السبت، 28 يوليو 2012

مخاوى البحر

بعد مرور نصف ساعة امام البحر و انفاس الدخان الدافئة تثير من حولى جوا من السكينة و صوت أم كلثوم الدافىء يشدو بأجمل الحانها على الاطلاق ( حيرت قلبى معاك ) جلست أتأمل البحر و اداعب بقدمى حبات الرمال البارده على الشاطىء .. كانت القهوة بسيطة للغاية ( كرسى خرزان و طقطوقة معدن صعيرة ) أحتلت صينية الشاى معظم الطقطوقة و فى المكان الصغيرالمتبقى وضعت  علبة السجائر و الولاعة ... أغمضت عينى للحظة و انا أستمع لصوت  أم كلثوم وأحاول الانفصال عن العالم بعد حوالى ربع ساعة قال صوت أجش من جانبى " يلا يا غالى اتكلنا على الله " فتحت عينى لأفاجأ بالضوء الخافت جدا و الظلمة المعتمه لوقت الفجر و  بالنشاط المفاجىء فى القهوة فقد كان هناك حوالى عشرة من الصيادين بزيهم البسيط يستعدون للذهاب للصيد كالعادة فى مطلع فجر كل يوم و ...
أسمحولى اتكلم من دلوقتى بالعامية الاسكندرانية :-
قال الصياد الاكبر فى السن " يلا يا محمد سلك الغزل بسرعة " و قال أخر " المسبحة و الارمة يا طارق " وقال الاخر " طعم فل بضمير مش قاطعه من لحمك الحى انت " و قصادهم كانت المركب الكبيرة نسبيا اللى هايركبوا عليها جه واحد فيهم و قالى " أيه يا أستاذ انت ايه اللى مقعدك هنا دلوقتى شكلك مش صياد صياد مين دا انت بقميص و بنطلون " فقلت " عادى يا جدع و ماله كيفى اقعد هنا صباحك فل " فقال " عادى يا غالى تأمرنى أخوك عباس " فقلت له " أخوك محمد " فقال " الريس علاء النهاردة وشه مكرمش اصله زعلان من ليلة أمبارح " فقلت له " و ايه اللى مزعله من أمبارح " فقال " اصل حسن الدمرداش قطعه فى الطاولة شيلة 3 صايمه عالسخاان كده " فقلت له " يا لهوى 3عشرات صايمة دا الريس اتخرتأ خالص " فقال " أوعى تقوله أحسن يأريف و يقلبلنا اليوم احنا طالعين على بحر " فقلت له " يا سيدى و انا أقوله ليه " فقال " ألولا طارق أمبارح نسى المسبحة على الشط و طلعنا من غيرها لما عرفنا كنا هانرمو أمه فى المالح بس و المرسى أبو العباس لولا الريس علاء قالى خلاص عيل طرى أصله دماغه مش فيه البت سميرة طيرتله البرج اللى فاضل من دماغه " فقلت له " أكيد سميرة فرس طبعا علشان تقلبله حاله كده " فقال " أيوووووووة يا حمادة البت زى فلقة القمر بدر منور بنت الجنية " فقلت له " طي حاسب بس دى بتاعه صاحبك ما تزيطش فيها " فقال " لا أنى مش بنزيطوا دا انى نبقى راجل عايب لا مؤاخذة لو فكرنا كده " فقلت له " عداك العيب و أزح " فقال " اصله أول أمبارح كان بيكلم الحاج محمد اللى بيسلك الغزل هناك ده أصل ده يبقى جوز خالت البت سميرة و كان عايزة يزقله الموضوع شويتين مع أبوها أصلى ابوها العياز بالله وش أمه كالح و عايز نولع فى أمه بتينر و هو حى " فقلت له " ربنا يسهله الحال يا عباس خدلك سيجارة " فتناول السيجارة و نظر اليها و قال " ال أم أحمر أيوة يا جدع دا انت غنى قوى " فقلت بينى و بين نفسى " عينك تدب فيها رصاصة انا ناقصك الله يحرقك " و قلت " لا عادى  امال انت بتشرب أيه " فأخرج لى العلبة البوكس الابيض و قال " بتاعه العمر الطويل " فقلت له " عندك حق انت كده صح " فقال لى " ما تيجى معانا الطلعة ديه انا قلبى انفتحلك و حسين كأننا نعرفوك من زمن " فقلت له " انتوا هاتتأخروا " فقال لى " على قبل الضهرية هانكون حاطين هنا أن شاء الله " فقلت له " طب و الريس هايوافق " فقال لى " بص انى هانسستمه مالكش فيه " و بعد مرور حوالى ربع ساعة قال لى عباس " يلا يا أستاذ محمد هانعيشوك أحلى ساعات فى عرض الميا " و قال الريس علاء بصوت جهورى " اللهم صلى عالنبى شدينا يا رب و رميناها عليك أرزق يا رزاق يا حى و تواب حى ما نمتش و الا عمرك غفلت عن الغلابة " و صاح الرجال من حوله و بالفعل ذهبت ناحية المركب الصغير لكى أركب فيه و مشينا فى المياة حوالى 10 دقائق حتى وصلنا للمركب الكبير نسبيا و بمجرد صعودهم مد عباس يده ألى و قال " يلا بينا " فأمسكت بيده و افلت قدمى و لكنى لم أستطيع الوصول الى المركب فقد شعرتن فجأة بيد تنقر على كتفى فأفلت يدى و اصطدم وجهى بالماء و ....

يا أستاذ يا أستاذ يا أبنى انت قاعد عالكرسى بتاعى " كان قد كبر قليللا و ظهرت علامات الشيب واضحة على وجهه فجفلت و قلت له " الريس عباس " فقال لى " انت تعرفنى يا أستاذ " فقلت له عندما أدركت أنها كانت كالمرات الماضية مجرد حلم يقظة أو شيئا أخر لا أستطيع فهمه " لا ابدا بس تقريبا شوفتك قبل كده اتفضل انا كنت ماشى أصلا " فقال لى " ازاى و المرسى ما ينفع اقعد نشربوك شاى شاى هنا يا حبيبى " فقلت له " لا و الله معلش مستعجل خلينا مرة تانية " فقال لى " و المرسى ما ينفع " فقلت له " ان شاء الله لينا قاعدة سلام عليكم "

و بينما كنت أعطى الحساب للقهوجى قلت له " هو الريس عباس ما بيقعدش الا عالكرسى ده و الا أيه ما القهوة فاضية أهيه " فقال القهوجى " لا اصل الكرسى ده حكايته حكايه الريس عباس بعد ما بطل يصطاد و فتح محل ادوات الصيد و محل البقالة و هو بييجى يقعد هنا بالساعات و يكلم البحر أصل بعيد عنك فى أخر مرة كان طالع يصطاد هو و اللى معاه أيام ما كان تحت أيد الريس علاء الف رحمه و نور عليه المركب غرقت و كل اللى معاه ماتوا قصاده ما عدا هو الكرسى ده بقى بيقعد عليه من 10 سنين و ما بيبطلش كلام و أى حد ييجى يقعد عالكرسى سبحان الله مسمار يعوره فى رجله البنطلون يشبك فى الكرسى و يتقطع حاجة غريبة تحصل حتى انى استغربت لما لقينا حضرتك قاعد عليه و ما حصلكش حاجة " فقلت له " و مين قالك ما حصليش حاجة المهم قولى الريس عباس بييجى هنا كل يوم " فقال لى " كل يوم من أول الساعة 12 بليل لحد قرب الفجرية كده هو اتأخر النهاردة شوية بس زى ما أنت شايف الساعة بقت 4.5 الفجر " فنظرت الى ساعتى مذعورا و قلت فى قرارة نفسى " يا خبر أسود انا قافل التليفون و زمانهم قالبين الدنيا فى البيت دلوقتى ربنا يستر " فقلت له " طيب ابقى لما ييجى يقوم قله طارق خطب سميرة و الا لسه ممكن " فقال لى " عينيا الاتنين اه نسيت أقولك الريس عباس مشهور هنا بأنه ( مخاوى البحر )

تمت
محمد محسن

الجمعة، 20 يوليو 2012

رذاذ الدم ( الاخيرة )

انتقل أسامة سلطان و هشام الاسيوطى ليجلسوا بجانب محمود عمران بعدما أنصرف العدد القليل الذى أتى ليقدم العزاء فى محمد الرفاعى الذىقام محمود  بدفنه بيده صباح اليوم و قال أسامة لمحمود " وحد الله يا محمود الحى ابقى من الميت " و قال هشام الاسيوطى " ربنا يرحمه و يسكنه جناته أمسك نفسك انت راجل مؤمن "  فأجاب محمود بعيون دامعة " انا لله و انا اليه راجعون انا لله و انا أليه راجعون الله يرحمه " فقال أسامة و وضع يده على كتف محمود " أهدى بقى يا محمود مش كده يا أخى " فقال محمود " دمه فى رقابتى كنت جمبه و ما عرفتش أساعده ما منعتش عنه الموت " فقال هشام " أستغفر الله العظيم حد بيمنع الموت يا محمود " فقال محمود و هو يمسح دموعه " أستغفر الله العظيم يا رب " فقال أسامة " انا سمعت ان القضية وصلت لمساعد الوزير " فقال محمود " لو وصلت لمحكمة الموت و دينى ما هاقدم القاتل حى هاسلمهولهم مش نافع نفسه " فقال هشام " اهدى يا محمود بيه القاتل خلاص وقع نفسه كده واضح أوى هو عايز مين تانى عايزنى انا او أسامة انت مش هايقدر ييجى جمبك انت نقيب داخلية على العموم كله هايبان بعد ما نترجم الورقة " فقال محمود " ورقة أيه يا هشام ما الورقة راحت مع اللى راح " فقال هشام " انا فاكر كويس جدا كل حرف " فنظر محمود نظرة خفيفة الى هشام الاسيوطى و قال " فاكرها كويس أوى يعنى " فقال هشام " أه فاكرها كويس هاكتبها و نترجمها و نشوف بتقول أيه " فقال محمود " انا هامشى تعالى وصلنى يا أسامة مش هاقدر أروح لوحدى " فقال أسامة " يلا بينا اينعم العربية الجديدة انا متشائم أركبها بس يالا بينا " و عندما وصل محمود الى بداية الصوان التفت الى هشام الاسيوطى و قال له " دكتور ما قولتليش تقرير المعمل الجنائى فى تفجير العربية " فقال هشام " سكر فى التانك حد حط سكر فى تانك البنزين الحرارة زادت طبعا و العربية انفجرت " فقال محمود و هو ينظر نظرة غريبة الى هشام الاسيوطى " سكر فى التانك دى قديمة أوى الطريقة ديه " فقال هشام " بص يا محمود بيه انا عارف انك شاكك فيه بس احب اقولك انا استحالة اكون القاتل هو فيه حاجة مخبيها عليك بس مش انا القاتل " فقام محمود بالذهاب اليه و كال له بعض اللكمات و قام بأمساكة من ملابسة و قال له " و شرف امى ما هاسيبك الا لما تقر " و نظر الى اسامة و صرخ " اطلع بينا على القسم ليلة أمه سودا " و فى مكتب محمود كان أسامة يجلس منكمشا فى الكرسى مما يراه من العنف المفرط فقد كان محمود قد تحول الى اداة تعذيب تذيق هشام صنوف العذاب فقال هشام و الدماء تنزف من وجهه " كل الحكاية زى ما قولتلك انا قارى فى الحاجات ديه و كنت على علاقة بمعروف حسنين معروف كان هو الاب الروحى بتاع الجماعة و كان عايزنى معاه فى الجماعة معروف و أحسان و جلال عبد الواحد كانوا مكونين جماعة سرية هدفها التنوير و دفع الناس للاحسن و كانوا مستندين على تاريخ الجماعات التاريخية بس دا اللى انا عايز أقوله " فقال محمود و هو يعدل من ملابسه " و الرسالة اللى كانت مع الرفاعى عرفتها منين " فقال هشام " معروف ورهالى مرة قبل كده فى اجتماع من اجتماعاته معايا " فقال محمود و هو يركل هشام " قول بتقول أيه " فقال هشام " و الله ما أعرف لازم أترجمها الاول " فقال محمود و هو يسدد لكمة أخرى الى صدر هشام " أكتب و ترجمها يا روح أمك أخلص " فقال هشام " لولا انى عارف حالتك كنت وديتك فى ستين داهية " فقال محمود و هو يسدد لكمه الى انف هشام " داهية هاتاخد اللى جابك أن شاء الله أخلص " فقال هشام بعد ان بذل جهدا خرافيا فى الترجمة " الرسالة بتقول أتبع الاشارات و العلامات الاربعة لتصل الى الدرب المظلم و عندما تصل سينير الظلام نور بصيرتك " بس هى بتقول كده " فقال محمود " يعنى ايه " فقال هشام " يعنى لو فكرت هاتلاقى ان القاتل قتل 3 معروف و أحسان و جلال كده فاضل واحد " فقال محمود " مين الواحد ده " فقال هشام " و الله ما أعرفه مين " فقال أسامة " يا جماعة اللى حط السكر فى التانك لازم يكون وقف قصاد القسم يعنى أكيد حد من العساكر شافه " فقال محمود " صح عندك حق " و امسك بالهاتف و قال للطرف الاخر " عايز العساكر اللى كانوا واقفين خدمة من تلات أيام " فجاءه عسكريان يسرعون فى الخطى فقال محمود " بص يا ابنى انت و هو من تلات أيام جه واحد و كان بينضف عربية أسامة بيه اللى انفجرت شوفتوه " فقال أحدهم " أيوة يا باشا انا شوفته و لما روحت سألته قالى انه السواق الجديد و بيقيس العربية و الزيت و قالى كمان انه هايروح يجيب سجاير و من ساعتها ما رجعش " فقال محمود " أوصفهولى " فوصف العسكرى وجها بدا مألوفا لمحمود الذى قال " لو شوفت صورته تعرفه " فقال العسكرى بنبرة خائفة " و أطلعة من وسط مليون يا بيه " فأخرج محمود سجلا من درج مكتبه و أخرج صورة فقال العسكرى " هو ده يا باشا " فقال أسامة " مين ده " فقال محمود " عزت صفوان " فقال أسامة " مين عزت صفوان " فقال محمود " قاتل مأجور بيستخدموه الكبار فى تصفية بعض كان محضر ماجيستير فى التاريخ  و أكيد هو اللى قتل " فقال أسامة " و هاتعمل ايه " فقال محمود " العين بالعين و السن بالسن " فقال هشام " انا سمعت الاسم ده قبل كده معروف قالهولى و قالى أجيبله تحركاته بما أنى فى نفس النطاق " فقال محمود " و انت ساكت كل ده افضالك بس و دينى لادمر مستقبلك "

أصدرت سيارة أسامة صريرا و هى تحتك بالاسفلت فى طريقهم نحو قصر عزت صفوان الذى كان يقبع فى بداية الطريق الصحراوى و فى الطريق قال أسامة " الطريق زى الكحل " فقال محمود " الدرب المظلم " و عندما وصلوا الى القصر قام محمود بأخراج مسدسه و اطلق النار على البواب فأصابه فى قدمه و ذهب ناحيته و أخرج ولاعته و وضعها على مكان الرصاصه فصرخ البواب فقال محمود " فين عزت صفوان " فقال البواب و هو يصرخ " نزل من 5 دقايق و قال انه رايح المطار " فأشعل محمود ولاعته مرة أخرى و وضعها على مكان الجرح و قال " مسافر فين " فقال البواب " قال على اسم بلد غريب ما أعرفش أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه كفاية هاموت " فقام محمود بجذب أسامة و قال له " أطلع على المطار فورا " و بمجرد وصولهم للمطار بحث محمود بنظره فوجد عزت صفوان جالسا فى صاله الانتظار و هو يقرأ فى كتاب قديم فذهب اليه و قال له " قوم معايا يا روح أمك " فنظر عزت صفوان و قال له " تحت أمرك "
بالفعل كان هذا الشخص شيطانا يتحرك على قدمين .. فوجهه الباهت الشبية بوجوه الموتى و لحيتة المحددة الحالكة السواد بالاضافة الى السواد المتحلق حول عينيه و شعره المنسدل الطويل الحالك السواد بالفعل كان مظهره كفيل ببث الرعب فى جسد أى شخص و بينما كان يسير بجانب محمود الذى كان يسدد قبضته على ذراعه قال عوت صفوان موجها كلامه لمحمود " اتقابلنا تانى المرة اللى فاتت قتلت حبيبتك و ما قدرتش تعمل حاجة و انا فزت و انت خسرت يا ترى المرة ديه هاتعمل أيه " فاسترجع محمود ذاكرة الحادث فبينما كان يجلس هو و حبيبته فى أحدى الفنادق المطله على شارع (....) انطلقت رصاصة و أخترقت رأس أحد رجال الاعمال و عندما نظرت حبيبته الى الاتجاه الذى انطلقت منه الرصاصه اخترقت واحده رأسها هى الاخرى و أردتها قتيله بين يديه فى الحال فقال لعزت صفوان " ما تقلقش المرة ديه هادفنك بأيدى "
و بمجرد دخول عزت صفوان و أسامة سلطان الى مكتب محمود عمران حتى قام محمود بغلق الباب بالمفتاح و خلع معطفه و قال " ما حدش هايلحقك المرة ديه قتلت الرفاعى ليه " فقال عزت صفوان " قرب يوصلى و بعدين قولت احرمك منه زى ما حرمتك من البت التانية الا قولى يا محمود بيه دى كانت حبيبتك و بتاع و الا كانت شأطاية لا مؤاخذة " فقال محمود بعيون محمرة " كانت أشرف من أمك " فقال عزت و هو ينحنى ليجلس على الكرسى " خلى أمى على جمب سيبنى اكملك الموضوع كله معروف حسنين و أحسان الزيات و جلال عبد الواحد كانوا ناس عواجيز خرفانين و عاملينلى جماعة تاريخية فاكرين نفسهم جاليليو و برينينى و ليوناردو دافينشى تلات كلاب و ماتوا وجعتلى دماغك انت و نخربت ورايا انت و الاتنين اللى معاك قولت أحرمك من الاتنين بالمرة اصلك ليك معزة خاصة عندى " فقال محمود و هو يلكم عزت صفوان " انا اللى هاحرمك من حياتك يا ابن ال...... " فقال عزت و هو يبصق الدماء من فمه " صدقنى هاتندم على اللى انت عملته ده " فقال محمود و هو يركله فى منطقة خطيرة سقط على اثرها عزت صفوان يعوى على الارض " تعالى يا ابن ال... و دينى لاسلمك المرة ديه مش نافع نفسك "
و بعد مرور ساعتان من الضرب و التعذيب المتواصل ظهر عزت صفوان على اثرهم كخرقة بالية قام جهاز اللاسلكى الخاص بمحمود بالرن فقال محمود و هو ينهج " محمود عمران أبدأ الاشارة " فقال صوتا وقورا من الجانب الاخر " تعالالى يا محمود فى مكتبى "  فعدل محمود من وضع ملابسه و قال لاسامة " عايزك تشرحه حى عقبال ما أرجعلك " فقال أسامة " سيبه سيبه هاترجع هاتلاقيه بيحلف بحياته " و ذهب أسامة ناحيته و بدأ فى تعذيبه بأسلوب طبى جعل عزت عرفان يعوى من الالم ...

على ضوء الادارة الخافته فى مكتب مأمور القسم جلس محمود ممسكا بورقة رسمية و مأمور القسم يتحدث بصوت وقور " التعليمات صدرت بنقلك انت و الدكتور أسامة عبد العزيز سلطان  لمحافظة الأقصر فى ساعته و تاريخه و تسليم المدعو عزت صفوان الى سرايا النيابة فى ساعته و تاريخة برده و حفظ التحقيق فى القضية ديه و قضية محمد حسن عبد الحميد الرفاعى و تركهم للنيابة تبت فى أمرهم نفذ الامر يا محمود " فقال محمود " يا فندم هوا القاتل و أعترف و التسجيل عندى فى الاوضة انا كنت مشغل الكاميرا و مسجله " فقال المأمور " التسجيلات اتحذفت بأوامر من جهات عليا غير رسمية و هاتلاقى مندوب من جهة عليا عندك فى مكتبك تحت أتفضل نفذ الامر " و عندما وصل محمود الى مكتبه وجد الزى المميز لرجال الجهات الغير رسمية المتمثل فى البدله الوداء و ربطة العنق الرفيعة و المسدس المزود بأشعة ليزر فقال " طبعا طبعا نفس المنظر تانى "
و عندما دخل كان أسامة جالسا على مقعدا مواجه لمقعد عزت صفوان الذى كان يبدو بالفعل كالخرقة البالية فقال محمود " التحقيق اتحفظ و انا و انت  اتنقلنا الاقصر " فقال أسامة بنبرة هادئة " و ماله هاننفذ النقل أمته " فقال محمود " بكرة بليل " فقال أسامة " كويس جدا " فقال عزت و هو يستند على الشخص المرتدى للبدلة " فزت تانى و أنت خسرت يا محمود بيه أه لما تموت ابقى سلملى على العاهرة اللى كنت تعرفها و على أمى اللى أشرف من أمك أنت شخصيا سلام يا ضعيف يا ابن ال....." فقام محمود بعدما خرج عزت صفوان بتنكيس رأسه فلمح سرنجه فارغة و بجانبها أمبول فارغ فنظر الى أسامة الذى كان يعبث فى هاتفه فقال محمود " انت عملت أيه " فقال اسامة " روحت و فصلت الكاميرا دا أول حاجة و بعد كده أفضل تسمعه "
"" بص يا عوت باشا انا راجل غلبان و لسه دكتور فى بداية حياتى و النبى بلاش الاذية انا تحت أمرك فى أى حاجة .." خلاص خلاص مش هأذيك اتصرف انا بموت من الوجع " .. تحت أمرك يا باشا انا هادى لحضرتك حقنة مسكن حالا ""
فقام محمود بتسديد لكمه الى أسامة الذى قال " حرام عليك بقى انت مكنة ضرب افهم يا أخى .. و قام بكتابة ورقة و القاها الى محمود و عندما نظر محمود اليها اتسعت عيناه من فرض الدهشة ...

الثانى من فبراير .. الساعة 9.40 دقيقة
يصل حالا بمشيئة الله القطار رقم 913 .. أكسبريس سريع الى القاهرة و يستمر مسيرة الى الاقصر جميع عرباته أولى مكيفة يقف فى محطات طنطا القاهرة الجيزة بنى سويف المنيا أسيوط سوهاج قنا الاقصر

دوى الصوت فى أرجاء محطة سيدى جابر للقطارات حيث يقف كل من محمود عمران و أسامة سلطان فى أنتظار القطار و هما يدخنان سجائرهم فى بطىء شديد و عندما صعد الاثنين الى القطار قام محمود عمران بفتح الجريدة و نظر الى النعى بأهتمام شديد فقد كان النعى يقول " تنعى أسرة رجل الاعمال (...) و كبار رجال الدوله الفقيد عزت أحمد صفوان الذى توفى اليوم رحم الله المتوفى و الهم عشيرته الصبر و السلوان "
فنظر محمود الى أسامة و انفجر الاثنان فى الضحك و هنا تذكر محمود ما كتبه أسامة فى الورقة حين سدد له لكمته فى المكتب فقد كتب اسامة على الورقة " سم بطىء المفعول "
و نظر محمود من النافذة فرأى محمد الرفاعى و هو يلوح له من رصيف المحطة و يبتسم فى سعادة غامرة فلوح محمود اليه و ابتسم و بدأ القطار رحلته الى وجهتهم المنشودة


تمت بحول الله تعالى و قوته فى 20/7/2012
محمد محسن

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

رذاذ الدم 14

كانت العلبة تحتوى على ورقة جلدية سميكة بجانبها شفرات دقيقة ترتكز على محاور دائرية فقال محمد الرفاعى " دى حاجة كده زى اللغز لو حاولت تفكها بالعافية او تضرب عليها بمطرقة او حاجة بتلف الشفرات و تهلهل الورقة استنوا نشوف مكتوب فيها أيه " و قام بتناول الورقة ثم نظر اليها و قال " دى لغة مش مفهومة ايه اللغة الغريبة ديه " فقال محمود عمران " المهم دلوقتى حط الورقة فى جيبك و اتكلوا كلكوا البت بنت الدكتور جاية علشان ناخد اقوالها لما نشوف هاتقول ايه دى كمان نتقابل بعد ما نخلص " فقال أسامة " طيب تعالوا عندى فى المكتب " فقال هشام الاسيوطى " عمر تعالى اوديك لبابا يالا " فقال عمر " على فكرة العلبة عليها كتابة بالعربى " فاندهش الجميع ثم قال هشام " طب ليه ما قولتهاش يا عمر " فقال عمر و هو يرتجف " أصلها كتابة تخوف أوى يا عمو هشام " فقام هشام بوضع يده على كتف الصغير و قال " أنت راجل عيب تقول كده قولى يالا فيها ايه الكتابة " فقال عمر " الشيطان يقبع بداخلك و يخرج عند اللزوم و لكن هناك بشر يقبعون بداخل شياطين و يخرجون أدميتهم عند الحاجة " فقال محمد الرفاعى " طيب شكرا يا عمر تعالوا يا جماعة علشان ما نعملش مشاكل لمحمود يلا على مكتب أسامة "
و هنا طرق العسكرى الباب و قال " يا باشا فى واحدة برا اسمها ميرنا و بتقول عايزة سعادتك " فقال محمود " بنت جلال عبد الواحد يلا اخرجوا من الباب التانى " و عندما خرج الجميع ذهب محمود و جلس خلف المكتب و قال للعسكرى " دخلها يبنى " و عندما دخلت وقف محمود و اندهش مما رأه .
بالفعل يقف القمر فى ليلة أكتماله بداخل المكتب فقد كانت ميرنا أيه فى الجمال و الاناقة فقال محمود و هو يمد يده " محمود عمران احنا اتقابلنا قبل كده ليلة الحادثة " فقالت الفتاة " افتكر كده " فقال محمود اتفضلى استريحى " فقالت " متشكرة أيه اللى حصل بقى يا محمود بيه " فقال محمود " الوالد لقيناه مشنوق فى العيادة " و هنا انهمرت الدموع من عيون ميرنا فقام محمود بأعطائها منديلا و قال " لا يا ريت نمسك نفسنا شوية " فقالت " أسفة اتفضل كمل " فقال محمود " الوالد كان ليه أعداء " فقالت الفتاة " بابا كان فى منزلة الاب للعمارة كلها مالوش اعداء خالص كل الناس بتحبه " فقال محمود " طيب كان فى نزاعات من أى نوع " فقالت الفتاة " لا طبعا بابا كان بيعامل الناس كلها بكل أحترام " فقال محمود بنفاذ صبر " طيب كانت عنده ميول للانتحار " فقالت الفتاة " طبعا لا باب كان مؤمن جدا و بيخاف من ربنا " فقال محمود بصورة أليه " امال ايه اللى شنقه ابويا مثلا " فنظرت الفتاة نظرة غاضبة الى محمود الذى قال " لا مؤاخذة يعنى بس انا عمال اطلع من قضية أخش فى قضية طيب كانت ايه علاقة الوالد بمعروف حسنين " فقالت الفتاة " عمو معروف كان صاحب بابا و بابا كان بيعالجه " فقال محمود " طيب و أيه تانى " فقالت الفتاة " مافيش هى ديه العلاقة اللى كانت بينهم ما فيش اكتر من كده " فقال محمود " طيب يا ريت تساعدينا شوية الوالد الله يرحمه لما كلمك ليلة الحادثة قالك حاجة " فقالت الفتاة " أه قالى انه قدامه شوية و جاى و قالى خدى بالك من نفسى عقبال ما أرجع " فقال محمود بعدما اشعل سيجارة " طيب ما قالكيش اى حاجة تانية " فقالت الفتاة " قالى كلام غريب عن انه أسف لو زعلنى و كان صوته كأنه بيترعش و كان بيئن كأنه بيحاول ياخد نفسه و لما سألته مالك قالى اصلى واقف على الكرسى و بجيب حاجة من النجفة " فقال محمود بعدما اعتدل فى جلسته " طيب اتفضلى و هانبقى نبعتلك " فقالت الفتاة " يا ريت لو عرفت أى حاجة جديدة تقولى " فقال محمود و هو يلتقط معطفه " طبعا طبعا " و ذهب ناحية مكتب أسامة و فتح الباب فانتبه الثلاثة فقال " القاتل خلى جلال عبد الواحد يكلم بنته و هو رابط الحبل على رقابته البنت بتقولى كان بيئن كأنه بيحاول ياخد نفسه و لما سألته قالها انا بجيب حاجة من النجفة " فقال الرفاعى " كان بيحاول يوصل رسالة المهم دلوقتى انا هاروح للدكتور هانى عبد الله علشان يترجملى الكلام ده " و قال هشام " و انا هاشوف انا و أسامة أخر الاخبار فى المشرحة و وصلوا لايه فى جثة جلال عبد الواحد " فقال محمود " طيب تمام انا هاقعد اخلص شوية حاجات فى المكتب و بعد كده اروح " و تفرق ثلاثتهم "
و بينما كان محمود جالسا على مكتبه و كان أسامة و هشام فى طريقهم الى أسفل المبنى سمع الثلاثة صوت صرير أطارات سيارة فنظر كل من أسامة و هشام و نظر محمود من شرفة مكتبه و.....
انطلق كل من هشام الاسيوطى و أسامة ليطمئنوا على محمد الرفاعى الذى كان يرقد على الارض و قام هشام بمساعدته على النهوض و قال " ايه اللى حصل " فقال الرفاعى " اتفاديتها على أخر لحظة و العربية من غير نمر أكيد القاتل " فقال محمود بعدما نزل الى الاسفل راكضا " انت كويس يا رفاعى " فقال الرفاعى " تمام الحمد لله اطلعوا اطلعوا انا هاكمل " فقال محمود " لا انا هاوصلك " فقال الرفاعى " لا انا هاروح لوحدى هاخد عربية أسامة و أروح " و عندما ركب الرفاعى العربة قال أسامة " تروح و تيجى بسرعة انا هاستناك مش هاروح " فقال الرفاعى " ان شاء الله يلا سلام عليكم " و أدار العربة و انطلق و عندما أدار الثلاثة ظهورهم دوى صوت انفجار عظيم أوقع ثلاثتهم على الارض و عندما نظروا الى الخلف كان لهيب النيران يكاد يدنو من السماء ساحبا معه روح محمد الرفاعى الى الاعلى تاركا جسدا متفحما فى المقعد الامامى للسيارة

يتبع
محمد محسن

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

رذاذ الدم 13

انطلقت سيارة الاجرة و على متنها محمد الرفاعى الذى كان زائغ البصر بصورة واضحة و يجلس بجانبة اسامة الذى كان يرمق الطريق بنظرة أهتمام و كان السائق أول من تحدث و قال موجها كلامه الى محمد الرفاعى " بس يا بيه عدم المؤاخذة يعنى حد يروح الترب عالصبح كده " فنظر الرفاعى الى المرأة أمامه و قال بنظرة ثاقبه " تعرف تسوق وأنت ساكت " فقال السائق " حاضر يا بيه حقك على انا غلطانلك " فقال أسامة على الفور " كلمنى انا يا اسطى حقك على اصل صاحبى تعبان شوية " فنظر السائق نحو محمد الرفاعى و قال " لا ربنا يشفى الباشا " فقال الرفاعى " مالك مركز معايا ليه كده يا أسطى " فقال السائق " لا ابدا لا سمح الله و انا هاركز مع سعادتك ليه خليها على الله يبنى ارمى حمولك عليه " فقال أسامة " كله على الله يا حاج " و عندما وصلوا الى المقابر قال السائق " حمد الله على السلامة هنا و الا الباب التانى " فقال أسامة " رفاعى هنا و الا الباب التانى " فنزل محمد الرفاعى فى صمت من العربة فقام أسامه بأعطاء السائق مبلغ من المال و مضى خلف محمد الرفاعى الذى قال " أسامة اللى انت هاتسمعه أو تشوفة يا ريت يفضل سر طول حياتك انا جبتك هنا علشان انت من حقك تفهم و تعرف ايه اللى بيحصل " فقال اسامة " من غير ما تقول يا دكتور محمد خليك متأكد من أنى مش هاقول لاى حد أى حاجة " فقام الرفاعى بالربت على كتف أسامة و قال " شكرا يا دكتور و دلوقتى تعالى علشان ما نتأخرش على محمود " و سار أسامة وسط شواهد القبور خلف الرفاعى الذى كان من الواضح انه يسير مغمض العينين و قام الرفاعى فجأة بالدخول الى شارع ضيق من شوارع المقابر و تبعه اسامة و بعد مضى نحو دقيقتين على سيرهم قال الرفاعى بصوت جهور " محمود " فظهر محمود فجأة جالسا على قبر و مشعلا سيجارة و قال فور رؤية أسامة " أيه اللى جاب أسامة يا رفاعى " فقال الرفاعى بنبرة مرعبة " أسامة متورط زينا كلنا و لازم يعرف أيه اللى بيحصل " فقال محمود و هو ينظر الى أسامة " يا ريت الموضوع ده يفض..." فقاظعه أسامة " سر ما تقلقش يا محمود بيه خليك متأكد من كده " فقال الرفاعى " انا و محمود أصدقاء من أيام أعدادى يا أسامة و فى الحقيقة فى رابط بيننا مش قادرين نفهمه لحد دلوقتى انا فى سنة رابعة كلية حصلتلى أزمة نفسية والدى توفى و والدتى توفت و الاتنين فى نفس اليوم و على نفس السرير من ساعتها و انا بقيت بشوف فى أحلامى أموات أو أشخاص مش موجودة محمود فى نفس اليوم و فى نفس السنة خسر والده اللى كان الوحيد اللى بيشجعه و يسانده و من سنتين بالظبط حصله نفس اللى بيحصلى و جالى ياخد رأيى انا ساعتها نصحته أنه ما يفكرش فى الحكاية ديه و انه يفضل يمارس حياته بطبيعية بس الواضح انه ما قدرش زيى أمبارح يا دكتور اسامة حلمت بأحسان بتدينى ماسة حمرا و عليها تخطيط لقاعدة مربعة و محمود حلم بنفس الحلم فى نفس الوقت تقريبا طبعا أيه اللى بيحصل مش قادرين نفهم لحد دلوقتى بس كل اللى نعرفه ان أحسان بتحاول توصل رسالة و أحنا مش عارفين مضمونها دا كل اللى بيحصل تفتكر ممكن يكون أيه تفسيرك ؟ " فقال أسامة " الحالة اللى انت بتتكلم عليها انا قريت عنها مرة بس دا مش موضوعنا فاكر يا رفاعى القطعة المعدنية اللى لقيناها عند معروف ؟ " فقال الرفاعى " طبعا فاكرها " فقال أسامة " ممكن القطعة ديه تكون غلاف لحاجة أو مجوفة من جوا " فقال الرفاعى " و أن يكن قصدك أيه " فقال أسامة و هو يسير مفكرا " يعنى ممكن يكون جوا القطعة المعدنية ديه أجابة للحلم الغريب اللى انت حلمت بيه انت و محمود " فقال محمود " أسامة انت شكلك بتتفرج على أفلام كتير " فقال أسامة " من غير تريقة يا محمود بيه فكر فى كلامى الاول طيب " فقال محمود " القطعة مصمته يا أفندى مصمته مالهاش فتحة فاهمنى و الا أيه " فقال أسامة " أستحاله تكون مصمته ما فيش غير القطعة ديه اللى لقيناها فى شقة معروف لازم تكون ليها قيمة مش مجرد رموز و خلاص " فقال الرفاعى " أسامة بيتكلم صح جدا روح انت و محمود للمعمل الجنائى و اتكلموا مع الدكتور هشام عن الدم اللى حلله و انا هاروح مشوار و ارجعلكوا يلا نتقابل فى مكتب محمود سلام " ......

أنطلق الرفاعى بسيارة محمود و اقترب شيئا فشيئا من الفيلا الوحيدة على مرمى البصر فى هذا الطريق المقفر و عندما توقف أمام البوابة قام بطرق الجرس فجاءه البواب قائلا " انت مين " فقال الرفاعى " عم عوض يا راجل يا عجوز مش عارفنى " فقام الحاج عوض بتقريب جفنيه لكى يرى بصورة أوضح و قال " يااااااااه يا دكتور محمد فينك من زمان " فقال الرفاعى و هم يعانق الحاج عوض " يا راجل يا عجوز عجزت و كبرت و بعدين مش قولتلك روح أعمل نضارة يا راجل يا عجوز أنت " فقال الحاج عوض بنبرة ممازحة " شوفنا كتير من الدنيا مش عايز أشوف حاجة تانى كفاية اللى شوفته " فسأل الرفاعى " الدكتور جوا " فقال الحاج عوض " ما خرجش من شهرين و ما فيش حد زاره " فقال الرفاعى " طب أعملنا كوبايتين شاى و دخلهم فى المكتب " و مضى الرفاعى نحو باب الفيلا و قام بالطرق بصورة معينه فجاء صوت من الداخل " حاربوا علشان وهم و أفكار خاطئة " فقال الرفاعى " فرسان المعبد " فجاء الصوت من الداخل " سؤال لمكانين مختلفين " فقال الرفاعى " أم كلثوم انت فين و الحب فين " ففتح رجل بدين اشيب الشعر يعلق غليونه على شفتة السفلى و قال " و واحد ندل ما سألش على أستاذه " فقال الرفاعى و هو يعانقه " محمد الرفاعى وحشتنى يا دكتور و الله " فقال الدكتور " وحشتك برده علشان كده ما سألتش على أستاذك طول الفترة ديه " فقال الرفاعى " و الله انا محرج انى جايلك يا دكتور هانى بس لازم أخد رأيك فى حاجة ضرورى " فقال الدكتور هانى " نقعد و نشرب الشاى و نتكلم على روقان "
و بالفعل عندما فرغوا من الشاى كان محمد الرفاعى قد حكى كل شىء الى الدكتور هانى الذى رفع نظارته و اشعل غليونه للمرة الرابعة و قال " الحاجة الوحيدة اللى ممكن نعتمد عليها هى كلام أسامة فعلا لازم تكون القطعة المعدنية هى المفتاح الوحيد للغز " فقام الرفاعى بأخراج القطعة المعدنيه من جيبه و قال " أيه رأيك " و هنا جحظت عينا الدكتور هانى و قام بألتقاط القطعة و قلبها فى يده و قال " دى عمرها فوق ال 8 قرون" فقال الرفاعى " أى مقترحات " فقام الدكتور هانى بتناول عدسة مكبرة و تفحص القطعة المعدنية بعنايه شديدة و قال " زى ما قولتلك عمرها فوق ال8 قرون ما فيش حاجة واضحة شبكة رموز تاريخية مش مفهوم منها اى شىء " فقال الرفاعى " أى حلول " فنظر له الدكتور هانى و قال " أول حاجة هانجرب معاها أول حاجة اتعلمها الانسان " و قام بتثبيتها و أحضر مطرقة دقيقة و طرق بقوة و ألصق أذنه و قال " فعلا كلام أسامة صح مجوفة " فتنبه الرفاعى و قال " متأكد " فقام الدكتور هانى بالطرق مرة أخرى و الصقها بأذن الرفاعى الذى أستمع الى صدى الصوت الداخلى فقال " طيب تتفتح أزاى " فقال الدكتور هانى " ثوانى " و قام بأخراج وعاء رخامى و قال " هانجرب أهم أكتشاف فى تاريخ البشر " و قام بوضع القطعة المعدنية فى داخل الوعاء الرخامى و سكب بعض الكيروسين و قام باشعال النار و شاهد النيران و هى تعلو و بعد فترة من الوقت بدأت النيران تخب فقام بالتقاط القطعة المعدنية بواسطة ماسك و قال " و الاحصل حاجة بردة كده يبقى ما فيش حل تانى بقى مجوفة و مصمته ما قدامكش غير حل واحد انك تموت و انت ما تعرفش أية جواها " و فى طريق العودة نظر الرفاعى الى القطعة المعدنية الموضوعة على الكرسى بجانبه و قال " فى أيه جواكى و حافظاه " و عندما وصل الى مكتب محمود وجد هشام الاسيوطى يجلس مع محمود و أسامة و قال محمود بمجرد رؤيته " الدكتور هشام عرف كل حاجة أتكلم قصاده عادى " فقال الرفاعى " الدم مفهوم يا دكتور مش محتاج تشرح دا دم معروف صح " فقال هشام الاسيوطى " فعلا نفس الفصيلة المهم مين اللى عمل كده " فقال الرفاعى " كلنا عايزين نعرفه مش أنت لوحدك " فقال محمود " و انت عملت أيه " فقال الرفاعى " فى الاول انا أسف يا دكتور أسامة انت فعلا طلعت جدير بأنك تكون دكتور انت ذكى جدا فعلا القطعة مجوفة بس للاسف مصمتة و مش هانعرف نفتحها بأى طريقة " فقال أسامة " مستحيل لازم يكون فى طريقة علشان تتفتح " فقال هشام الاسيوطى " ممكن أشوفها " فأعطاه أياها محمد الرفاعى و بعد ان فحصها هشام الاسيوطى قال " فى واحد بس ممكن يعرف هى مصمتة و الا لا " و قام هشام بالمناداه على العسكرى و قال " ابن حسام بيه معاه " فقال العسكرى " أه " فقال هشام " روح هاته و قول لحسام بيه الدكتور هشام هايخليه معاه شوية " فقال العسكرى " حاضر " و عندما ذهب قال الرفاعى " بقى أبن حسام بيه هو اللى هايجيب التايهة يا دكتور هشام " فقال الدكتور هشام " ابن حسام بيه ضرير و حاسة اللمس عنده اسطورية هاتشوف دلوقتى " و هنا دخل العسكرى قائلا " اتفضل يا باشا " فقام هشام بالتقاط يد الطفل الذى تحسسها سريعا و قال " عمو هشام وحشتنى أوى " فقام هشام بمعانقة الصغير و قال " بص يا عمر انا معايا لعبة جميلة جدا دى علبة مقفوله لو عرفت تفتحها هايبقالك عندى هدية كبيرة جدا " فتناول الصبى القطعة المعدنية و جلس يقلبها فى يده و يتحسسها بعنايه و قال " عمو هشام دى فيها سوست كتير من جوا و فيها مفصله " فقال الرفاعى " استحاله ما فيهاش اى مفصلات " فقال هشام للصبى " عمو محمد بيتحدانا يا عمرهانسكتله " فقام الصبى بالمرور بيد محمومة على العلبة فى سرعة جنونية و قام بالضغط على بعض اجزاءها حتى أصدرت فى النهاية تكه خافته فقال الصبى " فتحتها يا عمو هشام " فتناولها الرفاعى غير مصدق و قال " برافو برافو يا عمر دا انا طلعت حمار بقى " فقام الصبى بالضحك و قال " لا يا عمو انت بس شوفتنى مش بشوف فكرتنى مش شاطر " و قام الرفاعى بفتح القطعة المعدنية و نظر الاربعة فى ذهول الى ما تحتويه فقد كان بالفعل شيئا يتجاوز حدود العقل البشرى "

يتبع
محمد محسن

الخميس، 5 يوليو 2012

رذاذ الدم 12

وصل كل من محمود و اسامة و محمد الرفاعى الى مكان الحادث و بمجرد رؤية الجثة قال محمد الرفاعى " اسأل يا محمود بعتوا مين من المعمل الجنائى " فقال محمود لاقرب الضباط أليه " بعتوا مين يا وليد من المعمل الجنائى " فقال وليد " الدكتور هشام الاسيوطى يا محمود بيه " و هنا هرع محمد الرفاعى حتى عثر على هشام الاسيوطى الذى كان منكبا يفحص الجثة بعينه و قام محمد الرفاعى بالضغط على كتفه بقوة و قال " عايزك دلوقتى حالا يا دكتور " فقال هشام " طيب طيب اتفضل " و خرجوا معا و نزلوا فى مدخل البناية فقام محمد الرفاعى بفرد يده و قال لهشام " ايه اللى بيحصل " فنظر هشام نظرة متعمقة و قال " دا حبر " فقال الرفاعى " حبر ؟ " فقال هشام بعد أن اشتم يد محمد الرفاعى " أه "  فقال الرفاعى " أزاى يعنى ؟ " فقال هشام " الحبر ده حبردواية  يعنى لما بتكتب بيه بيبقى باهت لكن لو دعكت أيدك او ولدت حرارة خفيفة او نفخت فى أيدك او نزلت عليها مية بيوضح اكتر " فقال الرفاعى " شكرا يا دكتور " فقال هشام " خلى بالك تضاد التضاد اثبات " فنظر الرفاعى و قال " عارف و هاتجنن " فقال هشام " ممكن تورينى ايدك " فتناول هشام يد الرفاعى و نظر نظرة تركيز و قال " الحبر ده أتنقل بصورة معينة " فقال الرفاعى " اه انطبع على ولاعه " فقال هشام " لا مش ممكن الحبر لو على سطح معدنى ما بيثبتش بيتزحلق على طول " فقال الرفاعى " أمال أيه " فقال هشام " هات الولاعة انا هاحللها " و صعد الاثنان بعد ذلك الى شقة جلال عبد الواحد الذى كان ممددا بلا حراك على أرضية مكتبه مغمض العينين و تعلو وجهه أبتسامة رضا كانت واضحة حتى بعد الوفاة فقال محمود موجها كلامه لمحمد الرفاعى " انت خدت الراجل و روحت فين اوعى تكون قولتله حاجة " فقال الرفاعى " سألته على اللى كان على الولاعة و أديتهاله يحللها بس زى ما يكون عارف كل حاجة " فقال محمود " الناس خلصت شغلها هنا يلا بينا النيابة جاية دلوقتى " و وقف الثلاثة فى مدخل العمارة حتى نزل الدكتور هشام فقال محمود " يا دكتور لحظة لو سمحت " فسار ناحيته و قال " دكتور يا ريت تقولنا رأيك المبدئى فى اللى على الولاعة " فقال هشام موجها نظراته لمحمد الرفاعى " الاستاذ سألنى و قولتله لازم أحللها انا مش منجم يا محمود باشا " فقال محمود " لا مش تنجيم على العموم مستنيين النتيجة يا دكتور مع الف سلامة " فقال هشام " يا أستاذ يا بتاع الولاعة مبدئيا أغسل أيدك ما تنامش بيها كده " و مضى فى طريقه ...

و هنا قال الرفاعى " انا عايز أروح القلعة دلوقتى " فقال محمود " ما تجيبليش سيرة الزفته ديه تانى " فقال الرفاعى " لازم كلنا نروح تعالوا " و قام محمد الرفاعى بالقيادة فى الطريق الفارغ أمامهم حتى وصلوا الى القلعة فقال " هانلف فيها حته حته فاهمين لازم الاقى الراجل اللى أخد الولاعة منى " فقال محمود " لا و الله ممكن يكون مستنيك عالقهوة انت عبيط يا أهبل " فقال أسامة " فعلا يا محمد انت أزاى تفكر كده " فقال الرفاعى " أهو هناك " و أشار ناحية شخص يسير واضعا يده داخل جيبه فهرع محمود اليه و قام بضربه أسفل ظهره بقبضة يده فوقع الشخص على الارض فقام محمود بضربه مره أخرى و قال " قوم اقف يالا " فقام الرفاعى بأبعاد محمود بصورة عنيفة و قال " أنت غبى غور غور من هنا غور " و قام بمساعدة الشخص الساقط على الارض و قال " انا متأسف جدا بس أنت أخدت منى ولاعة من حوالى ساعتين و نص " فقال الرجل " هو اللى قالى و هددنى انه هايقتلنى " فقال الرفاعى " أهدى بس أهدى تعالى " و أجلسه على رصيف القلعة و قال " أيه اللى حصل " فرد الغريب " يا بيه انا غلبان و فى حالى كنت بتمشى لقيت واحد شكله بسم الله الرحمن الرحيم غلط كده و قالى عايزك تروح للى هاشاورلك عليه و تقوله عايز ولاعة و بس و لما رفضت هددنى بمسدس و قال أنه هايقتلنى لو ما عملتش كده فقولتله خلاص هاعمل اللى انت عايزة و بعد كده خد أيدى و قعد يكتب عليها بريشة سودا كده كتابة مش باينه فقولت أكيد مجنون و قولت أجارية بدل ما يقتلنى و بعد كده شاورلى على حضراتكوا و قالى روح اعمل اللى قولتلك عليه بصيت حواليا ما لقيتش حد فى المكان فعملت اللى طلبه منى و بعد كده مشيت و لما رجعت ما لقيتهوش  و لقيت أيدى فيها كتابة زرقا روحت غسلتها فى القهوة و جيت أشوف حته أنام فيها بس دا كل اللى حصل يا بيه " فقال محمود " و دينى لانفخك اتقل هاعملك قضية تسول و هابيتك فى القسم و هاعملك أحلى تشريفة " فنظر الرفاعى الى محمود نظرة عدوانية و قال للغريب " أتكل على الله يا باشا انا أسف مرة تانية على الضرب اللى ضربهولك البيه حقك على " فقال الغريب " لا عادى ما كلها بتضرب جت على الباشا " و مضى الغريب فى سبيله فالتفت الرفاعى و قام بوخز محمود فى صدره و قال " حسك عينك تتعامل بأسلوب الحيوانات ده تانى و انا معاك فاهم " و قال أسامة " طيب اتفضل يا دكتور محمد علشان نروح انا و انت ننام احنا مطبقين بقالنا يومين " و مضى كل منهم فى سبيله "

و فى الصباح استيقظ أسامة فوجد الرفاعى يدخن سيجارة و هو يجلس على كرسى هزاز وضعه فى الشرفة فقال أسامة " هو لحق ينام علشان يصحى " و قال بصوت عالى " صباح الفل يا دكتور محمد " فلم يرد الرفاعى فقال أسامة " دكتور محمد " فقال الرفاعى " سمعتك أول مرة يا دكتور أسامة صباح الخير " فقال أسامة " مالك فى ايه " فقال الرفاعى " لا ما فيش حاجة " فقال أسامة " لا فيه حاجة فى أيه يا دكتور مالك " فقام الرفاعى بالنظر الى الجهه الاخرى و قال " ما فيش حاجة يا سيدى " فقام أسامة بالنهوض و الذهاب الى حيث يجلس محمد الرفاعى و قال " مالك يا رفاعى فى أيه انت ما نمتش " فقال الرفاعى " و الا ثانية واحدة " فقال اسامة " انت كده هاتنهار يا أخى لازم تنام " فقال الرفاعى " اتصلى بمحمود دلوقتى " فقال اسامة " دلوقتى اكيد لسه ما صحاش " فقال الرفاعى " محمود ما نمش زيى و الا دقيقة واحدة " و هنا رن الهاتف الخاص بأسامة فذهب ناحيته و رد قائلا " سلام عليكم " فجاء الصوت الاخر " و عليكم السلام و رحمة الله دكتور أسامة سلطان " فقال أسامة " أامر يا افندم " فقال الصوت الاخر " انا الدكتور هشام الاسيوطى انا أسف انى جبت رقمك من الشئون هنا بس لازم أكلمك يا ريت لما تقابل صديقك الدكتور اللى هو بشعر طويل و دقن متحدده ده تخليه يجيلى فورا " فقال أسامة " تقصد محمد الرفاعى " فقال هشام " مش عارف بصراحة اللى كان لابس جاكت أسمر امبارح " فقال أسامة " طيب ثوانى هاخليه يكلمك أهه " و أعطى الهاتف الى محمد الرفاعى فقال الرفاعى " خير يا دكتور هشام " فقال هشام الاسيوطى " فى الحقيقة مش خير خالص التحليل الكروماتوجرافى بيقول ان ده مش حبر فى الحقيقة هو ....." فقال الرفاعى " دم بشرى متخثر " فقال هشام الاسيوطى " بالظبط و فى حاجة تانية " فقال الرفاعى " أحسان الزيات متحركة عن أخر وضع كانت محطوطة فيه صح " فقال هشام " و انت عرفت منين " فقال الرفاعى " لا مجرد توقع شكرا يا دكتور " و قام بأغلاق الخط و قام بالاتصال بمحمود الذى قال بصوت جهورى سمعه أسامه عبر الهاتف " رفاعى قابلنى دلوقتى فى المكان القديم لازم نفهم أيه  اللى حصل " فقام الرفاعى على الفور و أرتدى ثيابه و قال لاسامة " تحب تيجى معايا " فقال اسامة " طبعا هاجى بس انتوا هاتتقابلوا فين " فقال الرفاعى " فى مكان ما كنا بنتقابل فى أول الحكاية " و نزل الاثنان و قام محمد الرفاعى بايقاف تاكسى و قال للسائق " المقابر لو سمحت  "

يتبع
محمد محسن

الاثنين، 2 يوليو 2012

رذاذ الدم 11

وقف القاتل فى الظلام يهمس بداخله " دلوقتى اللعب عالمكشوف مع الزفت اللى طلعلى من تحت الارض الدكتور ده بس كده كده مش هايوصل لحاجة للاسف و لحظهم السىء انا فوق الكل و فوق الذكاء نفسه و الليلة هايعرفونى على حقيقتى " .....

جلس كل من أسامة و محمود عمران و محمد الرفاعى على مقهى هادىء جدا و قام محمد الرفاعى بأغماض عينه و قام أسامة بالتحديق فى الفراغ و جلس محمود عمران يشرب سيجارته فى بطىء و قال أسامة بنبرة هادئة " هانروح و الا لا يا جماعة " فقال محمود عمران " انا مش عايز اروح بصراحة حاسس ان الموضوع فيه حاجة مش راكبة على بعضها فى حكاية القلعة ديه مش عارف ليه قلقان من المشوار ده " فقال محمد الرفاعى " شكله بيحضر لحاجة و عايز القلعة بالذات علشان فى الوقت ده تبقى فاضية و سهل جدا يعمل هناك اى حاجة واضح جدا من طريقته انه خلاص عرف مين الاطراف كلها و عايز يستفرد بينا واحد واحد " فقال اسامة " انا على العموم مش هاروح هاستناكوا فى العربية " فقال محمود عمران " لا روح انت و هانبقى نكلمك لو أتقتلنا " فقال اسامة " من غير تريقة يا محمود بيه انا طبيب شرعى ماليش أنا فى كل اللى بيحصل ده انا مطلوب منى حاجات معينة و عملتها غير كده ماليش فيه " فقال محمد الرفاعى " و انت فاكر انك لو انسحبت هاتبقى فى أمان انت عارف كل حاجة عن الموضوع و لو القاتل عايز يخفى الادلة و الشهود هاتبقى أسهل واحد يقتله لانك أصلا هاتموت من الرعب أول ما تشوفة تقريبا كده مش هايحتاج يقتلك بسلاح أو اى حاجة انت أصلا ميت من قبل ما يلمسك " فقال أسامة بنبرة غاضبة " انا مش جبان يا محمد يا رفاعى و تصدق بقى و الله العظيم انا أول واحد هاروح و هاشوف عايز اية الزفت ده و مش هارتاح الا لما اشوفة متعلق على حبل المشنقة أيه رايك بقى " فضحك محمود عمران و قال محمد الرفاعى " أسهل واحد يندفع ورا حاجة " فقال محمود عمران " الساعة 7.30 دلوقتى نتحرك و الا ايه " فقال الرفاعى " عايزين نوصل قبله علشان نبقى سبقينه بخطوة " فقام ثلاثتهم و خرجوا من المقهى و انطلقوا ناحية القلعة .....
و عندما وصلوا وجدوا أمواج البحر تكاد تغرق القلعة من شدتها و الرياح تعصف بهم من جميع الاركان فقال أسامة بنبرة عاليه " هانستناه فين ده " فقال الرفاعى " احنا نفضل واقفين مكاننا هو اللى عايزنا مش أحنا " و بعد مرور حوالى خمس دقائق قال محمود عمران و هو يحكم أغلاق سترته الجلدية اتقاءا للبرد " شكله مقلب يلا بينا " فقال الرفاعى " عندك حق يلا بينا " و فجأة قام أحدهم بالنقر على كتف أسامة فانتفض أسامة و التف ليواجه الشخص المجهول فوجد رجلا طويلا متشحا بالسواد يقول بنبرة غامضة " الاقى معاك ولاعة يا أستاذ " فقال أسامة " لا ما تلاقيش يا سيدى " فقال الرفاعى " انا معايا اتفضل " و أعطاه ولاعته فقام بأشعال سيجارته و قال " شكرا يا أخ " فقال الرفاعى " العفو " و انصرف الرجل و هو يدخن سيجارته بشراهة فقال محمود " يلا بينا " و ذهب الثلاثة صوب السيارة و قاموا بأغلاق الابواب و النوافذ و قال محمود " أبن الصرمة ده و بعدين معاه القضية المفروض يتمشى فيها علشان تروح النيابة و بالشكل ده هانقعد فيها العمر كله و هاتجازى و هاتبهدل ربنا ينتقم منه البعيد مطرح ما داير وشه عالمسا " فقال محمد الرفاعى " طيب هو بعتنا ليه القلعة مش فاهم بصراحة الفكرة فى أنه يجيبنا هنا " فقال أسامة " يلا بينا انا تلجت يا جماعة " فقام محمود عمران بتشغيل المحرك و انطلق ناحية القسم و فى الطريق قال محمود عمران موجها كلامه لمحمد الرفاعى " هات الولاعة عايز أولع " فقام محمد الرفاعى بأخراج الولاعة من جيبه و لاحت على وجهه علامات الدهشة و الاستغراب فقال محمود " مالك يا أبنى فى أيه " فقال الرفاعى " الولاعة مكتوب عليها حاجة " فقال أسامة " أكيد ماركتها و صنعت فى الولايات المتحدة ما أحنا عارفين اللى مكتوب عليها " فقال الرفاعى " لا يا راجل طيب ما أنت كويس أهه فى حاجة مكتوبة تانى " فقام محمود عمران بتناولها و نظر اليها و قال " و دى أتكتبت أمته " فقال محمد الرفاعى " حد فاكر وش الراجل اللى ولع منى " فقال محمود و أسامة بنبرة واحدة " طبعا لا " و قال أسامة "  أحنا شوفناه اصلا و بعدين احنا كنا بنطير من الهوا أصلا " فقال الرفاعى " انا فاكره طشاش بس أسم مين اللى مكتوب ده " فقال أسامة " أسم ايه اللى مكتوب " فقال محمود عمران " جلال عبد الواحد " فقال محمد الرفاعى و هو ينظر الى النافذة " يا ابن الصايع كان كاتبها على أيده بالعكس و لما مسك الولاعة أطبعت عليها و احنا ما شوفناهاش " فقال محمود عمران " يعنى القاتل كان قدامى و ما مسكتوش " و قام بالضرب على المقود و قال " انا غبى و حمار مين اللى هايتمشى على رصيف القلعة فى الوقت و الجو ده انا حمار حمار " فقال أسامة و هو يربت على كتفه " أهدى بس الاسم دا أسم مين دى الفكرة دلوقتى اننا نعرف أسم مين " فقال محمود عمران " مش عارف بس أكيد أسم مهم و هايحصل بسببه حاجة " فقال أسامة " لما نوصل الاسم نبقى نفكر "
و عندما وصل ثلاثتهم الى القسم جلس محمود عمران خلف مكتبه و قام محمد الرفاعى و أسامة بالجلوس أمام المكتب و قال الرفاعى " ركز يا محمود أكيد الاسم ليه دلاله معينة
فقال محمود " مش عارف انا فاكر أنى سمعته بس فين مش عارف " فقال أسامة " طيب راجع التحقيقات راجع أرقام تليفونك أكيد الاسم ده أنت تعرفه " فنظر محمود نظرة رعب ناحية الرفاعى و قال " جلال عبد الواحد الطبيب الخاص لمعروف " فقال أسامة " يعنى ايه " فقال الرفاعى و قد اتسعت عيناه " يلا بينا نلحقه بسرعة " فقام محمود بتناول مسدسه و قام بسحب الاجزاء و أغلق زر الامان و وضعه فى مكانه فى جانب سرواله و قام الرفاعى بالنهوض بسرعة و أرتداء معطفه و قال أسامة " يعنى تفتكروا هايتقتل " فقام محمود بالصراخ فى وجهه " انت لسه هاتسأل يلا بينا " و قام محمود بتناول اللاسلكى و قال " أسارة أشارة على جميع الوحدات التوجه الى منزل و عيادة الدكتور جلال عبد الواحد فى شارع (.....) للضرورة القصوى " و فى أثناء ذهابهم كان الدكتور جلال عبد الواحد يقوم بتجميع أوراقه و وضعها فى حقيبته الخاصة و هم بالانصراف عندما سمع طرق على باب العيادة فقال " طيب ثوانى " و عندما فتح الباب فوجىء برجل متشحا بالسواد يقول بنبرة هادئة " مساء الخير يا دكتور " و قام بعد ذلك برش رذاذ بلون الدم غاب سقط على اثره جلال عبد الواحد مغشيا عليه على الارض "
و عندما وصل محمود عمران و محمد الرفاعى و اسامة سلطان الى منزل الدكتور جلال عبد الواحد وجدوا كل شىء هادئا و قام محمود و محمد الرفاعى بالصعود الى شقة الدكتور و قاموا بالطرق على الباب ففتحت شابة فى منتصف العشرينات فقال محمود عمران " نقيب محمود عمران مباحث أسكندرية الدكتور فين " فقالت الشابة و على وجهها أمارات التعجب و الدهشة " بابا لسه فى العيادة هو فى أية " فقال الرفاعى " كلمك و الا اتصل بيكى " فقالت الفتاة " أيوة من حوالى نص ساعة قالى أنه خلاص بيخلص ة جاى فى السكة " فقام محمود بأخراج بطاقته و قال " أول ما يوصل يكلمنى فورا لو سمحتى ضرورى جدا ممكن " فقالت الفتاة " حاضر " و قام محمود عمران و محمد الرفاعى بالنزول الى الاسفل و كان أسامة يجلس فى السيارة فى أنتظارهم فقام محمود بالوثب خلف المقود و أنطلق محدثا صريرا فى الارض و قال " على العيادة فورا " و فى أثناء ذهابهم رن جهاز الاسلكى فقام محمود بتناوله و قال " أبدأ الاشارة" فقال الصوت المقابل " نقيب محمود عمران نقيب محمود عمران " فقام محمود بالرد بنبرة غاضبة " محمود عمران ابدأ الاشارة " فقال الصوت المقابل " تم العثور على الدكتور جلال عبد الواحد مشنوق فى عيادته و جارى البحث و الاجراءات "
فقام محمود بالضغط لا اراديا على الفرمله فتوقفت العربة فجأة محدثه صريرا عنيفا فى الارض و قام محمود بضرب رأسه فى المقود و قام محمد الرفاعى بالنظر ناحية النافذة بعيون ثاقبه و قال أسامة " لالالا مستحيل أيه اللى بيحصل ده " فقال محمد الرفاعى " تلات جرايم قصادنا و ما عرفناش نعمل حاجة " فقال محمود " حسين " فقال أسامة " نعم " فقال محمود " حسين معروف حسنين " و نظر ناحية محمد الرفاعى و قام بتناول جهاز الاسلكى و قال " أشارة أشارة على جميع الوحدات سرعة ضبط و أحضار المدعو حسين معروف حسنين للاهمية القصوى " و قال محمد الرفاعى " يلا نروح نشوف أيه اللى حصل " و عندما وصل الثلاثة الى هناك قاموا بالصعود الى العيادة و عندما وصلوا الى هناك أنتابهم شلل مؤقت من هول ما رأوه و هنا فقط عرف ثلاثتهم انه لا طريق للتراجع "
يتبع
محمد محسن