بعد مرور نصف ساعة امام البحر و انفاس
الدخان الدافئة تثير من حولى جوا من السكينة و صوت أم كلثوم الدافىء يشدو
بأجمل الحانها على الاطلاق ( حيرت قلبى معاك ) جلست أتأمل البحر و اداعب
بقدمى حبات الرمال البارده على الشاطىء .. كانت القهوة بسيطة للغاية ( كرسى
خرزان و طقطوقة معدن صعيرة ) أحتلت صينية الشاى معظم الطقطوقة و فى المكان
الصغيرالمتبقى وضعت علبة السجائر و الولاعة ... أغمضت عينى للحظة و انا
أستمع لصوت أم كلثوم وأحاول الانفصال عن العالم بعد حوالى ربع ساعة قال
صوت أجش من جانبى " يلا يا غالى اتكلنا على الله " فتحت عينى لأفاجأ بالضوء
الخافت جدا و الظلمة المعتمه لوقت الفجر و بالنشاط المفاجىء فى القهوة
فقد كان هناك حوالى عشرة من الصيادين بزيهم البسيط يستعدون للذهاب للصيد
كالعادة فى مطلع فجر كل يوم و ...
أسمحولى اتكلم من دلوقتى بالعامية الاسكندرانية :-
قال الصياد الاكبر فى السن " يلا يا محمد سلك الغزل بسرعة " و قال أخر " المسبحة و الارمة يا طارق " وقال الاخر " طعم فل بضمير مش قاطعه من لحمك الحى انت " و قصادهم كانت المركب الكبيرة نسبيا اللى هايركبوا عليها جه واحد فيهم و قالى " أيه يا أستاذ انت ايه اللى مقعدك هنا دلوقتى شكلك مش صياد صياد مين دا انت بقميص و بنطلون " فقلت " عادى يا جدع و ماله كيفى اقعد هنا صباحك فل " فقال " عادى يا غالى تأمرنى أخوك عباس " فقلت له " أخوك محمد " فقال " الريس علاء النهاردة وشه مكرمش اصله زعلان من ليلة أمبارح " فقلت له " و ايه اللى مزعله من أمبارح " فقال " اصل حسن الدمرداش قطعه فى الطاولة شيلة 3 صايمه عالسخاان كده " فقلت له " يا لهوى 3عشرات صايمة دا الريس اتخرتأ خالص " فقال " أوعى تقوله أحسن يأريف و يقلبلنا اليوم احنا طالعين على بحر " فقلت له " يا سيدى و انا أقوله ليه " فقال " ألولا طارق أمبارح نسى المسبحة على الشط و طلعنا من غيرها لما عرفنا كنا هانرمو أمه فى المالح بس و المرسى أبو العباس لولا الريس علاء قالى خلاص عيل طرى أصله دماغه مش فيه البت سميرة طيرتله البرج اللى فاضل من دماغه " فقلت له " أكيد سميرة فرس طبعا علشان تقلبله حاله كده " فقال " أيوووووووة يا حمادة البت زى فلقة القمر بدر منور بنت الجنية " فقلت له " طي حاسب بس دى بتاعه صاحبك ما تزيطش فيها " فقال " لا أنى مش بنزيطوا دا انى نبقى راجل عايب لا مؤاخذة لو فكرنا كده " فقلت له " عداك العيب و أزح " فقال " اصله أول أمبارح كان بيكلم الحاج محمد اللى بيسلك الغزل هناك ده أصل ده يبقى جوز خالت البت سميرة و كان عايزة يزقله الموضوع شويتين مع أبوها أصلى ابوها العياز بالله وش أمه كالح و عايز نولع فى أمه بتينر و هو حى " فقلت له " ربنا يسهله الحال يا عباس خدلك سيجارة " فتناول السيجارة و نظر اليها و قال " ال أم أحمر أيوة يا جدع دا انت غنى قوى " فقلت بينى و بين نفسى " عينك تدب فيها رصاصة انا ناقصك الله يحرقك " و قلت " لا عادى امال انت بتشرب أيه " فأخرج لى العلبة البوكس الابيض و قال " بتاعه العمر الطويل " فقلت له " عندك حق انت كده صح " فقال لى " ما تيجى معانا الطلعة ديه انا قلبى انفتحلك و حسين كأننا نعرفوك من زمن " فقلت له " انتوا هاتتأخروا " فقال لى " على قبل الضهرية هانكون حاطين هنا أن شاء الله " فقلت له " طب و الريس هايوافق " فقال لى " بص انى هانسستمه مالكش فيه " و بعد مرور حوالى ربع ساعة قال لى عباس " يلا يا أستاذ محمد هانعيشوك أحلى ساعات فى عرض الميا " و قال الريس علاء بصوت جهورى " اللهم صلى عالنبى شدينا يا رب و رميناها عليك أرزق يا رزاق يا حى و تواب حى ما نمتش و الا عمرك غفلت عن الغلابة " و صاح الرجال من حوله و بالفعل ذهبت ناحية المركب الصغير لكى أركب فيه و مشينا فى المياة حوالى 10 دقائق حتى وصلنا للمركب الكبير نسبيا و بمجرد صعودهم مد عباس يده ألى و قال " يلا بينا " فأمسكت بيده و افلت قدمى و لكنى لم أستطيع الوصول الى المركب فقد شعرتن فجأة بيد تنقر على كتفى فأفلت يدى و اصطدم وجهى بالماء و ....
يا أستاذ يا أستاذ يا أبنى انت قاعد عالكرسى بتاعى " كان قد كبر قليللا و ظهرت علامات الشيب واضحة على وجهه فجفلت و قلت له " الريس عباس " فقال لى " انت تعرفنى يا أستاذ " فقلت له عندما أدركت أنها كانت كالمرات الماضية مجرد حلم يقظة أو شيئا أخر لا أستطيع فهمه " لا ابدا بس تقريبا شوفتك قبل كده اتفضل انا كنت ماشى أصلا " فقال لى " ازاى و المرسى ما ينفع اقعد نشربوك شاى شاى هنا يا حبيبى " فقلت له " لا و الله معلش مستعجل خلينا مرة تانية " فقال لى " و المرسى ما ينفع " فقلت له " ان شاء الله لينا قاعدة سلام عليكم "
و بينما كنت أعطى الحساب للقهوجى قلت له " هو الريس عباس ما بيقعدش الا عالكرسى ده و الا أيه ما القهوة فاضية أهيه " فقال القهوجى " لا اصل الكرسى ده حكايته حكايه الريس عباس بعد ما بطل يصطاد و فتح محل ادوات الصيد و محل البقالة و هو بييجى يقعد هنا بالساعات و يكلم البحر أصل بعيد عنك فى أخر مرة كان طالع يصطاد هو و اللى معاه أيام ما كان تحت أيد الريس علاء الف رحمه و نور عليه المركب غرقت و كل اللى معاه ماتوا قصاده ما عدا هو الكرسى ده بقى بيقعد عليه من 10 سنين و ما بيبطلش كلام و أى حد ييجى يقعد عالكرسى سبحان الله مسمار يعوره فى رجله البنطلون يشبك فى الكرسى و يتقطع حاجة غريبة تحصل حتى انى استغربت لما لقينا حضرتك قاعد عليه و ما حصلكش حاجة " فقلت له " و مين قالك ما حصليش حاجة المهم قولى الريس عباس بييجى هنا كل يوم " فقال لى " كل يوم من أول الساعة 12 بليل لحد قرب الفجرية كده هو اتأخر النهاردة شوية بس زى ما أنت شايف الساعة بقت 4.5 الفجر " فنظرت الى ساعتى مذعورا و قلت فى قرارة نفسى " يا خبر أسود انا قافل التليفون و زمانهم قالبين الدنيا فى البيت دلوقتى ربنا يستر " فقلت له " طيب ابقى لما ييجى يقوم قله طارق خطب سميرة و الا لسه ممكن " فقال لى " عينيا الاتنين اه نسيت أقولك الريس عباس مشهور هنا بأنه ( مخاوى البحر )
تمت
محمد محسن
أسمحولى اتكلم من دلوقتى بالعامية الاسكندرانية :-
قال الصياد الاكبر فى السن " يلا يا محمد سلك الغزل بسرعة " و قال أخر " المسبحة و الارمة يا طارق " وقال الاخر " طعم فل بضمير مش قاطعه من لحمك الحى انت " و قصادهم كانت المركب الكبيرة نسبيا اللى هايركبوا عليها جه واحد فيهم و قالى " أيه يا أستاذ انت ايه اللى مقعدك هنا دلوقتى شكلك مش صياد صياد مين دا انت بقميص و بنطلون " فقلت " عادى يا جدع و ماله كيفى اقعد هنا صباحك فل " فقال " عادى يا غالى تأمرنى أخوك عباس " فقلت له " أخوك محمد " فقال " الريس علاء النهاردة وشه مكرمش اصله زعلان من ليلة أمبارح " فقلت له " و ايه اللى مزعله من أمبارح " فقال " اصل حسن الدمرداش قطعه فى الطاولة شيلة 3 صايمه عالسخاان كده " فقلت له " يا لهوى 3عشرات صايمة دا الريس اتخرتأ خالص " فقال " أوعى تقوله أحسن يأريف و يقلبلنا اليوم احنا طالعين على بحر " فقلت له " يا سيدى و انا أقوله ليه " فقال " ألولا طارق أمبارح نسى المسبحة على الشط و طلعنا من غيرها لما عرفنا كنا هانرمو أمه فى المالح بس و المرسى أبو العباس لولا الريس علاء قالى خلاص عيل طرى أصله دماغه مش فيه البت سميرة طيرتله البرج اللى فاضل من دماغه " فقلت له " أكيد سميرة فرس طبعا علشان تقلبله حاله كده " فقال " أيوووووووة يا حمادة البت زى فلقة القمر بدر منور بنت الجنية " فقلت له " طي حاسب بس دى بتاعه صاحبك ما تزيطش فيها " فقال " لا أنى مش بنزيطوا دا انى نبقى راجل عايب لا مؤاخذة لو فكرنا كده " فقلت له " عداك العيب و أزح " فقال " اصله أول أمبارح كان بيكلم الحاج محمد اللى بيسلك الغزل هناك ده أصل ده يبقى جوز خالت البت سميرة و كان عايزة يزقله الموضوع شويتين مع أبوها أصلى ابوها العياز بالله وش أمه كالح و عايز نولع فى أمه بتينر و هو حى " فقلت له " ربنا يسهله الحال يا عباس خدلك سيجارة " فتناول السيجارة و نظر اليها و قال " ال أم أحمر أيوة يا جدع دا انت غنى قوى " فقلت بينى و بين نفسى " عينك تدب فيها رصاصة انا ناقصك الله يحرقك " و قلت " لا عادى امال انت بتشرب أيه " فأخرج لى العلبة البوكس الابيض و قال " بتاعه العمر الطويل " فقلت له " عندك حق انت كده صح " فقال لى " ما تيجى معانا الطلعة ديه انا قلبى انفتحلك و حسين كأننا نعرفوك من زمن " فقلت له " انتوا هاتتأخروا " فقال لى " على قبل الضهرية هانكون حاطين هنا أن شاء الله " فقلت له " طب و الريس هايوافق " فقال لى " بص انى هانسستمه مالكش فيه " و بعد مرور حوالى ربع ساعة قال لى عباس " يلا يا أستاذ محمد هانعيشوك أحلى ساعات فى عرض الميا " و قال الريس علاء بصوت جهورى " اللهم صلى عالنبى شدينا يا رب و رميناها عليك أرزق يا رزاق يا حى و تواب حى ما نمتش و الا عمرك غفلت عن الغلابة " و صاح الرجال من حوله و بالفعل ذهبت ناحية المركب الصغير لكى أركب فيه و مشينا فى المياة حوالى 10 دقائق حتى وصلنا للمركب الكبير نسبيا و بمجرد صعودهم مد عباس يده ألى و قال " يلا بينا " فأمسكت بيده و افلت قدمى و لكنى لم أستطيع الوصول الى المركب فقد شعرتن فجأة بيد تنقر على كتفى فأفلت يدى و اصطدم وجهى بالماء و ....
يا أستاذ يا أستاذ يا أبنى انت قاعد عالكرسى بتاعى " كان قد كبر قليللا و ظهرت علامات الشيب واضحة على وجهه فجفلت و قلت له " الريس عباس " فقال لى " انت تعرفنى يا أستاذ " فقلت له عندما أدركت أنها كانت كالمرات الماضية مجرد حلم يقظة أو شيئا أخر لا أستطيع فهمه " لا ابدا بس تقريبا شوفتك قبل كده اتفضل انا كنت ماشى أصلا " فقال لى " ازاى و المرسى ما ينفع اقعد نشربوك شاى شاى هنا يا حبيبى " فقلت له " لا و الله معلش مستعجل خلينا مرة تانية " فقال لى " و المرسى ما ينفع " فقلت له " ان شاء الله لينا قاعدة سلام عليكم "
و بينما كنت أعطى الحساب للقهوجى قلت له " هو الريس عباس ما بيقعدش الا عالكرسى ده و الا أيه ما القهوة فاضية أهيه " فقال القهوجى " لا اصل الكرسى ده حكايته حكايه الريس عباس بعد ما بطل يصطاد و فتح محل ادوات الصيد و محل البقالة و هو بييجى يقعد هنا بالساعات و يكلم البحر أصل بعيد عنك فى أخر مرة كان طالع يصطاد هو و اللى معاه أيام ما كان تحت أيد الريس علاء الف رحمه و نور عليه المركب غرقت و كل اللى معاه ماتوا قصاده ما عدا هو الكرسى ده بقى بيقعد عليه من 10 سنين و ما بيبطلش كلام و أى حد ييجى يقعد عالكرسى سبحان الله مسمار يعوره فى رجله البنطلون يشبك فى الكرسى و يتقطع حاجة غريبة تحصل حتى انى استغربت لما لقينا حضرتك قاعد عليه و ما حصلكش حاجة " فقلت له " و مين قالك ما حصليش حاجة المهم قولى الريس عباس بييجى هنا كل يوم " فقال لى " كل يوم من أول الساعة 12 بليل لحد قرب الفجرية كده هو اتأخر النهاردة شوية بس زى ما أنت شايف الساعة بقت 4.5 الفجر " فنظرت الى ساعتى مذعورا و قلت فى قرارة نفسى " يا خبر أسود انا قافل التليفون و زمانهم قالبين الدنيا فى البيت دلوقتى ربنا يستر " فقلت له " طيب ابقى لما ييجى يقوم قله طارق خطب سميرة و الا لسه ممكن " فقال لى " عينيا الاتنين اه نسيت أقولك الريس عباس مشهور هنا بأنه ( مخاوى البحر )
تمت
محمد محسن