العاشرة صباحا : مكتب
العقيد مصطفى عبد الوهاب
أرتشف محمود الجزار رشفات الشاى و هو يشعر بها تغسل اعصابة عصبا عصب بعدما أختلس من عمر الزمان ساعات قليلة أرخى
فيها جفونه فى نوم قلق ملىء بالاحلام المشوهة و فى أثناء أرتشافة للشاى دخل العقيد مصطفى عبد الوهاب و صور شياطين العالم
السفلى ترتسم على وجهه بصورة ملحوظة و قال بمجرد رؤيته لمحمود " أزيك يا باشا عامل أيه ما شوفتكش من كام يوم " فقال
محمود" تحت امرك يا باشا موجود اهه " فقال العقيد مصطفى " ايه اللى بلغنى ده بقى سفر و روحة و جيه و الا كأنك شغال فى الفور
سيزونز و ما فيش ريس ليك " فقال محمود " بالعكس يا باشا دا احنا ماشيين بتوجيهت سعادتك " فقال العقيد " و انا توجيهاتى انك تروح للناس محافظة تانية و تستجوبهم بشكل غير رسمى و أبن أختك يظهر فى مسرح جريمة دا أيه التوجيهات العسل ديه " فقال محمود " يا افندم القضية صعبة جدا و القاتل زى الشبح مالهوش أثر و الرابط الوحيد أحمد الجلاد المفروض أعمل أيه " فقال العقيد مصطفى " أبن اختك كان عند القاتل بيعمل أيه " فقال محمود " ابن اختى فى فنون جميلة و القتيل كان دكتور فى فنون جميلة و...." فقاطعه العقيد مصطفى " فنون جميلة على عينى و راسى بس دا قسم نحت و تصوير و ابن اختك ديكور ايه اللى جاب دا لده " فقال محمود " و الله يا باشا كان فى المرسم معاه و روحوا علشان ليه علاقة مع ابن اختى زى ما تقول بيتبنى المواهب الصغيرة مش أكتر " فقال العقيد مصطفى " بص يا محمود الناس قالبة على الداخلية لوحدها مش عايزين الاعلام يطلع يقول سفاح اسكندرية و طرمخة الداخلية بهدف الفوضى و الكلام الحمضان ده ركز شوية فى الشغل و أعمل تحريات و هاتلى متهمفى أسرع وقت ما عندكش حد يشيلها يعنى " فقال محمود " حد يشيلها ازاى يا باشا و الحقيقة " فقال العقيد مصطفى " حقيقة مين يا ابو حقيقة انا عايز قاتل يتحاكم و بعد كده يحلها الحلال انت فاهم " فقال محمود " يا باشا فى فعلا سفاح ماشى فى الشارع و عامل زى الهوا بيقتل و يخرج منها زى الشعرة من العجين " فقال العقيد مصطفى " ركز و حلها علشان الترقيات قربت و عايزين اسمك ينور فى الحركة الجديدة فاهم " ففهم محمود التهديد الضمنى و قال " تحت أمرك يا باشا " و قام بالخروج نافثا النيران من فتحات أنفه حانقا على وظيفة خسيسة و رئيس قذر بالفطرة "
الثانية و النصف ظهرا : مكتب أشرف البنهاوى
أتجه محمود صوب المكتب مارا بالمبنى الادارى للمشرحة حتى وصل الى مكتب اشرف البنهاوى فقام بالطرق على الباب و دخل ليجد أشرف البنهاوى منكفا على عينة يفحصها بواسطة ميكروسكوب أليكترونى فقال بمجرد دخول محمود " الضيف الجديد فاجأنا بحاجة انما زى الفل " فقال محمود " مرض مزمن " فقال أشرف البنهاوى " بالظبط و مرض نادر حبتين كمان " فقال محمود " احكيلى أبوس ايدك " فقال أشرف البنهاوى " بص يا سيدى الراجل عندة الكبد و انزيماته فيها لخبطة شويتين و دخل كذا مرة فى غيبوبة و غير كده اننا لما اشتغلنا على الدم لقينا نفس نوعية الاقراص بتاعة اخواته و مرض
أرتشف محمود الجزار رشفات الشاى و هو يشعر بها تغسل اعصابة عصبا عصب بعدما أختلس من عمر الزمان ساعات قليلة أرخى
فيها جفونه فى نوم قلق ملىء بالاحلام المشوهة و فى أثناء أرتشافة للشاى دخل العقيد مصطفى عبد الوهاب و صور شياطين العالم
السفلى ترتسم على وجهه بصورة ملحوظة و قال بمجرد رؤيته لمحمود " أزيك يا باشا عامل أيه ما شوفتكش من كام يوم " فقال
محمود" تحت امرك يا باشا موجود اهه " فقال العقيد مصطفى " ايه اللى بلغنى ده بقى سفر و روحة و جيه و الا كأنك شغال فى الفور
سيزونز و ما فيش ريس ليك " فقال محمود " بالعكس يا باشا دا احنا ماشيين بتوجيهت سعادتك " فقال العقيد " و انا توجيهاتى انك تروح للناس محافظة تانية و تستجوبهم بشكل غير رسمى و أبن أختك يظهر فى مسرح جريمة دا أيه التوجيهات العسل ديه " فقال محمود " يا افندم القضية صعبة جدا و القاتل زى الشبح مالهوش أثر و الرابط الوحيد أحمد الجلاد المفروض أعمل أيه " فقال العقيد مصطفى " أبن اختك كان عند القاتل بيعمل أيه " فقال محمود " ابن اختى فى فنون جميلة و القتيل كان دكتور فى فنون جميلة و...." فقاطعه العقيد مصطفى " فنون جميلة على عينى و راسى بس دا قسم نحت و تصوير و ابن اختك ديكور ايه اللى جاب دا لده " فقال محمود " و الله يا باشا كان فى المرسم معاه و روحوا علشان ليه علاقة مع ابن اختى زى ما تقول بيتبنى المواهب الصغيرة مش أكتر " فقال العقيد مصطفى " بص يا محمود الناس قالبة على الداخلية لوحدها مش عايزين الاعلام يطلع يقول سفاح اسكندرية و طرمخة الداخلية بهدف الفوضى و الكلام الحمضان ده ركز شوية فى الشغل و أعمل تحريات و هاتلى متهمفى أسرع وقت ما عندكش حد يشيلها يعنى " فقال محمود " حد يشيلها ازاى يا باشا و الحقيقة " فقال العقيد مصطفى " حقيقة مين يا ابو حقيقة انا عايز قاتل يتحاكم و بعد كده يحلها الحلال انت فاهم " فقال محمود " يا باشا فى فعلا سفاح ماشى فى الشارع و عامل زى الهوا بيقتل و يخرج منها زى الشعرة من العجين " فقال العقيد مصطفى " ركز و حلها علشان الترقيات قربت و عايزين اسمك ينور فى الحركة الجديدة فاهم " ففهم محمود التهديد الضمنى و قال " تحت أمرك يا باشا " و قام بالخروج نافثا النيران من فتحات أنفه حانقا على وظيفة خسيسة و رئيس قذر بالفطرة "
الثانية و النصف ظهرا : مكتب أشرف البنهاوى
أتجه محمود صوب المكتب مارا بالمبنى الادارى للمشرحة حتى وصل الى مكتب اشرف البنهاوى فقام بالطرق على الباب و دخل ليجد أشرف البنهاوى منكفا على عينة يفحصها بواسطة ميكروسكوب أليكترونى فقال بمجرد دخول محمود " الضيف الجديد فاجأنا بحاجة انما زى الفل " فقال محمود " مرض مزمن " فقال أشرف البنهاوى " بالظبط و مرض نادر حبتين كمان " فقال محمود " احكيلى أبوس ايدك " فقال أشرف البنهاوى " بص يا سيدى الراجل عندة الكبد و انزيماته فيها لخبطة شويتين و دخل كذا مرة فى غيبوبة و غير كده اننا لما اشتغلنا على الدم لقينا نفس نوعية الاقراص بتاعة اخواته و مرض
Disseminated intravascular
coagulopathy " فقال محمود " يعنى ايه بلا مؤاخذة "
فاكفهر وجة أشرف البنهاوى و قال بلهجة مدرس فلسفة " مرض التخثر المنتئر داخل الاوعية
دا مرض فى الدم بيخلى الدم يتجلط و شكله كان عنده من زمان علشان أدى بيه الى فشل
كبدى حاد و دا اللى كان عنده " فقال محمود " طيب و المادة اللى فى دمهم
كلهم " فقال أشرف " بص بقى المادة ديه بتلعب على اجزاء محددة من المخ و
مهمتها بسط الشرايين و شوية حاجات كده علشان الشخص يحس بالهدوء و الراحة واضح ان
كلهم كانوا متوترين لدرجة انهم مش قادرين يستغنوا عنها و دا اللى ظاهر جدا فى صورة
الدم " فقال محمود " طيب كمل و كلمنى لما توصل لحاجة و انا هاوصل مشوار
و اكلمك " فقال
اشرف البنهاوى
" بقولك أيه صحيح انا اتخيلت بواحد شكله غريب امبارح وقف معاك فى الشقة بتاعة
المرحوم و بعد كده مشى بسرعة انت تعرفه مين ده " فقال محمود " تلاقيك
هلوست من قلة النوم سلام "
الخامسة
مساءا : كافية هادىء للغاية :- " قهوة سادة بن تقيل " نطقها محمود و هو يتفحص وجه
أحمد الجلاد الجالس أمامه و استطرد قائلا " أيه يا أحمد باشا ناوى تفهمنى و الا
كله فى الموانى " فقال أحمد الجلاد " الدكاترة كلهم كانوا
مكونين
جمعية هدفها العلو بالفن و أثبات انه ما بيتعارضش مع الدين بالعكس الاتين بيكملوا
بعض و كانوا كلهم تقريبا موحدين جهودهم للهدف ده لحد ما جت الفترة الاخيرة
بالتحديد من حوالى 3 شهور و فجأه كلهم بدأوا يتوتروا وسمعت كلام عن
انهاء عمل الجمعية و حاجات غريبة كده لما اتكلمت مع الدكتور عبد اللطيف ما قاليش حاجة
خالص و تقريبا ما فهمتش منه ولا كلمه و بعد كده سافرت قليوب فى شغل و رجعت معاك
اول ما وصلت للشقة لقيت جواب من الدكتور عبد اللطيف بيتكلم فيه عن مكان مجهول
محفوظ جواه حاجة مهمة و فى الغاز و رموز و رطوش و حواشى مش قادر افسرها " فقال
محمود " كنز مثلا من بتوع على بابا و الا أيه " فقال أحمد الجلاد "
بص الجواب معايا و على فكرة انا جالى استدعا
من
النيابة و عايزين يحققوا معايا " فقال محمود و هو يتناول الخطاب طيب هات
الجواب و روح انت و انا هاكلمك بكرة " فقال أحمدالجلاد
"جواب
أيه اللى أديهولك " فقال محمود " ما تخافش معايا هايبقى فى امان و انت
هاتكون فى امان " و التقط الجواب ووضعه داخل جيبة فى صمت و نظر الى اأحمد الجلاد طويلا حتى قطع السكون صوت
النادل قائلا " مين فيكوا محمود الجزار " فقال محمود انا محمود الجزار
" فقال النادل " الاستاذ اللى قاعد هناك باعت لحضرتك
الورقة ديه ففتح محمود الورقة فوجد رسما لعين مفتوحة كتب تحتها " تحت النظر " فالتفت محمود الى النادل قائلا " فين اللى بعت الورقة ديه " أشار النادل الى الطاولة البعيدة الواقعة فى الركن فلم يجد محمود أحدا جالسا فقال النادل " كان قاعد هناك بس مش عارف راح فين " فنظر محمود الى أحمد الجلاد قائلا " فى حد بيراقبنا اطلع على عمارتك و انا هابعتلك مخبر يراقبك و بكرة تروح على النيابة لحد ما نشوف اية اللى هايحصل " فأومأ أحمد الجلاد برأسه و عيناه تكاد ترتجف كأرتجاف جسده بالكامل "
يتبع
محمد محسن
الورقة ديه ففتح محمود الورقة فوجد رسما لعين مفتوحة كتب تحتها " تحت النظر " فالتفت محمود الى النادل قائلا " فين اللى بعت الورقة ديه " أشار النادل الى الطاولة البعيدة الواقعة فى الركن فلم يجد محمود أحدا جالسا فقال النادل " كان قاعد هناك بس مش عارف راح فين " فنظر محمود الى أحمد الجلاد قائلا " فى حد بيراقبنا اطلع على عمارتك و انا هابعتلك مخبر يراقبك و بكرة تروح على النيابة لحد ما نشوف اية اللى هايحصل " فأومأ أحمد الجلاد برأسه و عيناه تكاد ترتجف كأرتجاف جسده بالكامل "
يتبع
محمد محسن