الأحد، 24 فبراير 2013

الجلاد 7


العاشرة صباحا : مكتب العقيد مصطفى عبد الوهاب

أرتشف محمود الجزار رشفات الشاى و هو يشعر بها تغسل اعصابة عصبا عصب بعدما أختلس من عمر الزمان ساعات قليلة أرخى
فيها جفونه فى نوم قلق ملىء بالاحلام المشوهة و فى أثناء أرتشافة للشاى دخل العقيد مصطفى عبد الوهاب و صور شياطين العالم
السفلى ترتسم على وجهه بصورة ملحوظة و قال بمجرد رؤيته لمحمود " أزيك يا باشا عامل أيه ما شوفتكش من كام يوم " فقال
محمود" تحت امرك يا باشا موجود اهه " فقال العقيد مصطفى " ايه اللى بلغنى ده بقى سفر و روحة و جيه و الا كأنك شغال فى الفور
سيزونز و ما فيش ريس ليك " فقال محمود " بالعكس يا باشا دا احنا ماشيين بتوجيهت سعادتك " فقال العقيد " و انا توجيهاتى انك تروح للناس محافظة تانية و تستجوبهم بشكل غير رسمى و أبن أختك يظهر فى مسرح جريمة دا أيه التوجيهات العسل ديه " فقال محمود " يا افندم القضية صعبة جدا و القاتل زى الشبح مالهوش أثر و الرابط الوحيد أحمد الجلاد المفروض أعمل أيه " فقال العقيد مصطفى " أبن اختك كان عند القاتل بيعمل أيه " فقال محمود " ابن اختى فى فنون جميلة و القتيل كان دكتور فى فنون جميلة و...." فقاطعه العقيد مصطفى " فنون جميلة على عينى و راسى بس دا قسم نحت و تصوير و ابن اختك ديكور ايه اللى جاب دا لده " فقال محمود " و الله يا باشا كان فى المرسم معاه و روحوا علشان ليه علاقة مع ابن اختى زى ما تقول بيتبنى المواهب الصغيرة مش أكتر " فقال العقيد مصطفى " بص يا محمود الناس قالبة على الداخلية لوحدها مش عايزين الاعلام يطلع يقول سفاح اسكندرية و طرمخة الداخلية بهدف الفوضى و الكلام الحمضان ده ركز شوية فى الشغل و أعمل تحريات و هاتلى متهمفى أسرع وقت ما عندكش حد يشيلها يعنى " فقال محمود " حد يشيلها ازاى يا باشا و الحقيقة " فقال العقيد مصطفى " حقيقة مين يا ابو حقيقة انا عايز قاتل يتحاكم و بعد كده يحلها الحلال انت فاهم " فقال محمود " يا باشا فى فعلا سفاح ماشى فى الشارع و عامل زى الهوا بيقتل و يخرج منها زى الشعرة من العجين " فقال العقيد مصطفى " ركز و حلها علشان الترقيات قربت و عايزين اسمك ينور فى الحركة الجديدة فاهم " ففهم محمود التهديد الضمنى و قال " تحت أمرك يا باشا " و قام بالخروج نافثا النيران من فتحات أنفه حانقا على وظيفة خسيسة و رئيس قذر بالفطرة "

الثانية و النصف ظهرا : مكتب أشرف البنهاوى
أتجه محمود صوب المكتب مارا بالمبنى الادارى للمشرحة حتى وصل الى مكتب اشرف البنهاوى فقام بالطرق على الباب و دخل ليجد أشرف البنهاوى منكفا على عينة يفحصها بواسطة ميكروسكوب أليكترونى فقال بمجرد دخول محمود " الضيف الجديد فاجأنا بحاجة انما زى الفل " فقال محمود " مرض مزمن " فقال أشرف البنهاوى " بالظبط و مرض نادر حبتين كمان " فقال محمود " احكيلى أبوس ايدك " فقال أشرف البنهاوى " بص يا سيدى الراجل عندة الكبد و انزيماته فيها لخبطة شويتين و دخل كذا مرة فى غيبوبة و غير كده اننا لما اشتغلنا على الدم لقينا نفس نوعية الاقراص بتاعة اخواته و مرض
Disseminated intravascular coagulopathy " فقال محمود " يعنى ايه بلا مؤاخذة " فاكفهر وجة أشرف البنهاوى و قال بلهجة مدرس فلسفة " مرض التخثر المنتئر داخل الاوعية دا مرض فى الدم بيخلى الدم يتجلط و شكله كان عنده من زمان علشان أدى بيه الى فشل كبدى حاد و دا اللى كان عنده " فقال محمود " طيب و المادة اللى فى دمهم كلهم " فقال أشرف " بص بقى المادة ديه بتلعب على اجزاء محددة من المخ و مهمتها بسط الشرايين و شوية حاجات كده علشان الشخص يحس بالهدوء و الراحة واضح ان كلهم كانوا متوترين لدرجة انهم مش قادرين يستغنوا عنها و دا اللى ظاهر جدا فى صورة الدم " فقال محمود " طيب كمل و كلمنى لما توصل لحاجة و انا هاوصل مشوار و اكلمك " فقال

اشرف البنهاوى " بقولك أيه صحيح انا اتخيلت بواحد شكله غريب امبارح وقف معاك فى الشقة بتاعة المرحوم و بعد كده مشى بسرعة انت تعرفه مين ده " فقال محمود " تلاقيك هلوست من قلة النوم سلام "
الخامسة مساءا : كافية هادىء للغاية :- " قهوة سادة بن تقيل " نطقها محمود و هو يتفحص وجه أحمد الجلاد الجالس أمامه و استطرد قائلا " أيه يا أحمد باشا ناوى تفهمنى و الا كله فى الموانى " فقال أحمد الجلاد " الدكاترة كلهم كانوا

مكونين جمعية هدفها العلو بالفن و أثبات انه ما بيتعارضش مع الدين بالعكس الاتين بيكملوا بعض و كانوا كلهم تقريبا موحدين جهودهم للهدف ده لحد ما جت الفترة الاخيرة بالتحديد من حوالى 3 شهور و فجأه كلهم بدأوا يتوتروا وسمعت كلام عن انهاء عمل الجمعية و حاجات غريبة كده لما اتكلمت مع الدكتور عبد اللطيف ما قاليش حاجة خالص و تقريبا ما فهمتش منه ولا كلمه و بعد كده سافرت قليوب فى شغل و رجعت معاك اول ما وصلت للشقة لقيت جواب من الدكتور عبد اللطيف بيتكلم فيه عن مكان مجهول محفوظ جواه حاجة مهمة و فى الغاز و رموز و رطوش و حواشى مش قادر افسرها " فقال محمود " كنز مثلا من بتوع على بابا و الا أيه " فقال أحمد الجلاد " بص الجواب معايا و على فكرة انا جالى استدعا

من النيابة و عايزين يحققوا معايا " فقال محمود و هو يتناول الخطاب طيب هات الجواب و روح انت و انا هاكلمك بكرة " فقال أحمدالجلاد  
"جواب أيه اللى أديهولك " فقال محمود " ما تخافش معايا هايبقى فى امان و انت هاتكون فى امان " و التقط الجواب ووضعه داخل جيبة فى صمت و نظر الى اأحمد الجلاد طويلا حتى قطع السكون صوت النادل قائلا " مين فيكوا محمود الجزار " فقال محمود انا محمود الجزار " فقال النادل " الاستاذ اللى قاعد هناك باعت لحضرتك
الورقة ديه  ففتح محمود الورقة فوجد رسما لعين مفتوحة كتب تحتها " تحت النظر " فالتفت محمود الى النادل قائلا " فين اللى بعت الورقة ديه "  أشار النادل الى الطاولة البعيدة الواقعة فى الركن فلم يجد محمود أحدا جالسا فقال النادل " كان قاعد هناك بس مش عارف راح فين " فنظر محمود الى أحمد الجلاد قائلا " فى حد بيراقبنا اطلع على عمارتك و انا هابعتلك مخبر يراقبك و بكرة تروح على النيابة لحد ما نشوف اية اللى هايحصل " فأومأ أحمد الجلاد برأسه و عيناه تكاد ترتجف كأرتجاف جسده بالكامل "
يتبع
محمد محسن
 


















الأربعاء، 20 فبراير 2013

الجلاد 6

انطلق محمود يضرب أزرار هاتفه النقال فى جنون الى أن وصل الى أحدث الارقام المسجلة على هاتفه بأسم أحمد حسين الجلاد و انتظر رنين الجرس فى ثورة جنونية الى أن قام الجلاد بالرد قائلا " ألو " فقال محمود على الفور " قابلنى حالا فى فيكتوريا انت فاهم عنوان الدكتور عباس دا فين " فقال أحمد الجلاد " هاتروحله دلوقتى ط فقال محمود " أخلص أبن أختى مش لاقيينه و أر واحد مكلمه كان الزفت الدكتور فين العنوان " فقام أحمد الجلاد بأخبار محمود بعنوان منزل الدكتور عباس فقال محمود و هو يغلق الخط " قابلنى عنده حالا " و قام محمود بالقفز داخل سيارة أجرة الى رشدى شارع (......) و عندما وصل قام بأمساك البواب من ياقة الجلابية قائلا " الدكتور عباس فى الدور الكام " فقال البواب " انت مين نزل أيدك " فقال محمود و هو يشهر سلاحه " انا ما بهزرش و مستعجل أنجر فى الدور الكام " فقال البواب على الفور " الدور الرابع شقة 11 هو فى أيه " فقام محمود بألقاءه جانبا ليصعد السلالم فى جنون الى الشقة المذكورة ليجد باب الشقة مواربا فدفعه بكتفه ليجد فوضى عارمة فى صالة الشقة فركض الى الغرف واحدة تلو الاخرى حتى وصل الى غرفة المكتب و دخلها ليسقط على ركبتيه منهارا .....

كانت الغرفة نظيفة مرتبة يجلس رجل يناهز الستين على مقعدة الدوار خلف المكتب محنى الرأس و يرقد بجانب المكتب مستلقيا على الارض أحمد سعيد أبن أخته و رأسه بنزف بغزارة فأسرع محمود و التقط رأس أبن أخته و عزاءه الوحيد فى دنياه الفارغة ليجده يأن فى صمت فقال " ما تتتعبش نفسك هاتبقى كويس أيه اللى حصل " فقال أحمد سعيد بنبرات واهنة " الدكتور شوف الدكتور " فقال محمود " يتحرق الزفت انت ايه اللى حصلك " فقال أحمد " خبطنى واحد من ورا دماغى و الدكتور فى المطبخ بعد كده ما حسيتش بحاجة انا كويس يا خالى شوف الدكتور " فقام محمود بأراحه رأسه و نهض ليرى الدكتور محنى الرأس و بمجرد أن لمس رأسه و أرجعها للخلف تدفق شلال من الدماء ليغرق المكتب و صدر محمود الجزار

""ذبح كأصدقاءه ""

الرابعة و النصف فجرا : شقة عباس الحلبى :-

جالت اقدام رجال الشرطة و البحث الجنائى و الاسعاف فى شقة القتيل و جلس محمود عن يمين أبن أخته بعد أن قام رجال الاسعاف بتضميد جرح راسه فقال محمود و هو يجلس بجانبه " ما شوفتش أيه اللى حصل " فقال أحمد " و الله ابدا يا خالو انا كنت قاعد و الدكتور الله يرحمه قام يصبلنا الشاى و ما حسيتش الله يرحمه يا رب " فقال محمود الجزار " و كنت فين م أمبارح " فقال أحمد " كنت فى المرسم انا و صحابى مع الدكتور عباس و خلصنا و صمم انى أجى أتعشى و ابات معاه كان عمال يقول كلام غريب عن أخر أيامه و الورث اللى وراه و هايسيبه لمين كلام غريب كده " فقال محمود " هو مش متجوز " فقال أحمد " مقطوع من شجرة ما بيخلفش و مراته ماتت من تلات سنين " فقال محمود " أستلقى وعدك من أمك انا كلمتها طمنتها يلا  روح و انا هابعت حد يوصلك البيت يلا قوم " و بمجرد خروج أحمد دلف الجلاد الى الشقة فاستوقفه محمود قائلا " نفس الجريمة بنفس الطريقة أبعد عن الصورة هاكلمك لما أخلص من المعاينة " فقال الجلاد " هاستناك فى البيت تفتكر أيه اللى بيحصل " فقال محمود " روح علشان ما حدش يشدك و يستجوبك خليك برا الصورة اقولك استنانى على كافية (.....) اللى على البحر هاخلص و أجيلك روح " فقال الجلاد و هو يمضى " مستنيك علشان أفهم " و خرج من الشقة مسرعا تتبعة نظرات محمود ...
أيه رأيك يا دكتور " قالها محمود موجها كلامه لاشرف البنهاوى الذى رد قائلا " بقولك أيه انا كنت نبتشى و ما نمتش من يومين هاقولك بكرة كل حاجة " فقال محمود " يعنى يصورة مبدئيه كده " فقال أشرف البنهاوى " اللى فى دماغك صح هى نفس الطريقة بنفس السلاح القاتل واحد و مجهول مش سايب وراه الهوا لو شبح كان غلط و ساب بصمه " فقال محمود " يعنى هوا و الا خيال " فقال أشرف البنهاوى و هو يأخذ السجائر من جيب محمود و يشعل واحدة " بص انا هاعمل حاجة هاحط التلات جثث جمب بعض و اخليهم يحكولى كل اللى عندهم لحد ما أوصل لحاجة و أول ما أوصل هابلغك " فقال محمود و هو ينظر نظرة قلقة " يحكوا كل حاجة طيب يا أشرف أشوفك سلام " و انتقل بعد ذلك الى مصور مسرح الجريمة قائلا " القطلى صورة لكل ركن فى البيت ما تسيبش حيطة الا لما تصورها " فقال المصور " حاضر يا باشا " و هنا رن هاتف محمود برقم العقيد مصطفى عبد الوهاب فقام محمود بالرد ليجد العقيد مصطفى يقول " كنت عند القتيل بتعمل أية يا سيادة النقيب " فقال محمود " ابدا معاليك كنت بجيب أبن أختى و ...." و هنا قطع العقيد مصطفى سير الكلام قائلا " تعالالى المكتب بكرة الساعة 10 لما نشوف حكايتك انت و أختك " و قام بأغلاق الخط فى وجه محمود الذى أيقن أن عليه مواجهة شيطان العقيد الاسطورى غدا فى المكتب و محاولة الهروب من بين فكيه

يتبع
محمد محسن 

الأحد، 17 فبراير 2013

الجلاد 5

الحادية عشرة مساءا : المشرحة :-

جلس محمود الجزار فى مواجهة الدكتور أشرف البنهاوى و بدأ الكلام قائلا " فى أيه يا اشرف جايبنى فى نص الليل المشرحة ليه؟ " فقال أشرف البنهاوى و هو ينهض من وراء مكتبه " شكلك جاى من سفر " فاستغرب محمود الجزار و قال " و انت عرفت منين " فقال أشرف البنهاوى و هو يضحك " انت مخبى الصورة على علبة السجاير بالتذكرة صباح الفل يا محمود بيه " فانتبه محمود و قال " دا أنت ما بتفوتش حاجة من تحت جناحك أخلص عايزنى فى أيه " فقال أشرف البنهاوى " طيب نشرب قهوة الاول و بعدين نتكلم " فقال محمود " لو كده يبقى ماشى ساده بقى و بن تقيل " فقال أشرف البنهاوى " انما انت كنت مسافر فين " فال محمود " كنت فى قليوب بقابل الواد اللى اسمه أحمد الجلاد اللى كان بعرف المراحيم " فقال أشرف البنهاوى " طب و ليه ما استدعتهوش هنا فى المكتب و حققت معاه " فقال محمود " كان عندى فضول غريب اشوف الشقة اللى ساكن فيها ط فقال أشرف و هو يعد القهوة " و لقيت ايه " فقال محمود " فى حاجة غريبة الواد  منظم أوى فى حياته تخيل قالى اقلع الجزمة قبل ما تدخل و بعدين تحس أنه مصحصح مش واقع على نفسه " فقال أشرف البنهاوى " بس كده ؟ " فقال محمود الجزار " لا فى حاجة تانية انا شايفها غريبة الواد مصور صور و راسم تحت كل صورة نفس الصورة بالايد " فقال أشرف البنهاوى " تلاقيه واد معقد و الا عنده وسواس قهرى ما تشغلش بالك " فقال محمود و هو يفرك عينيه " مش عارف حاسه وراه حاجة " فقال أشرف البنهاوى ضاحكا " دا انت بتشك فى ضلك يا أخى يخربيت العيشة معاك الله يكون فى عون اللى هاتتجوزك " فقال محمود ضاحكا " اللى هاتتجوزنى تقريبا مش نازلة فى سجلات المواطنين ما فيش حد يستحملنى غير أنسان ألى " فقال أشرف ضاحكا " يبقى عليك و على العرايس الصينى كلها سيليكون و هاتزبطك " فقال محمود ضاحكا " لا لو على اللى فى دماغك ما فيش أكتر منهم بوليس الاداب كله حبايبى بس انا ماليش فى الحرام " فقال اشرف البنهاوى و هو يضع القهوة امام محمود " المهم تكون مرتاح فى العبشة " فقال محمود و هو يرشف القهوة مغمضا عينيه " الحمد لله المهم ما قولتليش عايزنى فى ايه " فقال أشرف البنهاوى " لما أشتغلنا على المعدة و الدم فى المجنى عليهم الاتنين لقينا ان الاتنين فى دمهم مواد مخدرة " فقال محمود " يعنى عايز تقنعنى ان دكتور و دكتورة هايضربوا ترامادول " فقال الدكتور أشرف " يا عم مش ترامادول و الا أس أر يعنى فى مواد مرخية للاعصاب فى دمهم " فقال محمود " دوا مهدىء يعنى بتاع المجانين " فقال أشرف البنهاوى " أولا ما أسمهمش مجانين اسمهم مرضى نفسيين تانى حاجة ان الدوا فى دمهم بصورة واضحة يعنى كانوا بيسفوا الدوا مش بياخدوه " فقال محمود " تفتكر دى تجيبنى على ملا وشى من سفر علشان تقولهالى " فقال أشرف " لا الحاجة التانية لازم نشوفها تعالى معايا "

الثانية عشرة الا الربع : داخل المشرحة :-

وقف محمود بجانب أشرف البنهاوى مبديا نظرة أمتعاض على منظر الجثة فقال أشرف البنهاوى " بص بقى فى رضوض جامدة جدا فى الاعضاء الداخلية يعنى الناس ديه و هما عايشين كانوا سلام و ما فيهومش حاجة و الرضوض صعبة جدا انها تحصل و ما يروحوش المستشفى يعنى عندك مثلا الرضوض اللى فى جسم أحمد عبد اللطيف كانت ممكن تؤدى لحدوث نزيف داخلى فى الكبد و المعدة من قوتها كأن فى عربية خبطته المهم ان الرضة استعمل فيها سلاح تقيل يعنى مثلا ماسورة حديد مصمتة مضرب بيسبول حديد حاجة كده متينة جدا و دعاء برضة عندها نفس الرضوض فى نفس المناطق و غير كده أحمد عبد اللطيف فى فى دراعة الشمال أثار لسحب دم بكميات كبيرة كأنه اتبرع مرتين ورا بعض بالدم و دى حاجة غريبة مع أن أغلب الدم فى الجسم و يمكن كله اتنزف من عملية الدبح بص مش عارف انا قولت اقولك يمكن تقولى حاجة تقنعنى لانى مش عارف افسر الحاجات ديه انت أيه رأيك ؟ " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " بقولك ايه انت تقدر تعرف لو كان واحد فيهم مصاب بمرض مزمن او حاجة " فقال أشرف البنهاوى هو مبدئيا انا كتبت تقرير مبدئى كنت هاوريهولك بكرة أحمد عبد اللطيف كان عندة دوالى فى المرىء بس من طول المرض اتليفت و ما بقيتش تنزف دعاء كانت عادية لكن الرئة كانت فيها شوية مشاكل بسبب التدخين واضح انها كانت مدخنه ربنا يرحمها " فقال محمود " بقولك ايه القضية ديه تعب عالفاضى عايزك تطلعلى تقرير يودينا عدل للحفظ ضد مجهول انا مش ناقص الدنيا تدربك فوق دماغى عندنا مشاغل " فقال أشرف البنهاوى " لا طبعا ما ينفعش اطلعلك تقرير زى ده لان فى مدير فوقى هايراجع و فوقه مدير هايراجع و فوقه مدير هايراجع و انا شغال فى عزبة أهلى علشان اطلعلك تقرير زى ده " فقال محمود " يبقى أروح انام علشان اقدر اصحى بكرة عايز حاجة " فقال أشرف البنهاوى " طب استنى اوصلك فى سكتى " فقال محمود الجزار " لا هاتمشى انا شوية فى الهوا تصبح على خير "

الواحدة و النصف ليلا : كورنيش البحر امام فندق رمادا :-

وقف محمود يتأمل البحر محاولا فك طلاسم قضية نعتها بالقضية السوداء و قال بينه و بين نفسه " خليك فى الشغل و الموت و الجثث و اللجان و المباحث و حياتك بتتسرسب من تحت رجلك " و استرسل فى الافكار المعتادة من ذكرى والده و والدته لذكرى أول حب فى حياته ووفاة حبيبته بين ذراعيه حتى قطع أسترساله رنين هاتفه المحمود برقم أخته فقام بالرد قائلا " ايه الاخبار ابنك ما بيسألش على خاله ليه " فقالت أخته بصوت اشبه بالصراخ " أحمد ما رجعش من أمبارح يا محمود و مش عارفاه فين " فقال محمود " كلمى صحابه و اللى هوا يعرفهم يمكن عند حد فيهم " فقالت أخته " سألت سألت و ما حدش يعرف عنه حاجة " فقال محمود " طيب حد زعله و الا انتى اتعاركتى معاه " فقالت أخته " من أمته يا محمود أخر مرة كنا قاعدين سوا و واحد اتصل بيه و نزله و من ساعتها ماجاش " فقال محمود " تعرفى أسمه ايه اللى أتصل بيه " فقالت أخته " واحد اسمه دكتور عباس الحلبى شوفهولى يا محمود انا هاتجنن " و هنا رجع الزمن بمحمود لبداية الليله متذكرا كلام أحمد الجلاد " بكرة نروح لدكتور عباس الحلبى ممكن يقولنا معلومات مفيدة " فأغلق محمود الخط و ركض الى القسم ليبدأ رحلة لاسترجاع أحمد سعيد أعز الاشخاص فى حياته و لحل قضية تتعقد يوما بعد يوم "

يتبع

محمد محسن 

الأربعاء، 13 فبراير 2013

الجلاد 4


وقف محمود الجزار أغلب وقت الرحلة بين عربته و العربة المجاورة فى القطار يدخن سجائره و يفكر فى طلاسم قضية مزعجة هبطت عليه من أعالى السماء لتؤرق نومه حتى وصل القطار الى محطة قليوب التى نزل بها محمود الجزار متمتما فى نفسه " حاجة زى الفل " ركب فى داخل سيارة أجرة حتى وصل الى شارع المصانع متوجها الى عنوان أحمد الجلاد حتى وصل أمام باب الشقة و قرع الجرس فأتاه صوت خطوات ثقيلة من الداخل حتى فتح شاب فى أواخر العشرينات يرتدى ترنج كحلى و تعلو عيونه نظرات النعاس فبادره محمود الجزار قائلا " مساء الخير أستاذ أحمد حسين الجلاد " فقال أحمد الجلاد " أامر حضرتك " فقال محمود " نقيب محمود الجزار مباحث اسكندرية " فقال أحمد الجلاد " أهلا وسهلا أتفضل أدخل " فمر محمود الجزار فاستوقفه أحمد الجلاد قائلا " لو سمحت اقلع الجزمة قبل ما تدخل " فزفر محمود مفسا غاضبا مرسلا اياه الى الارض أسفل قدمه و هو ينحنى ايخلع حذاءه فقال أحمد الجلاد " اتفضل ثوانى بس أغسل وشى و ارجعلك " فدخل محمود الى الصالة و جالها ببصره مستكشفا كل ركن فيها ...
كانت الصاله مربعة واسعة تغطى حوائطها صورا فوتوغرافيه لمناظر طبيعية و اشخاص بسطاء و أسفل كل صورة لوحة مرسومة باليد لنفس الصورة مما جعل محمود يستنكر بينه و بين نفسه " يخربيت الفضا اللى يعمل كده " فظهر أحمد الجلاد و هو يرتدى قميص أزرق و بنطلون بنى فقال أحمد الجلاد " أهلا وسهلا يا محمود بيه تشرب ايه " فقال محمود " لا شكرا انا مش جاى أتضايف " فقال أحمد الجلاد بصوت عميق " دى مشكلتك مش مشكلتى انت مش عايز تضايف لكن طالما دخلت بيتى لازم تضايف هاه تشرب ايه " فاستغرب محمود و قال بنبرة هادئة " قهوة سادة دوبل " فقال أحمد الجلاد " بص هو انا ما بعرفش أعمل قهوة يبقى شاى أحسن ساده برده و الا سكرك ايه " فقال محمود بنبرة استغراب " زيادة سكر " فقال أحمد الجلاد " يعنى القهوة سادة و الشاى زيادة دا ايه التناقض العجيب ده " فقال محمود " انت شايفه تناقض دى مشكلتك مش مشكلتى " فقال أحمد الجلاد " مش مشكلة ثوانى و راجعلك " و عندما جلس الاثنان فى مواجهة بعضهم بادر محمود بسؤال أحمد الجلاد قائلا " هو انت ليه مصور صورة و راسم نفس الصورة بأيدك " فقال أحمد الجلاد " فى الصورة دا أحساس الكاميرا مش أحساسى لكن فى اللوحة دا أحساسى أنا ناحية الصورة المهم خير يا محمود بيه جايلى من أسكندرية لحد هنا ليه " فقال محمود الجزار " و الله مش خير خالص الدكتور أحمد عبد اللطيف و الدكتورة دعاء عبد المقصود أتقتلوا و انت الرابط المشترك الوحيد بينهم " فانتفض أحمد الجلاد مسقطا كوب الشاى على السجادة الزرقاء " انت بتقول ايه الدكتور أحمد و دعاء اتقتلوا ازاى و أمته انا كنت عندهم من أسبوعين " فقال محمود الجزار " من تلات ايام المهم انت أيه علاقتك بالاتنين " فقال أحمد الجلاد " دا تحقيق يعنى " فقال محمود الجزار " لو كنت عايزك أحقق معاك كنت جيبتك على بوذك لحد عندى فى القسم و حققت معاك انا جايلك لمجرد الدردشة علشان عايز افهم " فقال أحمد الجلاد " لا الف شكر يا محمود بيه انك ما جيبتنيش على بوذى حضرتك عايز تعرف ايه؟ " فقال محمود الجزار " أحكى و انا سامع " فقال أحمد الجلاد " مش كتير الدكتور عبد اللطيف كان ابويا الروحى و هو اللى علمنى كل حاجة فى المجال ده " فقال محمود الجزار " و ايه العلاقة بين الفن و الفلسفة ؟ " فقال أحمد الجلاد " دى هواية و دا علم " فقال محمود الجزار " كمل " فقال أحمد " أتعرفت على دكتورة دعاء و هى كمان كانت تلميذة للدكتور عبد اللطيف طبعا من وقت للتانى كنت بزور الدكتور عبد اللطيف و كنا بنروح سوا لدعاء دا كل اللى كان بيحصل ما فيش حاجة أكتر من كده " فقام محمود بالتقرب من أحمد الجلاد حتى صارت أنفاس محمود المحملة بالسجائر تلهب أنف أحمد الجلاد " بص بقى فى اتنين أدبحوا فى شققهم و كانوا معزولين عن الناس و انت الوحيد اللى كنت تعرف شققهم يعنى انا قصادى واحد متوفرة فيه كل الشروط تعالى معايا دغرى علشان ما نتعبش مع بعض و أبهدلك و أفرهض نفسى " فقال أحمد الجلاد و هو يقرب وجهه من محمود حتى صارت جباههم ملتصقه " بص بقى انا مش قاتل و أخر حاجة افكر فيها انى أأذى دعاء أو الدكتور عبد اللطيف و فيه سبعين ألف دليل انى مش متواجد ساعة الجريمة و عندى وسايط توديك ورا الشمس و بلطجة ببلطجة و بهدلة ببهدلة و نشوف مين فينا اللى هايتعب " فقال محمود الجزار " طيب بص بقى فى أمر ضبط و أحضار هايطلع دلوقتى بأسم سعادتك و هاتترحلى لحد باب مكتبى و هانشوف مين فينا اللى نفسه أطول " و هنا رن هاتف محمود برقم العقيد مصطفى عبد الوهاب فقام محمود بالرد فأتاه صوت العقيد قائلا " بتعمل أيه فى قليوب يا محمود " فقال محمود " أبدا يا افندم روحت لآحمد الجلاد " فقال العقيد مصطفى عبد الوهاب " أنت عبيط يا ابنى انت معاك دليل و الا معاك أى حاجة " فقال محمود " يا افندم دى مجرد دردشة " فقال العقيد مصطفى " يا بنيئادم أفهم القضية ديه ما ينفعش ريحتها تطلع مش ناقصين صحافة و بلاوى سودا ارجع على اسكندرية الواد دا من عيلة الجلاد و دى عيلة كلها دكاترة و ناس تقال أوى فى البلد أرجع و بلاش تسرع و تصرفات هبلة " فقال محمود بلهجة غاضبة " يا افندم لا هبل و الا حاجة هو العامل المشترك بين القتيلين و ما فيش غيره كان بيتردد عليهم " فقال العقيد مصطفى صائحا " هاته حقق معاه ما تروحلوش البيت انت ما بتفهمش " فقام محمود بالخضوع الى ان أغلق العقيد المكالمة فالتفت محمود الى أحمد الجلاد قائلا " أنا متأسف يا أستاذ أحمد لو صدر منى فعل دايقك انا راجع أسكندرية مع السلامة " فقال أحمد الجلاد " استنى يا محمود بيه الدكتور كان أبويا و انا لازم افهم أيه اللى بيحصل انا نازل معاك أسكندرية "

العاشرة و النصف مساءا : محطة قطار سيدى جابر بالاسكندرية :-

سار محمود الجزار بجانب أحمد الجلاد مشعلا سيجارته منفثا دخانها فى حنق فقال أحمد الجلاد " ممكن بكرة نروح لدكتور عباس الحلبى دا كان أعز أصدقاء الدكتور عبد اللطيف و ممكن يكون عنده معلومات مفيده " فقال محمود الجزار " خليك برا الصورة دا شغلنا أحنا مش برنامج مسابقات " فقال أحمد الجلاد " دائرة معارف الدكتور انا اللى اعرفها على العموم انا قاعد فى شقة هنا فى فيكتوريا لو أحتجتنى كلمنى " و مضى فى طريقه قاصدا بوابة المحطة تاركا محمود وسط دائرة من الافكار كادت أن تودى بعقله و فى تلك اللحظة أرتفع جرس الهاتف المحمود الخاص بمحمود معلنا استئذان أحدهم فى أختراق جدار محمود الشخصى فرفع الهاتف ليجده الدكتور أشرف البنهاوى فقام بالرد فأتاه صوت أشرف البنهاوى قائلا " محمود تعالالى دلوقتى على المشرحة فى حاجة مهمة عايز اوريهالك يلا مستنيك ما تتأخرش سلام " و ترك محمود ليغرق أكثر فأكثر فى أعماق ظلام تفكيرة ......

يتبع
محمد محسن 

(
أسف على عدم انتظام الحلقات بس أن شاء الله كل يوم هاتكون فى حلقة جديدة و على قد ما اقدر هاحاول اخليهم فى نفس الميعاد يوميا متشكر جدا على المتابعة و يا رب الرواية تنال أعجابكم

السبت، 2 فبراير 2013

الجلاد 3

" يعنى انتى ما سمعتيش اى دوشة و انتى نايمة و الا حتى قبل ما تنامى ؟ " قالها محمود الجزار موجها كلامه لزينب عبد الصمد جارة المجنى عليها التى قالت بلهجة مميتة " انا فى حالى و هيا فى حالها يا ابنى انا مالى بالناس اللى حواليا " فقال محمود و هو يشعل سيجارته " يعنى ما سمعتيش كركبة و الا صوت عالى و الا خناقة و الا اى حاجة ؟ " فقالت زينب عبد المقصود " و الله يا ابنى المرحومة الله يرحمها كانت ما بتكلمش حد بالكتير اوى سلام عليكم او صباح الخير و ما كانش حد بيجيلها غير ناس معدودين منهم راجل كبير كان باين عليه الاستاذ بتاعها علشان كنت بسمعها بتتكلم هيا و هوا على اللوحات و المساحة و كلام كده و كانوا بيتودودوا بينهم و بين بعض كده بس ما كنتش بفهم حاجة " فقال محمود بلهجة تهكم " كل دة و فى حالك اتفضلى يا حجا الامين هاييجى ياخد أقوالك " قالها و دلف الى الداخل ليجد أمرأة فى اواخر الثلاثينات ممددة على السجادة الانيقة و يحتل عنقها قطع عرضى شبيه بقطع أحمد عبد اللطيف فقال محمود للدكتور أشرف الذى انتقل الى مكان الحادث " أيه يا دكترة شايف أيه " فقال الدكتور أشرف " بص يا محمود بيه انا متأكد ان طريقة القتل شبيهة جدا بطريقة قتل أحمد عبد اللطيف بس برده لازم نتأكد " فقال محمود " طيب و أيه تانى ؟ " فقال الدكتور أشرف " بص تقريبا كده و الله أعلم ان ديه قايمة اغتيالات معينة شكل القضية صعبة و بتتكلكع كل شوية انا بقول خليك  فى سكتك أحسن و وسع التحريات " فانزعج محمود الجزار من اعطاء النصائح فقال " و ماله يا دكترة هاخلص و ارفع لسعادتك تقرير " فضحك الدكتور أشرف قائلا " انت على طول كده " فقال محمود " لو مش كده هانتحر يا دكترة بتوع النيابة جم يلا بينا "

الثانية و النصف صباحا : كورنيش البحر امام فندق ريجينسى :-

وقف محمود امام البحر يطلق خياله فى أحداث حياته فقد قارب على الثلاثين و حتى الان يعيش وحيدا فى شقته بدون زوجة او حتى حبيبة او حتى فتاة ليل تطفىء نيرانه فلقد وهب نفسه الى عمله كراهب أختار خدمة الرب و قام بنهج طريق الرهبنه فهو راهب كرس حياته للعمل كضابط شرطة أستغرق فى خيالاته حارقا حوالى خمسة أعواد بيضاء يذيلهم طرفا أحمر و هو النوع الذى داوم على تدخينة كمدخنة فرن حرق طوب طفلى حتى رن هاتفه برقم أحدى زملاءه فقام بالرد قائلا " أيه يا نقيب الا ربع عملت ايه " فقام الملازم أول أحمد السويفى بالرد قائلا " باشا التحريات كشفت عن شخصية مشتركة بين القتيلين واحد أسمه أحمد حسين الجلاد 26 سنة واد غريب كده و ساكن فى قليوب بس هو اساسا من الاسكندرية و كان بييجى للدكتور و بيروح لدعاء بصورة منتظمة الواد ده ابوه و أمه ميتين و هو عايش على ايراد أرض ليهم فى الارياف و أبوه عاملة وديعة بالميراث هو و أمه و عايش على ريع الارض و الوديعة و بيحضر ماجيستير فى جامعة الاسكندرية فى كلية أداب قسم فلسفة " فقال محمود الجزار " ما شاء الله و الله كبرت و بقيت تعرف تجيب تقرير كامل ما شاء الله ربنا يحميك يا حبيبى " فضحك أحمد السويفى قائلا " تلاميذك يا باشا أى أوامر تانية " فقال محمود الجزار " لا انا هاسافر للواد ده هاتلى عنوانة و انا هاسافرله قليوب و اسأله بنفسى الا قولى صحيح الواد ده ليه ملف و الا ريحته طالعة عندنا ؟ " فقال أحمد السويفى " اللى تشوفه يا باشا " و عزم محمود على الذهاب للقاء الجلاد بنفسه "

يتبع
محمد محسن