السبت، 19 أكتوبر 2013

الدخيل : النهاية ( الجزء الأول )



الدخيل : النهاية (الجزء الأول)

الفصل قبل الأخير :- ضربة ظل :-

وقف بدر كامل و بجانبه أحمد السماك و على يمينهم الدكتور سمير و فى المواجهة الرجل الأخر الذى أقتحم الفيلا

الهدوء يسود المكان ... لا يوجد سوى صوت عقارب الساعة و أستقرار سحب الأتربة على الأرض و صوت ضربات القلوب التى بلغت عنان المكان ، وقف بدر كامل مبتسما و وقف الرجل الغريب مضيقا عينيه و وقف الدكتور سمير يلهث و هو يوجه سلاحه الى صدر الرجل الغريب و وقف أحمد السماك يرتجف بصورة شديدة على أثر موجة باردة أجتاحت أعماقه ، وقف الأربعة ينظرون الى بعضهم البعض حتى أخترق صوت بارد عميق صادر عن الرجل الغريب " حازم بدران رائد أمن دولة " فقال أحمد السماك " أخو المرحوم عمرو بدران " فقال " بالظبط و جاى أعرف مين قتل أخويا " فقال بدر " اللى قتل أخوك هو الوحيد اللى خايف فينا و رافع عليك سلاحه " فقال الدكتور سمير " أنت كداب انا ما قتلتش أخوات حد و غير كده مصلحتى أيه أنى أقتله " فقال أحمد السماك " علشان كان بيحفر ورا الموضوع و كان هايوصلك " فقال الدكتور سمير موجها كلامه الى حازم " دول أتنين مجانين و انا كنت بحمى نفسى منهم أتهجموا على فى بيتى و بيكلمونى عن شنطة و حاجات غريبة حضرتك المفروض تقبض عليهم و تحمينى منهم مش ترفع سلاحك و تقتحم الفيلا بتاعتى " فقال حازم و هو يرفع سلاحه الألى فى وجه الجميع " بصوا بقى علشان نخلص انا عايز أعرف مين قتل عمرو علشان أقتله و أدفنه و أتكل على الله أحسن و الله كلكم النهاردة هاتباتوا تحت الأرض " فقال أحمد السماك " انا هاحكيلك كل حاجة " فقال حازم " عارف عمرو الله يرحمه حكالى عن الموضوع و أنه شاكك ان فيه حاجة مريبة بتحصل و مش هايهمنى أعرفها انا عايز أعرف مين قتل عمرو " فقال الدكتور سمير " على العموم عمرو كان بيراقب الأتنين دول و هما أخر ناس شافوه قبل ما يموت " فقال بدر موجها كلامه الى حازم " الراجل ده قتل أربعه بما فيهم أبويا و هو لسه معترف حالا و زى ما حكيتلك فى التليفون يا أستاذ حازم الراجل ده ورا أى مصيبة حصلت و هاتحصل " فقال حازم موجها كلامه الى أحمد السماك " و انت ما عندكش حاجة تقولها " فقال أحمد السماك بنبرة مرتعشة " الجو ساقعة أوى " فقال حازم مستغربا " نعم ؟ دا اللى انت عايز تقوله " فقال أحمد السماك " أخوك ماليش مصلحة فى قتله و أصلا الموضوع كله ماليش صلة بيه القدر حطه فى طريقى و انا مشيت ورا قدرى لحد ما وصلت هنا غير كده ما عنديش كلام أقوله " فقال حازم " يبقى انت ما قتلتوش ، و نظر الى الدكتور سمير و قال " و انت يا جدو عندك ايه تقوله " فقال الدكتور سمير " الناس ديه ناس مجنونة و عماله تتكلم عن أموات بيرجعوا للحياة تانى و كلام غريب ما أفهموش انا راجل علمى و ماليش فى شغل المجانين ده " فقال بدر " امال مين اللى ترجملنا الورق " فقال الدكتور سمير و هو يهز كتفيه " مجرد فضول علمى مش أكتر " فقال بدر و هو يخرج هاتفه و يعبث به ثم يلقى به عند أقدام حازم    " دى كل كلمة اتقالت فى النص ساعة الأخيرة قبل ما تدخل الفيلا أسمعها " فتناول حازم الهاتف و استمع الى كلمات الدكتور سمير فقال الدكتور سمير " عادى بردة شوية كلام بجارى بيه أتنين مجانين" فقال حازم و هو يهشم الهاتف " لا واضح " ثم أطلق رصاصة فى سقف الصالة جعلت الجميع يجفل فقام بضربة مدروسة أطاحت بالمسدسين من يد الدكتور سمير ثم قال " أيديكوا معايا " فقام كل من أحمد السماك و بدر بمعاونتة على تكبيل الدكتور سمير ثم قاموا بألقائة على أقرب المقاعد فقال حازم و هو يقرب وجهه من الدكتور سمير " تعرف أيه عن أساليب الأستجواب عندنا " فقال الدكتور سمير و نظرة الخوف ترتسم على وجهه " لو قتلتنى ما أعرفش غير اللى قولتهولك انا ما قتلتش أخوك " فقام حازم بلكمه فى أنفه لتنفجر الدماء منه على الفور فقال بدر بدربدر " مش عايزين غباء لو سمحت " فقال حازم و هو يضرب بدر بقدمه ليسقطه على أحدى المقاعد " اللى هايفتح بقه هاقتله " فقام بدر بالأعتدال على مقعده و أكمل حازم موجها حديثه الى الدكتور سمير " مين قتل أخويا " فقال الدكتور سمير و عيونه تلمع " ما تسأله شخصيا " فقال حازم و هو يضحك بجانب فمه " أزاى يا جحش " فقال الدكتور سمير " نرجعه من الموت و نسأله " فقال حازم " و حياة أمك " فقال الدكتور سمير " لو ما عرفتش أبقى أقتلنى " فقال حازم " الأموات بيصحوا يوم القيامة بس " فقال الدكتور سمير " بنى أسرائيل ذبحوا البقرة علشان يعرفوا مين الجانى و سيدنا عيسى كان بيحيي الموتى " فقال حازم و هو يلكمه فى وجهه بقوة " دول أنبياء يا روح أمك و بلاش تخلينى أغيرلك الجنس فى البطاقة من ذكر لحاجة تانية " فقال الدكتور سمير و هو يبصق الدماء على الأرض " بص يالا انا ما عنديش غير اللى قولته غير كده أضرب دماغك فى الحيطة و عيش مع الذل و الحيرة أنك مش عارف تجيب حق أخوك " فقال حازم " عادى ممكن أقتلكوا انتوا التلاتة و كده أبقى ضمنت ان حقه رجع علشان أكيد واحد فيكوا هو اللى قتله " فقال الدكتور سمير " و أيه اللى يخليك متأكد أن واحد مننا اللى قتله " فقال حازم و هو ينظر فى عيون الدكتور سمير " هاترجعه أزاى " فقال الدكتور سمير " هاننفذ اللى مكتوب فى الورقة " فقال حازم " و لو طلعت بتكذب " فقال الدكتور سمير " أنت معاك سلاح فى خزنته 42 طلقة " فقال حازم بعد فترة صمت قصيرة " موافق " فقال بدر " موافق بأيه يا مجنون انت مصدق الكلام ده " فقال حازم " على فكرة انت مش برا الدايرة و انا هنا اللى هاقوله هايتسمع الا و الله هاسيب ورايا 3 جثث مجهولين " فقال أحمد السماك و هو ينظر ألى بدر " فك الدكتور يا بدر و تعالى ننفذ المكتوب " فقال حازم " انا قولت انا هنا صاحب الكلمة " فقال أحمد السماك " على فكرة عمرو كان أعقل منك بكتير " فقال حازم و هو يحل وثاق الدكتور سمير " كان ياما كان بقى " فقال الدكتور سمير و هو يتناول منشفة من وسط الحطام الخشبى المخلف فى الصالة " تعالوا ندخل المكتب " ....

وقف الأربعة متحلقين فى المكتب و الدكتور سمير يحاول وقف نزف الدماء المنهمرة من أنفه و قال بصوت أخنف " حد يقرا الكلام بصوت واضح و حروف باينة " فقال بدر " انا مش هاقرا حاجة أستغفر الله العظيم " و قال حازم و هو يوجه سلاحه الى الجميع " حيلة وسخة و قديمة انا مش هاسيب السلاح من أيدى " فقال أحمد السماك " انا هاقرا المكتوب " و تناول الورقة المترجمة و قال بصوت واضح " أى حاجة هاتحصل من دلوقتى هى من أختيارنا كلنا و ما حدش معفى من المسئولية " فقال الدكتور سمير " أبدأ و خلصنا من الفيلم الهندى ده " فقال أحمد السماك و هو يقرأ أولى السطور بصمت " مكتوب هنا أننا لازم نكون على مستوى واحد " فقال حازم و هو يهبط من على المكتب و يقف على الأرض " يا رب نخلص " فقال أحمد بصوت مرتعش " انتوا متأكدين من اللى احنا عايزين نعمله " فقال الدكتور سمير " مفيش رجوع خلاص " و قال حازم " خلصنى بقى " و قال بدر " انا مش متأكد بس ما عنديش أختيار تانى " و صمت الجميع للحظات ثم أرتفع صوت أحمد السماك يقول " نقف اليوم لاستعادة ما هو حق لنا ... فلتفتح الأبواب و تذوب الحواجز و تختلط العوالم لنقف فى العالم المتساوى " ثم نظر حوله فلم يحدث شىء فأستمر فى القراءة " نعقد الصفقة المذكورة و نضحى بدمائنا فى سبيل أتمامها " ثم قال " مطلوب من كل واحد فينا انه يسيل دمه " فقام الدكتور سمير بأخذ بعض الدماء المنهمرة من أنفه و قام بدر بجرح أصبعه و قام حازم بخدش جرح قديم و قام أحمد السماك بالمثل و أسقطوا الدماء على الطاولة ثم قال أحمد السماك " نتمم العهد القديم و نستعيد أرواحنا المسلوبة " فقال بدر بصوت خفيض " أستغفر الله العظيم " فقال أحمد السماك " فلتفتح السبل الأن و ألى الأبد و تكسر الأبواب المغلقة و تحضر الأرواح الهائمة " فقام نور الغرفة بالأرتعاش و صرخ حازم بصوت مرتفع و أمسك أذنيه ثم تلاه الدكتور سمير بصوت أعلى حده منه و أمسك أذنيه بالمثل و قام بدر بامساك حلقه بقوة و جحظت عينيه ثم توقف الجميع فجأة و قام حازم بتناول السلاح و تكلم بصوت منافى لصوته الأصلى " اللى قتل عمرو بدران مش موجود هنا " و قال الدكتور سمير بصوت غريب تماما عن صوته " انا اللى قتلت كامل و أمين و منير و الحامولى " و قال بدر بصوته الطبيعى موجها كلامه الى أحمد " فى أيه " فقال أحمد السماك بنبرة مرتعشة " أعوذ بالله من الشيطان مش عارف " و هنا قام حازم برفع سلاحه و توجيهه على الثلاثه ثم وجهه ناحية رأسه و قام بجذب أبرته
و انفجرت أجزاء رأسه و تناثرت على الحائط القريب منه
ثم قام الدكتور سمير بجذب الشفرة المستخدمة فى فتح الخطابات من على المكتب و قام بغرسها فى عنقه
لتتناثر دماءه على المكتب لتغرقه و تصنع بركه صغيرة من الدماء على الأرض
ثم سقط بدر كامل و هو يضع يده على صدره لتدور عينيه فى محجريهما ثم يسقط رأسه على صدره و تتوقف حركته كليا

ثم قال صوت من خلف أحمد السماك " انت المفتاح اللى كانوا بيفشلوا عنده و دلوقتى نجحت " فالتفت أحمد السماك ليرى شخصا غريبا ظهر من العدم يرتدى سترة سوداء و يضع شالا أسود حول رقبته فقال أحمد السماك بنبرة مرتعشة من الخوف " أنت مين و دخلت هنا ازاى ؟ " فقال الرجل " انا اللى بدأت الطريق و انا اللى المفروض انهيه .... أنا صلاح الكاشف

يتبع
محمد محسن

ليست هناك تعليقات: