الثلاثاء، 26 يونيو 2012

رذاذ الدم 10

                               الفصل العاشر : وراء الستار
جلس كل من محمود عمران و أسامة و محمد الرفاعى فى مكتب محمود عمران بقسم شرطة (....) و بدأ أسامة الكلام بقوله " حققتوا مع عامل المشرحة ؟ " فقال محمود " قصدك أترحمنا على عامل المشرحة " فقال اسامة بنبرة خجل " أسف معلش " فقال محمد الرفاعى " أزاى جثة تتسرق مش قادر افهمها بصراحة " فقال محمود " المشرحة كانت فاضية و ما فيهاش موظفين غير العامل و العسكرى الامن العسكرى مش عارف راح فين وقتها و العامل لقيناه مقتول بخنجر فى قلبه و الجثة أختفت بس اللى هايجننى أزاى يسرق جثة معروف و يسيب جثة أحسان مع أن جثة أحسان هى اللى ممكن تدينه بشكل مباشر " فقال محمد " هو قاصد يسيبها علشان تدلنا على باقى الطريق واضح جدا انه مستمتع باللعبة أو بمعنى أدق مريض نفسى ذكاءه حاد جدا و عايز يكمل سيناريو معين للاخر " فقال محمود بنبرة غضب " ابوس أيدك انا ورايا مصيبة سودا و مش عارف هاطلع منها أزاى مش وقت اراء منطقية خالص دلوقتى " فقال أسامة " طيب و جثة أحسان حد أشتغل عليها " فقال محمود " انا طلبت تشريح مستعجل أمبارح و فى دكتور المفروض يقدم تقريره النهاردة كمان ساعات المصيبة دلوقتى فى جثة معروف و أبنه اللى جاى كمان شوية بأمر ضبط و أحضار بصراحة هو تعاون معانا كلمناه و قالنا انه هاييجى و هايوصل هنا على الساعة 10 يعنى كمان 3 ساعات هانقوله أيه " فقال أسامة " خلص تحقيقك و قوله يروح أكيد مش هايسأل على الجثة و لو سأل قوله لسه ما خلصناش شغل عليها و التصريح لسه ما طلعش " فقال محمود " أنا كده بكبر المصيبة مش بحلها يا فالح تعرف تسكت و تخرس خالص ما أسمعش صوتك " فقال محمد " كله هايبان مع تقرير الطبيب الشرعى لما يخلص أحسان " و هنا قام أحدهم بالطرق على الباب فقال محمود " أدخل " فدخل عسكرى و دب الارض بكعبى حذائه و قال " تمام يا باشا الاشارة ديه وصلت من المشرحة دلوقتى و جاية مستعجلة " ففتحها محمود على الفور و قال " الجثة رميتها عربية قصاد باب المشرحة و جريت و الجثة سليمة ما فيهاش أى حاجة و الا أى تغير " فقال محمد " يبقى هو كان عايز يقولنا انه يقدر يعمل أى حاجة و قالنا أنه عايز اللى لقيناه عند معروف تمويه علشان يشل تفكيرنا و هو أساسا مش عايز أى حاجة مش بقولك ذكاءه حاد جدا " فقال محمود " دكتور أسامة روح المشرحة شوف وصلوا لايه هناك " فخرج اسامة و قال محمود موجها كلامة لمحمد الرفاعى " أيه اللى هايتم دلوقتى " فقال محمد " هاييجى أبن معروف هاتحقق معاه و هاتفرج عنه لانه مش هو اللى عملها و انا عارف انت ليه استدعيته و عارف انه علشان تبين ان فى أجراءات بتتاخد فى القضية مش أكتر المهم انا عايز القطعة اللى لقيناها عند معروف " فقال محمود " هاتعمل بيها ايه " فقال محمد " هاحاول افك بيها اللى بيحصل علشان نقدر نعرف أول الطريق فى القضية ديه " فقام محمود بدس يده فى داخل جيب معطفة و أخرج القطعة المعدنية المعينة الشكل و قال " أتفضل لما نشوف أخرتها " و هنا قام محمد بألتقاط القطعة المعدنية و أرتدى النظارة الطبيه و قربها من عينيه و قال " دى مليانه رموز و كتابات " فقال محمود " و عليها رسومات كتيرة جدا و فيه حاجات مش باينه كمان انا قعدت أركز فيها طول الليل أمبارح " فنظر محمد نظرة ذات معنى الى محمود و قال " لسه ما بتنامش كويس برده " فقال محمود " من ساعة ما جيتلك أخر مرة من سنتين و انا مش عارف انام ساعتين على بعض فى اليوم لما خلاص جسمى اتعود على كده و طول الوقت راسى هاتنفجر من الصداع " فقال محمد " طيب ما جيتليش ليه طالما الوضع أستمر معاك كده " فقال محمود " ما رضيتش أشغل بالى و اتقل عليك هانبقى نتكلم فى الموضوع ده بعدين المهم دلوقتى هانعمل أيه " فقال الرفاعى " انا هاكلم أسامة و أقعد معاة فى المشرحة و انت خلص و تعالى علينا هناك و نشوف هانعمل أيه " فقال محمود " طيب ماشى "
و بعد منتصف النهار فى حوالى الساعة الرابعة عصرا قام محمود بالدخول الى مكتب اسامة فى مبنى الطب الشرعى فوجد محمد مستغرقا فى النوم على الاريكة المقابلة للمكتب و أسامة يقوم بكتابة بعض الملاحظات فقال فور رؤيته لمحمود " عملت ايه مع حسين " فقال محمود " أستنى لما يصحى الرفاعى و نتكلم " فقام اسامة بالذهاب ناحية الاريكة و هو يقول " ثوانى هاصحية " و هنا نظر محمود نظرة مرعبة و قال " أوعى تصحية تعالى هنا " و لكن كان الاوان قد فات فقام أسامة بهز محمد الرفاعى بصورة عنيفة قام محمد على أثرها بالانتفاض من النوم و هو يلهث و قام بأمساك أسامة من ياقته و قربه الى وجهه و قال " حد يصحى حد كده يا حيوان " فقال اسامة بنبرة خوف " فى ايه يا رفاعى انا اسامة " فقال الرفاعى و هو ينظر نظرة ذئب جائع " من حظك أنك أسامة " و قام بافلاته بصورة  عنيفة و قام بمسح وجهه و قال " أستغفر الله العظيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. انا أسف يا أسامة هابقى افهمك بعدين حقك على ما تزعلش " فقال اسامة بنبرة خائفة " لا ما فيش زعل و الا حاجة ربنا يشفيك يا رب " فقال محمود " نتكلم فى المهم و الا نروح بيوتنا " فقال الرفاعى " حسين روح " فقال محمود " أه روح و أستلم جثة والده كمان " فقال الرفاعى " و الاقوال " فقال محمود " كان فى الوقت ده نايم فى حضن مراته فى القاهرة و ما يعرفش حاجة عن اللى حصل " فقال محمد " انا عرفت السلاح اللى اتقتلت بيه أحسان " فقال اسامة " و عرفت منين " فقال محمود " سيبك منه قولى أيه السلاح " فقال الرفاعى " سيف يابانى من سيوف الساموراى هو السلاح الوحيد اللى ممكن يعمل كده " فقال اسامة " لا دا تخريف التقرير جاى حالا لما نشوف بس انا متأكد أن الكلام ده تخريف " و هنا قام أحدهم بالطرق على الباب فقال اسامة " أدخل " فدلف الى الحجرة شاب فى أواخر العشرينات قال " مساء الخير انا الدكتور هشام الاسيوطى بص يا دكتور اسامة دا التقرير اللى انا كتبته فى جثة أحسان محمد محمد على الزيات الدبح تم بواسطة الكاتانا اللى هى سيف المجد عند قبائل الساموراى الدبح تم مرة واحدة و بأيد خبيرة جدا فى استخدام السيف سلخ الايد تم بخنجر حوالى 7.5 بوصة حاد الطرف من الرسم التخيلى اقدر أقول انه خنجر ب 65 جنية بيتباع عند أى محل سلاح أو مستلزمات صيد كبير الغريب أن فيه شعار قدرت أستشفه من خلال الثقوب اللى كانت تحت الوشم اللى كان على الجلد و دا اللى بيدل ان الوشم تم بصورة مؤلمة و بعدم أحترافية و من الرسم التخيلى برده اتضحلى انه وشم لوحة مشهورة لليوناردو دافنشى لوحة شائعة جدا يعنى بتمثل أنسان و انسان واقف وراه حاجة كدا محتاجة شرح بس انا قارى عنها كتير طبعا بعد كل ده كان عندى أسئلة كتير و أتريت أتحرى كده شوية و عرفت كلام بيتنطور على سلسلة جرايم غريبة و جثث بتختفى و تظهر على العموم التقرير موجود و لو أحتجتوا أى حاجة انا تحت أمركوا سلام عليكم " و عندما هم بالانصراف قام محمد الرفاعى بتوجيه الكلام قائلا " دكتور هشام تفتكر انهى جماعة فى الاتنين " فقال هشام بدون النظر الى محمد الرفاعى " أفتكر الجواب واضح جدا الجميع يسير فى الظلال أه نسيت أقولك بحاجة علمية بسيطة اقدر أقولك ان النور كان مقطوع لما أحسان اتقتلت "
و عندما غادر الكتب قال محمود موجها كلامه لاسامة " انا اتأكدت ان فى كوسه فى البلد بقى ده يبقى تحتك و أنت تبقى مدير ده شايف الولا فارس بالصلاة عالنبى جابلك الليلة فى كام كلمة عيل جايبها من الاخر عقبالك لما أشوفك زيه " فقال الرفاعى " على فكرة القاتل حظة وحش جدا اننا وقع فى طريقنا دكتور هشام هايساعدنا كتير جدا الاول فى مشوار عايزين نروحه و يا ريت يبقى فى.......
و هنا قام هاتف محمد الرفاعى بالاهتزاز فقام بتناوله و قال " رقم خاص " فقال محمود " رد و افتح الاسبيكر " فقام الرفاعى بالرد و فتح المكبر فقال صوتا باردا " النهاردة الساعة 8 فى القلعة يا ريت تبقوا متفرقين علشان نعرف نتكلم " و قام بأغلاق الخط .
وهنا نظر ثلاثتهم الى بعضهم و قال محمود عمران بعدما نظر فى ساعته " نلحق نتغدى و نشرب فنجال قهوة "
يتبع
محمد محسن

الاثنين، 25 يونيو 2012

رذاذ الدم 9

                           الفصل التاسع : ضبط و أحضار
خرج كل من محمود و أسامة و محمد الرفاعى من شقة السيدة أحسان الزيات و تعلو وجوههم نظرة غريبة للغاية فقد أشعل محمود سيجارتة و جلس ينفثها فى عمق و أشعل الرفاعى واحدة و جلس يحتبس الدخان فى صدره فترة قبل أن يخرجه و قام أسامة بأشعال سيجارة و نفث دخانها فى عصبية و قال محمود للضابط المجاور " أمر ضبط و أحضار حسين معروف حسنين فى ساعته و تاريخة " فقال أسامة موجها حديثه للرفاعى " دا يبقى أبن معروف بس ساكن فى القاهرة " فنظر الرفاعى نظرة غاضبة و قال لأسامة " حسين معروف حسنين طبيعى يبقى ابنه تعرف تسكت " فقال محمود " حسين لسه هاييجى من القاهرة بكرة كل واحد يروح ينام الساعة دلوقتى بقت واحدة الصبح انا خلاص بموت عايز أنام انا هاروح أنام فى المكتب " فقال الرفاعى " و انا هاشوف أى فندق قريب ابات فيه علشان مش هالحق اروح دلوقتى طبعا " فقال أسامة " طيب تعالى بات عندى يا دكتور " فقال الرفاعى " على أساس انك بانسيون يعنى ادخل عندك البيت الساعة واحدة الفجر اللى هو ازاى ؟ " فقال أسامة " انا عايش لوحدى أنا أصلا أهلى مش فى اسكندرية خالص انا أصلا من الفيوم و عايش لوحدى هنا " فقال الرفاعى " يعنى متأكد أنه مش هايبقى فيه أزعاج من أى نوع " فقال أساسمة " لا خالص ما فيش أى أزعاج أتفضل تعالى هما كلهم كام ساعة مش كتير يعنى " و خرج ثلاثتهم من البناية و قصد كل منهم وجهته ...

"الا قولى يا دكتور أنت أزاى بقيت طبيب شرعى" قالها محمد محدثا أسامة فرد عليه أسامة قائلا " بص يا سيدى انا كنت من التلاميذ المتفوقين فى الكلية و لما دخلنا أول يوم المشرحة أنا الوحيد اللى ما أغماش على و قبل كل ده لقيت نفسى فى المجال على الاقل مش هايجيلك مريض بيتكلم و بيهول المرض و عنده عقدة انه عايز يخلى اللى حوالية دايما مخضوضين عليه احسن حاجة انك بتتعامل مع ميت يعنى منتهى الهدوء " فقال محمد " بس مع أحترامى يعنى انت قلبك خفيف جدا و بتتوتر من أى حاجة " فقال أسامة " طالما أحياء و ناس عايشة بتوتر جدا جدا علشان كده بقيت طبيب شرعى " فقال محمد " ممكن هى نظرية على فكرة ربنا يوفقك " فقال اسامة " طيب و أنت رأيك أيه فى اللى بيحصل ده " فقال محمد و هو يشعل سيجارته " عارف يا دكتور انا ليه نظرة فى الناس و غالبا بتطلع صح انت طيب جدا و على طبيعتك و مش خبيث و دا للاسف دلوقتى عيب خطير جدا و على فكرة انت ذكى جدا بس طبعا مش مستغل ذكائك دا خالص فى الحياة الاجتماعية " فقال أسامة " بغض النظر ما قولتليش أية رأيك فى اللى بيحصل " فقال الرفاعى " قبل ما اقولك أيه رأيك فى اللى حصل لآحسان " فقال أسامة " مبدئيا سبب الوفاه هو فصل الرقبة عن الجسم بشفرة أو سلاح غير معروفين لان القطع من النظرة الاولى تم بضربة واحدة و فى جزء من الثانية لان القطع من النظرة الاولى ما فيهوش أنحناءات و الا تعرج و الانسجة مش مهرية يعنى النصل ما راحش و رجع على الرقبة يعنى الدبح تم مرة واحدة " فقال الرفاعى " طيب و الجرح التانى " فقال أسامة " الجرح التانى عبارة عن جرح عمقه تقريبا 1 سم فى الجزء الاسفل من الدراع اليمين و نزع للجلد من المنطقة ذاتها يعنى تحديدا منطقة الساعد القصد منه أطماث الوشم اللى كانت الست أحسان وشماه على الجزء ده و بالفعل دا اللى نجح فيه القاتل و أخد الجلد معاه و مشى و ما سابلناش أى خيط نمشى وراه بالنسبة لمعرفة نوع الوشم اللى كات وشماه الست أحسان " فقال الرفاعى " و أنت أية عرفك أنه وشم " فقال أسامة " امال هايكون أيه غير الوشم " فقال الرفاعى " الست أحسان مسلمة و الوشم فى الاسلام حرام " فقال أسامة " مسلمين كتير راسمين و دقين وشم كمان " فقال الرفاعى " جايز كلامك صح بس انا حاسس ان فيه حاجة ناقصة " فقال أسامة " مع التشريح الدقيق هانعرف كل حاجة  انت مش ناوى تنام و الا أيه " فقال الرفاعى " ما بعرفش أنام بليل " فقال أسامة " أمال أيه " فقال الرفاعى " ميعاد نومى من 6 الصبح ل 12 الصبح بس انا عودت نفسى على كده " فقال أسامة " طيب يبقى نعمل قهوة بقى " فقال الرفاعى " روح أنت نام لو عايز ما تخافش على مش هاسرقك و أهرب " فضحك أسامة و قال " لا انا عايز أتكلم معاك دا أنت أنفراد انك قاعد معايا لوحدك " و ذهب أسامة لاعداد القهوة و قال الرفاعى محدثا نفسه " أيه اللى كان مكتوب على جلد الدراع اليمين و القاتل سلخه و مشى و توهنا و أيه النصل اللى يقدر بضربة واحدة يقطع رقبه بنيئادم دا حتى القطر اللى يعتبر أقوى و أحد شفرة ما يقدرش يقطع الآنسجة بالحرفية ديه و الرموز اللى على المعدن " و قام بالمناداه على أسامة و قال " بعد أذنك ورقة و قلم يا دكتور " و التقط مجموعة أوراق أمامه و أخرج قلمه و كتب و هو يحدث نفسه " 
" التنانين دلالتها معروفة فى الحضارة الصينية دى سهله ابن أوا فى الفراعنة كان رأس أنوبيس اله التحنيط و ممكن يكون القصد منه عملية ما بعد الموت عند الفراعنة قناع الانكا رمز الملكية عند قبائل الانكا فى أمريكا الجنوبية رمز الاوميجا ليه الف معنى ممكن يكون رمز أله الحرب و رمز التطور الكونى و رمز الانهاية و الف رمز تانى لازم دليل أعرف فيه توظيف الرموز ديه كلها أيه " و هنا كان قد جاء أسامة حاملا بيده صحيفة موضوع عليها بعض الشطائر و كوبين من القهوة و قال " انا عملت سندوتشات علشان الطبيخ لو جبتهولك أحتمال تقتلنى أى لقمة كده و هانبقى نفطر فطار بشوات لما ننزل الصبح " فقال محمد بنبرة أحراج " و الله يا دكتور كلك ذوق يا رب ما أبقاش عاملك أى أزعاج " و هنا لمح أسامة الورقة و قال " انت هاتعملى أزعاج لو ما قولتليش معنى اللى انت كاتبة ده " فضحك محمد و قال " أعتبر الازعاج حصل " ....
و فى أثناء شربهم للقهوة أذن لصلاة الفجر  فقال أسامة " انا هانزل أصلى الفجر فى الجامع يا دكتور ماشى " فقال محمد الرفاعى " و انا نازل معاك انا محمد على فكرة " فضحك أسامة و قال " المشى على البحر دلوقتى فوق الوصف نخلص صلاة و نتمشى شوية " فقال الرفاعى " و انا موافق " و هنا قام أحدهم بالطرق على باب الشقة فانتفض اسامة من مكانه و قال " مين هايخبط الساعة ديه ثوانى يا دكتور أشوف مين " فأحس الرفاعى بخوف أسامة فقال " انا كمان جاى معاك " و قام الرفاعى بفتح باب الشقة فوجد البواب يتثاءب أمامه و يقول " امال فين الداكتور اسامة يا بيه " فقال الرفاعى " أهو ثوانى هايكلمك " فقال أسامة " أيه يا عم عطية دا ميعاد تخبط فيه فى أية أنهى أبن عيا من ولادك " فقال البواب " فال الله و الا فالك يا داكتور فى واحد مستنيك تحت و قالى أديلك الورجة ديه " فتناول أسامة الورقة و قال " دى مكتوبة بأنهى لغة ديه " فقال الرفاعى " هاتها كده " فنظر الرفاعى و قال " دا أنجليش يا دكتور الظاهر حد باعتلك حاجة برايفت شكلى كده بوظتلك ليلة حلوة " فقال أسامة " لا خالص انا ماليش فى الكلام ده " و قرأ أسامة الورقة و قال فى فزع " الورقة مش ليه يا دكتور محمد " فقال الرفاعى " يعنى ايه " فقال اسامة " الورقة بتقول بداية اللغز " أرتقى من وجودك الفانى لتصل الى وجودك المخلد " و تحت مكتوبة كلمة تانية " فقال الرفاعى بعد أن أغلق الباب بعنف فى وجه البواب " كلمة أيه " فقال اسامة " الكلام اللى تحت بيقول قواعد اللعبة هاتتغير انا عايز حاجة و انتوا عايزين حاجة روحى فى ايدكم و روحكوا فى أيدى " فقال الرفاعى " و دا معناه أيه بقى " و هنا رن الهاتف الخاص بالرفاعى الذى قال " دا أكيد محمود " و قام بالرد و تنشيط مكبر الصوت و قال " أيوة يا محمود انا عند أسامة و حصلت حاجة غريبة عايز اقولهالك " فقال محمود بنبرة غاضبة " أسمع أنت اللى انا عايز اقولهولك جثة معروف أختفت و ابنه دلوقتى فى الطريق سامعنى جثة معروف حسنين اتسرقت " و هنا فقط أدرك الرفاعى مضمون الرسالة و علت وجه اسامة نظرة الخوف المعتادة .
يتبع
محمد محسن

رذاذ الدم 8

                               الفصل الثامن : الشك باليقين
جلس كل من محمود و محمد و أسامة فى السيارة و لا ينطق أحدهم بشىء حتى قطع أسامة الصمت بقوله " على فكرة الجثة واضحة جدا يا دكتور محمد ما فيهاش حاجة ممكن تكتشفها جثة عادية زى أى جثة " فرد محمود " امال كلمة fear ديه أيه دى حاجة عادية يا أسامة أفندى " فقال محمد الرفاعى " انا مش عايز حاجة موجودة فى جسم الجثة انا عايز أشوف الجثة و اتكلم معاها مش أكتر " و هنا ضغط محمود الفرملة فجأة فالتصق وجه أسامة بالكرسى المقابل و لم يتحرك محمد الرفاعى و هنا قال أسامة " يخربيت اللى علمك السواقة يا أخى فى أيه يا محمود انت غبى " فنظر محمود ناحية محمد الرفاعى و قال " تتكلم مع أيه سمعنى كده بص بقى انا غلطان من الاول انى جيتلك انت زى ما أنت قولت أشراكك فى القضية اصلا مش قانونى انا هاصلح الغلط و ارجعك على بيتك الجثة موجودة و التحقيق هايتأيد ضد مجهول كده و الا كده الراجل ده شكله كده ما كانش ليه غير أبنه و الست اللى أسمها أحسان ديه لكن تقولى روح و مش روح و اتكلم و اتهبب لا ما أعطلكش انا هاوصل سعادتك معزز مكرم لبيتك و ملعون أبو أهلى انى جيتلك انا اللى غلطان " فقال أسامة " بس يا محمود " و هنا قاطعه محمود بنبرة صارمة " مش عايز كلمة هى ناقصة هبل و لعب عيال انا راجل ظابط مالى انا و مال شفرات و نيله انا هاعمل شغلى و خلاص " و هنا قال الرفاعى بنبرة غريبة " ما عادش شغلك لوحدك حياتك و حياة اللى حواليك فى خطر القاتل أكيد يعرفك و مش هايسيبك فى حالك "  و هنا أخرج محمود مسدسه و قام بسحب الاجزاء و قال " يقرب من أى حد حواليا و أنا أورية أيامه السودا " فقال محمد " خد امسك القرص ده هايريحك خد ما تخافش " و هنا تناول محمود القرص المهدىء و بعد أن هدأ قال " القضية ديه من ساعة ما ابتدت و انا مش عارف أفكر " فقال الرفاعى " الحل فى المشرحة انا متأكد " و عندما فتح أسامة باب المشرحة دلف أولا محمد الرفاعى و ذهب ناحية جثة معروف و أزاح الغطاء فظهر وجه معروف ابيض اللون و عيونة تحدق فى الفراغ أعلاه فقام الرفاعى بوضع يده على جبهته و قال " فى أيه كنت عايز توصله و مت قبلها يا معروف " فقال أسامة " يا رفاعى دا ميت ميت عارف يعنى ايه ميت " و قال محمود " انا عارف انك بتعمل حاجة خرافية بس انا متأكد انه مش هايتكلم انا متأكد من ديه بالذات مش هايتكلم لان ببساطة الميت ما بيتكلمش " فنظر الرفاعى ناحية معروف و قال له " انا حليت شفرتك و شوفت أيه اللى تحت الباب السرى عايز توصلى أيه " و هنا تذكر كل من محمود و أسامة ما رأوه أسفل الباب الصغير فى أرضية الغرفة .
فقد كان الفراغ عبارة عن مساحة خالية يقبع بداخلها كتاب اسود اللون بالاضافة الى رسالة مشفرة لم يفهم منها ثلاثتهم شيئا بالاضافة الى قطعة معدنية معينة الشكل تشبة الماسة و لكنها معدنية و نقش على جوانبها أشكال لانواع مختلفة من الثعابين و التنانين و مجموعة من الرموز المتشابكة مثل رمز أبن أوا فى الحضارة الفرعونية و قناع الشمس من الانكا و رمز الاوميجا من اليونان  و خوذة الحرب من الرومان بالاضافة الى رمز أسد و نمر يتصارعان من حضارة أفريقيا القديمة بالاضافة الى بعض الاشكال و الرموز الغريبة الغير مفهومة و بمجرد تذكر الصورة قال أسامة " يا دكتور محمد الجثة تم تشريحها و قفلناها كمان يعنى خلاص ما ينفعش تكون فى حاجة فاتتنا و حتى لو فاتتنا فالاعضاء كلها بقت برا و الجثة أصبحت فاضية و خيطناها كمان يعنى خلاص حتى الجلد أنكمش من الثلاجة يعنى ما عدش فيه حاجة " فقال محمد الرفاعى " عندك حق تعالى نشوف اية اللى لاقيناه عنده خلاص الامل راح " و بمجرد ألتفاف الثلاثة سمعوا صوتا جعل كل من أسامة و محمود يرجعون الى الخلف من الخوف اما الوحيد الذى تقدم فكان هو محمد الرفاعى فلقد سقط ذراع معروف و تدلى الى جانبه من على منضده التشريح فقال الرفاعى " خايفين من أيه مش بتقولوا ميت " فال أسامة " عادى جدا ما فيهاش حاجة انا خفت من الصوت مش أكتر " و هنا قال محمود " و بعدين يعنى هى ديه الاشارة " فقال الرفاعى " قرب و انت تشوف الاشارة " فأقترب محمود و مط شفته السفلى و قال " عادى دراع بشرى ما فيهوش أى حاجة " فقال محمد الرفاعى " خلاص يلا بينا عندك حق " فقال أسامة بعد خروج محمود " بص يا دكتور محمد انا عارف انك عرفت حاجة و مش عايز تقولها بس يا رب ما تكونش غلطان " و هنا أبتسم الرفاعى أبتسامة خفيفة و خرج خلف محمود "
و عندما أصبحوا فى مكتب محمود فى الادارة قال محمود للساعى " قهوة تقيلة أوى و خد هاتلى علبة سجاير " و قال أسامة " و انا كمان هاتلى قهوة " و نظر الساعى ناحية الرفاعى الذى قال " عايز قهوة سادة بن تقيل " و بمجرد خروج الساعى قام الرفاعى بأخراج علبة سجائرة و قذف بواحده ناحيه محمود الذى التقطها و قال الرفاعى لاسامة " طبعا أنت بتبطل " فقام أسامة بالنظر ناحية الرفاعى و قال بلهجة أستغراب " و أنت أية اللى عرفك انى ببطل " فقال الرفاعى " اللبان بالنيكوتين فى جيب قميصك واضحة جدا يعنى و بعدين عينيك اتعلقت على السيجارة و انا بحدفها لمحمود لو كنت من الاساس ما بتدخنش ما كانتش هاتهمك " فقال أسامة بنبرة أعجاب " انت ذكى جدا يا دكتور ما شاء الله " فقال محمود و هو ينفث دخان سجائره " عقبالك أن شاء الله " و هنا رن جهاز الارسال الخاص بمحمود الذى قال " محمود عمران أبدأ الاشارة " فقال الصوت الاخر " تم العثور على السيدة أحسان محمد الزيات مقتولة فى شقتها و جارى البحث و التحقيق " فنظر ثلاثتهم و قال محمود بلهجه أمره " ما حدش يلمس حاجة انا جايلك فى الطريق " و أندفع الثلاثة ناحية العربة و أنطلق محمود محدثا صريرا مزعجا نتيجة أحتكاك العجلات بالاسفلت و فى الشقة المجاورة لشقة الاستاذ معروف حسنين كانت ترقد أحسان محمد الزيات ممدده على الارض وسط بركه من الدماء و عيونها تطل بنظرة رعب هائلة تكشف عما لاقته قبل الوفاة و لكن لم يكن هذا كل شىء .......
يتبع
محمد محسن

الأربعاء، 20 يونيو 2012

رذاذ الدم 7

                                                  الفصل السابع : الانعزال
جلس وحيدا زائغ البصريفكر فى الخطوة التالية و قال محدثا نفسه " أكيد أكتشفوا اللغز و واقفين مش عارفين القصد منه أيه كل تفكيرهم هاينحصر فى اللى دخل الاوضة " و نظر ناحيه الطريق الواقع أمامه و قال " حسنا لابد من التجهيز للخطوة التاليه " و قام بأخراج هاتفه و طلب رقم ما .

قال محمود موجها كلامه لمحمد الرفاعى " بيتصل تانى و برده رقم خاص " فرد الرفاعى " رد عليه و أسمع اللى هايقولهولك ما تفتحش الاسبيكر علشان صوته هايبان و هايعرف " فقام محمود بالرد و قال فى صوت ثابت و قوى " مين معايا " فقال صوتا باردا يثير الارتجاف " النهاردة الساعة 8 مش هاتلحق تعمل حاجة ما تحاولش علشان هاتفشل " فقال محمود " انا ما بفشلش و هاحاول و هاجيبك " فقال صاحب الصوت البارد " ما تحاولش تخويفى الخوف نفسه بيخاف منى المهم الساعة 8 " و قام بأغلاق الخط.....
قال محمود " قالى الساعة 8 و مش هاقدر أعمل حاجة و قالى ما تحاولش تخويفى علشان الخوف نفسه بيخاف منى دا معناه أيه " فقال أسامة بصوت مرتعش " انا بقول نبلغ الداخلية يا جماعة " فقال محمود بنبرة غاضبة " و انا كمسرى يا حمار أنت ما تحاسب على كلامك " فقال أسامة " مش قصدى يا أخى قصدى نبلغ رئيسك مثلا حاجة تعرف تتصرف " فقال الرفاعى " هايقولهم أيه شوفنا طائر مدبوح و رقم خاص كلمنى و قال كلام مش مفهوم هايحطوه فى أقرب مصحة عقلية " فقال أسامة " أمال هانعمل أيه " فقال محمود " انا مش فاهم أيه اللى هايحصل الساعة 8 و أزاى مش هاقدر اوقفه " فقال الرفاعى " و مين قالك أن فيه حاجة هاتحصل الساعة 8 أصلا ؟ " فقال محمود " بقولك أيه انا على أخرى من القضية الزفت ديه و مش ناقص كلام مش مفهوم قول بصراحة و وضح كلامك " فقال الرفاعى بابتسامة خفيفة " مشكلتك انك عصبى و متهور دايما أيدك سابقة دماغك مع أنك ذكى جدا بص يا محمود القاتل عارفك و عارف رقمك و دى حاجة صعبة لو فكرت فيها و عارف انك هاتتهور و هاتصدق كلامه مع أنى ما اقدرش أأكد صحة كلامه من عدم صحتة المهم دلوقتى القضية ديه ما ينفعش يحلها غيرنا أحنا التلاتة لان ببساطة دخول طرف رابع هايهدم كل ده أحنا معانا نقطة تفوق و هى أن القاتل ما يعرفش بوجودى الحكاية واضحة جدا القاتل واحد مجنون قارى تاريخ جماعات تاريخية سرية و بيطبقه على أرض الواقع دلوقتى لو وافقتوا اننا نكشف الحقيقة يبقى لازم نروح أوضة معروف علشان أفهم كان بيدرس و بيحاول يوصل لايه موافقين " فقال أسامة " مع أنى مش ميال للاقتراح بس موافق " و قال محمود " هانلعبها بطريقتك بس اقسم بالله لو فشلت يا رفاعى .. فقاطعه الرفاعى " و الا هاتعرف تعمل حاجة لان أشراكى أصلا غير قانونى يعنى أنت اللى هاتتأذى مش أنا و بعدين انا ليه وضعى برده ما تستهونش بيه يعنى " فقال محمود بنبره غيظ واضحة " اتفضل يا دكتور محمد رفاعى " و فى الطريق كان رأس محمود مفعما بالاسئلة فقال الرفاعى بنبرته البارده " ما تفكرش كتير علشان ما تجهدش مخك على الفاضى مش هاتوصل لحاجة وفر مجهودك الذهنى لما تجمع أفكار كتيرة تقدر تفكر على أساسها " فقال أسامة " و أنت عرفت منين انه بيفكر أصلا " فنظر الرفاعى نظرة غريبة الى أسامة و قال له " انت متأكد أنك خريج طب ؟ " فقال أسامة " و انا كل ما أقابل واحد هايسألنى السؤال ده الكارنية أهه يا جماعة " فقال محمود بنبرة غاضبة " و انا فى حضانة أخرسوا خالص مش عايز أسمع صوتكوا " فصمت أسامة على الفور و قام الرفاعى بنفخ دخان سيجارته على محمود و قال " لو زعقت فيه تانى هامرمطك " فقال محمود بنبرة أعتذار للرفاعى " معلش يا رفاعى باشا حقك علينا ما أنت ليك وضعك ......
و عندما دخل الثلاثة الى الغرفة السرية لمعروف نظر الرفاعى و قال بصوت خفيض " كنت بتعمل أيه يا معروف أفندى " و جال بنظرة فى الغرفة و تعلق بصره بالتمثال الذى يمثل الانتصاف و قال " أية الفوضى ديه كلها ما فيش حاجة ليها علاقة ببعض " فقال محمود " يعنى ايه ما فيش أى حاجة تقدر تساعدنا هنا " فنظر الرفاعى نظرة ضيق و قال " أسكت شوية بقى و بطل التسرع ده سيبنى أركز " و قال بينه و بين نفسه " فوضى غريبة جدا ما فيش حاجة ليها علاقة بالتانية ما فيش حاجة مترتبة ما فيش حاجة فى مكانها الصح ما.... " و هنا لمعت فى ذهنه فكرة خاطفة فقال " ورقة و قلم حالا " فقام أسامة بأخراج ورقة بيضاء و قام محمود بأخراج قلم من جيبه و أعطى الورقة و القلم لمحمد الرفاعى الذى أختطفهم و بدأ فى خط بعض الكلمات و الرموز و قال الرفاعى بينه و بين نفسه " الانتصاف و السر الاعظم و التحرر من الجسد و الكلام دا كله مالهوش علاقة ببعض و لكن ممكن نقول أنه الهدف منه فتح طريق لحاجة معينه و الحاجة ديه مهمة بالنسبة للقاتل يبقى القاتل كان متأكد من اللى بيعمله معروف بس غلط فى تقدير الوقت و قتله قبل ما يتمها . و هنا قال بنبرة غريبة " القاتل عايز حاجة فى الاوضة ديه " فقال محمود " طب فين الاوضة كلها حيطة قصادك أهيه ما فيش حفرة و الا أى حاجة غايرة " فقال محمد " أكيد فى حاجة و أكيد برده هنا و..... " و هنا قام بالنظر الى الورقة و نظر الى الاعلى و قال محمود بنبرة أستغراب " فى أيه يبنى أتكلم " و لكن قام الرفاعى بالتحرك خطوات قليلة و عندما أصبح أسفل يد الكاهن مباشرة قام بالدق بكعب حذائه بقوة على الارض فأصدر صوتا مكتوما بفعل البساط الذى يغطى الارض فقام بأزالة البساط فوجدوا بابا صغيرا جدا ذو قفل رقمى فقال محمود " أيه اللى بيحصل معروف دا كان مين انا لازم أقرا تقرير التحريات عنه دا عامل زى التعبان " فقال الرفاعى بنبرة غامضة " أو المعلم " فقال أسامة " و القفل الرقمى هانفتحه أزاى " فقال الرفاعى " الشفرة فى منتهى الوضوح تحرر من الجسد لتعرف الطريق نحو البداية " فقال أسامة " مش فاهم " فقال محمود " و من أمته كنت بتفهم " فصاح الرفاعى بنبرة مرعبه " مش عايز صوت " و قام الرفاعى و قال " الشفرة فى منتهى البساطة القفل مكون من 3 حلقات رقمية الحلقة الاولى بتمثل منازل القمر اللى عددهم 8 يبقى أول رقم 8 الحلقة التانية بتمثل تمثال الانتصاف اللى هو جزئين يعنى نصفين يعنى 2 الحلقة التالتة بتمثل اللوحة و عدد الاشخاص اللى جواها الفرد و الكاهن و الملاك يعنى 3 يبقى المفتاح 8-2-3 و عندما قام بأدارة أول حلقة حتى وصل للرقم 8 سمعوا تكة خفيفة صادرة من تحت الارض و عندما أنتهى من ادارة جميع الحلقات حتى سمعوا صوت سلسلة رفيعة تنسل من أحدى البكرات و قام جزء صغير من الارض بالنزول و الغوص فى جيب داخلى و نظر الثلاثة الى داخل الفتحة و قال محمود " الكلام دا جميل أوى أوى " و قال أسامة " و دا معناه أيه " فقال الرفاعى " دلوقتى عرفت معروف كان بيعمل أيه " و بقى الثلاثة ينظرون داخل الفتحة و تعلو أعينهم الكثير من التساؤلات و الاستفسارات و لكن الوحيد الذى لمع شبح الابتسامة على وجهه كان هو محمد الرفاعى الذى قال موجها حديثه لآسامة " الظاهر أننا لازم نرجع للجثة تانى يا دكتور الظاهر أنك نسيت حاجة هناك "
يتبع
محمد محسن

رذاذ الدم 6

نظر كل من أسامة و محمود الى الجريمة المقززة التى جرت على المدخل السرى لحجرة معروف رحمه الله و كان أول من تحدث هو أسامة حيث قال " مش فاهم ليه اللى دخل الاوضة عمل كدا " فقال الرفاعى " تعالوا نروح أى مكان علشان نعرف نتكلم و نشوف هانعمل أيه " فقال محمود " طيب أستنى نشوف هانعمل أيه فى اللى بيحصل قصادك ده "  فرد أسامة " أنا هاروح أشيله " فقال الرفاعى " لو قربت منه هاتقتله " ..
كان القاتل يعرف ما الذى يفعله فلقد كان يتدلى من العارضة العلوية لدولاب الملابس طائر يشبه الصقر و لكن لونه أبيض ناصع البياض و كان يلتف حول رقبته نوعا معينا من السلك الشائك الذى جعله يتدلى كالمشنوق و عندما هم أسامة لانزاله فوجىء بأن الطائر مازال حيا و لكن الرفاعى قال له " التطهر الجسدى ... القاتل لف السلك بطريقة معينه بحيث أن أى حد ييجى علشان ينزل الطائر يدبحه و ينهى حياته لكن طول ما هو متعلق مش هايموت الا بعد ساعات لما يكون صفى دمه كله و طبعا أختار طائر ابيض علشان الدم لما يسيل على جسمه يبقى سبيل لتوصيل الرساله " فقال محمود " يعنى ايه هانسيب الطائر كده دا حتى روح يا أخى " فقال الرفاعى " و الله القرار فى أيدك و هى ديه المعضله ان ما فيش أتنين من البشر هاياخدوا نفس القرار و حتى لو أتفقوا هاغيفكروا يا ترى القرار صح و الا غلط و دا المقصود بالطريقة فى القتل و الله عايز تفكه و تنهى حياته أنهيها عايز تسيبه يواجه مصيره سيبه مع العلم أن السلك متهوى من فوق يعنى لو الطائر أتمسك بالحياة و فضل يفرك فى الهواء ممكن السلك يتفك و يعيش القرار فى أيدك " فقال أسامة " يعنى هو ممكن يعيش و لو أنا تدخلت يموت دا أيه الحيرة ديه " فرد محمد الرفاعى " النظام من الفوضى يا صديقى " فقال محمود " انا بقول نقتله " فرد أسامه " كفاية بقى عنف يا محمود باشا سيبه يواجه مصيره " فقال الرفاعى " واضح أن القاتل محظوظ علشان يقع مع أتنين زيكوا " و ذهب ناحيه الطائر و قام بالنزول تحته و قام بتثبيت مستوى تعلقه فى الهواء بواسطه كتفه و بيده الاخرى قام بفك السلك من أعلى العارضة و بهذا أنقذ الطائر بدون أن يلمس السلك أو يتسبب فى مقتله و قال " كدا هو نزل من المشنقه ممكن دلوقتى نسيبه يموت فى هدوء يلا بينا " فقال أسامة " يعنى ايه هايموت برده " فقال محمد الرفاعى " دا قدر ما نقدرش نوقفه الطائر هايموت لانه نزف كتير يلا بينا " و التفت فجأة ناحيه الطائر و قام بجذب السلك المعدنى فقام بقطع رقبة الطائر فقال أسامة " انت عملت كده ليه " فقال محمد الرفاعى " لو كنت سيبته كان هايتعذب أكتر ما أتعذب و فى نفس الوقت لو كنت أنى هاقتله كنت هاتقولى لا فهمت ليه " فقال محمود بنبرة غاضبة " هات كيسه و الا حاجة نحطه فيها و نرميه و أحنا نازلين انا عايز أعرف مين دخل هنا و عمل كده أنا هابلغ المديرية يبعتوا قوة علشان نشوف أيه اللى هايحصل يلا أتحركوا " و قام الثلاثة بالنزول الى اسفل و قام محمود بالطرق على باب غرفة البواب فقال البواب بصوت جهورى من الداخل " مين " فقال محمود بنبرة خشنة " حكومة أفتح الباب " ففتح البواب باب الغرفة خائفا و قال " أامرنى يا باشا " فقال محمود " فى حد غريب دخل العمارة فى الكام ساعة اللى فاتوا " فقال البواب " الكام ساعة يعنى قد أيه يا باشا " فقال محمود " حوالى 6 ساعات كده " فقال البواب " ايوة يا باشا فى واحد شكله غريب كده دخل العمارة و قالى أنه طالع عند الست أحسان " فقال محمود " شكله أيه " فقال البواب " طويل و رفيع كده يا باشا و دقنه متحدده كده زى الاستاذ ( و اشار الى الرفاعى ) و لا مؤاخذه صوته يخوف " فقال محمود " يخوف أزاى يعنى " فرد الرفاعى " كأنه بيطلع برودة من كلامه " فقال البواب مندهشا " صح يا باشا تحس كده أنه لا مؤاخذه مش طبيعى زى ما يكون ساحر و الا مخاوى اللهم أحفظنا كده يعنى " فقال محمود " الحكومة جايه دلوقتى علشان شقة الاستاذ معروف أتكسرت و دخلها حد هاتقولهم الكلام ده ماشى " فقال البواب " أمرك يا باشا حاضر " و خرج الثلاثه من العمارة و قاد محمود حتى وصلوا الى كافيتيريا هادئه فى أحدى مناطق الاسكندرية و قال محمود بمجرد جلوسهم " أيه اللى بيحصل يا رفاعى " فقال الرفاعى "الدافينشيين" فقال محمود " فهمت أنا كده ما تتكلم يا أخى على طول " فقال محمد الرفاعى " طبعا أنت عارف أن ليوناردو دافنشى كان رسام و طبيب و نحات و درس تشريح الجسم البشرى و عمل أول نضارة ثلاثية الابعاد فى التاريخ الدافنشيين هى أخوية سرية قديمة بتهدف ان ليوناردو دافنشى لو كان مات ففى 1000 ليوناردو دافنشى غيره الاخوية ديه بتسعى لفك الغاز ليوناردو دافنشى كلها و فى نفس الوقت الحفاظ على تراثه الخالد من الاعمال الفنيه الاخوية ديه أنتهت من حوالى 4 قرون لانها كانت جماعة تعتبر محظورة فى ظل عصور الظلام الاوربية " فقال أسامة " طيب و دا يفسر بأيه اللى بيحصل " فقال محمود " يعنى الاستاذ قصده يقول أن الدافنشيين هما اللى قتلوا معروف يعنى صباح الدماغ العالية ما طلعتش لوحدك اللى بتحشش يا أسامة " فقال محمد الرفاعى بنبره بارده " على فكرة انا ما يقولش الدافنشيين هما اللى بيعملوا كده لانى قلت أنها أنتهت و أندحرت من 4 قرون " فقال محمود " أمال قصدك ايه أتكلم دغرى بطل غموضك دا بقى " فقام محمد الرفاعى باشعال سيجارة و قال و هو ينفث الدخان " يعنى قصدى ان فى قاتل محترف مثقف جدا قرا تاريخ الجماعات اللى من النوع ده زى الدافنشيين و السفاحين اللى هما الاساسينز و بيقتل بنفس الطريقه و لو أعتبرنا أن ده صح و أعتبرنا أنى بقول كلام حقيقى يبقى حضرتك يا محمود باشا مستنى أتصال هايجيلك فى غضون حوالى 10 دقايق أو ربع ساعة دا لو أفترضنا أن البوليس وصل دلوقتى " فقال محمود " أشمعنه يا سيدى " فقال الرفاعى " لانه هايعرف أننا أكتشفنا دخوله و الطائر بس نقطة التفوق أنه ما يعرفش أنى معاك و دا هايساعدنا كتير فى حل اللغز بتاع القضية ديه " فقال محمود بنبرة ساخرة " و بعد كده نجيب قناه فوكس موفيس علشان نتابع الجزء التانى صح دا أنت أتجننت رسمى انت بتهيس يبنى أنت عبيط و الا شكلك كدا انا غلطان انى لجأتلك انا هاتهبب اشرب القهوة و أمشى جاى معايا أنت كمان و الا هاتفضل مع الرفاعى باشا " فرد أسامة بنبرة قلق " لا جاى معاك يا محمود بس أهدى أنت بس أهى القهوة جت " و أثناء شرب الثلاثة للقهوة كان محمود يدخن سيجارته و ينفث دخانها فى بطىء عندما أخترق السكون صوت محمد الرفاعى الذى قال " فاضل 10 ثوانى " فقام محمود بهز رأسه فى يأس و قال " و ماله " و هم أسامة بقول شىء و لكن قطع صوته فجأة رنين جرس الهاتف الخاص بمحمود الذى نظر نظرة خوف الى محمد الرفاعى و أخرج الهاتف ليجد الرقم الذى يطلبه رقم خاص فقال محمد الرفاعى بنبرة بارده " تمام هانبتدى من الجثه و الا من الاوضه "
يتبع
محمد محسن

رذاذ الدم 5

"أحنا فين كده يا محمود بيه " قالها أسامة بنبرة قلقة فرد عليه محمود " لا بقولك ايه أحنا داخلين عند واحد ربنا ما يوريك انا ساعات بقلق منه لولا القضية الفقر ديه انا ما كنتش جيتله بيته خالص اهدى كده و ما تبينش أنك متوتر او قلقان علشان ننجز و نمشى بدرى بدرى ماشى يا دكتور " فقال أسامة " طيب خلاص هات سيجارة انفخ فيها القلق " فقال محمود " أنت مش قولتلى ببطل و عملتلى فيها حمله التدخين يدمر الصحة و مستيكة بالنيكوتين و بتاع " فقال أسامة " هو انت هاتفتحلى تحقيق كل ما اجى اكلمك ربنا يكون فى عون مراتك " فقال محمود و هو يعطيه سيجارة " انا مش متزفت " فقال اسامة " خلاص خطيبتك " فقال محمود " و الا متهبب " فقال أسامة " الله يكون فى عونى يا سيدى يلا ندخل بقى و الا هانقضيها فى العربية " فقال محمود " هانقضيها و الله بتطور يا دكتور خليك معايا أسبوع بس و انا هارجعك المعمل الجنائى مجرم " و قام محمود بالنزول من السيارة و تبعه أسامة و هنا تمكن من قراءة اللافته بجوار باب الفيلا "" فيلا المعبد ( محمد الرفاعى ) "" فقال أسامة " هو شغال أيه يا محمود بيه " فقال محمود " مؤلف و باحث رموز تاريخية " فقال أسامة " تاريخ يعنى " فقال محمود " يخربيت عبقريتك عرفتها لوحدك " فقال أسامة " و دا هايفيدنا بأيه " فقال محمود " هاتعرف دلوقتى المهم ما تطولش معاه فى الكلام خالص " فقال أسامة " خلاص ماشى انا هاسكت خالص " فقال محمود " انا قولتلك اسكت انا قولتلك ما تطولش فى الكلام يعنى تتكلم زى ما أنت عايز بس على قد الغرض و بس ماشى " و قام محمود بالطرق على باب الفيلا فخرج بواب يبدو عليه أمارات الغضب و قال " نعم عايزين مين " فقال محمود " خش قول للدكتور محمود عمران عايزة " فقال البواب " ثانية يا أخ و جاى " فقال محمود " أخلص انت هاتصاحبنى روح قوله " فذهب البواب ناحية الفيلا و هنا قال أسامة " أسلوبك وحش أوى فى التعامل مع الناس " فنظر محمود اليه و قال " المرة الجاية هالبس البدلة الريدنكور بتاعه الخديو علشان اقابل و أتكلم مع بواب دا انت بنيئادم غريب " و هنا ظهر البواب و قال " الدكتور قالى اسألك سؤال و لو رديت هادخلك " فقال محمود " هو لسه فيه العادة الوسخة ديه اسأل يا سيدى " فقال البواب " بيقولك القلم كان على أنهى خد " فظهرت على محمود أمارات الغضب و صاح بصوت جهورى " اليمين يا واطى " فرد صوتا جفف الدماء فى عروق أسامة حين سماعه و قال " دخل الباشا يا حسن " و عندما وصل محمود الى الباب الامامى للفيلا نظر حوله فوجد أسامة يتخلف عنه ببضع خطوات فقال " أجمد و أوعى تخاف امال بتشرح جثث أزاى " فقال أسامة " الجثث ما بتتحركش و الا بتأذى لكن الاحياء بيعملوا أكتر من كده " و هنا سمعوا وقع خطوات تقترب ناحيه الباب من الداخل و فتح الباب رجلا فى أوائل الثلاثينات بدا لاسامة منذ الوهلة الاولى شيطان و تمثل فى صورة أدمية فقد كانت هيئته غريبة بدءا من شعرة الاسود المنسدل و لحيته الكاملة المحددة بعناية و قال حين فتح الباب " لسه معلم يا محمود و الا خف خلاص " فقال محمود ضاحكا " و الله لاحبسها أول ما أرجع " و تعانق الرجلان عناقا طويلا و قال محمود " دكتور أسامة دكتور طب شرعى و زميلى فى الشغل " فقال محمد " و ماله أهلا وسهلا الا قولى يا دكتور أيه أخبار الجثث على حسك " فقال أسامة محاولا تماسك صوته فخرج صوته كصوت الملوك " كويسين الحمد لله " و هنا جحظت عينا محمد الرفاعى و نظر خلف أسامة و قال " لا ما بيتكلمش عليك أنت " فجفل أسامة سريعا و نظر الى الوراء فى خوف فضحك الرفاعى و قال " أتفضلوا أدخلوا " و بعد الجلوس و أحتساء الشاى قال الرفاعى " طبعا أنت جايلى علشان عايز حاجة خير أدخل فى الموضوع " فقال محمود " جريمة قتل و مش عارف أحلها " فقال الرفاعى " ليه " فقال محمود " سبب الوفاة هبوط فى القلب و سحب كمية من الدماء تقريبا لنص الكمية فى الجسم يعنى قدام لغز كبير و غير كده أكتشفت من كام ساعة أوضة غريبة فيها نقوش و مجسم لحالات القمر و كتابات بلغة غريبة و كتب مكتوب عناوينها بصبغة دم و لوحات غريبة و قولت أجيلك يمكن تساعدنى " فقام الرفاعى باشعال سيجارة و نفث دخانها فى صمت و قال " لوحة الانتصاف موجودة " فقال محمود " يعنى اية الانتصاف " فقال الرفاعى " لوحة وش أنسان نصة أسود و نصة أبيض " فقال محمود " أيوه فعلا " فقال الرفاعى بنبرة مخيفة " و السقف " فقال محمود " أة لوحة على شكل دايرة برده عبارة عن واحد رافع ايده و التانى ميت و فى واحد تالت لابس ابيض كده " فقال الرفاعى " الا قولى يا دكتور الجثة كان الدم مسحوب منها أزاى يعنى مثلا جرح و نزف كتير أو مثلا نحر  رقبة و الدم نزف كتير برده و الا مثلا يعنى أبرة جراحية فى الدراع اليمين " فقال أسامة بنبرة خوف " الاخيرة أبرة طبية فى الذراع الايمن اتسببت فى سحب الدم " فقال الرفاعى " الاجابة اللى هاقولهالك أنا ما قولتهاش و انت ما جيتليش لو ما صدقتنيش اما لو صدقتنى يبقى قولى أنك معاك العربية دلوقتى علشان هاننتقل للبيت اللى مات فيه القتيل موافقين " فقال محمود " بس اقتنع الاول " فقال الرفاعى و قد هم بالنهوض " يبقى شرفت و أنست و كررها تانى ما عنديش كلام أقوله " فقال محمود " يا أخى أنت على طول كده خلاص موافق " فقال الرفاعى " اللى مات ما أتوفاش بشكل طبيعى اللى مات أتقتل و أتسحب منه الدم بعد وفاته علشان يبقى تطهر من الشرور و الاوضة ديه أتسرقت منها حاجتين أولهم لوحة رموز غريبة و تانيهم صينية و كاس بشكل معين انت دلوقتى أمام جماعة من الجماعات  الاكثر  كتمان للاسرار على الاطلاق لو الوصف بتاع الغرفة صح يبقى يلا بينا دلوقتى حالا علشان الجريمة ديه مش مجرد جريمة قتل .
و بعد ساعتان من القيادة الجنونية لمحمود عادوا الثلاثة مرة أخرى الى المنزل و قام محمود بفتح الباب و دخل على الفور محمد الرفاعى و قال " الاوضة فين " فقال محمود " أوضة النوم فى ضهر الدولاب على طول فأسرع ناحية الغرفة و عندما دخل الى الغرفة قال محمود " أستنى ما تفتحش الباب " فقال الرفاعى من داخل الغرفة " فات الاوان على اللى انت بتفكر فيه تعالى بسرعة " و عندما دلف محمود و أسامة الى الغرفة أحس أسامة بخدر يسرى فى قدميه حتى لم يعد قادرا على الوقوف فخر على ركبتيه و وقف محمود و هو يرتجف اما الرفاعى فذهب ناحية الباب و قام بالنظر اليه طويلا ثم قال " هنا بداية الطريق " و وقف اسامة مستندا على محمود و هو ينظر فى رعب ناحية الباب أما محمود فقد أحس بأن عقله غير قادر على استيعاب الموقف و أنعقد لسانه فى حلقه أما الرفاعى فذهب و وقف بجانبهم و قام باشعال سيجارة و قال " يلا بينا نروح أى حته لما نشوف هانتصرف أزاى "
و هنا وجه نظره ناحية الباب فوجد الباب ملىء بالرموز الغريبة و الكثر غرابة هى حالة القتل الموحشة الواقعة أمام الباب
يتبع
محمد محسن

رذاذ الدم 4

جفل محمود حينما أطال النظر داخل الغرفة و بجانيه كانت فرائص أسامة ترتعد من الخوف و بدأ محمود الكلام قائلا " شكل المرحوم كان مخزن أسرار و ما حدش عارف " فرد كريم قائلا " بقولك أيه يا محمود باشا ما تيجى نمشى و نكلمهم ييجوا " فقال محمود " أنشف شوية يا دكتور و سيبنى أعرف أيه ده "
كانت الغرفة عبارة عن غرفة مستديرة تتوسطها مائدة مستديرة ذات 5 مقاعد و فى المقابل كان هناك مكتبة جدارية عملاقة تمتلىء بكتب بدون عنوان و لكن بعض الكتب كتب عنوانها بصبغات تشبه الدم بصورة كبيرة و فى المقابل للمكتبة تقبع لوحة تمثل منازل القمر مع كتابات بلغة غريبة لم يستطيع اى منهم قرائتها و سقف الغرفة عبارة عن رسم فراغى يمثل قبه دائرية كبيرة بطول قطر الغرفة ككل مرسوم عليها لوحة غريبة فقد كانت اللوحة عبارة عن شخص نائم و هناك كاهن بدائى جدا بقرأ عليه بعض الصلوات و يده اليمنى مرفوعة و يقبع فى الخلفية شبحا أبيض لروح كاهن أخر بالاضافة الى بعض الامور الاخرى مثل لوحة عملاقة فى أحدى الجوانب بلغة غريبة أيضا و تمثال يمثل نصف وجة بشرى و النصف الاخر روحى فقد كان النصف البشرى مكسو يالسواد اما القسم الاخر فيكسوه اللون الابيض الباهت مما يدل على تطهره و هنا قال أسامة " فهمت حاجة  ؟ " فقال محمود " انت فهمت حاجة " فقال اسامة " الحقيقة لا " فقال محمود " يبقى ازاى هافهم حد قالك على كنت جوز أمه " فقال أسامة " تعالى نمشى دلوقتى و ما تجيبش سيرة لحد لغاية ما أشوف هانعمل أيه انا عندى صديقى ليه أطلاع فى الحاجات ديه و بيحضر ماجيستير فى حاجة شبههم كده تعالى نخرج دلوقتى بقولك أيه معاك لبان ؟ " فقال أسامة " أه معايا بس دا بالنيكوتين علشان ابطل سجاير " فقال محمود بنفاذ صبر " هاااااااات أى زفت يا أخى " فاعطاه أسامة واحده فمدغها محمود قليلا ثم الصقها على الباب بصورة أحترافية فقال أسامة " و أستفادت أيه كده " فقال محمود " ملعون أبو التعليم اللى دخل أمثالك طب و أمثالى شرطة علشان يا أستاذ يا دكتور لو الباب حد فتحه نعرف " فقال أسامة " متأثر بشغلك أوى أنت يا محمود بيه " فقال محمود بنبرة ساخرة " يا رب أنت كمان تتأثر بشغلك و تفوق شوية " و عندما خرجوا من باب الشقة و قام محمود بغلقها ببعض الشمع القديم قال شخص بنبرة جامده " أنتوا مين " فقفز أسامة من مكانه و التفت محمود فى هدوء و قال " و انت مال أهلك " فاتضح أن صاحب الصوت أمرأه فقال محمود بنبرة أعتذار " لا مؤاخذة يا مدام كنت فاكرك راجل نعم أى خدمة " فقالت " أنتوا مين " فقال محمود " نقيب محمود عمران و دكتور اسامة سلطان بنحقق فى قضية قتل الاستاذ معروف تحبى حضرتك نحلف و الا تشوفى البطايق ؟ " فقالت بنبرة اقل حده " متأسفة أهلا وسهلا ما تأخذنيش من ساعة الحادثة و انا متلغبطة " فقال أسامة بنبرة مواسية " البقاء لله يا مدام شدى حيلك و .... " و هنا قاطعه محمود بنبرة واثقة " حضرتك كنتى تعرفيه ؟ " فقالت المرأه " أنا مدام أحسان الزيات اللى قدمت البلاغ و أكتشفت الجثة الاستاذ معروف كان أعز صديق للمرحوم جوزى و لما مات جوزى كان دايما يوميا يسأل على و كان نعم الاخ و الجار يلا ربنا يرحمه " فقال محمود " انا ما شوفتكيش يوم الحادثة مع انك اللى قدمتى البلاغ " فقالت أحسان " لا فى واحد جه عندى الشقة جوا و اخد أقوالى " فقال محمود بعدما اشعل سيجارته " الا قوليلى يا مدام أحسان هو الاستاذ معروف كان شغال أيه ؟ "  فقالت مدام أحسان " اللى أعرفه أنه كان مدير عام فى شركة حكومة بس طلع عالمعاش فى نفس السنة اللى طلع فيها جوزى الاتنين ساووا معاشهم على سن 50 الكلام دا كان من 8 سنين و بعديها ب3 سنين جوزى اتوفى و من ساعتها و الاستاذ معروف طول النهار فى البيت و ما بنشوفهوش غير لما ييجى يسال على و يروح كل فترة للدكتور اللى بيتعالج عنده و طبعا كل أخر خميس فى الشهر " فقال محمود بنبرة أستغراب " اخر كل خمي فى الشهر ؟ اشمعنه اخر كل خميس ؟ " فقالت " كنت كل ما اسأله السؤال ده يضحك و ما يردش حتى ان الناس قالوا انه استغفر الله العظيم يعنى بس الشهادة لله عمرنا ما سمعنا عنه حاجة بطاله " فقال محمود " شكرا يا مدام أحسان معلش تعبناكى معانا اتفضلى " .

يعنى ايه أستغفر الله العظيم يا محمود بيه " قالها أسامة بنبرة استغراب فوضع محمود ذراعه على كتف أسامة و قال له " دكتور أنت كنت بتعمل ايه فى ثانوى ؟ " فقال أسامة " بروح الدروس و بذاكر " فقال محمود " يعنى عمرك ما مشيت مع بنت ؟ " فقال أسامه " مشيت مع كتير طبعا فى ثانوى و الكليه كنت ساعات بمشى انا و بنت خالتى و ساعات انا و أختى و ساعات أنا و ماما " فقال محمود " الصلاة عالنبى لا أنا قصدى يعنى عمرك ما علقت بنت مشيتوا عالكورنيش قولتلها بصى هناك و قومت خاطف واحده كده يعنى " فقال أسامة " أخطف واحده  ليه يا محمود بيه مش دى بنت ناس لما أخطفها ما دى تبقى جريمة " فقال محمود " الصبر يا رب طيب مثلا يعنى عمرك ما اتفرجت على فيلم المرأة و الساطور فيلم كده من بتوع شمس البارودى الحاجات بتاعة المراهقة ديه " فقال أسامة " أة اتفرجت على فيلم المرأة و الساطور و أتمتعت جدا كمان تخيل واحدة مالهاش مجال أكاديمى و فكرت تشرج الجثة بالقلب ده و الاتقان ده دى حاجة مش معقوله أصلا " فقال محمود " يا نهار اسود اتمتعت بالتشريح يا دكتور لا دا انت حالتك صعبة خالص استغفر الله العظيم اللى قالتها احسان قصدها يعنى ان الناس كانوا فاكرينه بتاع حريم و بيسهر سهرات مشبوهه من الاخر حرمجى فهمت ؟ " فقال اسامه " يا ساتر على ظن الناس يا ساتر بس أحب أطمنك الراجل ده كان نضيف و عمره ما عمل حاجة غلط من ساعة مراته ما توفت " فقال محمود " و أنت أيه اللى عرفك " فقال اسامه " و بتقولى ذكى و عمال تتنطط على من يومين مش أنا اللى شرحت الجثة أكيد أعرف يعنى اللى انا بقولهولك " فقال محمود " و أنت تقدر تعرف أذا كان كده و الا لا " فقال أسامه بنبرة ثقة " طبعا أمال أيه دا شغلى " و هنا وقف محمود و قال " راجل نضيف و مالهوش فى السهرات المشبوهه و بينزل كل أخر خميس فى الشهر يعنى غالبا القمر بيكون هلال او محاق و أحنا شوفنا فى بيته منازل القمر دا غير الحاجات الغريبة التانية يبقى أكيد نزولة يوم الخميس ليها علاقة بحاجة " فقال أسامه " فعلا صح يا محمود بيه " و هنا وقف محمود و قال " يبقى لازم اعرف كان بيروح فين اركب يا دكتور عندنا مشوار مهم جدا لازم نروحه " و بعد مرور ساعتان من القيادة الجنونية لمحمود وصلوا الى منطقة منعزلة بالقرب من الكيلو 26 طريق الساحل الشمالى و قام محمود بدخول شارع رئيسى و قام بالتوقف أمام فيلا صغيرة من طبقين و عندما قرأ اسامة اللافته الموضوعة على باب القصر فهم سبب مجيئهم الى هذة البقعة بالذات "

يتبع
محمد محسن

رذاذ الدم 3

                            الفصل الثالث : مسرح الجريمة
خرج النقيب محمود من المشرحة و تبعه الدكتور أسامة و بمجرد خروجهما أشعل النقيب محمد سيجارة و نفث دخانها فى حيرة و قال " جثة غريبة أوى " فقال الدكتور أسامة " انا حاسس اننا لو رجعنا لمسرح الجريمة هانلاقى حاجات كتير أوى ممكن تفيدنا " فقال محمود " فى أيه يا دكتور ما انا قولتلك اننا فحصنا مسرح الجريمة كويس جدا و ما لقيناش أى دليل أيه هانكدب على سعادتك يعنى و الا أيه " فرد أسامة " لا تكدبوا و الا أكدب يا محمود بيه المشكلة ان القضية كلها بالنسبالك قضية قتل و خلاص انما بالنسبالى فهى .." و هنا قاطعه محمود بنبرة غاضبة " هى أيه يا دكتور يكونش المتوفى جوز خالتك مثلا ما أحنا الاتنين بنعمل شغلنا على أكمل وجه أهه و ما روحناش بيوتنا بقالنا 17 ساعة ما كلنا عايزين نخلص مش أنت لوحدك " فرد أسامة بنبرة غريبة " انا من ساعة ما شوفت الجثة ديه و انا حاسس أحساس غريب أوى يا محمود باشا حاسس انى لازم أجيبلها حقها " فنظر محمود نظرة سخرية و قال " حق أيه و بتاع أيه مالك يا عم محسسنى انك مصطفى كامل ليه كده ما كلنا مضغوطين بس هانعمل أيه ظروف شغلنا منيلة بستين نيلة نقعد نرغى بقى و نعيد و نزيد زى النسوان روق كده و تعالى أعزمك على فنجال قهوة قبل ما نفصل من بعض تعالى " و بينما كانوا يحتسون القهوة الساخنة التى شعروا بأنها تعمل على مسح جميع الذكريات الموجودة فى المخ قال أسامة موجها كلامه لمحمود فقال " بس أنا عرفت انك منقول جديد يمكن من شهر بس كانت خدمتك فين الاول ؟ " فقال محمود بنبرة أراد أن تظهر ساخرة " دا أنت اللى بتعمل تحريات عنى بقى هما أيه درسولكوا فى طب مواد جنائى ؟ " فقال أسامة " لا و الله دا أنا عرفت كده مش فاكر مين اللى اتكلم قصادى " فقال محمود " كنت فى حتة أرياف جمب كفر الشيخ " فقال أسامة " و انا بردة كنت فى مكان أرياف جمب كفر الشيخ فى التكليف بتاعى كانت أيام جميلة جدا " فقال محمود " أه جميلة و ماله بقولك أيه يا دكتور خلينا فى الشغل تفتكر الجريمة ديه هاتتحل و الا هاتطلع روحنا " فقال أسامة " بص بقى انا هاحكى و عايز تصدقنى صدقنى أنا أمبارح حلمت حلم غريب أوى جالى معروف و قالى الدور التالت فى الصندوق و سابنى و مشى " فأشعل محمود سيجارة و انفجر ضاحكا و قال " بقولك يا دكترة أنت بتضرب ويى و الا أيه " فقال أسامة بنبرة عدم فهم " قصدك بلعب ويى " فضحك محمود و أخذ يسعل حتى ظن أسامة أن قلبه سيلفظ من فمه فى السعلة القادمة و قال محمود بعد أنتهاء نوبة السعال " يا نهار أسود دا انت على نياتك قوى يا دكتور مش عارف الفرق بين الويى و الويى يا خرابى " فغضب أسامة و نهض و سار ناحية باب الخروج فقام محمود يتبعه و هو يضحك و قال " تعالى بس يا عم حقك على انا كنت بهزر و الله تعالى بس كملى الحلم " فقال اسامة " مش اطفال أحنا يا محمود باشا انا مش هاكذب عليك " فقال محمود " خلاص يا عم انت هاتعيط بهزر مالك فيك أيه طيب يا سيدى انا شايفك ميال انك تروح الشقة نخلص القهوة و نستخرج أذن و نروح انا و انت يا عم موافق " فقال أسامة " ماشى يا محمود باشا بس بلاش الهزار البايخ ده مرة تانية " فانفجر محمود ضاحكا مرة أخرى و ذهب فى نوبة سعال طويلة ......

بعد مرور ساعتين ....

" سمى يا دكتور و خش برجلك اليمين ههههههه " قالها محمود و هو يدخل الى مسرح الجريمة و دلف وراءه الدكتور أسامة و ان كان يبدو عليه القلق و التورتر و الخوف و قال " بص يا محمود بيه " فقال محمود " خليها محمود و خلاص " فقال أسامة " مش وقته يا أخى المهم تفتكر أيه الدور التالت و الصندوق اللى اتكلم عنهم معروف فى الحلم " فقال محمود " حلم مين يا عم انا جاى ادور تانى علشان انا عايز أدور سيبك من التخاريف ديه يا أسامة انت هاتستهبل و الا أيه كبر مخك شوية يا أخى و دور معايا على أى حاجة تنفعنا كدليل لما نشوف أخره القضية السودا ديه " و بدأ محمود البحث و بجانبه أسامة و كان محمود يردد بينه و بين نفسه " هالاقيك هالاقيك ما فيش جريمة كاملة " و بعد انتهاء البحث فى الصاله قال محمود " تعالى نروح أوضة النوم جايز نلاقى حاجة " و عندما دخل الاثنان الى غرفة النوم قال محمود " ايه الاوضة الغريبة ديه فى أوضة نوم بالصغر ده " فقال أسامة " و انت جاى ترفع مقاسات يا محمود باشا " فنظر محمود نظرة غريبة و قال " ههه لا حلوة ما أنت كويس أهه امال بيقولوا عليك رخم ليه " فنظر أسامة الى الارض و قال " أسف يا محمود باشا " فقال محمود " و الا يهمك و بعدين تعالى قولى صحيح هو انت عايز تلا......" و صمت فجأة مما جعل أسامة يتسائل فى رعب " مالك يا محمود بيه " فقال محمود " بص عالحيطان كده " فنظر أسامة فوجد كمية كبيرة من الطلاء تتشقق عن الجدار فقال " عادى خالص ما فيهاش حاجة غريبة يعنى " فقال محمود " أشمعنة الجزء ده ؟ " و أشار ناحية الجدار الذى يحتل معظمة دولاب ملابس عتيق فقال أسامة " يمكن ما فيهوش رطوبة " فذهب محمود و قام بالطرق عليه فصدر صوت يشبة الطرق على الخشب فقال " فى حاجة ورا الخشب ده " فقال أسامة " هاتلاقية مجرد ديكور بس يا باشا " فقال محمود " لا فى فراغ كبير وراه تعالى نزيح الدولاب " و قاموا بمحاولة تحريكة و لكنه ظل ساكنا بالرغم من محاولات الدفع التكررة فقال محمود و هو يلهث " تعالى نفضيه الاول " و شرعوا فى أخرج الاشياء من الخزانة و القاءها على السرير المقابل حتى صدرت عن اسامة أنة فزع حافته و نظر الى محمود قائلا " محمود بيه الدور التالت فى الصندوق " فضحك محمود و قال " ما أعيش و الله لو معايا حرز كنت لفيتلك سيجارة و اديتهالك " فقال أسامة " على فكرة دى طلعت جد " فنظر محمود ناحيته فوجده يحمل بين يديه صندوقا صغيرا يبدو من هيئتة أنه يعود للقرون الوسطى فقد كان ملىء بالنقوش الغريبة و الطلاسم فقال أسامة " دا مقفول و مالهوش حتى شق بسيط نقدر نفتحة بيه دا زى ما يكون صب كله فى بعضه " فقال محمود " هاته كده . و بعد أن تناوله قام بالطرق عليه فظهر صوت فراغ فقال لا يا دكتور دا فاضى من جوا و أكيد فى حاجة جواه خليه دلوقتى يلا بينا نزيح الدولاب " و بعد محاولات مضنية لم يستجيب الدولاب بالرغم من أفراغه لمحاولات تحريكه و هنا لاحظ أسامة شيئا فى داخل الدولاب فقال لمحمود " شيل كدا الرفوف معايا " و بعد الانتهاء من نزع الرفوف اكتشف محمود ان ظهر الخزانة لا تحتوى على خشب من نفس نوع خشب الخزانة و لكنها فى الحقيقة بابا صغيرا من الواضح انه يفتح على غرفة صغيرة خلف الخزانة و وجد قفلا صغيرا فقال أسامة " و دا مفتاحه فين بقى " فقال محمود " مفتاح ؟ مفتاح و الله انت شكلك دخلت الطب بواسطة " و أخرج محمود مسدسه و قام بأمساكه بنوع من الاحترافية بحيث يصبح مطرقة صغيرة و قام بالطرق بقوة على القفل الذى أنهار بعد الضربة الثالثه و فتح محمود الباب فوجد ضوءا ضعيفا بالداخل رأى محمود بواسطته ما لك يكن فى الحسبان و عندما نظر أسامة الى الداخل أبيض وجهه من فرط الخوف و قال " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " و هنا أدرك محمود انه من المستحيل الانتهاء سريعا من هذة القضية
يتبع
محمد محسن

رذاذ الدم 2

                             الفصل الثانى : النظام من الفوضى
وقف النقيب محمود عمران بجانب الدكتور أسامة يحدقون فى الجثة الممددة أمامهم و ظل الصمت سائد فترة طويلة حتى قطعه أسامة قائلا " فى حاجة غريبة مش فاهمها لحد دلوقتى لو افترضنا ان القاتل أتخانق مع المتوفى اللى قصادنا و اتعاركوا و القاتل كان معاه أله حادة هجم بيها على معروف و هى اللى أتسببت فى الجرح اللى فى الكف الايسر زى ما انت واخد بالك الجرح مفتوح بشفرة مش سلاح حاد بدليل انتظام قطع الجلد يعنى احنا قصاد جرح تم يا أمه بقطر يا أمة بمشرط جراحى و بعدين لو بصيت على الخدوش اللى على الذراع الايمن هاتلاقيها خدوش تقريبا السبب فيها نفس الاله اللى اتسببت فى الجرح بتاع الكف الشمال و الزرقان اللى حوالين المعصم اليمين لو افترضنا ان القاتل مسك معروف علشان يثبت أيده لحد ما يحط الابرة اللى اتسببت فى سحب الكمية الكبيرة من الدم اللى اتسببت فى الوفاة هانلاقى نفسنا قصاد جريمة فوضوية أوى يعنى تمت بفوضى و فى لحظتها بس اللى هايجننى أزاى حاجة بالفوضى ديه و تتم بطريقة القتل الاحترافية ديه طريقة القتل استحالة تنتج فى لحظتها لازم يكون مترتبلها من قبل كده بكتير " و هنا التفت محمود و قال " بقولك يا دكتور التقرير النهائى فين " و فجأة قام أحدهم بالطرق على باب المشرحة و دلف الظابط حسن القفاص الذى قال " محمود باشا تم أستدعاء قرايب المتوفى مالهوش غير أبن وحيد بس كان ساكن فى القاهرة و كان بيجيلة فى الاجازات و أول ما عرف نزل الاسكندرية على طول  غير كده مالهوش حد " فقال محمود " طيب انا جاى ، دكتور أسامة يا ريت أول ما التقرير ييجى تبعتلى نسخة منه " و هنا ذهب محمود الى مكتبه فوجد شابا فى منتصف الثلاثينات يدخن سيجارته فى عصبية شديدة و هنا قال محمود " البقاء لله " فرد الشاب " حسين معروف أبن المتوفى " فقال محمود " طبعا عرفت اللى حصل كله " فقال حسين " بابا كان مالهوش علاقات بحد خالص غير جارتنا الست أحسان و كان من النوع اللى ما بينزلش من البيت ازاى حصل كده " فقال محمود " الوالد كان بيشتكى من أمراض " فرد حسين " انا بكاليريوس علوم قسم طبيعة نووية بابا الله يرحمه كان عنده القلب و كان بيشتكى ساعات من مرض معين فى الدم زى الانيميا أو فقر الدم او حاجة طبيه المهم ان نسبة الاكسجين فى الدم ما كانتش بتوصل بصورة منتظمة للخلايا فى الجسم علشان كده دايما كانت فيه مناطق ما بيوصلهاش دم كفاية و كانت بتبقى زرقا على طول دا غير أنه كان من فترة للتانية بيتنقله دم تبع الدكتور اللى كان بيتعالج عنده و ....." و فى هذة اللحظة طرق أحدهم على الباب و دخل العسكرى و قال " فى واحد برا عايزك يا باشا بيقول انه عنده معلومات فى القضية " فقال محمود " دخله يبنى اما نشوف حكايته " و هنا دلف رجل فى اواخر الخمسينات و قال " دكتور جلال عبد الواحد أستاذ أمراض الدم و الطبيب الخاص بالمتوفى " فقال محمود " أهلا يا دكتور اتفضل استريح يا ريت يكون عندك أدله مفيده " فقال الدكتور " معروف الله يرحمه كان صديق من 30 سنه و انا اللى كنت متابع حالته من الاول خالص فى الفترة الاخيرة المرض ذاد عليه جدا بسبب التدخين الشره اللى كان بيدخنه و ظهرت عليه فى الفترة الاخيرة كلام غريب عن دوا جديد و محاوله للشفاء و كلام غريب جدا و لما سألته لما كان عندى يوم الحادثة قالى ان كل حاجة فى طريقها للنهاية " و هنا قال محمود " هو كان عندك يوم الحادثه " فقال الدكتور جلال " أيوة كان جايلى علشان أخر تحليل عمله أظهر انه محتاج نقل دم فكان عندى علشان انقلهوله " و هنا قال محمود " يعنى اثر الابرة الجراحية اللى فى دراعة اليمين من عند حضرتك " فقال الدكتور جلال بنبرة أستغراب " دراعه اليمين... لا يا أفندم كان فى دراعه الشمال انا متأكد " و هنا دخل الى الغرفة الدكتور أسامة و قال لاهثا " تعالى معايا ضرورى يا محمود بيه " و هرع الاثنان فى الردهة الطويله حتى وصلوا الى المحفة الموضوعه عليها جثة معروف و هنا قال محمود " فى أيه يا دكتور مالك " فقال الدكتور أسامة " الخدوش اللى على أيدة كانت عبارة عن حروف متلخبطة لما رتبتها لقيتها fear ما كنتش أخد بالى من حاجة فى الجسم من كتر السهر أمبارح المريض ما أتقتلش بسحب الدم بس المتوفى قبل ما يموت اتلقى صدمة شديدة او رعب كبير و بصفته مريض قلب فأى مجهود أو أى انفعال ممكن يؤدى للوفاة اول ما قريتها لاحظت جحوظ العين بالصورة ديه كأنه بالظبط شاف حاجة مرعبة او عاش تجربة سودا هى اللى ادت للوفاة بالاضافة لسحب الدم و اكتشفت حاجة تانية كمان " فقال محمود و هو ينعت الدكتور اسامة فى سره بأسوأ اللعنات " اتكلم يا دكتور مرة واحده " فقال أسامة " جرح الكف الشمال قدر حدوثه قبل الوفاة بنص ساعة او 40 دقيقة " فقال محمود بنبرة عدم الفهم " يعنى أيه " فقال أسامة " هو فرض مش أكتر " فقال محمود " اتكلم يا جدع أنت و أخلص " فقال أسامة " يعنى أحنا قدام اتنين واحد اتعارك و جرح و التانى قتل و كتب حاجات تدلنا على مفاجأت جديدة يعنى أحنا قصاد نظام مخلوق من فوضى "
و هنا ظهرت على محمود علامات عدم الفهم و لكنه تأكد من أمر واحد و هو أنه أمام جريمة غريبة .......
يتبع
محمد محسن

رذاذ الدم

                     الفصل الاول : وفاة طبيعية و لكن

أخترق صوت بوق سيارتى الشرطة و الاسعاف سكون الليل البهيم فى هذة المنطقة الهادئة جدا فى قلب الاسكندرية فقد كان الوقت يتجاوز الثانية بعد منتصف الليل حين توقفت سيارة الشرطة و بجانبها سيارة الاسعاف و ترجل المسعفون يحملون المحفة و هرعوا الى الطابق الثالث و فى هذة الاثناء كان الضوء الاحمر لسيارة الشرطة يحيل ظلمة الليل الى نور وهاج كشف عن وجه النقيب محمود  عمران و هو يشعل سيجارته و يتجه الى الشقة المذكورة فى البلاغ رقم 1213 المقدم من السيدة أحسان محمد الزيات التى يفيد بأنها سمعت صوت ضوضاء عنيفة يأتى من الشقة المجاورة و عندما هدأت الاصوات خرجت لتطمئن على الاستاذ معروف حسنين القاطن بالشقة المجاورة و قامت بطرق الباب عدة مرات و لمدة طويلة مما دفعها الى مناداة البواب و كسر الباب فوجدت الاستاذ معروف و هو يرقد جثة هامدة على الارض و هنا اتصلت بالشرطة و الاسعاف عندما لاحظت وجود خدوش دامية على كفى و ذراعى الاستاذ معروف و بالطبع قام النقيب بأصطحاب قوة من رجال الشرطة و هرعوا الى مكان الحادث و عندما وصل النقيب محمود عمران الى الجثة جثا على ركبتيه و حدق فى المتوفى
كان المتوفى يتجاوز سن الخمسين ببضع سنوات .. شعرة الابيض يكسو رأسه بالكامل بل و يكاد يقارب كتفيه .. يرقد مفتوح العينين و على وجهه نظرة من كان يستعطف أحدهم .. يوجد جرح دامى فى كفة الايسر و بعض الخدوش الدامية على زراعه اليمنى مما يوحى بالكثير من المقاومة على الارجح استمرت المقاومة فترة طويلة بسبب تحول لون الجلد الى الازرق من حول الساعد دليل على أن أحدهم أحكم قبضته على ساعد المتوفى و منع وصول الدم لهذة المنطقة .. نهض النقيب محمود و أشعل سيجارة أخرى و هنا هتف أحدهم من خلفه
" احنا هاننقل الجثة يا باشا للمشرحة و دكاترة المعمل الجنائى وصلوا و طالعين ورايا أى أوامر تانية يا باشا " فقال محمود " أه عايز المصور ييجى هنا دلوقتى بلغه أنى عايزة " فرد العسكرى " تحت أمرك يا باشا " و عندما جاء المصور قال محمود " عايز صور للجثة من جميع النواحى ما تسيبش جزء الا لما تصوره و ابقى ابعتلى الصور بعد ما تتحمض " و بعد نقل الجثة و الانتهاء من العمل قام رجال الشرطة بتشميع المنزل لحين الانتهاء من التحقيق و قام النقيب محمود فى صباح اليوم التالى بأستعجال تقرير الطب الشرعى و بعد أن قام رجال الشرطة بأستدعاء أهل المتوفى و التعرف عليه ذهب الدكتور أسامة سلطان الى مكتب العقيد محمود و عندما أخبر العسكرى محمود بحضور الطبيب قال محمود " خليه يدخل يبنى بسرعة " و عندما دخل الطبيب الى الغرفة قال " السلام عليكم يا محمود بيه قالولى انك مستعجل التقرير " فقال له محمود " عايزين نخلص من الفيلم ده ورانا اشغال يا دكتور و انتوا يومكوا بسنه " فرد أسامة قائلا " لا و الا سنه و الا حاجة التقرير المبدئى طلع سبب الوفاة هبوط مفاجىء فى القلب نتج عنه الوفاة " فقال محمود " هبوط أيه و بتاع أيه فى خدوش حوالين أيديه و فى جرح فى الكف الايسر يا دكتور دى شبهه جنائية يا دكتور " فقال أسامة " بدون عصبيه بس انا بقولك دا التقرير المبدئى مش النهائى ممكن مع التشريح نكتشف حاجة تانية " و فى صباح اليوم التالى دخل محمود الى مكتبه فوجد دكتور أسامة سلطان فى انتظاره فقال النقيب محمود " صباح الخير يا دكتور أيه اللى فكرك بيه عالصبح كده اللهم أجعله خير " فقال أسامة " محمود باشا انا ما نمتش من أمبارح و اول ما النهار طلع جيتلك على طول انا جايلك من المشرحة على هنا على طول الوفاة طبيعية زى ما قولتلك و لكن ..." فقال محمود " هى فيها لكن يا دكتور دى وفاة مش فنجال قهوة " فقال أسامة " السبب فعلا هبوط فى القلب و الوفاة تبدو طبيعية و لكن فى كمية الدم ناقصة حوالى النص او اكتر و فى أثر لابرة جراحية فى الدراع اليمين " فقال محمود " تقصد يعنى " فقال أسامة " بالظبط فى جريمة قتل بأستخدام الطب القاتل صفى الدم بأحترافية عاليه و بتقدير موزون علشان تبدو الوفاة طبيعية " فقال محمود يعنى تقصد أنه " فقال أسامة مقاطعا أياه مرة أخرى " بالظبط الوفاة مش طبيعية "

يتبع
محمد محسن