئة المحكمة فرد أحمد الجلاد " أحمد حسين عبد المقصود السيد الجلاد 29 سنة ساكن فى 4 شارع (.....) أمام مستشفى (.....) " فقال وكيل النيابة " معلوماتك عن القتيل الاول الدكتور أحمد سعفان عبد اللطيف " فسرد الجلاد جميع ما قاله لمحمود فى أول لقاء لهم و قام لسانه بتولى المهمة بعد ذلك و عقل أحمد الجلاد يبحث عن اجابات لخطاب البارحة فى الكافية، من الذى يراقب و يقتل و يذبح و يضرب و يذهب بعيدا بخفة الرياح دون ترك أثر و لو صغير كأثر البخار على الزجاج الذى يتلاشى فى أقل من ثوان ، من العين الساهرة على قتل جميع معارفه و تراقبه فى نفس الوقت استعدادا لانهاء حياته. و بعد جلسه طالت حوالى الساعتين خرج أحمد الجلاد من مبنى النيابة مستنشقا هواء البحر فوجد أحد الاشخاص يدنو منه أراد أن يصرخ و لكنه أحس القلق فى وجه القادم الذى قال بمجرد الوصول اليه " عمرو السيد من تلاميذ المرحوم الدكتور عبد اللطيف " فقال أحمد " أهلا وسهلا خير " فقال عمرو " انا عندى حاجة عايز أقولهالك بس يا ريت ما تتجابش سيرتى انا لو دخلت بوليس أو نيابة والدتى ممكن تروح فيها " فقال أحمد الجلاد " طيب اتفضل نروح أى مكان نتكلم فيه " فقال عمرو " ما فيش مانع " ....

الثانية عشرة ألا الربع : كافيه (......)

جلس الجلاد فى مواجهة عمرو السيد الذى بدا متوترا الى أقصى درجة فقال على مقربة من الجلاد " الكلام اللى هاقولهولك ما حدش يعرف بيه غير الناس القريبة جدا من الدكتور الله يرحمه. الدكتور عبد اللطيف و الاستاذة دعاء كانوا بيحضروا لمجموعة أعمال فنيه من واقع أكتشاف أكتشفوه و الموضوع ده كان سر بينهم الدكتور علشان ينجز الموضوع أختار جماعة من الشباب اللى يعرفهم علشان يساعدوه فى رسم اللوحات فى مرسم الدكتور عباس منهم انا و بنتين و ولد كمان أسمه أحمد سعيد اللوحات اللى رسمناها كلها كانت عبارة عن مجموعة صور جدارية و لوحات فنيه بالزيت و مناظر و أشخاص من حقبة سنة 1400 كده " .فقال الجلاد الذى بدا مستغربا " طيب و أيه علاقة دا بالموضوع اللى انت عايزنى علشانه و ليه الموضوع سر معرض زى أى معرض و لوحات زى أى لوحات " فقال عمرو السيد " لا طبعا فى حاجة غريبة كل واحد فينا كان بيرسم فى أوضة لوحده و اللوحة اللى تخلص تختفى و ما نشوفهاش تانى و غير كده كنت حاسس ان فى حاجات غريبة فى اللوحات اللى بنرسمها يعنى حاجات مالهاش علاقة ببعض زى مثلا فى صورة نرسم برج أيفل و جمبيه قمر صناعى ، نرسم المجموعة الشمسية و جمبيها مستشفى ، جامع ابن طولون و جمبية كنيسة دا غير اللوحات الجدارية اللى كان أغلبها بيعبر عن الكوميديا الالهية و بعدين فى حاجات مش مفهومة حروف فى أخر كل لوحة أكنهم كانوا بيخبوا حاجات فى اللوحات " فقال أحمد الجلاد بصيغة تهكم " ألا قولى يا استاذ عمرو هو انت اتفرجت قريب على فيلم أجنبى " فقال عمرو السيد " انا مستعد أوريلك صور أخدتها من اللوحات اللى كنت برسمها انا و هبة و أسراء و لو قدرت توصل لآحمد سعيد هاتلاقى الكلام اللى بقولهولك دا موجود " فقال أحمد الجلاد " طيب و أيه علاقة الكلام ده و المستشفى و الجامع بسنة 1400 و الكوميديا الالهية " فقال عمرو السيد " انا قولت اللى عندى و مش عايز أظهر فى الصورة و يا ريت تنسى انى كلمتك و الا انى شوفتك ، الصور هاتلاقيها على الميمورى ديه " و قام بوضع ميمورى ميكرو أمام أحمد الجلاد و قال " فرصة سعيدة و على فكرة المعلومات عن هبة و أسراء هاتلاقيها جوا هما كمان عايزين يساعدوا بس برده خايفين يظهروا فى الصورة " فقال أحمد الجلاد و هو يغلق انفه من اثر توقف تريلا تحمل الصخور أمام الكافيه مما أثار موجة من الاتربة تنجح فى فى اثارة مثلها قنبلة يدوية صناعة ألمانية من عصر الحرب العالمية الثانية " بقولك ايه يا عمرو انت جيت قولتلى انا ليه " فقال عمرو السيد " علشان لو مت أبقى ميت مرتاح و عارف انى عملت اللى عليا " و خرج من المقهى و أرتطم فى طريقه برجل ضخم الجثة يرتدى ثيابا ثقيلة و يلف حول رقبته شالا عريضا أسود اللون و عندما التفت أحمد الجلاد لمراقبة عمرو السيد وجده قد وقف خلف التريلا و بدأ فى الاشارة لسيارات الاجرة فالتفت أحمد الجلاد و أرتشف بعض رشفات من القهوة حتى فوجىء بركض الرجل الضخم و عيناه تتسع فالتفت الى العربة و لكن كان متأخرا لبضع ثوانى

كان صندوق التريلا مرتفعا للنصف تقريبا و تنهمر منه الصخور العملاقة بفعل الجاذبيه لتسحق تحتها ضلوعا أختلطت بدماء و لحم و عظام عمرو السيد الذى رحل الى عالم حسى لم تفهم طلاسمه حتى الان ......
عالم الاموات ......
أحس أحمد الجلاد و هو يرى عمرو السيد ينسحق أسفل الصخور الكبيرة أنه هو نفسه من يسحق و ليس جسد الشاب ذو اللحية الخفيفة و بعد حوالى ربع الساعة من خبط الايدى و الاستغفار و الوعظ اللحظى جاءت سيارة أسعاف و سيارة شرطة الى مكان الحادث واحدة نقلت بقايا جسد عمرو السيد بعدما قام لودر قريب بكشط الصخور عما تبقى من جسده و واحدة نزل منها شرطيان يعاينون موضع الحادث و يسألون السائق الذى حلف بأيمانات الديانات الثلاثة و بعض الديانات الوضعية مرورا بالحرام من دينه و الطلاق من بيته أن العربة كانت مطفأه و أن المفتاح كان موضوعا فى مكانة الطبيعى فى الكونتاك و العربية متبطلة على حد تعبيره مما يثبت عبث أحد الاشخاص بالعربة و أعطاء أمر الانزال للصندوق الخلفى الذى ذهب على أثر أنزاله عمرو السيد و هنا سحب أحمد الجلاد لا أراديا هاتفه المحمول و أنتظر الى أن جاء صوت محمود الجزار من الطرف الثانى قائلا " خلصت التحقيق " فقال الجلاد ثلاث كلمات أغلق على أثرها الخط معلنا أنهاء مكالمة أستغرقت حوالى الخمس ثوانى و كانت هذة الكلمات الثلاثة على الترتيب

كافيه (....) حالا !!!!!

و نظر حوله عله يرى مالا يستطيع رؤيته بنظره الطبيعى عله يرى أحدا من الاشخاص ليس بمكانه الطبيعى فى المشهد عله يرى أحدهم و قد أعتلت وجهه نظرة غريبة لا تتماشى مع الجو العام للمشهد فلم يجد و أحس باليقين الحتمى و هو مجىء الموت فى أى لحظة و لكنه كان يعلم على الاقل ان شيطانه سيموت معه و هو ما يسعى أليه منذ أن بلغ عمر الرابعة و العشرين ، العمر الذى انصاع فيه لرغبات شيطانه الرجيم ليفتح له بابا يتجول من خلاله فى ثنايا عقله ملهيا أياه عن الصلاة و التعبد ذاهبا به الى غياهب المحرمات ظاهرها و باطنها حتى أصبح يرتعد خوفا من مجىء الموت اليه و شعوره بالمراقبة الذى لم ينجح فى نسيانه منذ عمر المراهقة كما كان يفعل عمه طيلة الوقت من مراقبته. شب و كبر على كراهية هذة العادة و فى تلك اللحظة قطع أسترساله دخان سيجارة محمود الجزار الذى قال " فى أيه اللى حصل و مالك مبلم ليه كده " فقال أحمد الجلاد " عايز أروح بيت الدكتور عبد اللطيف حالا و هافهمك كل حاجة فى الطريق " و هنا نظر محمود الجزار نظرة ذات معنى الى أحمد الجلاد معلنا عجز تفكيره عن فهم ما يرمى اليه الجلاد الذى أقتحم فجأة مجال الغطرسة و التكبر الذى جاهد فى صناعته و صقله حتى يصبح منيعا أمام الدخلاء و عرف محمود الجزار فى هذة اللحظة أن ثمة ما سيحدث و سيذهب به بعيدا عن ذلك المجال الذى صنعه يدويا حتى يضمن ثباته ......

يتبع
محمد محسن