الخميس، 26 سبتمبر 2013

الدخيل 11



الفصل العاشر : سم العسل :-

فرغ الدكتور من قراءة اللغة الغريبة و كان أول ما نطق به " مين صاحب الحاجات ديه " فقال أحمد " الدكتور أمين الله يرحمه زى ما قولنا لحضرتك " فقال الدكتور " قصدك الله يحرقه دا كفر صريح " فقال بدر " يعنى فعلا اللغة المكتوبة لغة سحر " فقال الدكتور بتأفف " ما فيش لغة أسمها لغة سحر شمس المعارف مكتوب بالعربى معنى كده ان اللغة العربية لغة سحر الكلام اللى مكتوب بلغة أفريقية قديمة و فى شوية مصطلحات من مصطلحات حضارات قديمة زى الهيروغليفية و البابلية و حضارة الأنكا كلها متعلقة بالسحر الأسود و أستحضار الجن و الأرواح و القرابين و حاجات أستغفر الله العظيم زى الزفت " فقال أحمد " يعنى الكتابة اللى بالدم اللى كانت على حيطان شقتى فعلا مش بشر اللى عملها " فقال الدكتور و هو يشعل سيجارته " كل اللى ليه علاقة مات صح " فقال أحمد " تقريبا كلهم ماتوا " فقال الدكتور بلهجة عنيفة " ما فيش تقريبا ماتوا و الا لأ " فقال بدر " أكيد ماتوا اللى بيعم على المعظم بيعم عالكل " فقال الدكتور " و ناويين على ايه حضراتكوا كده " فقال بدر و هو يلتقط الأوراق " الباقى بتاعنا يا دكتور " فقال الدكتور و هو يضرب يده " نعم يا أخويا ما أنا كمان أتنيلت قريت يعنى بقيت جزء و مكتوب هنا أن الطريق أتجاه واحد يعنى اللى بيدخل ما بيطلعش يا حبيب الروح " فقال أحمد " حضرتك متأكد أنك دكتور " فقال الدكتور " دكتور من اللبان يا خفيف " فرفع أحمد حاجبه متفهما فقال بدر و هو ينظر الى عيون الدكتور " بص بقى انا أصلا قتال قتله و مش هاتقف عليك " فقال الدكتور و هو يسحب أجزاء مسدسه " و انا كمان مش هاخسر فيكوا غير الطلقتين بص يالا أنت و هوا انا عشت طول عمرى فى حالى و مش هاموت على أيد شعوذة و جن و مش عاشقكوا فى الضلما علشان كده عايز أشترك معاكوا انا أتحطيت فى الدايرة و هاخرج منها " فنظر بدر نظرة طويلة الى عيون الدكتور فلم يجد فيها غير الشجاعة فجلس على كرسيه و أشعل سيجارة و قال أحمد السماك " هانعمل أيه دلوقتى " فقال الدكتور " القمر فى المحاق لأننا فى أخر الشهر العربى و مكتوب قصادى ان التعويذة بتتعمل و القمر فى المحاق يعنى قدامنا لغاية بليل نعرف هانعمل أيه " ثم أستكمل قائلا " و طبعا انا لبستكوا أنتوا الأتنين يبقى الكلام على بيات ثوانى هاطلع أمشى الشغالين " فقال بدر " ليه تمشيهم خليهم علشان لو جرالنا حاجة " فقال الدكتور " لا و النبى علشان يشوفوا كل حاجة و يبهدلونا أو تحصل حاجة و نروح كلنا على الأقل سيبهم يلاقوا الجثث " فهربت الدماء من عروق أحمد السماك الذى قال " جثث هى فيها جثث " فقال الدكتور " يبنى دا سحر سأسودأسود و أستحضار أرواح و جان يعنى أكيد مش هايبقى حفلة طهور " فقال بدر " انت ماسك نفسك أوى ليه كده يا دكتور " فقال الدكتور " علشان انتوا الأتنين منهارين و لو أحنا التلاتة أنهارنا يبقى قول علينا السلامة ، أنا طالع أمشى الشغالين " .....

الواحدة ظهرا : قصر الدكتور سمير الشواف :-

جلس بدر ينفث دخان سيجارته محاولا ربط الأحداث ببعضها بينما جلس أحمد السماك و هو يهز جسده من فرط الخوف و يقول " ربنا ما يرضيهوش اللى بيحصل فينا ده ما يرضيهوش اللى بيحصل فينا ده ما..." كررها مرارا و تكرارا جعلت بدر يفقد صوابه و يتجه نحوه و معتصرا كتفيه و هو يقول " أسترجل يالا و قوم فكر معايا أسترجل " ثم قام بلطمه بقوة جعلت أحمد السماك يهدأ و لكن عينيه لم تستطع الهدوء فظلت تذفر الدموع فقال بدر " قوم فكر معايا فى اللى بيحصل حوالينا مش غريبة اللى بيحصل و الا انا بيتهيألى " فقال أحمد السماك محاولا التقاط أنفاسه " هو أيه اللى بيحصل حوالينا " فقال بدر و هو ينظر اليه بدموية " استرجل بدل ما أخليك تعيط طول عمرك على اللى راح أسترجل " فقام أحمد السماك بمسح عيونه و أشعل سيجارة و هو يقول " أسترجل ازاى دا بيقولك جن و عفاريت و تعاويذ و شعوذة أهدى و أسترجل ازاى " فقال بدر و هو يداعب لحيته " ماهو اللى بيقول ده هو اللى مش مفهوم لا نعرفه و الا يعرفنا و يستضيفنا فى بيته و يمشى الشغالين و مصر انه يكون معانا و حجته انه خايف يجراله حاجة و يرجع بعد كده يقولك ممكن نكون جثث مش عارف فى حاجة مش فاهمها " فقال أحمد السماك " تفتكر مخبى حاجة " فقال بدر " سيبك من الموضوع ده المهم انت معاك الشنطة " فقال أحمد و هو يشير ناحية الركن " أهيه هناك ليه " فتناولها بدر و قام بفتحها بصوت خفيض و مع ذلك أنتفض أحمد السماك مت التكة الخفيفة المصاحبة لفتحها فنظر أليه بدر و هز رأسه فى يأس و قام بالبحث فى داخل الحقيبة فقال أحمد السماك " أنت بتعمل أيه " فقال بدر " بحاول أشوف أى حاجة ماخدناش بالنا منها " فقال أحمد السماك " هايكون فى حاجة أكتر من اللى أحنا فيه ده  ، انت يا أبنى ما بتردش ليه " فقال بدر و هو يغلق الحقيبة بسرعة " لا ما فيش عندك حق ما فيش أكتر من كده " فقال أحمد السماك " انا رايح الحمام و أحتمال أطول عايز منى حاجة " فقال بدر " لالا روح "

الخامسة مساءا : مكتب الدكتور سمير الشواف داخل القصر :-

دلف بدر الى داخل الغرفة بعد الطرق على الباب فقال الدكتور سمير " أيه يا قتال القتلة عايز أية " فقال بدر " جاى أعتذر لحضرتك انت فاهم يعنى الموقف كان عامل ازاى " فقال الدكتور سمير " لا عادى ما يهمكش حاجة المهم قولى انت متأكد ان دى كل الحاجات اللى كانت فى الشنطة " فقال بدر
" شنطة أيه يا دكتور اللى بتتكلم عنها " فقال الدكتور سمير " مش قصدى الشنطة قصدى يعنى دى كل حاجة كانت معاكوا " فقال بدر " هى فيه حاجة ناقصة و الا أيه " فقال الدكتور سمير و هو ينظر من أسفل نظارته " و انا هاعرف منين لو فيه حاجة ناقصة " فقال بدر " انا قولت يمكن يكون الورق بيقول كده و الا حاجة مش حضرتك ترجمته و الا أيه " فقال الدكتور " مانا ترجمته قصادك انت فاتتك اللقطة ديه و الا أيه " فقال بدر " لا ما فاتتنيش بس هو حضرتك لسه بتقرا فيه ليه دا زى ما تكون عايز تحفظه " فقال الدكتور سمير " لا يا سيدى كل الموضوع شغف علمى مش أكتر " فقال بدر " طيب و هو العلم مش المفروض بينفى وجود الحاجات ديه برده و ما بيعترفش بيها " فقال الدكتور سمير " مش كل العلماء متفقين على حاجة واحدة " فقال بدر " طبعا أمال دا أختلاف العلماء رحمة برده " فقال الدكتور سمير " طيب ما أنت كويس أهه ، أه صحيح انت خريج أيه " فقال بدر " تجارة أنتظام قسم أدارة أعمال " فقال الدكتور سمير " يعنى مالكش فى الكلام القديم ده " فقال بدر " و الا الجديد انا راجل عندى مصالح براعيها و بحاول أكبرها علشان أعيش مرتاح بس ربنا بقى اللى بيحط الواحد فى سكك مش بتاعته " فقال الدكتور سمير " طيب على العموم انا هاخلص شوية حاجات لحد بليل و بعد كده نبقى نشوف هانعمل أيه " فقال بدر و هو يخرج من المكتب " صحيح يا دكتور هو أنت مش متجوز " فقال الدكتور سمير " كنت متجوز و انفصلت أى سؤال تانى " فقال بدر " لا أبدا خيرها فى غيرها أن شاء الله " و قام بغلق الباب

نظر الدكتور سمير طويلا الى الباب ثم قام بأخراج مسدسه و تأكد من وجود الطلقات بداخله ثم أرجعه مرة أخرى الى درج المكتب

فى نفس الوقت اخرج بدر كامل سلاحه و تأكد من وجود طلقاته الناريه ثم أعادة مرة أخرى الى جرابة أسفل قميصه

اما فى تلك الأثناء كان أحمد السماك يخرج من الحمام و هو لا يعرف ما ستجود به الساعات القادمة من أهوال سيتعذر عليه تذكرها أن أستمرت حياته

يتبع
محمد محسن


ملحوظة : تأخير الحلقات مش بأيدى بس فعلا ورق الجيش و التجنيد بيقفل اليوم و ما بيخليش الواحد عارف يعمل حاجة بس أن شاء الله أنتظام الحلقات الاخيرة هايكون حلقة كل يوم و يوم و أتمنى الرواية تكون عند حسن ظنكوا كلكوا

محمد محسن

ليست هناك تعليقات: